الابتزاز العاطفي والجنسي
الابتزاز، عامةً، هو استغلال نقطة ضعف ما لدى شخص من أجل الحصول على شيء، أو للوصول إلى هدف معين.
تتعدد وتتقاطع في بعض الأحيان أشكال الابتزاز؛ أشهرها في العلاقات الابتزاز الجنسي والابتزاز العاطفي.
الابتزاز الجنسي، كما يدل اسمه، هو استغلال نقطة ضعف عند الآخر لطلب الجنس، قد يكون الآخر شخصاً في علاقة بالفعل مع المبتز، أو قد يكون شخصاً مجهولاً وجد بالصدفة ما يهدد أحدهم، أو إحداهن، فقرر استخدامه مقابل الجنس.
عندما كنا صغاراً، واجه أغلبنا تهديداً بالعقاب من أحد الوالدين بسبب عدم الطاعة. لكن بعضنا واجه ما هو أسوأ من التهديد بالعقاب – واجهوا التهديد بالتوقف عن الحب.
“لو ما عملتش كذا أنا مش هحبك”
“بتحب ماما مش كدا؟ مش عايز تضايق ماما عشان بتحبها صح؟ يبقى لازم تعمل كذا أو ما تعملش كذا”.
لا يختلف الوضع كثيراً في العلاقات العاطفية والزوجية؛ في الكثير من العلاقات، يشعر أحد طرفيها أن العلاقة على المحك إن لم يمتثلوا لمثل هذه التهديدات المستترة. ربما أيضاً يبرر البعض للطرف الآخر هذا الابتزاز بحجة أنه يشعر بالاكتئاب أو بأنه يتعرض لضغوط العمل.
رفض الخضوع للابتزاز يبدو بعيداً جداً في حالات كثيرة، كأنه غير وارد، لأنه ببساطة لم يخطر على بال أحد.
الشخص الواقع تحت تأثير ابتزاز عاطفي، أو الجنسي، يشعر في البداية بالخوف، “ماذا لو كان التهديد حقيقي؟ ماذا لو تركني الشريك إذا لم أقبل؟” ثم يشعر بضرورة الاستسلام والخضوع وإلا تملكه الشعور بالذنب.
لا يدرك دائماً الشخص الخاضع للابتزاز ما يحدث له، فقط مشاعر الطرف الآخر هي ما تهم في هذه اللحظة.
الابتزاز العاطفي هو شكل من أشكال فرض القوة على الطرف الآخر؛ يخشى المبتز بشكل أساسي فقدان قوته وسيطرته، ربما لانعدام ثقته بنفسه، أو لأسباب تعود إلى الطفولة، أو لظروف صعبة مر بها.
بالنسبة لهم الشعور بالسلطة على الآخر هو مرادف للشعور بالأمان. أي رفض لابتزازهم هو إحياء لكل مخاوفهم وقلقهم.
لذلك، ممارستهم للابتزاز العاطفي هو أسلوبهم للتعامل مع أشخاص من الماضي، كالوالدين أو المعلمين، أو مع أحداث مربكة في حياتهم – كالخيانة أو الفشل.
سمات المبتز المتمرس:
- يعرف جيداً كيف يلمس نقاط ضعف الشريك: “كنت فاكرك مش أناني/ة للدرجة دي “، “أنا ما بطلبش حاجة صعبة. لو حقيقي اللي بينا حب يبقى طلبي سهل جداً تنفيذه.”
- يجيد التعبير عن المشاعر وعن الحب
- يمنح الطرف الآخر الكثير من الاهتمام – خاصة عندما يكون، أو تكون، مطيع/ة
- لديه القدرة على أن يكون حنوناً جداً، مما يسهل مهمته ويصعب الرفض على الشريك
من يريد أن يزعج شخصاً حنوناً عاطفياً ولطيفاً برفض طلب له؟ سيكون تصرف في منتهى الأنانية.
- في حالات أخرى، قد يكون المبتز قاسياً جداً، تاركاً الضحية تتخبط دائماً في دوامة المشاعر؛ فهي لا تعلم بشكل محدد ما الذي يحدث. هل يحبها أم يكرهها؟ هل حقاً يمكنه الاستغناء عنها أم أن هذا مجرد تهديد؟
كيف يحدث الابتزاز العاطفي او الجنسي؟
للمبتزين نمط متكرر، وإن اختلفت التفاصيل، بشكل عام الابتزاز يتبع الأنماط التالية:
- في البداية، يطلب المبتز طلباً، عادة يطلبه كشكل من أشكال إثبات المحبة و”الغلاوة”.
- أحياناً قبل أن يطلب الطلب، يمدح الطرف الآخر ويبالغ في مدح خصلة معينة لها علاقة بطلبه، كالكرم أو الحب.
- قد تكون البداية تحمل نبرة التهديد، كأن يُذكر المبتز الطرف الآخر بموقف لا يريد أن يتذكره، أو يشير إلى نقاط ضعفه واحتياجه مستغلاً لها.
- قد يبدأ بـ “معايرة” الطرف الآخر بأفضاله عليه وتضحياته من أجله.
- قد يأخذه في رحلة نفسية يثقله فيها بمشاعر الذنب.
- قد يستغل الدين والمعتقدات لإحكام قبضته حول إرادة الطرف الآخر، مما يفقده القدرة على الرفض.
- قد يعده بمكافأة معنوية أو مادية، كما يحدث مع الأطفال؛ “هحبك أكتر لو عملت كذا.”
- أياً كانت البداية، هدف المبتز دائماً هو وضع الطرف الآخر في موقف يصعب فيه الرفض.
يتكرر النمط دائماً، يحصل المبتز على ما يريد، والآخر، الضحية الذي خضع واستسلم للابتزاز، قد لا يشعر بالرضا عن نفسه أو عن المبتز لفترة، ولكنه يسعد بالراحة النسبية المؤقتة لسعادة المبتز، أو بعده عنه، بعدما حصل على ما يريد.
للأسف في بعض الأحيان، خاصة عند الخضوع للابتزاز الجنسي، يزداد ارتباط الضحية بالمبتز مما يضعف احتمال النجاة.
تكرار الأنماط السابقة هو ما يحدد ما إذا كان حقاً هناك ابتزاز أم لا. عادة تدرك الضحية أنها تتعرض للابتزاز العاطفي أو الجنسي، ولكن هذا لا يعني بالضرورة القدرة على إيقافه.
أما المبتز، قد لا يدرك ما يفعله والضرر الذي يتسبب فيه. الطريقة الوحيدة لوضع نهاية لهذه الأشكال من الابتزاز هي أن ترفض الضحية الابتزاز، وتقول للمبتز إن ما يفعله اسمه ابتزاز. عند تكرار المحاولة يجب أن يتمسك الطرف الذي يخضع للابتزاز بالرفض، وربما عليه التفكير جدياً في إنهاء العلاقة.
لازم يسيب العلاقة دي
لازم يسيب العلاقة دي
فعلا كلام جميل وانا استفدت…
فعلا كلام جميل وانا استفدت منه كتير ..جزاكم الله خير
موضوع رسالتي,معظم علاقتنا…
موضوع رسالتي,معظم علاقتنا تتعرض للابتزاز العاطفي سنوات عدة دون ان ندرك اننا امام متلازمة ابتزاز يمكن ان تدمر عالمنا الداخلي بل والخارجي وضرورة ان نستفيق من هذا الكابوس فقط بقول لاااااا ولو لمرة مع التصميم بشدة مهما كانت النتيجة مادمت على حق ستجد حقا المبتز (الجاني) يرتعد وسيظهر هذا جليا في معالم وجهه وقتها فقط ستدرك كم ضاع من عمرك وانتا تتعامل بالطريقة الخاطئة فقط لانك كنت تعيش في ضباب كثيف اغرقك فيه المبتز كي لاترى ولاتسمع ولا تتصرف الا من خلاله اوقتها ستولد من جديد حرفيا شكراجزيلا وجزاكم الله خيرا