قصة الحيض المُدنّس – قصة حقيقية
بعض القبائل في المُدن القديمة كانت تعبد “مهبل” المرأة ويرسمونه على الجدران ليسجدوا له، فهو المعجزة التي تأتي منها الحياة، في شكل المواليد الجدد، ليتعزز الوجود الإنساني.
تاريخ تقديس الحيض والمهبل
تبدأ هذه القصة منذ أكثر من 18 قرن قبل الميلاد، في الحقبة الأولى من الحضارة البابلية. وقتها كانت الآلهة “عِشتار” هي كبيرة الآلهة جميعاً، كان أغلب الناس يتبعون ديانتها.
أثناء استراحة “ِعشتار”، بسبب حيضها المقدس، كان البشر يأخذون إجازة من عملهم. يكان العالم القديم هذا يتوقف عن التنفس، لأن، مع دورة عشتار، تكتمل دائرة الحياة والخصب والنماء.
كان الإنسان آنذاك يقدس المرأة لأنها مانحة الحياة، وسبب استمرارها على الأرض بإنجاب الأطفال الذين يكملون رحلة الكون.
بعض القبائل في المُدن القديمة كانت تعبد “مهبل” المرأة ويرسمونه على الجدران ليسجدوا له، فهو المعجزة التي تأتي منها الحياة، في شكل المواليد الجدد، ليتعزز الوجود الإنساني. امتلاك المرأة لسر الحياة، غير المفهوم آنذاك، جعل البشر يتعاملون معها على أنها في مصاف الآلهة والأرباب.
تاريخ تدنيس الحيض وعزل المرأة
مع تغير النمط الاقتصادي، وإدراك الرجل لأنه يلعب دوراً في الإنجاب – التخصيب – بدأ في انتزاع صولجان القدسية من النساء. انتقل نسب الأطفال من الأم إلى الرجل، وأصبح هو المتحكم في الميراث، وبالتالي، امتلك، وتحكم بالأطفال، الذين تنجبهم المرأة له.
هكذا بدأت رحلة تدنيس كل ما له علاقة بالنساء، ومنها دماء الطمث بالطبع، فتعامل المجتمع الذكوري مع الحيض على أنه فترة نجاسة يجب اعتزال النساء، وعزلهم عن الكون، وقتها.
كان هناك دوماً غرفة مظلمة على أطراف حديقة المنزل، مخصصة لنساء العائلة كي يختفين داخلها طوال فترة الحيض.
تحقير الحائض في الحضارات المختلفة
في الصين، وأثناء انتشار الكونفوشيوسية، كان هناك دوماً غرفة مظلمة على أطراف حديقة المنزل، مخصصة لنساء العائلة كي يختفين داخلها طوال فترة الحيض. لا تخرج الحائض منها أبداً حتى للطعام. هي مجرد سجين يتلقى طعامه وشرابه من فتحة بالباب، وغير مسموح لأحد من أفراد البيت أن يتعامل معها.
أما الهندوس، فاعتبروا الحائض كائناً نجساً بالكامل، غير مسموح له حتى بدخول المطبخ أو الاستحمام أو لمس غيرها من النساء! وصل بهم الأمر إلى منعها من امتطاء أي دابة للانتقال بها من مكان إلى آخر. البعض كان يحكم عليها بالعزل، كالمنبوذين، ولا تستطيع العودة إلى أسرتها إلا بعد انتهاء حيضها.
نفس المعتقدات كانت عند العرب القدام. لم يكن مسموحاً للنساء أثناء حيضهن بالتعبد أو الصلاة للآلهة. تم تحريم ممارسة الجنس أثناء الحيض وكانت الحائض تؤمر بالإقامة في خيمة بعيدة على أطراف القبيلة.
فيما يبدو أن سياسة العزل هي التي توصل إليها الإنسان في عصر بدء تدوين التاريخ للتحقير من وظائف المرأة الطبيعية، حتى تشعر بالدونية. نبتت القيم الذكورية وترسخت وكان مفادها أن الحياة قائمة على مائه وليس دمها – أي قائمة على السائل المنوي وليس الطمث.
الحائض في بعض الأديان السماوية
لم يشهد هذا الوضع تطوراً في عصر ظهور اليهودية. في التوراة (سفر اللاويين 15: 19 – 30) تُعتبر الحائض نجساً بالكامل؛ “كل من مسها يكون نجساً إلى المساء”، بل إنها جعلت مس أي شئ تلمسه نجساً يستلزم الطهارة.
حتى وقعت قصة المسيح مع المرأة نازفة الدم لمدة 12 عام دون توقف، تحسنت نظرة الناس إلى الحائض بعدما سمح لها المسيح أن تلمسه حتى تُشفى. حتى الآن لا يُسمح للحائض بالتناول داخل الكنيسة أو خارجها وإن سُمِحَ لها بالصلاة والصيام في بيتها.
أما في الإسلام فقد تطور الأمر إيجابياً، وأصبحت الحائض فاعلة في محيطها الأسري والاجتماعي لكن مُنِعَت من الصلاة والصوم وكذلك تم اعتبار دمها نجاسة وَجب التطهر منها.
كيف يمكن أن تثق بكائن ينزف شهرياً ولا يموت؟
رغم تطور الإنسانية، وحصول المرأة على بعض من حقوقها المساوية للرجل، إلا أن مسألة “الدورة الشهرية” ما زالت تُوضع في المربع الرمادي المُسَوّر بألف سور. النساء تتعاملن مع حيضهن على أنه سر مُخجِل، وللأسف، الكثيرات ليس لديهن اهتمام بصحة جهازهن التناسلي، أو صحتهن الجنسية.
باستثناء قلة قليلة، ما زال الرجل ينظر إلى حيض المرأة على أنه “أذى” يجب اعتزاله والبعد عنه.
لا أنسى ذلك “الكوميكس” الذي انتشر على مواقع التواصل الاجتماعي ومفاده “كيف يمكن أن تثق بكائن ينزف شهرياً ولا يموت”. الغريب أن تعليقات الفتيات كانت تصب في مصلحة الفكرة الذكورية، بشيطنة المرأة لحساب ملائكية الرجل.
العلاقة بين سلطة الرجل وتدنيس الحيض
لا يمكن التعامل مع مسألة تدنيس الحيض بتساهل، فالأمر له أبعاداً أعمق بكثير من سطحية تناولنا له. مادامت السيطرة البطريركية الذكورية على مقاليد الحكم والمال والحياة مستمرة، سيبقى الحيض مدنّس. تحت قبضة الرجل الذكوري، سيظل كل ما هو شأن نسائي حقير وكل ما هو شأن ذكوري عظيم ومقدس.
المرأة مانحة حياة
قدر العلماء أن دور المرأة في عملية الإنجاب، بقاء الجنس البشري، يمثل 85% ابتداءً من الدورة الشهرية، للتخصيب داخل جسدها، لثبوت الحمل برحمها، لالتزامها بالحمل لمدة تسعة أشهر، للمخاض، للولادة نفسها.
يستمر جسد المرأة في إتمام دوره بالرضاعة لأعوام، بينما تم تقدير دور الرجل بـ 15% تتلخص في تقديم الحيوانات المنوية.
لن تنتهي هذه التابوهات الذكورية، بخصوص تدنيس الحيض، إلا عندما تقتنع كل امرأة بمكانتها الحقيقية، وتستعيدها في مجتمعها وبيتها.
سوف تعود المرأة للصدارة، وتخرج من العزل الافتراضي الذي فرضه عليها المجتمع “المتحضر”، عندما تتيقن، هي نفسها، أن الدورة الشهرية ليست مخجلة ولا مدنسة ولا نجسة، وأنها دماء الحياة التي حافظت على استمرار الكون.
ملاحظة: مختلف المدونات تعبّر عن رأي كتابها وليس بالضرورة عن رأي الموقع
الاستاذة عندما تألف فيجب ان…
الاستاذة عندما تألف فيجب ان تذكر ماقاله الاسلام في شأن المرأه وتكريمها
اما ماتتحدث عنه فيجب علي المرأه الاتذكر الي كل من قابلته بحيضها الا لطبيب او زوج اما حكم دمرالحيض فانه نجس بنص الآيات القرآنيه والاحاديث النبويه واراء العلماء