كيف تتعافين بعد الانفصال؟
Flickr

كيف تتعافين بعد الانفصال؟

لا توجد فريسة مغرية لأي رجل مؤذٍ متعدد العلاقات، يرغب بالتسلية وتمضية بعض الوقت، أكثر من امرأة متألمة، في حالة ضعف. احذري هواة “الطبطبة” وأصحاب الأحضان المزيفة.

الخروج من العلاقات العاطفية تأثيره ليس واحداً على الجميع؛ مدى عمق العلاقة يعتبر عاملاً هاماً في قدرتنا على التعافي.

هناك سيناريو شبه متوقع يحدث عندما تنتهي علاقة المرأة برجل تحبه، سواء كان ذلك بناء على قرار عقلاني منها، أو بسبب هجر الشريك.

لأنني مررت بهذه التجربة، ربما يمكنني أن أساعدِك على رؤية الأمور بشكل مختلف. على الرغم من كل شيء، فأنا الآن مدينة للتجربة لأنها جعلتني المرأة التي أنا عليها اليوم – امرأة تحب الحياة وتدرك أن كل تجربة هي بمثابة فرصة للتعلم والاستكشاف!

القطع الفوري للمخدر المتمثل في الشريك

لا يمكن أن تتجاوزي شخصاً ما وأنت تهاتفينه وتحيطين نفسك بكل ما يذكرك به.

بعد انفصالي قمت بحذف شريكي من جميع وسائل التواصل الاجتماعي الخاصة بي، ووضعت جميع الصور والأشياء الصغيرة المتعلقة بعلاقتنا في صندوق خشبي، ووضعتها في مكان لا أستطيع الوصول إليه بسهولة.

تذكري أن عقلك اللاواعي يتذكر كل شيء: العطر الذي كنت لا تضعينه إلا معه، وقائمة الأغنيات التي كنتما تستمعان لها في السيارة على سبيل المثال.

 كلما وجدت شيئاً يمثل رابطاً مشتركاً بينكما، تخلصي منه – إن أمكن – فهذا سيساعدك مع مرور الوقت على عدم التفكير في هذا الشخص.
 

ألحزن بعد الطلاق
Public Domain Pictures

الأصوات السلبية المدمرة

سواء هجرك شريكك، أو أنت من أنهى العلاقة، لن تسلمي في البداية من الأصوات السلبية المدمرة.

هذه الأصوات تردد عبارات تتضمن الكثير من التعميم والحذف والتشويه والافتراضات الخاطئة.

كمثال لهذه الأصوات: لا أحد يحبني! أنا لست كفاية لأحدهم! أنا لن أحظى بالحب مرة أخرى! كل الرجال أوغاد! أنا فاشلة!

أستطيع أن أتفهم أنكِ في البداية لن تستطيعي السيطرة على هذه الأصوات، وأنها ستدخلك في دوامة من الحزن واليأس.. لا بأس!

أريدك فقط أن تذكري نفسك أن أغلب السيدات اللاتي مررن بالانفصال يفكرن مثلك، وأن هذه الأصوات ليست حقيقية.

أنا أعلم أن عقلك اللاواعي يصدقها، ولكن سنستخدم عقلنا الواعي لنذكر أنفسنا فقط بأنها لا تمثل الواقع.

من حقك أن تتألمي!

تعلمت أن أسوأ ما يمكن أن يفعله الإنسان بنفسه هو أن يكبت مشاعر الألم والحزن، وألا يسمح لها بالتحرر.

قد تشعرين بالألم وبالحزن الشديد والرغبة في البكاء، ولكنك ستقولين لنفسك أنا قوية! أنا لن أبكي! لن أسمح لنفسي بأن أحزن على هذا الرجل!

ربما ستنجحين في كبت الحزن، ولكن قد يكون القلق والتوتر والأرق والألم الجسدي الذي تشعرين به، نتيجة طبيعية لكبت المشاعر المؤلمة.

أذكر أنني بكيت لأيام طويلة حتى جفت دموعي، وكنت أظن حينها أنني مخطئة وضعيفة!

أما اليوم، أنا أشكر كل الدموع التي حررتني من الألم.

اكتئاب انتهاء العلاقة
Pixabay


احذري علاقات الانتعاش Rebound Relationships

لا توجد فريسة مغرية لأي رجل مؤذٍ متعدد العلاقات، يرغب بالتسلية وتمضية بعض الوقت، أكثر من امرأة متألمة، في حالة ضعف.

احذري هواة “الطبطبة” وأصحاب الأحضان المزيفة.

اعلمي أنه حتى تتعافي المرأة، فإنها بحاجة إلى بعض الوقت. يميل الكثير من خبراء العلاقات العاطفية بأن تأخذ المرأة هدنة بعد الانفصال مدتها من ستة أشهر لسنة.

للأسف، قبل التعافي التام، قد تختارين شخصاً ما لأنه، فقط، يعوض احتياجاتك المفقودة ويشعرك بأنك ما زلت مرغوبة.

أنصحك بالتعرف على أشخاص رائعين واستمتعي بوجودهم في حياتك، ولكن أجلي الدخول في أي علاقة عاطفية إلى أن تتعافي.

طلب الدعم والمساعدة

أعتقد أنني لم أطلب دعماً في حياتي بالقدر الذي طلبته بعد الانفصال.

بعد الانفصال مباشرة تحدثت مع مدرب حياة Life Coach ليساعدني على إدارة أفكاري بشكل منطقي وعقلاني، وقد ساعدني هذا جداً على رؤية العلاقة بشكل أكثر وعياً.

أدركت الضرر الواقع عليّ من هذه العلاقة، وأصبحت أرى مميزات وضعي الجديد وكيف يمكن استغلالها.

على الرغم من هذا، ونتيجة عوامل أخرى، دخلت في حالة اكتئاب شديدة. كان هذا هو الوقت المناسب للجوء لطبيب ومعالج نفسي.

لم أشعر بالحرج من فكرة زيارة طبيب النفسي. تقريباً كل من حولي كان يرى أنني لا أحتاج له وأنني “بتدلع شوية”، ولكنني كنت أعلم أنني لم أعد قادرة على ممارسة حياتي الطبيعية.

حتى عندما طلب مني طبيبي تناول مضادات الاكتئاب لتساعدني على تجاوز هذه المرحلة، تقبلت الأمر.

بعدها وطدت علاقتي بصديقاتي وأصدقائي خصوصاً من كنت أعلم أنهم قادرون على احتوائي في هذا الوقت الصعب.

التعافي من الحزن
Pixabay

الانخراط في العمل والأنشطة

في الفترة الأولى بعد الانفصال، لم يكن الانخراط في العمل والأنشطة سهلاً؛ كنت أشعر أنني شخص آخر بعد أن تغيرت حالتي الاجتماعية من متزوجة إلى “مطلقة”.

كنت أشعر أنني بحاجة لبعض الوقت لتقبل الوضع الجديد وتمالك نفسي للتعامل مع الآخرين وفقاً لوضعي الجديد.

تجربة الانفصال قد تجلب العديد من حالات الضعف المتمثلة في انعدام الثقة بالنفس والتوتر والقلق والشعور بالرغبة في الاختباء والشعور بالفشل.

لم أضغط على نفسي في البداية، واستثمرت الأسابيع الأولى في تهدئة نفسي وتقبل الوضع الجديد والتأقلم، ثم، بالتدريج، بدأت في الانخراط في الرياضة والورش والدورات المفيدة.

الآن يومي مشغول بالكامل ولا وقت لديّ للتفكير في حياتي القديمة.

الدخول في علاقة جديدة

بعد المرور بهذه المراحل كلها، خصوصاً إذا لجأت المرأة للدعم النفسي السليم، وتخلصت من رواسب الماضي والأفكار المشوهة حول العلاقات، تصبح المرأة قادرة نفسياً على الدخول في علاقة جديدة، والاستمتاع بها وعدم الحكم عليها بالنظارة السوداء القديمة.

بعد التعافي ستصبحين ممتنة للتجربة القديمة لأنها صنعت منك الآن امرأة أكثر تصالحاً مع نفسها، أكثر وعياً باحتياجاتها من الشريك، وأكثر حباً للحياة.

هل وجدت هذه المادة مفيدة؟

اترك تعليقاً

الحب ثقافة

مشروع الحب ثقافة يهدف لنقاش مواضيع عن الصحة الجنسية والإنجابية والعلاقات