
البعض يفضلونها “ساذجة”.. رحلة البحث عن شريكة مطيعة
رغم تغير الزمان، ما زال بعض الشباب يبحث عن الفتاة الساذجة التي تطيعه في كل قراراته، ويعتقدون أن ذلك سيسهِّل حياتهم.
مقال: إسلام عبد الوهاب
“لماذا ينشغل المصريون دوماً بعذرية الفتيات اللاتي ارتبطت بهن؟”
سألني صديقي الأمريكي، والذي جاء إلى مصر ضمن منحة دراسية لتعلم اللهجة العامية المصرية، ولأن السؤال باغتني، سألت بدوري: “من هؤلاء؟”
أجاب كايل ضاحكاً: “الشباب الذين أتعرف عليهم في المقاهي، يسألونني في البداية؛ هل تمارس الجنس مع الفتيات؟ أجيب نعم، يقولون: هل تكون الفتاة فيرجن (عذراء)؟ أجيب لا، يقولون: لا تفعل ذلك إلا مع فيرجن، لا أفهم لماذا يهتمون بالأمر رغم أنه لم يدر بذهني مطلقاً”.
لم تكن لديَّ إجابة محددة على تساؤلات كايل، ولكني أعرف أن قطاعاً كبيراً من المصريين ينشغلون بعذرية المرأة، أي عدم ممارستها الجنس من قبل، وعند الزواج، لا ينشغلون بالعذرية فقط، بل بالجهل بطبيعة الحياة نفسها.
يسعى بعض الرجال إلى الزواج من فتاة ساذجة، ليتولى هو عملية تعليمها الحياة والصح والخطأ من الأمور، إذ يعتقدون أن ذلك سيسهل عليهم حياتهم، وأن الزوجة في هذه الحالة ستطيع الأوامر بمجرد النظر.
أسطورة الفتاة الخام
ما معنى فتاة خام؟
التعريف الشائع لها عند قطاع من الشباب المصريين، هي الفتاة التي لم تجرب بعد خبرات الحياة المختلفة، لم تتحدث أو تتعرف على شاب، ويحبذ من لم تلتلحق بالجامعة بعد، لأن الجامعة ستتيح لها خوض هذه التجارب.
قد لا يمانع هذا الشاب من أن تدخل فتاته الجامعة، ولكن بعد أن يرتبط بها، ويعلمها “على يديه”، هكذا تصبح المسألة آمنة، لأنه سيكون قد أوصاها بالفعل بالتعليمات المناسبة.
قد يتعرف الشاب على فتيات كثيرات، وقد يعجب بإحداهن أو يحبها، ولكن في الارتباط الرسمي، يعطي الأولوية دائماً للفتاة الخام.
هذا الهاجس يراود عدداً كبيراً من الشباب، وأصحابه لديهم مبرراتهم، فقد يشك بعضهم من ماضي الفتاة، فحتى لو كانت خرجت مع شاب آخر، هو لا يثق فيما حدث بينهما، وهو لا يريد أن يتزوج امرأة لمسها شخص آخر.
كذلك فالمرأة التي خاضت خبرات كبيرة، ومنها العملية، ستكون قادرة بشكل أكبر على الاستقلال عن زوجها، سواء على الجانب المادي أو جانب المشاعر.
ومن الأسباب الجوهرية لاختيار الشاب للفتاة الخام فكرة “هربيها علي إيدي”؛ أي أن يتعرف عليها صغيرة ليتولى هو تربيتها على طريقته، ليحدد لها مصيرها، وتصبح المرأة التي يريدها عقله، لتطيعه بشكل أعمى في قراراته، ولا ترى غيره، وتصبح مع الوقت انعكاساً له، فإن تحدث أنصتت، وإن غضب لا تناقشه، وإن تأخر في الخارج لا تسأل، وإن أعطاها القليل من المال لا تطلب زيادة، وإن أخبرها أن تقاطع صديقاتها أطاعت.. إلخ.

إجابة السؤال: المِلكِية
عادة ما ترتبط رغبة بعض الرجال في السعي للزواج من فتاة “خام” إلى رغبته في امتلاكها، بالإضافة إلى وجهة نظرهم أن الحياة الزوجية بهذه الطريقة ستكون مريحة بشكل أكبر.
يقول خالد محمود*، 36 عاماً، أنه سبق وتزوج من أجنبية أثناء عمله في شرم الشيخ، ويصف تلك الزيجة بالنزوة، واندفاع الشباب، ولكن حين أراد تأسيس بيت حقيقي، تزوج إحدى قريباته، وكانت لا تزال طالبة في الثانوية العامة، ولم تتم 18 عاماً بعد. تزوجها بعقد عرفي، لحين تجاوزها الثامنة عشر.
يفتخر خالد بهذه التجربة، إذ يعيش سعيداً مع زوجته، التي، كما يرى، تمكن بالفعل من تربيتها كما يريد، وجعلها تفكيرها مطابقاً لتفكيره، وتعيش نفس نمط الحياة الذي اعتاد عليه.
ولكن ليست كل تجارب الزواج بهذه الطريقة تمضي بالشكل المتوقع أو المرغوب فيه.
يحكي إبراهيم عبد الله* (52 عاماً)، مهندس، أنه أراد طوال عمره الزواج من فتاة يتولى تربيتها، لذلك تزوج من فتاة في عمر السادسة عشر، لم تكمل تعليمها، وكان يظن أن هذا أفضل اختيار ليتمكن من “تربيتها”، ولكن الأمور لم تمض على هذا النحو.
“منذ أول يوم تزوجتها بدأت الفتاة في التمرد، وزادت المشاكل، خاصة بسبب فارق العمر بيننا، كنت أحقق لها ما تريد ولكنها تمادت مع تقدمها في العمر”.
لم يتمكن إبراهيم من “تربية” زوجته على هواه، وبعد أن حملت سريعاً، شعر أنه في ورطة حقيقية، إذ لم تتمكن الفتاة الصغيرة من تربية الطفل، ولم يتمكن هو من التوفيق بين عمله وإرضاء زوجته وتربية طفله الصغير، وفي النهاية علق الرجل في بيت لا يعرف فيه نفسه، فكانت النتيجة الطلاق.
هل الخام تكسب بالفعل؟
ساهمت الأفلام والمسلسلات وحتى الأغاني والبرامج التلفزيونية في ترسيخ فكرة الفتاة الخام، حتى لو بشكل غير مباشر، إذ كثيراً ما ظهرت الفتاة الساذجة التي تحب شخصاً وتقيم معه علاقة، أو يتزوجان عرفياً، وبعدها يتركها.
تبدو هذه الأفلام والمسلسلات كأنها تحذر الفتيات من الدخول في هذه العلاقات والوقوع في براثن الشباب المستهتر، ولكنها كثيراً ما تجعل الرجال يحذرون من الدخول في علاقة مع فتاة لديها ماضٍ كالذي يرونه على الشاشة. وما زال بعضهم يفضل الزواج من “قطة مغمضة” لترى الحياة بعيني الرجل.

يقول ميلاد عبد الملاك*، 34 عام، أنه ما زال يبحث عن فتاة من هذا النوع ليتزوجها:
“من الصعب أن أقبل بفتاة لديها العديد من العلاقات السابقة، إلى جانب أنني لا أستطيع أن أتزوج فتاة تتجرأ عليّ يوماً، لهذا البحث عن الفتاة الخام جارٍ”.
ما الذي يعنيه بالتجرؤ؟ كان هذا سؤالنا لميلاد، والذي أجاب: “تعترض على أي قرار أتخذه، لا تحب أمي وبالتالي ترفض زيارتها، أو حتى مساعدتها. هذه أمور صعبة بالنسبة لي، لذا حين تكون تربية يدي، لا يمكنها أن ترفض ما أطلب”.
أجيال متعاقبة انشغلت بهذا الهاجس، ولكن هذا التفكير تراجع في السنوات الأخيرة، خاصة لأن منصات التواصل الاجتماعي جعلت الأمر أشبه بالمزحة. ومع انتشار أفكار التواصل مع الآخر ودعوات التحرر، تراجعت هذه الهواجس الجنسية نسبياً، وتراجع معها هاجس “الفتاة المطيعة التي أربيها على يدي”. بل قد يسعى بعض الشباب إلى العكس.
يقول شريف الحلواني، 18 عاماً: “أعتقد أن فكرة الفتاة الخام انتهت، لم أسمع عنها بين أصدقائي نهائياً، وتربية الفتاة علي يدي فكرة عبثية، لأن الحياة مشاركة، ولا يمكن بأي حال في ذلك الزمن أن يتكفل الشاب بمصاريف أسرته وحده، بل يجب أن تشاركه زوجته في تلك الأمور”.
ختاماً، علينا أن نشير إلى أن الاحترام المتبادل، والمشاركة، والعلاقات السوية، هي القادرة على إنجاح العلاقات، أما البحث عن علاقة مع فتاة ساذجة بغرض فرض اتجاه تفكير واحد، لا يضمن تأسيس زواج ناجح.
* الأسماء مستعارة
تجنبتم الحديث عن المقارنة الجنسية و هذا أمر جوهري ، الرجال يخافون من المرأة التي كانت لها علاقات جنسية ، يخافون أن تقارن أدائهم الجنسي شكلهم الجسدي ، حجم قضيبهم، يخافون من هذا الامر ، يخافون ان لا يكون مرضيين لها ،يخافون ان لا يكون قضيبهم جيدا لها ، يرودون أن يكونوا الافضل دائما لها وهذا امر طبيعي معقد في تكوين الرجال. مثلا في اطباء يقولون لم لهم عضو صغير تزوج من سيده عذراء ، يعني هؤلاء اطباء دارسون يظهرون في وسائل الاعلام والتواصل.
الرجال يخافون من مقارنة الاداء الجنسي وحساسون فيما يخص غرورهم الذكروي
الحب ثقافة ما رأيكم و ردكم على هذه الفكرة المهمة الواقعية التي هي فعلا الفيل الذي لا يمكن تجاهله في هذا الموضوع ؟
لمناقشة هذا الامر بصراحة وعلى حقيقته دون أفكارساذجة من قبيل : أريد أن تربيها على يدي، يجب مناقشة الhypergamy الذي لم يسبق لكم مناقشته
فالموضوع أولا سوسيو إقتصادي ، جنسي ، ومتعلق بالتكوين النفسي للذكور وما يريدونه والتكوين النفسي للإناث وما يردنه
مرحباً بك،
شكراً لاقتراحك، سنعمل على إضافة هذا الموضوع لخطة عملنا.
تحياتنا
متى استعبدتم الناس وقد ولدتهم أمهاتهم احرار
على فكره المرأه مامجبره على رعاية الرجل وتدليله وغسل وخلافه ماتقدمه وتفأني منها ومن زوقها ليس إلا لان العقد الذي بينهما عقد نكاح فقط
اريد
شكرا