هل المرأة المستقلة أكثر استمتاعاً بالجنس؟
Pxhere

هل المرأة المستقلة أكثر استمتاعاً بالجنس؟

هل استقلال المرأة بداية لاستمتاعها الجنسي؟ هل يزيد الاستقلال من جاذبية المرأة الجنسية؟ هل تعاني المرأة المستقلة في حياتها الجنسية؟ ماذا عن “القطة المغمضة”؟ لماذا يفضل الذكر الشرقي “القطة المغمضة”؟

تعادي مجتمعاتنا الشرقية كلمة “الاستقلال” بعنف، لا سيما عندما يتعلق بالمرأة، فهو خروج وتمرد على منظومة تختزلها في أدوار معينة، صالحة حصراً لنساء مغسولات العقول، منزوعات الإرادة، فاقدات للهوية الشخصية، يحققن ذواتهن عبر فقدها لصالح الآخرين، والقيم المفروضة عليهن.

إذا كان استقلال المرأة الفكري مرفوضاً لأنه ينزع عنها سمة “السمع والطاعة” المقدسة، فاستقلالها المادي يجعلها سيدة قرارها، وصاحبة حق تقرير مصيرها، بشكل يهدد القطاع الأكبر من الذكور – هؤلاء المستمدين سطوتهم الاجتماعية من احتياج المرأة لهم، وعجزها عن الحياة لو منعوا عنها الدعم المادي.

لكن الخطر الأكبر، الذي لا يعبر المجتمع عن قلقه منه بصراحة، هو قدرة المرأة المستقلة على الاستمتاع الجنسي وتقييم الشريك – مقارنة بـ”القطة المغمضة”.

علاقة جنسية مختلة

ترسم المنظومة المجتمعية التقليدية صورة بعينها للمرأة المثالية؛ المرأة محدودة التجارب والخبرات، المعتمدة تماماً على الرجل.

تخرج من بيتها للضرورة القصوى وبإذن من “ولي أمرها”، تتزوج عذراء القلب والجسد، وتتحمل زوجها مهما كانت شخصيته ومعاملته، وتخلص لتربية أولادها لو مات عنها – وإن كانت شابة.

امرأة كهذه تعتبر مثالية للذكر المهيمن، لأن انعدام خبراتها بالحياة يجعلها تقبل بأقل القليل على جميع الأصعدة، وبالتالي يصير هو البطل الوحيد في المشهد.

لطفه هو معيار الخير، وسوء معاملته هو الطبيعي والأبدي، وبالطبع، فإن امرأة بهذه الصفات تكون تابعاً كاملاً في العلاقة الجنسية – لا رأي لها ولا تطلعات ولا متطلبات – الأمر الذي يجعل السيطرة عليها، و”الاستمتاع بها”، و”استخدامها”، أسهل وبدون تفكير في إسعادها وإشباعها.

لأجل هذا تحظى “القطة المغمضة”، أو المرأة الجاهلة جنسياً، أو المتظاهرة بالجهل الجنسي، بتقديرٍ كبير، فهي ستقدم لشريكها الشعور بالنصر حال غزوها، وتتوجه بإكليل أنه الأول على عرشها.

لأجل هذا أيضاً تعيش كثير من الزوجات عذاباً عند الممارسة الحميمية، لاضطرارهن تحمل سوء أداء الشريك، وما يسببه من ألم، أو عجزه عن إشباعهن، لأن تعبيرهن عن أي رغبة سيجعلهن موضع شك واتهام يتلخص في:

“اتعلمتِ الكلام ده منين؟”

توصم بأن “وجهها مكشوف”، أي عديمة الحياء، وغالباً ما تكون الفضيحة والطلاق نصيبها.

الخوف من المقارنة، والسعي لحفظ صورة الذكر الفحل القادر هو السبب في رفض النساء المطلقات والأرامل أحياناً كشريكات حياة، تخوفاً من أن تقارن بين الزوج الحالي والسابق.

علاقة حميمية حقيقية
PXHere

امتداداً لهذا الخوف، تصبح المرأة المستقلة موضع شكٍ عميق، فهي امرأة سيدة نفسها، لا تسمع وتطيع دون تفكير، ولديها تجارب حياتية وعملية تجعلها تتصرف بندية مكروهة من الذكر “الفحل” أو الذكر “المهيمن”.

لا يخلو الخوف من المرأة المستقلة من خشية أن تكون قد مارست الجنس من قبل.

كما أن استقلالها يجعلها قادرة على المطالبة بالنظر لاحتياجاتها الجسدية والعاطفية على نفس المستوى من الجدية والاهتمام الذي تؤخذ به احتياجات الرجل، الأناني غالباً.

أثر الاستقلال في الاستمتاع الجنسي للمرأة

رغم الصورة المضطربة والظالمة عن كل امرأة مستقلة، فإن استقلال شخصيتها هذا يجعلها أكثر وعياً بإنسانيتها وأكثر حرصاً على رعايتها، ومن ثمَّ تقدم علاقة سوية عاطفياً وجنسياً، أكثر قدرة على الاستمرار من العلاقات التقليدية التي تستمر فيها المرأة مع شريكها، حتى لو استحالت العشرة، حفاظاً على مكتسبات العلاقة: البيت والأطفال ومن ينفق عليها.

المرأة المستقلة أكثر قدرة على بناء علاقة عاطفية صحية مع شريكها، تدخلها من موقع الند المكافئ لا التابع المقهور، فتبنى العلاقة على الصراحة والوضوح، والرغبة في البقاء معاً، كأرضية يقف عليها الاثنان، فلا يجبر أحدهما الآخر على البقاء خوفاً من خسارة ما – مادية كانت أو معنوية.

في ساحة الحميمية، يلعب تقدير المرأة المستقلة لنفسها وجسدها واحتياجاتها، دوراً كبيراً في تحسين العلاقة.

احتراماً لنفسها، ولشريكها، لا تلجأ لافتعال النشوة مثلاً، وتساعد شريكها على فهم خريطة جسدها ومتعتها، فتكون العلاقة الحميمية بينهما تجربة نادرة للطرفين.

تكون تلك العلاقة أكثر مرونة وأكثر قابلية للتطوير من العلاقات التقليدية، وأقدر على اجتياز عقبات الملل والفتور التي تصيب أي زوجين، مهما طال الزمن، وأكثر انفتاحاً للتجديد في العلاقة الجنسية كل فترة.

ربما كان الذكور التقليديون يقيسون رجولتهم بالقدرة على التسبب بالألم، أو التعامل مع جسد خامل مستسلم لهم متى شاءوا، لكن الشريك الحقيقي يجد جُل متعته في متعة الطرف الآخر، وبالتالي يكون هدف الممارسة الجنسية الحميمية الحقيقية والتواصل والمتعة المتبادلة.

وحده الاستقلال يضمن علاقات حميمية حقيقية متزنة، مفعمة بالتواصل والدفء، لأنها تتم بين طرفين إنسانيين، لا سيد قاهر وعبد خاضع، يبارك المجتمع علاقتهما المشوهة التي تخفي خلفها ألف مرض نفسي وعضوي، وبيوت خربة ظاهرها ابتسامات سعيدة.

هل وجدت هذه المادة مفيدة؟

اترك تعليقاً

آخر التعليقات (4)

  1. المقال انتقائي وافتراضي …
    المقال انتقائي وافتراضي …. يتحيز لمناقشة علاقة زوجية لنوع محدد وبصفات خاصة من النساء مع نوع محدد وبصفات خاصة من الرجال !!!! ولن أطيل … لو أن الرجل كان مسؤول متفاني … يبحث عن إمتاع زوجته قبل نفسه … يشعر بمسئوليته عن أسرته أمام الله وأنه المحاسب الأول أمام الله تعالي … يتعب ويشقى ليوفر كل طلبات زوجته قدر استطاعته … لا يشعره خضوع زوجته له بنشوة المنتصر … بل بحجم المسؤولية والرد الجميل في العلاقة فهل تعتقدين أي النوعين من النساء يفضل؟؟؟

  2. كاتبة المقال شخصية مريضة…
    كاتبة المقال شخصية مريضة ناقمة على الرجل ومستمرة في الإشارة إليه بالذكر… أسلوب وقح وسافل. ترويج للاستقلالية المرأة بشكل خطأ وزرع فكرة الاستغناء عن الرجل وتحقيرة عبر مفهوم الاستقلال واستخدام الاسقاط الجنسي للإقناع. أسلوب شيطاني قذر ينم عن شخصية مقيتة عديمة الرحمة والحب.

    1. من غير المسموح التهجم على…

      من غير المسموح التهجم على كتاب الموقع بهذه الطريقة. ونرجو عدم تكرار هذا النوع من التعليقات.

      الحب ثقافة

      1. اولا هذه وجهة نظر القارئ…
        اولا هذه وجهة نظر القارئ
        ثانيا يجب احترام وجهات النظر
        وعلى الكاتب المحترم ان يكون منصف في موضوعه ولايكون منحز الى طرف
        وليعلم كل شخص ان شريعة الله سبحانه واحكامه الخاصة بالاسرة هي افضل من ناحية تطبيق وعلينا اتباعها
        لايكون راي المثقفين غير المسلمين وتجاربهم هي من تملي علينا ما نفعله
        اذ ان شريعة الله كاملة في كل الجوانب في الاسرة في المجتمع في الاقتصاد حتى في يوم المسلم

الحب ثقافة

مشروع الحب ثقافة يهدف لنقاش مواضيع عن الصحة الجنسية والإنجابية والعلاقات