صراعات الطلاق
Pixabay

سخافات الطلاق

يظن الكثير من الناس أن قرار الطلاق هو عنق الزجاجة، ومن بعد وقوع الطلاق سيعم السلام ويعيش الكل حياته في انسجام. الحقيقة أنه بعد الطلاق، يعاني الجميع من بعض السخافات!

شيطنة الطرف الآخر

لا يريد أحد أن يتحمل وزر الطلاق أو ذنب فشل الزواج؛ غالباً ما يحاول كل من الرجل والمرأة بعد الطلاق أن يؤكد للآخرين، أنه/أنها ملاك بينما الطرف الآخر شيطاناً.

في هذه الحياة، لا توجد ملائكة صافية أو شياطين مطلقة!

يوجد بشر، يخطئون ويصيبون فيتعلمون، كان بينهم توافق ثم انقطع.

حال انتهى الود وانقطع الوصل، من الطبيعي حدوث الانفصال. الإصرار على إنجاح علاقة فاشلة هو الدمار بعينه للرجل والمرأة على حد السواء.

لا يوجد فاشل أعظم أو رابح أوحد لجائزة كبرى، ولن تكسب/ي شيئاً من الآخرين سوى التعاطف اللحظي. لكل إنسان حياته الخاصة ودوامته ومتاهته، وطلاقك، وأسبابه وتفاصيله، لا يعني أحداً غيرك.

خناقة المنزل والمنقولات

تكتظ المحاكم بالقضايا التي تخص موضوع المنزل (سكن الزوجية) والمنقولات (الأثاث والمفروشات).

المنازعات بين المطلقين، بخصوص هذه الأمور، تصل أحياناً إلى المشاجرات العنيفة والسب والقذف والاشتباك بالأيدي.

ما هي أهمية ممتلكات مادية أمام فشل علاقة إنسانية؟

الزواج يقوم على المودة والتراحم، ويجب أن يتم الطلاق بنفس المودة والتراحم. لماذا لا يعطي الرجل للمرأة حقها الشرعي بهدوء، إن كان هو الذي يرغب في الطلاق؟ لماذا لا تترك المرأة هذه الأشياء لزوجها السابق، إن كانت هي الراغبة في الطلاق.

لماذا لا يتناقش الأزواج في هذه التفاصيل مثلما تناقشوا في تفاصيل المهر والشبكة والفرح وشهر العسل فيما مضى؟

لا داع للي الذراع وكسر الأضلع وسن الألسن!

صك ملكية الأطفال

غالباً ما يقع نزاع كبير على الأطفال بعد الطلاق؛ كل طرف يظهر تعنتاً مبالغاً في موضوع حضانة الأطفال. من له الحق في الاحتفاظ بالأطفال وحده؟

المرأة ترى الأطفال ملكية شخصية خاصة بها، وتستخدمهم لعقاب الأب “الفاجر” الذي طلقها ومضى.

الرجل يرى الأطفال كـ “مسمار جحا”، الذي سيستخدمه “لتنغيص” حياة من كانت زوجته واستولت على أمواله بالمؤخر والنفقة والذي منه.

يا أيها المقبلين على الطلاق، الأطفال ليسوا أشياءً تُمتلك، ولكنهم بشر مستقلون. يقع عبء تربيتهم ورعايتهم على الطرفين اللذين قررا إنجابهم، أي الأب والأم، وبالتالي يجب التعامل مع مسألة الحضانة بأسلوب يناسب مصلحة الأطفال.

لا داعي للجوء إلى المحاكم والقضاء لتقرير الأمر. يجب وضع المشاكل الخاصة جانباً عندما يتعلق الأمر بمصير طفل، وليكن قرار الحضانة بالاتفاق بين الأم والأب بما يناسب مصلحة الطفل من حيث الرعاية والاستقرار والأمان.

معاناة المطلقات
pixabay

الانتقام المرتد

غالباً ما يعمد الطرف الذي حصل على حضانة الطفل، الأب أو الأم، على تشويه صورة الطرف الآخر في عين الأطفال، كنوع من أنواع الانتقام المستتر، بوعي أو عدم وعي.

 للأسف هذا النوع من “سخافات الطلاق” هو الأكثر ضرراً على الطفل وعلى الأهل في الوقت ذاته.

ماذا سيحدث عندما تواجه/تواجهين مشكلة تربوية أو دراسية مع الطفل؟

من الطبيعي أن يجلس الأم والأب سوياً لحل مشاكل أطفالهما والاتفاق على الخطط والقرارات التي تخص التعامل مع المشكلة.

لكن عندما تعمد/تعمدين على زرع الكراهية داخل الطفل تجاه الطرف الآخر، فستجد/ين نفسك وحيد/ة تماماً في مواجهة المشاكل التي يواجهها الطفل في كافة مراحله العمرية.

تذكر/تذكري أن حل هذه المشاكل يستلزم وجود مساعدة حقيقية، لن يحصل عليها الطفل سوى من والديه، فلا تفقدا علاقتكما الطيبة أبداً بعد الطلاق من أجل أطفالكما.  

الرجل يرمي وراء ظهره

هذه مشكلة يواجهها الكثير من الأبناء؛ بعض الرجال، بعد الطلاق، يرمون الماضي كله خلف ظهرهم ويمضون إلى الأمام وكأنهم لم يتزوجوا – ولم ينجبوا.

 يسارعون بالزواج والإنجاب من امرأة أخرى ويبدأون صفحة جديدة، وكأن الانفصال كان انفصالاً تاماً عن الزوجة الأولى والأبناء منها.

 هذا أمر عجيب حقاً! فالانفصال عن امرأة لا يشمل الانفصال عن الأبناء.

قبل أن تقرر الإنجاب مرة أخرى من زوجة جديدة، تأكد أنك قادر على رعاية جميع الأبناء بنفس المقدار.

رغم اعتراضي على المبدأ، لكن الواقع هو أن الطفل يحمل اسم الأب، وإن خرج هذا الطفل إلى العالم بلا تربية أو أخلاق، فإن هذا سيعود “بالشتيمة” لأبيه الذي يحمل اسمه قبل أمه.

مواجهة الوحوش

بعد الطلاق، تواجه المرأة عدة وحوش وحدها؛ الوحدة والمجتمع والنساء. قد تضطر بعض السيدات للعمل لأول مرة في حياتهن وقد تضطر أخريات للعمل لفترة إضافية.

تفقد الكثيرات صديقاتهن، سلو بلدنا أن تخاف المرأة من المرأة وأن تخفي زوجها عمن أصبحت بلا زوج.

تتعايش مع أطماع الذكور من أشباه الرجال وعروض المتحرشين وانتهاكهم لخصوصية حياتها أو جسدها.

واجهي الوحوش بالاستقلال؛ الاستقلال النفسي والمادي والعاطفي والفكري. سلحي نفسك بالعلم وتطوير الذات والعمل بشغف في أي مجال يستهويكِ.

لا تقدمي أي تنازلات للاحتفاظ بصديقة ليست أهلاً للثقة أو لإرضاء شخص طفيلي هائم بحياتك. تخلصي من الشوائب واستمتعي بحريتك وسلطتك المطلقة على حياتك. لستِ بحاجة لأحد.

النساء يغرقن في الحزن بعد الطلاق

حتى وإن كانت هي من طلبت الطلاق، بعد فسخ العقد وانطفاء الأنوار، وعودتها إلى منزل أهلها، أو منزل شهد في يوم ذكرياتها الزوجية، تغرق الكثيرات في دوامات الاكتئاب.

هي تتعامل مع الأمر وكأنه نهاية العالم، وتظل مسجونة في فشل زواجها حتى تغرق في الحزن والألم والأمراض، لأنها غالباً ما تلقي باللوم على نفسها.

حتى لو لم تعترف للمقربات والمقربين، تظل تفكر في أخطائها ومحاولاتها وتستعيد سيناريوهات كثيرة وتعيد صياغتها في عقلها.

سواء أخطأتِ أو لم تخطئي، يجب أن تضعي فشل زواجك ورائك وتمضي قدماً.

الأخطاء دروس قيمة – لا تتجاهليها.

الحزن شعور إنساني – لا تنكريه.

الأمل هو حبل الإنقاذ المدلى أمامك – لا تتركيه.

هناك أشياء كثيرة في الحياة تستحق أن تُعاش. حددي أهداف لنفسك واعملي على تحقيقها.

الزواج جزء من الحياة وليس كلها، ولا يعني فشلك مرة أنك لن تجدي الشريك المناسب لكِ يوماً ما.

هل وجدت هذه المادة مفيدة؟

اترك تعليقاً

الحب ثقافة

مشروع الحب ثقافة يهدف لنقاش مواضيع عن الصحة الجنسية والإنجابية والعلاقات