الاحترام الزائد
unsplash

“عيب يا دكتورة”.. هل يقتل الاحترام الزائد المتعة الجنسية؟

من الضروري أن يستمتع الزوجان بعلاقتهما الجنسية، ولا ينبغي أن يكون الاحترام القائم بينهما عائقاً أمام ذلك.

“احترمني.. ولكن ليس الآن”؛ جملة قد تكون على لسان بعض النساء، ولكن يخجلن من قولها لأزواجهن وقت ممارسة الجنس.

الاحترام بين الأزواج في المعاملات اليومية والاجتماعية خاصة أمام الآخرين؛ هو عامل مُهم من عوامل نجاح الزواج ويعد هذا أمراً متفقاً عليه لدى الكثير.

ولكن السؤال؛ هل يجب أن يمتد هذا الاحترام إلى غرفة النوم والفراش؛ لدرجة قد تقتل متعة العلاقة الجنسية بين الأزواج؟ بعد الحديث مع بعض النساء والرجال اكتشفنا أن الإجابة: نعم! فضرورة وجود الاحترام بين الزوجين في حياتهما اليومية، لا يمنع إسدال ستار مؤقت على هذا الاحترام الممزوج بالخجل؛ لنعطي مساحة للمتعة في غرفة النوم.

الاحترام الزائد الذي قد يمنع الزوج من ممارسة الجنس مع زوجته بحرية وجموح؛ قد يكون عاملاً من عوامل تعاسة المرأة والرجل في الزواج، بالطبع قد توجد بعض النسوة اللواتي لا يشكل هذا الأمر عائقاً بالنسبة لهن ليصلن إلى النشوة الجنسية ويشعرن بالرضا.

ولكن هناك أيضاً نسوة أخريات لديهن تفضيلات وخيالات جنسية يردن أن يعشنها مع أزواجن، ولكن مكانتهن الاجتماعية والأسرية فرضت عليهن صورة معينة يجب أن يظهرن بها أمام الزوج والمجتمع، ويحلمن بالتحرر من هذه الصورة على فراش الزوجية.

“منصبي حرمني من المتعة الجنسية”

“عيب يا دكتورة”، “عيب انتي محترمة”، “عيب عشان ولادك”، “عيب عشان شكلك أدامي”، تلك هي أكثر جُمل أثرت في نهى وجرحت مشاعرها.

هي أستاذة جامعية تبلغ من العمر 42 سنة، تُدرس في واحدة من الجامعات الإقليمية في مصر هي وزوجها، تخبرني أن زوجها “نمطي متجمد” -على حد وصفها– لا يدرك أن هناك جانباً في شخصيتها يهفو إلى الجموح.

 فهي لا تريد أن تكون الأستاذة الجامعية التي يجري احترامها في الفراش، هي تريده هو أن يسيطر عليها، بل وأن يمطرها بالكلام البذيء أثناء ممارسة الجنس، تهفو للحظة انفصال عن الواقع تشعر فيها أن زوجها يراها وكأنها عشقيته.

توضح لي أن الكثير من الرجال لا يدركون أن المرأة تقدر معاملة الزوج باحترام لها في يومهما العادي بل ولا تستطيع أن تعيش سعيدة بدونها، ولكنها في لحظة بعينها تريد أن تتخلى عن كل القيود التي وضعها حولها المجتمع.

الزواج الممتع
unsplash

تريد أن تنسى منصبها وكونها أماً، تريد أن تنعم بجنون الجنس، وتحدثت مع زوجها أكثر من مرة في هذا الأمر، ودائماً ما كان رد فعله قاسياً جارحاً، يشعرها بكونها امرأة “غريبة” أو “منحرفة”، وتسألني: “إن لم أنحرف مع زوجي.. مع من سأخوض هذا الإحساس؟”

 

“لست طفلتك الصغيرة.. اصفعني”

 

“انتِ هتنامي كده؟”؛ هكذا كان رد فعل زوجها عندما خلعت جلباب البيت وقررت أن تنام فقط بالملابس الداخلية.

وقتها لم يكن في ذهنها إغراء زوجها بل كانت تشعر بحرارة الطقس، ولكن النفور والتقزز اللذان غلفا تلك العبارة جرحها –على حد وصفها-، وشعرت بالإحراج الشديد وارتدت جلباباً خفيفاً ونامت وهي تحبس دموعها.

هالة، سيدة في الخمسين من عمرها، تحكي لنا قصة معاناة طويلة عن حياتها الجنسية مع زوجها، هي وزوجها طبيبا أسنان.

هي سيدة مصرية عادية عندما تراها بالحجاب والملابس المحتشمة، ولكن بداخلها أنثى تريد أن تنفجر رغبتها الجنسية مع شريك حياتها، تعرفت على زوجها منذ أن كانت مراهقة ولم تعرف في حياتها رجلاً غيره، كان جارها، وزميلها في الجامعة.

على مدار حياتها الزوجية كانت علاقتها الجنسية مع زوجها يغلفها الاحترام المبالغ فيه، فهي لم تقف أمامه مرة واحدة عارية بالكامل، وهو يتعمد أن يغلق الأنوار أثناء ممارسة الجنس.

تخبرني: “لم أر زوجي وهو يقذف ولا أعرف تعبيرات وجهه في تلك اللحظة”.

تؤكد أنه يعاملها على أنها الطفلة التي عرفها منذ المراهقة، وكل ما تريده بشدة هو أن يصفعها على مؤخرتها أثناء ممارسة الجنس، ولكنها لم تجد الشجاعة طوال حياتها لتخبره عن هذا “الحلم”. إذ تشعر بالخجل أن يفقد احترامها له.

“زوجتي ليست ممثلة بورن”

نسبة كبيرة من الرجال في مصر، اكتشفوا الجنس عن طريق أفلام “البورن“، والتي تجسد فيها ممثلة البورن كل الأفعال الجنسية المثيرة التي يتمناها الرجل، ولكن مع الوقت –يقول لي أحمد 37 سنة- تتحول في ذهنه المرأة التي تقبل على هذه الأفعال أو تستمتع بها؛ إلى مجرد ممثلة بورن لا تمتلك “حياء”.

كان من المهم جداً لأحمد أن يختار لنفسه زوجة تختلف كلياً عن النساء اللاتي تبدو عليهن الشهوانية والرغبة طوال الوقت، لأن –من وجهة نظره- هذه المرأة هي من ستربي أبناءه ويجب أن تتمتع بالحياء والاحترام الكافي لهذه المهمة.

طبيعة عمله كمدرس للمرحلة الثانوية تفرض عليه أن يترك أبناءه فترات طويلة مع زوجته –ربة منزل- ولن يشعر بالأمان على هؤلاء الأطفال إذا كانت تربيهم امرأة “مش بتفكر غير في الجنس”.

متعة الطرفين
pixabay

“قُل لي كلاماً بذيئاً”

على الجانب الآخر ترى مها -35 سنة- أن الزوج عليه أن يدرك أن المرأة تستطيع الفصل بين كونها أماً، وبين تصرفاتها كحبيبة وزوجة في ممارسة الجنس.

على مدار سنوات من العيش مع زوجها الذي يعمل موظفاً في وزارة الآثار، حاولت إقناعه خلالهم بالجنس الفموي للطرفين، ولكنه دائماً ما كان يرفض.

وظيفة مها في واحدة من جمعيات حقوق المرأة، والملابس المحتشمة التي تختارها لنفسها، جعلتها تشعر أن زوجها ينظر إليها وكأنها كارهه للرجال، ولأنها لا تخجل من الحديث عما يدور في ذهنها، حتى أنها طلبت منه في مرة أثناء ممارسة الجنس أن يقول لها كلاماً “قذراً” يليق باللحظة، فما جاء من وراء هذا إلا المزيد من النفور بداخله تجاهها.

وتؤكد لي –مها- أنها على الرغم من خوفها على صدمة ابنتها من تجربة الطلاق، إلا أنها تفكر جدياً في خوض الانفصال حتى لا تعيش المتبقي حياتها في هذا الصراع النفسي مع ذاتها من جانب، ومع زوجها من جانب آخر.

شاهد من أهلها

يرى علاء وهو يعمل ترزياً في أحد المصانع ومُدخل بيانات بشكل حر –33 سنة- أن متعة زوجته في العلاقة الجنسية، بالنسبة له، أهم من متعته، وهو أمر لا يشعره بالضغط أو العبء بل يمده بالسعادة.

ولأن زوجته ليس لها خبرات سابقة في العلاقات الجنسية، فكان يدرك منذ بداية الزواج أن عليه أن يكون هو تلك النافذة ويساعدها أن تكتشف جسدها والجنس والمتعة الناتجة عنها.

يوضح علاء أنه يجب على الرجل أن يدرك أن زوجته لم تستمد معلوماتها ورغباتها الجنسية بالضرورة من علاقة أخرى، فهي لديها صديقات تتحدث معهن ويحكين تجاربهن لها، وهناك أفلام بورن قد تكون شاهدتها في مرحلة استكشافها للجنس وشعرت بالشغف أمام فعل جنسي معين وأرادت تجربته، وهذا لا يعيب أخلاقها واحترامها في الحياة العادية بشيء.

في رأيي هي معادلة صعبة؛ أن تعامل زوجتك بالاحترام الذي يليق بمكانتها الاجتماعية والأسرية، ثم يكون مطلوب منك أن تترك كل هذا على باب غرفة النوم وتعاملها بالشكل الذي تتمناه كأنثى فقط، وليس “دكتورة” أو “أستاذة” أو أي لقب آخر قد يجعلك تراها في مكانة عالية لا تسمح بصفع مؤخرتها.

ولكن زوجتك أيضاً لديها أحلام وخيالات جنسية، ومن حقها أن تعيش معك أنتَ وحدك، وكونها ذات مكانة أو أم لا يتعارض إطلاقاً من أن تطلق لجموحها العنان معك.

وأنتَ أيضاً من حقك أن تحظى بكل أحلامك الجنسية التي قد تظنها مجنونة أو مختلفة إذا صارحت زوجتك بها، ولن تجد من وراء هذا سوى المزيد من التواصل النفسي بينك وبينها.

**تاريخ آخر تحديث: 26 أغسطس 2024

* جميع الأسماء مستعارة للحفاظ على خصوصية المتحدثين

هل وجدت هذه المادة مفيدة؟

اترك تعليقاً

آخر التعليقات (7)

  1. أتمنى كل زوج يقرأ هذا المقال…
    أتمنى كل زوج يقرأ هذا المقال … هذا المقال رقم واحد بموقع الحب ثقافه ?????????

    1. مرحباً بك،

      تسعدنا متابعتك…

      مرحباً بك،

      تسعدنا متابعتك ومشاركتك.

      الحب ثقافة

  2. شكرا لكي استاذه اميره حسن…
    شكرا لكي استاذه اميره حسن دسوقي سأرفع لكي القبعه ? على هذا المقال الراءع وهذه ورده لكي ?.

  3. وايضا انا بانتظار مقال يوم…
    وايضا انا بانتظار مقال يوم الأثنين ? ? ?

  4. موضوع تافه مع أحترامي الغير…
    موضوع تافه مع أحترامي الغير شديد
    ببساطة تقول له ماتريده
    لماذا ذكرتم سيره متحجبه وهي لديها شهوه وجموح مع شريكها

  5. مرحباً mohammed، 

     

    شكراً…

    مرحباً mohammed، 

     

    شكراً جزيلاً لرأيك وتعليقك، ولكن تم تحرير الجزء الأخير بما يتناسب مع سياسات الموقع والتي لا تسمح بتوجيه إهانات لفريق العمل أو المتابعين/ات. برجاء عدم تكرار تعليقك حتى لا يتم حظر حسابك. 

  6. زوجتي اصبحت منفتحة أكثر عند…
    زوجتي اصبحت منفتحة أكثر عند مراجعتنا الطبيبه النسائيه وهي سيده كبيرة في السن وكانت اول زيارة لنا وبدأت بالنقاش معنا و ارادت ان تفحص زوجتي ولكنها كانت خجلة إلى ان نهضت وجلست معهم حتى لا تتوتر كان شيئا جديدا لي فحوصات حوض المرأة. ونتيجه الفحص ان مهبلها جاف لانها كانت تعاني من الالم عند الجماع. وشجعتنا ان نكون اكثر منفتحين وان لا نخجل في الامور الحميميه وان نستمتع في كل مرة كلامها كان رائعا وعلمتنا كيف نستخدم التحاميل المهبليه وتريد ان ترى أطفالنا.

الحب ثقافة

مشروع الحب ثقافة يهدف لنقاش مواضيع عن الصحة الجنسية والإنجابية والعلاقات