رجل الليل
Pexels

أنا وهيلينا الأرجوانية

“تلك الشهباء التي بزغت في كوكبي فأضاءت روحي بمتعة لم أدر لها مصدر”

كانت هيلينا، وكانت شهباء ارجوانية، ذات شعر احمر قصير ومثير، وبشرة بيضاء شاحبة يداعبها النمش من مكان لآخر، فتبدو مثيرة أكثر منها معيبة.

كنت أعرف أن الشهباوات متزنات وصاحبات غريزة أصيلة وحميمة وجارفة، فألقيت مرساة انتباهي عليها، كقرصان عنيد فقد عيناً.

ملكت حواسي
ملَكَت حواسي وأزالت البشر المحيطين والمحملقين والفضوليين برفق من حولي وحولها، فلم يعد في مجال بصري غيرها، بشعرها الأحمر الناريّ وجسدها الضئيل المدمج، كاسطوانة رقمية تحمل بيانات كاملة عن ثورة الجسد الأنثوي.

كانت هيلينا قصيرة وضئيلة الجسد، وكنت أحب القصيرات والضئيلات الجسد. كانت عيناها زبرجدية، تحمل من الاخضر والازرق والرمادي ما يصعب تواجده ووصفه، وما أصاب قلبي مباشرة. لا لون محدد لعينيها. تمتزج الألوان بعينيها كقوس قزح، فتتفاوت وتتباين وتتغالب، ولا يهزم بعضها بعضاً.

كانت من أصل صربيّ، تمتد عيناها وتنسحب الى الأعلى قليلاً عند نهايتهما في لمسة آسيوية، فتضفي سحراً وغموضاً شرقياً على جمال عينيها. كانت عيناها طيبتين ونظراتهما صادقة. لا تحمل خجلاً أو شبقاً.

تحمل أنوثة هادرة ، تستتر وراء ثقافة اوروبية، ثقافة الأدب الإنجليزي الذى درسته، وجمال الشخصيات الكلاسيكية التي تشبّعت بها، الجمال الشكسبيري الرائق الرائع الفريد، جمال جولييت واوفيليا وكاثرين

امرأة شعر برتقالي
publicdomainpictures.net
<
كانت انف هيلينا دقيقة كأنف الاغريقيات، وكانت أسنانها ارنبية غير منتظمة تدفع بالشفة العليا الى الامام قليلاً، الا أن تلك الدفعة الى الأمام، إضافة الى طريقة هيلينا الدافئة الهادئة المرحة في الكلام، كانت تضفى عليها سحراً وانوثة لا يوصفان.
.
كان نهداها صغيران ومندفعان الى الامام في هدوء وخجل، وخصرها ممتلئ قليلاً، امتلاء لطيفاً يفرط في أنوثتها وليس في وزنها.

كانت اردافها ممتلئة ومرتخية بعض الشيء في كسل، وقدميها صغيرتين كقدميّ طفلة. كانت تتحرك بهدوء ولطف وثقة ، تنظر هنا وتقرأ هناك، وأنا أراقبها وأتحين اللحظة لمباغتتها في رقة ورفق. كنت فقط أنتظر وأراقب لأتاكد انها بمفردها ولا أحد بصحبتها. كنت اتمنى ألا يكون احد بصحبتها، وقد كان.

حين التقينا
كان المكان “فيرجن ميجا ستور” فى “سيتى ستارز سنتر” أحد اكثر الاماكن كراهية لقلبي لفخامته وصخبه. أنا أكره الأماكن الفخمة الصاخبة. كنت بصحبة رفاق يعشقون التسكّع في ذلك المكان للاطلاع على مؤخرات الفتيات والمرور على الفيرجن ستور لابتياع آخر مؤلفات دان براون وباولو كويلو.
>
قارئة
Flickr
<كنت اكتفى بالتسكع والمؤخرات فقط، ولا أرتاد "الفيرجن" لأن اسعاره مبالغ فيها، وأنا يمكنني الحصول على نفس العناوين من أماكن اخرى بأسعار أقل.

كنت أقف بالخارج أدخّن حتى ينتهي الرفاق المقتدرون من جولة “الشوبنج”، إلا أننى في ذلك اليوم، الثاني والعشرون من يناير في الساعة السابعة تماماً، أتذكر اليوم والوقت جيداً ولم انسه. أنا احترم الوقت والمواعيد وأنظر في ساعتي باستمرار، حتى التصق تسكّعى البصريّ كسهم هندي متقن الصنع، جيد التصويب بجسد ضئيل ذو شعر احمر وبشرة بيضاء ونمش خفيف وزغب اخف على سواعد اليد لفتاة اجنبية.

سحر الأجنبيات
أنا اميز الفتيات الاجنبيات بسهولة، لهنّ في حركاتهنّ ولفتاتهنّ وردود افعالهنّ ثقافة ورقيّ وبساطة تفتقر اليها أغلب الشرقيات، ولي مؤشر يميل للفتيات الغربيات دائماً، باستقلالهنّ وبساطتهنّ وصراحتهنّ. >p <ألقيت بسيجارتي ولم أتمها، وولجت الى "الفيرجن"، لأراقبها، تلك الشهباء التي بزغت في كوكبي فأضاءت روحي بمتعة لم أدر لها مصدر. فلا أنا اعرفها ولا رأيتها من قبل ولا كلمتها بعد، إلا أنني أحسست انني أعرفها، أو لابد إن اعرفها.

>
احبها
Pinterest

رفق
كنت لطيفاً وحذراً كعادتي في التعامل مع الجنس الآخر، خاصة لو كنت حريصاً في التواصل أو الحصول على رضا وموافقة الطرف الآخر، وهو ما كنت حريصاً عليه لأقصى حد عند تقدمي من هيلينا، بعد أن تأكدت أن لا أحد بصحبتها.

كنت أجيد الانجليزية ، بحكم نشاتي فى أسرة متوسطة حرصَت على تقديم أفضل نوعية تعليم لأبنائها. اقتربت من هيلينا بهدوء وبشكل طبيعي ودون النظر إليها، وكأنني لا أراها أو لا اكترث لوجودها.

اخترتُ رواية “الشفق” باللغة بالانجليزية للكاتبة الامريكية ستيفانى ماير. كنتُ قد قرأت نصها بالعربية. طالعتها قليلاً، ثم نظرتُ حولي وتظاهرت بالبحث عن أحد ممثلي الخدمة في “الفيرجن”، وكنت متاكداً إن لا أحد يأتي. اقتربت من هيلينا، وبصوت هادئ مهذب ودون النظر فى عينيها، سألتها بلطف:  “من فضلك”.

هذا مقطع من رواية “جمال صربي” التي ستصدر قريباً للروائي أحمد عفيفي.

الآراء الواردة في المدونات تعبّر عن رأي كتابها وليس بالضرورة عن رأي الموقع.

برأيكم لماذا ينجذب بعض الرجال العرب للأجنبيات؟ ماذا تتخيلون حدث بعد ذلك؟ كيف كانت ردة فعلها؟

هل وجدت هذه المادة مفيدة؟

اترك تعليقاً

آخر التعليقات (3)

  1. العالم ف احتياج نزار قباني
    العالم ف احتياج نزار قباني ثاني ، ف انتظار احمد عفيفي

  2. يحلم كل عربي بالزواج من غير…
    يحلم كل عربي بالزواج من غير العربيه فهوايراي فيها التحضر والرقي والانفتاح العقلي وبعض جوانب الحياه التي يفتقدها في بني جلدته

الحب ثقافة

مشروع الحب ثقافة يهدف لنقاش مواضيع عن الصحة الجنسية والإنجابية والعلاقات