التصدي للتحرش
Pixabay

اللي يقولك كلمة … اضربيه بالجزمة

“تتعرض معظم الفتيات والنساء في مصر بصورة يومية، للتحرش اللفظي أو الجسدي”.

أكتب هذه الجملة دون أن أتبعها بأي مصدر أو إحصائية، فمن يسير في شوارع المحروسة، يشاهد بأم عينه ما تتعرض له أي فتاة تسير في الشارع؛

  • النظرات الجائعة التي تنتهك الأجساد
     
  • التحرش اللفظي الصريح، أو الذي يحمل تورية ما
     
  • التحرش الجسدي الذي يكثر في المواصلات العامة وطوابير المصالح الحكومية والأماكن المزدحمة والشوارع الخالية من المارة

عن نفسي، ومنذ انتقالي للعمل في القاهرة في 2009، تعرضت مراراً وتكراراً لحالات تحرش سواء في الشارع أو في المواصلات.

  • أحياناً كنت أثور وأبدأ في الشتم والسب وفضح المتحرش
     
  • بعدها تعلمت أن أسير وفي يدي زجاجة مياه مثلجة من أجل أن “أضرب” من يتحرش بي – فعلتها مرتين على الأقل
     
  • عندما كان يتحرش به سائق سيارة وأنا أسير على قدميّ، كنت ألتقط أقرب “حجر” وأهشم له زجاج السيارة – فعلتها أكثر من مرة
     
  • أحياناً أصور المتحرش ورقم سيارته وأضعها على النت، أو أرسلها لصفحات مهتمة بالتصدي للتحرش
     
  • أفعل ذلك دون أن أنتظر أي دعم من أحد
     

أعرف أن الكثيرات يؤثرن السلامة ويتغافلن عن أي تحرش لفظي – وأحيانا جسدي – لأنهن يعلمن أن الجميع سيتكاتف ضدهن؛

  • “خلاص حصل خير يمكن ما يقصدش”
     
  • “أنتِ غاوية فضيحة”
     
  • “اسكتي وخلاص، أحسن يكون معاه مطواة ويخبطك بيها”
     

لكن المؤكد أن المتحرش ضعيف، حتى لو كان وقحاً وصوته عالِ.

أعرف حالات كثيرة، تنتهي بتوسل أهل المتحرش وتقبيل أيدي وقدمي الضحية، إذا ما وصل الأمر لقسم الشرطة، وعايشت واحدة منها بنفسي.

قصة تحرش حديثة

خلعت حذائي وانهلت عليه

في الساعة العاشرة صباحاً، أوصلني زوجي بالسيارة إلى فرع أحد البنوك في منطقة المنيل، ثم اتجه إلى نقابته.

بعدما أنهيت ما كنت أفعله في البنك، خرجت للشارع كي أبحث عن سيارة أجرة تقلني إلى مقر عملي في شارع جامعة القاهرة.

أثناء سيري في الشارع، جاء في وجهي رجل خمسيني مهندم المظهر، وقال لي “اللهم صلّ على النبي، إيه “الـ**” ده؟”.

اندفع الدم في رأسي وبدأت في وصلة من السب واللعن.

بدأ هو في التطاول عليّ مدعياً أني مجنونة وأنه كان بيصلّي على النبي وأن “محدش جه جنبي”.

خلعت حذائي وانهلت عليه.

اجتمع المارة محاولين تخليصه مني، فأخبرتهم أنه تحرش بي.

لأول مرة أجد من يُساندني؛ قال لي أحدهم “تسلم جزمتك”، وسبّه رجل آخر وهمّ بضربه.

عندما أخبرت المتحرش أنني سآخذه لقسم الشرطة، ركض مهرولاً.

عندما دونت هذا الموقف على صفحتي الخاصة، أتتني تعليقات ورسائل إيجابية كثيرة، وشاركتني كثيرات ما تعرضن له من حوادث تحرش وكيف تعاملن مع المتحرش؛

“يمنى. ع” 

أنا معدتش بكره جسمي لو حد لمسني، أنا بكره الشخص اللي عمل كده

“يمنى. ع” حكت لي ما تعرضت له العام الماضي:

” كان عندي امتحان في الكلية، وركبت ميكروباص وقعدت ورا خالص عشان أذاكر.

قعد جنبي شاب، وحط شنطته على رجله عشان يخبي نفسه عن اللي قاعد جنبه من الناحية الثانية.
بدأ يلمس نفسه وتقريبا كان بيعمل “استمناء“.

أنا اتخضيت جداً وخفت، وبعدين قررت أهدأ وأنتظر.

لما قرب ينتهي، صرخت بعلو صوتي وبدأت أزعق جامد وفضحته في العربية كلها.
لما السواق وقف على جنب، نزل يجري من العربية، دون أن يعترضه أحد.

وطبعاً أنا رسبت في المادة دي، عشان ما قدرتش أكتب ولا حرف في الامتحان”.

بالكلام مع “يمنى” عن التحرش، وما تتعرض له الفتيات في مصر، قالت:

“مؤخرا، ما بقتش بتضايق من التحرش نفسه، أد ما بتضايق من انتهاك خصوصيتي وانتهاك جسدي.

أنا معدتش بكره جسمي لو حد لمسني، أنا بكره الشخص اللي عمل كده، وبقيت عارفة إنه شخص قذر ومنحرف وإن العيب فيه مش فيا”.

“سالي أسامة”

لقيت الراجل شد بناته وبعدهم عني كأني مصابة بالجرب أو عريانة

“سالي أسامة”،شاركتني كيفية تعاملها مع المتحرشين:

“أنا بضرب المتحرشين.

أنا أصلا كنت عايشة برة مصر، في العراق، ومكانش فيه تحرش. لما جيت مصر اتصدمت، بس عرفت من تجربة العيش في بلد تانية إن التحرش مش أمر واقع ممكن أقبل بيه.

أول مرة تعرضت لموقف تحرش كان في 2001، كنت مع أسرتي في مدينة ملاهي، وضربت المتحرش لما لمس أختي الصغيرة.

من وقتها وأنا اللي يقولي كلمة أرد بـعشرة.

في مرة كنت رايحة أجيب ابني من الحضانة، وسائق “توكتوك” عرض عليا أن يمارس معي الجنس، وقتها كنت مرهقة ومكنتش عاوزة أتخانق.

افتكرت نصايح والدي بإني أتحامى في الناس.

قربت من أسرة كانت ماشية جنبي وسمعوا اللي اتقال. لقيت الراجل شد بناته وبعدهم عني كأني مصابة بالجرب أو عريانة.

فاتعصبت جداً ومسكت طوبة كبيرة وشقيت سقف “التوكتوك” الجلد، فالسائق طلع يجري”.

الجزمة

فإن كنتِ عزيزتي الأنثى تعيشين في مصر، وتتعرضين مثل معظم الفتيات/السيدات للتحرش، سواء بالقول أو بالفعل، فاعلمي أن التحامي في الآخرين أو الاستنجاد بهم، أمر غير مضمون، وعليكِ أن تتصدي للتحرش بنفسك وبطريقتك.

نصيحة شخصية مني، المتحرش ضعيف وجبان فـ  “اللي يقولك كلمة، اضربيه بالجزمة”.

ملاحظة: مختلف المدونات تعبّر عن رأي كتابها وليس بالضرورة عن رأي الموقع

هل وجدت هذه المادة مفيدة؟

اترك تعليقاً

آخر التعليقات (2)

  1. وقودها الناس والحجارة اعدت…
    وقودها الناس والحجارة اعدت للكافرين

  2. الله ينور على البتدافع عن…
    الله ينور على البتدافع عن نفسها حتى لو لبسها مش بيستر بردو ميديش حق للتحرش وياريت ياريت متسكتيش واكتر مكان به تحرش فالقاهره يا جماعه

الحب ثقافة

مشروع الحب ثقافة يهدف لنقاش مواضيع عن الصحة الجنسية والإنجابية والعلاقات