حبيبان يعانقان بعض
الحب ثقافة/Mirjam van den Berg

صاحِب مراتَك

“عزيزي الرجل.. جرّبت تصاحِب مراتك؟!. جرّبت تتكلم معاها كصاحبة بطريقة عادية عن أمور جنسية حميمية وتنسى إنها فلانة أم العيال اللي بتنام جنبك بالليل؟”

كبرنا وإحنا عارفين إن الكلام عن الأمور الحميمية والجنس عيب. وكنت قد شجّعت في مقال لي، فكرة الكلام عن العيب وحاولت فيه أغيّر مفهوم اتربينا عليه. لأني مؤمنة إن الكلام عن الجنس مش عيب. العيب هو الادّعاء والتمثيل والتخفّي. العيب هو إننا نبيّن للمجتمع إن مقوماته العقيمة بتنطبق علينا، وإننا ما نعرفش حاجة عن “قلة الأدب” دي، ولو عارفين، فإحنا “متربيين” ومش هنتكلم عنها.

الغريب في الأمر إن الكلام عن العيب من طرفي العلاقة بيحدث أحيانا، لكن للأسف مع غرباء. فالبنات بتتكلم في جلسات الفضفضة النسائية عن مشاكل حقيقية بيعانوا منها. بيشتكوا لبعض من روتينية الأداء مثلاً. بيطلبوا النصيحة ويسألوا: “أعمل إيه؟ وأوصلّه إزاي إني عايزة ده أو مش بحب كذا؟”.

للأسف توصيات الجلسات دي ما بتاخدش حيز التنفيذ. لأن مجتمعنا ما علّمش الرجالة تصاحِب ستاتها. ونادرًا لما تلاقي بنت أو ست قادرة إنها تتكلم بعفوية وأريحية مع زوجها عن شيء من هذا القبيل. وده يرجع لأنها مش هتعرف ترد لما يسألها “وعرفتي ده منين؟”

أو “مين قالك على الـ tips دي أو عرّفك الحركة دي؟”. أو لأنها هتخاف من إنه يتهمها بمصادقة الستات “قليلة الأدب” لو كشفت عن مصدر معلوماتها. لذا معظم جلسات البنات للكلام عن العيب بتتحول لرغي ونميمة وبس. وأحيانا بتحتوي على مبالغات وتباهي بأمور في الحقيقة ما بتحصلش، لكن نِفسُهم.. تحصل.

اتفقوا سوا على إنه وسيلة متعة وإشباع للروح وإنه مش أداء روتيني ليلة الخميس.

ويمكن أن تكون جلسات الرغي النسائية مقبولة أو متعارف عليها في ظل العادات والتقاليد المجتمعية اللي اتربينا عليها. لكن غير المقبول ولا المفهوم ولا المبرر، هيّ جلسات الرجالة اللي بيتكلموا فيها عن الجنس.

 إن كلام راجل مع واحد صاحبه عن أمور جنسية وتكنيك معين أو tips أو أوضاع جديدة، مش هيعود عليه بأي نفع – اللهم إلا شوية ضحك لو الكلام احتوى على نكات جنسية أو “إفيهات” قبيحة. وده لأن الشخص الوحيد اللي ممكن الراجل يستفيد من كلامه معاه عن الأمور الحميمية هو الزوجة.. الست بتاعته يعني.

لكن مجتمعنا اللي نشأنا فيه، فهّمنا إن كلام الراجل مع الست بتاعته عن أمورهم الجنسية الخاصة تعتبر ضرباً من الجنون، مستحيل زي الغول والعنقاء والخِل الوفي. مع إن الراجل ده ممكن يتكلم مع (صديقة) في مواضيع جنسية. لمجرد التباهي أو يبيّن إنه شخص “أوبن مايندد” ومثقف وفاهِم ولطيف، ومش وحش خرافي بيقضي وطره من الزوجة وبعدين يتقلب على بوزه ينام.

عزيزي الرجل.. جرّبت تصاحِب مراتك؟!. جرّبت تتكلم معاها كصاحبة بطريقة عادية عن أمور جنسية حميمية وتنسى إنها فلانة أم العيال اللي بتنام جنبك بالليل؟ جرّبت تتبادلوا كتب علمية/ثقافية –ث قافية فعلاً مش “بورن” زي الفيلم إياه ما كان بيقول- عشان توسّعوا مدراككم سوا أو على الأقل يا سيدي عشان تجاريك؟!

عزيزي الرجل.. صاحِب مراتك. صاحِبها وانسى إنها “الجماعة”. كلّمها كأنها واحدة غريبة حابب تتفاخر قدامها بشمولية معرفتك وبعقلك المتفتح. كلّمها عن الجنس وإنه شيء مهم مش مجرد وسيلة للتكاثر أو تفريغ طاقة. اتفقوا سوا على إنه وسيلة متعة وإشباع للروح وإنه مش أداء روتيني ليلة الخميس أو في الأعياد.

هاتوا زي الكاماسوترا / الروض العاطر في نزهة الخاطر / نواضر الأيك في معرفة النيك –متوفرة بي دي إف- واقروها سوا واعرفوا اللي فايتكم وجرّبوه. اقرأ فصل واحكيهولها أو تقرأ هيّ فصل وتلخصهولك.. اسمعوا موسيقى حسيّة سوا واستمتعوا بأثرها عليكم.. انسى إنها “الحكومة” واتعامل على إنكم Couple متصاحبين، اللي ما تعرفوش اعرفوا معاها، واللي تعرفه شاركها فيه..

عزيزي الرجل.. صاحِب مراتك الله يرضى عليك.


لماذا برأيكم يشعر الرجل أحياناً بالاحراج من التعامل مع زوجته كحبيبة وعشيقة؟ 

يمكن ترك تعليقاتكم أدناه أو المشاركة في النقاش عبر فيسبوك وتوتير.

المدونات المنشورة تعبّر عن رأي صاحبها، وليس بالضرورة عن رأي موقع “الحب ثقافة”.  

هل وجدت هذه المادة مفيدة؟

اترك تعليقاً

آخر التعليقات (6)

  1. موضوع الصداقة بين الراجل
    موضوع الصداقة بين الراجل ومراته مستحيل يعنى لو روحت قولتلها وصلت زميلتى بعد الشغل فى ثانيه هتقلب مراتى وهتنسى الصداقه وصلتها ليه اتكلمتو فى ايه حولت اكون صديق مراتى لكن للاسف هوا ده اللى حصل

  2. لان كل واحد عايز يفرغ طاقته
    لان كل واحد عايز يفرغ طاقته وبس ولما تحب تتكلم عادي يقول مش فاضي هوه ده الروتين بتعنا احنا لا فوسح لاكلام لاصداقه لا حب دي هي الحياه لاتعليق

الحب ثقافة

مشروع الحب ثقافة يهدف لنقاش مواضيع عن الصحة الجنسية والإنجابية والعلاقات