رسالة إلى ابنة أخي متى بلغت
دخولي عالم المراهقة لم يكن هيّناً بالمرة؛ نهشت الهرمونات جسدي وتمكنت الرغبة مني. اشتقت للهزة السحرية وتمزقت بين مطالب الجسد ومشاعر الذنب.
عزيزتي نورين،
لا أريد أن أحملكِ عبء تجربتي، ولكنني أحكيها لكِ حباً وثقةً ودعماً لكِ في رحلتك في الحياة.
أثناء طفولتي المبكرة، مررت بأكثر من واقعة تحرش أسري، من رجالاً ونساءً، تسببت في تشوه نظرتي لجسدي واضطراب مشاعري تجاه الجنس والمتعة والنشوة.
عندما كنت في العاشرة، اكتشفت لحظة “الأورجازم” للمرة الأولى على يد فتاة أكبر مني بعشرة أعوام. في اللحظة التي أرتعش فيها جسدي، شعرت بالرعب وبألم في أمعائي وبغصة في حلقي.
اهتز كياني كله مع جسدي وارتبطت منحة الحياة، “الرعشة”، بالذنب والخزي.
عتبة المراهقة وثورة الهرمونات
دخولي عالم المراهقة لم يكن هيّناً بالمرة؛ نهشت الهرمونات جسدي وتمكنت الرغبة مني. اشتقت للهزة السحرية وتمزقت بين مطالب الجسد ومشاعر الذنب.
حاولت كبت احتياجاتي لفترات طويلة، خوفاً من الوصول للنشوة المتبوعة بشعوري بالعار والخجل والخزي.
لماذا أتخيل ممارسة الجنس مع النساء في أحلامي؟
الطبيعة أقوى من مخاوفنا، يا عزيزتي.
حتى إن استطعت كبت رغباتي الجنسية، في هذه السن الحرجة، وأنا واعية، كانت تهاجمني في الأحلام عندما يهجرني الوعي في منامي.
إذا اطلع صُناع الأفلام الإباحية على أحلامي تلك، ستكون كنزاً فنياً لهم. بالإضافة إلى مشاعر الذنب المعهودة، داهمتني شكوك حول ميولي الجنسية.
هل أنا مثلية جنسياً؟ لماذا أتخيل ممارسة الجنس مع النساء في أحلامي؟ من أكون؟ كيف يكون أبطال أحلامي من الرجال والنساء؟
لم أكن محظوظة! لم أجد من يعالج صدمات الطفولة ويخلصني من المشاعر السلبية. لم أجد معلومات عن الميول الجنسية لتحسم أمري وحيرتي.
لست وحدِك … كلنا مررنا بهذا الطريق الموحش!
عزيزتي نورين،
لا تخافي!
في هذه المرحلة – المراهقة – سوف تشعرين بالوحدة. ستظنين أن كل من حولكِ لا يدركون ما تمرين به.
الجميع يتظاهرون بالنسيان.
ستغلبكِ مشاعر العزلة عندما يتركونكِ لمؤامرة جسدكِ وعقلكِ الباطن عليكِ. أشفق عليكِ من محاولات كبت طاقتكِ الجنسية وأشفق عليكِ أكثر إذا أطلقتها في مجتمعنا هذا.
حبيبتي نورين، أشعر بتلك الرغبة المتأججة بداخلكِ، والتي يسكب عليها الخوف المزيد من الزيت. للأسف يا نورين، في فترة مراهقتي لم أتعلم أن شعوري بالرغبة الجنسية أمراً طبيعياً وصحياً. بالعكس، كنت أخشى أن ألمس جسدي أو أتأمله في المرآة.
صدري الناهد، وكأنه دخيل على جسدي، أريد منه الرحيل. الشعر الذي غزا جسدي كان يشعرني بالتقزز. لطخت الدماء الشهرية لأول مرة ملابسي الداخلية وأنا في العام الثاني من المرحلة الإعدادية.
أتذكر جيداً أن يومها كانت هناك عاصفةً رمليةً قويةً هبت على القاهرة، ومع ذلك، رؤية تلك الدماء، كانت أكثر رعباً بالنسبة لي.
بنبرة المحذّر المُتوعد، سألتني أمي “هل تعلمين أن جسدكِ الآن قادر على الحمل؟”
لم تقل كيف أو لماذا ولكنني أدركت أن هذه الدماء نذير شؤم.
سكبت أمي المزيد من الزيت على النار، عندما سمعتها، من وراء الباب، تزف الخبر لأبي على الهاتف. آتاني صوته ضاحكاً فخوراً من السعودية، حيث كان يعمل، وهو يقول “ازيك يا آنسة؟”
لم أحصل على أي إجابات! فقط، المزيد من التشتت. هل ما يحدث لي أمراً جيداً أم سيئاً؟ لماذا تشتعل الرغبة لدرجة الجنون قبل الزائرة الشهرية؟ أين تذهب الدماء ولماذا تعود؟
كنت فتاةً مراهقةً غاضبةً مؤمنةً بنظرية المؤامرة. حلِمت بقبلات وأحضان جار صديقتي الوسيم. في الحصص الدراسية، كنت أصمّ أذنيّ بيدي، وأترك العنان لخيالي.
يكاد جسدي أن يصل إلى “الأورجازم” دون أي مساعدة.
كنت فتاةً مراهقةً لم تجد من يمد لها يد العون، لتجتاز هذه المرحلة دون ندوب نفسية. لهذا لا أريدكِ أن تنتظري حتى نهاية العشرينات، مثلي، لتدركي الحقيقة.
دعيني أساعدكِ على التحرر من الخوف من جسدك وفطرته. أما نار الرغبة، ستكونين كفيلة بها. بطريقة أو بأخرى، ستكتشفين الاستمناء – من منا لم يفعل! ستمارسين طقوس إمتاع الذات في فراشكِ، كما فعلت. لا تبكي بعدها ولا تشعري بالذنب، مثلي.
من أنا حتى أفرض تجربتي عليكِ؟ اختاري طريقكِ. ليس بيدي سوى مشاركتكِ الطريق الذي سرت به للوصول إلى مرحلة لا بأس بها من تقبل رغباتي الجنسية وتطويعها لمصلحتي.
تأَخَّر اكتشافي لإجابات أسئلتي المعلقة وطريق التصالح مع الجسد، حتى تخطيت مرحلة المراهقة، بسبب نشأتي في عالم منغلق، بدون إنترنت.
وصل الرغبة الجنسية بالحياة … هذا أفضل
كانت البداية عندما قررت أن استكشف ممارسة اليوجا والتأمل، وقع نظري على كلمة “تانترا” للمرة الأولى.
التعريف الدقيق لهذه الكلمة، في اللغة السنسكريتية – لغة هندية قديمة:
“تانترا: “منسوجين سوياً” أو “نسيج واحد”، وهي دلالة على توحد الرجل والمرأة جسدياً وروحياً في نسيج واحد، أثناء العلاقة الجنسية، حتى يصبحا كياناً روحانياً واحداً، منسوجاً بدوره، مع القوى الكونية العليا.”
لن أبالغ إذا اعترفت لكِ أن فهمي للـ”تانترا” أنقذ حياتي، حياتي بالكامل وليس حياتي الجنسية فقط. بدأت أنظر إلى رغبتي الجنسية على أنها طاقة إيجابية يعمر بها جسدي، وإن لم أكن مستعدةً لممارسة الجنس مع أحد.
تلك الطاقة ليست موجودة لتقتلني بالحرمان أو بالخزي؛ هي موجودة لتمدني بطاقة من الإبداع وحب الحياة.
ثورة الهرمونات الأولى، التي هاجمتني في فترة المراهقة، كانت عبئاً عليّ. أتمنى أن تكون مُتعةً لكِ. تذكري يا نورين، أنه كلما عَمر جسدكِ بالرغبة الجنسية، كلما كنتِ محبة للحياة.
وصولك للرعشة الجنسية، سواء بمداعبة البظر أو بالجنس؛ هي طريقة رائعة للتواصل مع جسدك وروحك وعقلك، ومع طاقة الحياة النقية.
هذا ما أريده لكِ … هذا ما كنت أتمناه لنفسي في فترة المراهقة.
عمتك أميرة
ملاحظة: مختلف المدونات تعبّر عن رأي كتابها وليس بالضرورة عن رأي الموقع
انتى شايفة كدا يامدام اميرة…
انتى شايفة كدا يامدام اميرة انا بعد ماقرات كلامك حسيت ان الواحد يعيش خياته الجنسية عادى ويمشى وراها لما يدمر نفسه وحياته وصحته ارفض طريقتك لانك بتشجعى على العادة السرية بس ممكن تقولى املْئى وقتك ومتخليش وقت للفراغ مارسى رياضة او هواية اوالقراءة لانها بتساعد على اتساع مدى العقل وزيادة مدى ثقافته وان الهرمونات بتبقى زيادة شوية فى اول مرحلة المراهقة وبتبقى حالة جديدة على الشخص وفيه صفات كتير بتتغير ودا رايى والله اعلم واعلى وربنا يهديها ويهديناويرضيناجميعابالحلال يارب
بكيت وأنا أقرأ المقال ،…
بكيت وأنا أقرأ المقال ، كتابة عميقة وتجربة سحيقة ، شكرًا أميرة ، وهنيئًا لنورين بكِ !! حرفيًا ماعندي شيء ثاني أقوله .