كيف يمكنك التغلب على ألم الانفصال؟ نسيان حبيبك أو حبيبتك السابقة قد لا يكون الحل الأمثل حسب ما تشير إليه الأبحاث الجديدة.
قد يكون الانفصال عن الشريك العاطفي من أسوء تجارب حياتك. الشعور بالوحدة، الضغط النفسي، المعنويات المتدنية وحتى الاكتئاب من الأعراض الشائعة بعد انتهاء العلاقة.
إذا ما الذي يمكن أن تفعله لتداوي قلبك المجروح؟ ما هو الحل الأمثل؟ هل هو نسيان حبيبك السابق والوقت الذي قضيتماه معاً، أم التأمل في تلك العلاقة مما قد يهوّن عليك المضي قدماً في حياتك؟
للإجابة على هذا السؤال، جمع باحثون أمريكيون 210 طالبا مفطوري الفؤاد وقسموهم لمجموعتين. طُلب من أفراد المجموعة الأولى التأمل بالعلاقة المنتهية على مدى تسعة أسابيع من خلال فعاليات مختلفة واستبيانات تكررت الإجابة عليها أربع مرات خلال فترة البحث. أما أفراد المجموعة الثانية، فقد حضروا في مناسبتين فقط (في بداية ونهاية الدراسة) لملء الاستبيانات فقط. وهنا درس الباحثون كيف سارت أمور جميع الطلاب أثناء الدراسة، وقيَموا وضعهم النفسي والعاطفي، إلى جانب تقييم إحساسهم بالوحدة ونظرتهم لأنفسهم ولهويتهم الذاتية بعد أن أصبحوا عُزب.
تعلم التكيّف مع العزوبية
لقد كشفت الدراسة عن الطريقة الأفضل للتغلب على آلام الانفصال. فهل يكمن الحل فعلاً في محاولة نسيان العلاقة برمتها أم التأمل والتفكير في العلاقة المنتهية؟
يبدو أن بذل مجهود للتفكير في علاقة سابقة هو فعلاً السبيل الأمثل لمداواة القلب المجروح حسب هذه الدراسة. وبدون أدنى شك حقق طلاب المجموعة الأولى (المتأملين) نجاحاً أكبر في التغلب على ألم الانفصال والمضي قدماً في حياتهم العملية والعلمية.
ما هو الأمر الذي ساعد الطلبة منكسري القلب في هذه الدراسة؟ تقول الباحثة جريس لارسون ربما ساعدهم التأمل الذاتي في "بناء إحساس أقوى بهويتهم كأشخاص عُزب". ففي نهاية الدراسة كان لدى طلبة المجموعة الأولى فكرة أوضح عما يجعلهم أفراد مستقلين بذاتهم دون عشاقهم السابقين.
ولكن هنالك سبب آخر محتمل ربما جعل هؤلاء الطلبة قادرين على مواصلة حياتهم بشكل عادي. ففي كل زيارة تحدث أفراد المجموعة الأولى عن انفصالهم إلى مسجلات الصوت على انفراد. وقد يكون تعبيرهم عن مشاعرهم بشكل منتظم هو ما ساعدهم حقاً في معالجة شعورهم بالوحدة والألم بعد الانفصال.
مذكرتي العزيزة
وبالطبع فإن فرصة المشاركة في بحث والقيام التسجيلات الصوتية ليس خياراً متاحاً للكثير من مَن انفصلوا عن أحبابهم. ولكن لحسن الحظ فإن تدوين مشاعرك في دفتر مذكرات على الطراز القديم بعد الانفصال ما هوإلا طريقة أخرى للتعبير عن المشاعر. انها استراتيجية أثبتت فعاليتها في مساعدة الناس على التغلب على أحداث الحياة الصعبة مثل انتهاء علاقة ما.
لذا إن كنت تحيا على ذكرى حب سابق وتكافح لتنسى الماضي، فإن تخصيص الوقت كل يوم لتدوين أعمق أفكارك في دفتر مذكراتك قد يكون أحد الحلول لفتح صفحة جديدة في حياتك.
هذا بالضبط ما تقترحه الباحثة لارسون: "تستطيع أن تملأ تقييماً أسبوعياً حول مشاعرك وردود فعلك على الانفصال وتسجلها في دفتر يوميات." أسلوب آخر هو الكتابة عن الانفصال بانتظام كما لو كنت تناقشه مع غريب.
Source: Participating in Research on Romantic Breakups Promotes Emotional Recovery via Changes in Self-Concept Clarity, Grace M. Larson, David A. Sbarra
ما هي أفضل النصائح لديك عن التغلب على ألم الانفصال؟ شاركها معنا بالتعليق أدناه.
