السلبية العدوانية في العلاقات العاطفية
من المهم أن نعلم أن استخدام السلوك السلبي العدواني لا يقتصر على الرجال فقط، وأن الكثير من النساء يستخدمنه أيضاً، بدون وعي، وربما بدون تعمد إيذاء الشريك.
يظن البعض أن السّب والشتائم المباشرة، والصراخ بصوت مرتفع، هي فقط السلوكيات التي تعبر عن العنف في العلاقات.
بل تظن بعض النساء، وبعض الرجال، أن الضرب فقط هو مؤشر وجود العنف في العلاقة العاطفية أو الزوجية.
يغفل البعض عمّا يسمى بالسلبية العدوانية – هذا السلوك الذي قد يكون مدمراً للعلاقة ولنفسية الشريك/ة أكثر من العنف المباشر.
وفقاً للمركز الطبي بجامعة نيويورك NYU Medical Center، الشخص السلبي العدواني أو Passive Aggressive، إنسان يبدو عليه أنه يتعامل بشكل لائق، في حين أنه يستخدم رسائل سلبية في التواصل مع الطرف الآخر، لتحقيق أهدافه والمطالبة باحتياجاته بدلاً من استخدام الأسلوب المباشر.
من المهم أن نعلم أن استخدام السلبية العدوانية كسلوك لا يقتصر على الرجال فقط، وأن الكثير من النساء يستخدمنه أيضاً، وأن الأفراد، في المعتاد، يقومون بذلك بدون وعي، وربما بدون تعمد إيذاء الشريك.
يحدد موقع Psychology Today بعض أشكال هذا السلوك في العلاقات العاطفية؛
أشكال السلبية العدوانية في العلاقات العاطفية:
ما لاقوش في الورد عيب … قالوله يا أحمر الخدين
الانتقاد المستمر لمظهر الطرف الآخر ومعتقداته وأفكاره وعلاقته بأهله وأصدقائه، والتقليل منها.
الهدف الخفي من هذا هو إشعار الشريك/ة بعدم الكفاءة والتقليل من الثقة بالنفس.
السم في العسل
استخدام السخرية والتهكم كوسيلة للتعبير عن الاستياء، أو الاعتراض على سلوك الشريك/ة.
الوش الخشب
المعاملة الجافة بلا مشاعر، الإهمال، المعاملة الصامتة كتجنب الحديث وعدم الرد، إيذاء شخص أو شيء تحبه، مثل إيذاء حيوانك الأليف.
هذه السلوكيات في الغالب أداة للتعبير عن الغضب، أو العقاب، أو الضغط على الشريك/ة لإجباره/ها على شيء ما.
الضرب تحت الحزام
أساليب التلاعب النفسي كثيرة؛ التبرير وتحميل الطرف الآخر مسئولية كل المشكلات، استغلال نقاط الضعف، المبالغة، التعميم، الاتهامات، نكث الوعود، الخيانة، ويكون الهدف منها، مثلاً، التهرب من المسئولية وفرض السيطرة.
لي الذراع
التهديد بإيذائك، مثل التهديد بالخيانة أو الطلاق، أو إيذاء النفس، مثل التهديد بالانتحار. يهدف هذا الشكل من السلبية العدوانية إلى تحقيق انتصارات صغيرة أو كبيرة، وإجبار الطرف الآخر على تغيير لا يريده، أو الاستمرار في العلاقة، أو الاستسلام.
لماذا يُستخدم السلوك السلبي العدواني في العلاقة؟
حددت “سين ويستون” Signe Whiston مؤلفة كتاب “الابتسامة الغاضبة: سلوك السلبية العدوانية في العلاقات والمدارس وأماكن العمل”، مجموعة من الأسباب التي تدفع الأشخاص لاستخدام العنف السلبي كمنهج في العلاقة ومنها:
طريق مرسوم
على الرغم من أن الغضب شعور إنساني طبيعي، ومن حق الشخص أن يشعر به، ويعبر عنه بشكل صحي، إلا أن الرسائل التي وصلتنا من الأهل في الصغر، والمجتمع فيما بعد، أنه ليس من المسموح لنا أن نعبر عن غضبنا.
تعلمنا أن التعبير عن الغضب سلوك غير مرحب به، وأن الشخص الذي لا يغضب هو شخص “جيد ولطيف”.
عدم القدرة على التعبير عن الغضب سبب مباشر للسلبية العدوانية.
طريق أسهل
استخدام السلبية العدوانية أسهل بكثير من الاعتراف بالمشاكل، والمواجهة، وبذل المجهود في حل المشكلات.
طريق أقصر
الشخص الذي يستخدم أساليب السلبية العدوانية، ويحصل على ما يريد، يشعر بالسيطرة وبتحكمه في مجريات الأمور، بدون بذل أي مجهود يذكر.
جملة واحدة سلبية قد تكون كفيلة لحصول الشخص على ما يريد، أو التهرب من مسئولياته في العلاقة.
طريق مألوف
قد يكون الشخص معتاداً على هذا الأسلوب في أسرته منذ الطفولة.
الطفل الذي اعتاد أن يرى والديه يمارسان هذا السلوك في علاقتهما، في الغالب سيسلك نفس الطريق بدون وعي مع شريكه/شريكته عندما يكبر.
كيف يؤذيك سلوك العدوانية السلبية بدون أن تشعر؟
- سيجعلك تقوم بأشياء لا ترغب/ين في القيام بها، نتيجة للابتزاز أو الخوف أو الإحراج أو الشعور بالذنب.
- سيجعلك تشعر/ين دائماً أنك أنت المخطئ/ة، وأنك سبب كل المشاكل، وسيدفعك للاعتذار عن أخطاء لم ترتكبها أصلاً.
- استجابتك لأساليب السلبية العدوانية ستتيح للطرف الآخر الحصول على ما هو ليس من حقه، وسيستبيح حدودك النفسية، وسيتحكم بك.
- السلبية العدوانية أحد مسببات الاكتئاب والقلق النفسي، وكأنك تركض في حلقة مفرغة ولا تصل إلى أي مكان.
- الحياة مع شخص عدواني سلبي ستجعلك خائفاً من التعبير عن مشاعرك، والمطالبة باحتياجاتك، ولن يسمح لك حتى أن ترصدها وتعترف بها وتتصالح معها.
- سيسلبك الثقة بالنفس والإحساس بالأمان والسلام النفسي، وقد يدمر قيمتك الذاتية ونظرتك لنفسك وحياتك.
- التعرض لهذا الشكل من أشكال العنف باستمرار سيجعلك شخصاً أسوأ، وستبدأ أنت أيضاً باستخدامه، وهذا أول طريق دمار العلاقات العاطفية.
كيف تتعامل مع السلبية العدوانية بخطوات سريعة؟
- بعد قراءة هذا المقال، ابدأ/ابدئي برصد أساليب العنف النفسي التي ينتهجها الطرف الآخر.
- حدد/ي أساليب العدوانية السلبية التي كانت تمارس في أسرة شريكك/شريكتك منذ الطفولة. هذه هي الأساليب التي تتبع معك.
- استخدم/ي أسلوب التواصل الرحيم في مناقشة هذا الأمر مع الشريك/ة.
مثال: قرأت مقالات عما يسمى بالسلبية العدوانية، واكتشفت أننا نمارس هذا النهج في تعاملنا أحياناً. أشعر أن هذه السلوكيات تؤثر سلباً على علاقتنا. هل يمكن أن نتحدث حول هذا الأمر حتى تصبح علاقتنا أفضل؟
- لا تستجب/تستجيبي لرغبات الطرف الآخر عندما ينتهج هذا الأسلوب، وحاول/ي رصد مشاعره الحقيقية، واحتياجاته التي لم تلبى، مما دفعه لانتهاج هذا الأسلوب.
- تحدث/ي معه حول مشاعره واحتياجاته، ومشاعرك واحتياجاتك أنت أيضاً بشكل مباشر.
- مع مرور الوقت، ستصل رسالة لشريكك/شريكتك أنك لن ترضخ/ي للعنف العدواني السلبي، كوسيلة لتلبية رغباته، وسوف تتوصلان إلى الطرق الصحية للنقاش، والتعبير عن المشاعر السلبية، وحل المشكلات.
مقالكم افادني كثير شكرا?
مقالكم افادني كثير شكرا?
زوجتي تعاني من السلبية…
زوجتي تعاني من السلبية العدوانية، وتنتهجها معي بشكل مفرط، ومقالكم هذا أتاح لي فهم هذا السلوك ومتطلباته. جزيل الشكر لكم.