الحب في زمن الكورونا.. كيف تستغل الجائحة لتحسين حياتك العاطفية؟
صار التباعد الاجتماعي أمراً واقعاً في ظل جائحة الكورونا، والتباعد الاجتماعي قد يكون فعلاً معادياً للحب والحميمية. ولكن مع ذلك، بتصرفات بسيطة، يمكن أن تستغل هذا الوقت الصعب لصالحك.
مع تفشي وباء الكورونا عالمياً، واضطرار الحكومات إلى فرض العزل المجتمعي أو الحجر الصحي الصارم على بلاد كاملة، للسيطرة على الوضع، تغيرت حياتنا اليومية بشكل هائل.
لا مصافحات ولا قبلات ولا حميمية.
أصبحت مسؤوليتنا هي البقاء في المنزل لتفادي التقاط العدوى أو نقلها للآخرين.
كيف تتأثر حياتنا العاطفية والجنسية في هذه الظروف؟ هل نتواصل مع من نحب بأريحية، أم نتوقف عن مقابلتهم؟ هل نعيش بشكلٍ طبيعي مع شركائنا؟ أم نلتزم بالعزل الصحي حتى ونحن نقيم مع من نحب تحت سقفٍ واحد؟
السناجل.. فرصة جيدة لإجازة عاطفية
إذا كنت غير مرتبط بشريك/ة حالياً، فقد حان الوقت لتستمتع بالسنجلة، وتركز على حياتك الشخصية بعيداً عن العواطف والحميمية.
تجنب فكرة لقاء أشخاص جدد في هذه الفترة، وابتعد عن المواعدة نهائياً لأنك لا تعلم إن كان الشخص الذي تقابله، أو تقيم علاقة جنسية معه، مصاباً بالعدوى أم لا.
ابق في المنزل وطبِّق تعليمات حكومتك وإرشادات منظمة الصحة العالمية، والتي تقضي بتقليل فرص انتشار العدوى عن طريق البقاء في المنزل لأسبوعين على الأقل.
بالتأكيد ستكون هذه فترة سخيفة ومملة، لكن البقاء في المنزل يقلل فرص انتشار العدوى مجتمعياً، وهذا سينعكس على حياتك بتوفير الأمان لك ولمن تحب.
اعتبرها فرصة جيدة للتركيز على نفسك، وبدلاً من المواعدة، يمكنك الدراسة بجد وتطوير مهارتك العملية بكورسات أونلاين في مجالك، كما يمكنك أن تتأمل حياتك العاطفية، وتفهم نفسك واحتياجاتك أكثر، وتراجع ما مررت به في الماضي، وتحديد ما تريد أن تعيشه في المستقبل.
هذه إجازة عاطفية جيدة ستجعل القادم أفضل بالتأكيد.
المرتبطون والمخطوبون.. الحب عن بعد أفضل الآن
إذا كنتم مرتبطين ولكم حبيب في حياتكم، فمن الأفضل التوقف عن لقائه، وحفظ المسافات بينكما حرصاً على صحتكم.
العاطفة مغرية دون شك، وفي أوقات الأزمات والخوف نشعر بالرغبة في الالتصاق بمن نحب والبقاء معه، واستغلال كل دقيقة قربه، لكن هذه ليست أنسب وسيلة للتعامل في زمن الكورونا.
الحب عن بعد أفضل الآن.
توقفوا عن لقاءاتكم العاطفية واكتفوا بالتواصل عن طريق الهاتف والسوشيال ميديا، واستغلوا الفرصة للتعرف على بعضكم أكثر، ناقشوا آرائكم حول مختلف القضايا والأفكار، وحول المستقبل الذي تريدون خلقه معاً.
التصرف بمسؤولية لحماية نفسيكما في هذه الظروف تشير لقدرتكما على خلق حياة مشتركة موثوق بها.
ولن نبالغ لو قلنا إنك بحاجة لمراجعة علاقتك بالشريك/ة إذا كان يتصرف باستهتار تام بحياته وحياة الآخرين في هذه الظروف.
حان الوقت لنقيِّم شعورنا بالمسؤولية.
المتزوجون والمقيمون معًا.. ابتعد عن الجنس وغَنِّ له
إذا كنت تقيم/ين مع الزوج/ة أو الشريك/ة في هذه الظروف العصيبة، فأنت تواجه/ين تحدياً حقيقياً للبقاء بصحة وأمان مع نصفك الآخر، عاطفياً وجنسياً.
يقول الدكتور أحمد سمير سعد، مدرس التخدير بكلية طب قصر العيني بجامعة القاهرة، إن هناك طريقتين للتعامل مع الزوج/ة، أو الشريك/ة المقيم معكم، في زمن الكورونا، بحسب انتشار الفيروس في المجتمع، والحالة العامة للبلاد.
ففي البلاد التي لم يتفش فيها المرض بشكل واسع النطاق، فالهدف من العزل هو توفير مسافة آمنة مجتمعياً Social Distancing، لتفادي التقاط العدوى أو نقلها.
وإذا كنتم قد طبقتم العزل في مرحلة مبكرة، ولم تخالطوا أشخاصاً يحتمل إصابتهم بفيروس كورونا، فأنتم آمنون وغير مصابين، بالتالي يمكنكم ممارسة حياتكم بشكلٍ طبيعي تحت سقفٍ واحد، طالما تلتزمون بالبقاء في المنزل.
يختلف الأمر في بلد بها انتشار مجتمعي واسع للفيروس، مثل إيطاليا، عندها قد يكون أحد الشريكين حاملاً للمرض ويكون قادراً على نقله إلى الطرف الآخر.
تزداد الاحتمالية إذا كنتم في الفئة المعرضة للخطر، وهي تضم: العائدين من الخارجين، أو المخالطين لشخصٍ عائد من الخارج، أو من العاملين بالمجال الطبي، أو من ذوي الأمراض المزمنة، وعندها يلزم اتخاذ الحيطة في المنزل مع شريك حياتك.
إذا تعرض أحد الشريكين لمصدر عدوى، أو يشك في إصابته بالفيروس، فإجراءات الوقاية من انتقالها للشريك الآخر تكون كالآتي:
- البقاء في المنزل بشكل كامل وعدم الخروج لأي سبب.
- الالتزام بمسافة متر على الأقل بين الشريكين طوال اليوم، وهي المسافة التي قد ينتقل خلالها الفيروس عن طريق رذاذ العطس؟
- تجنب العطس على أسطح يمكن أن يستخدمها الشريكان.
- غسل اليدين باستمرار بالماء والصابون لتجنب انتقال العدوى من الأسطح الملوثة.
- تنظيف الأسطح والأشياء التي يشترك في استخدامها الشريكان باستمرار.
- ارتداء المصاب وجميع من بالمنزل الكمامة للحماية، ويفضل أن يرتديها كل من تعامل معه، وذلك في المنزل وخارجه (ليس من المفترض أن يرتدي جميع الناس الكمامة وإنما المصابين أو المتعاملين معهم فحسب).
- تجنب التقبيل والأحضان طوال فترة حضانة المرض (١٤ يومًا).
اقرأ المزيد: هل ينقل التقبيل وممارسة الجنس عدوى الكورونا؟
يضيف الدكتور أحمد سمير سعد: “من الصعب جداً تطبيق فكرة العزل داخل البيت بين زوجين، وقد يختار البعض المغامرة ويعيش بشكلٍ طبيعي في جميع جوانب الحياة، والاستناد إلى أن الشباب أقدر على مقاومة الفيروس والنجاة منه، لكن عليهم الوعي بأنهم قد ينقلونه لكبار السن ويعرضونهم للخطر، أو ينشرون العدوى مجتمعياً إذا كانوا يخرجون إلى الشارع باستمرار. البقاء في المنزل أسلم حل”.
إذا كان أحد الشريكين يخرج من البيت باستمرار فهو معرض للعودة بالعدوى، وبالتالي تصبح السيطرة على انتقالها للشريك أمراً أصعب، سواء خلال الحياة اليومية، أو عند أي شكل من أشكال الحميمية؛ التقبيل والأحضان وممارسة الجنس، ووقتها يجب التعامل معه بحذر، كما يجب عليه الالتزام بالإجراءات الوقائية بصرامة.
كيف تستغل جائحة فيروس كورونا لتحسين حياتك الحميمية
مع ضرورة البقاء في المنزل، واتجاه جميع الدول للعزل المجتمعي، يمكن أن نستفيد من الوضع الحالي في تحسين حياتنا العاطفية والجنسية، بطرقٍ مختلفة:
- إذا كنت أعزب/عزباء، استغل/ي الفرصة في الاستمتاع بالهدوء، ومراجعة علاقاتك السابقة، واعتبر نفسك في استراحة قبل أي علاقة جديدة في المستقبل. سيوفر لك هذا رؤية واضحة لما تريد وما لا تريد، ما يجعلك أقدر على اختيار شريك مناسب، وتجنب أخطاء الماضي.
- إذا كان لديك شريك/ة عاطفي/ة، استغل/ي الوقت في التعرف على الطرف الآخر أكثر، وتبادل الأحادث والآراء التي من شأنها زيادة تقاربكما، كما يمكنك تأمل كيف يتفاعل الشريك/ة مع الأزمات كوسيلة للتنبؤ بالشكل الذي ستكون عليه حياتكما المشتركة في المستقبل.
- إذا كنت تقيم/ين مع الزوج/ة أو الشريك/ة، وتطبقان العزل، واثقين أنكما لم تتعرضا للعدوى، يمكنكما الاستمتاع بحياتكما الجنسية بأريحية، واستغلال الفرصة في تجربة أوضاع جنسية جديدة، أو سيناريوهات مختلفة وألعاب ممتعة، والاستمتاع بالحميمية كما تحبان.
من شأن هذا تخفيف شعوركما بالضغط، وزيادة الروابط العاطفية التي تجمعكما، وتحسين علاقتكما. - يمكنكما التحدث والتواصل أكثر حول تفاصيل شخصية، تعيشانها في العمل أو في العلاقات الاجتماعية المختلفة، والتحدث في كل الأمور التي أعاقكما عنها العمل في الفترة الماضية.
- إذا كانت علاقتكما تمر بمشكلات من حين لآخر، وتعانيان من أي أزمات، فقد حان الوقت لنقاشها، والتفاهم والاتفاق على طرق لتجاوزها. الوقت الآن ملككما، وعليكما مواجهة أي تحديات معاً.
قد يكون البقاء في المنزل لفترة طويلةً أمراً ضاغطاً، لكن بالتأكيد له جانب إيجابي، استغلاه لصالح علاقتك بنفسك وشريكك، اعتبراه استراحة طويلة تسمح لكما بالتفكير وتقدير الأشياء الجيدة في حياتك.