العلم في الصغر
ينصح الدكتور ممدوح وهبة رئيس الجمعية المصرية لصحة الأسرة أن يبدأ الأهالي بتثقيف أطفالهم جنسيا في مرحلة الدراسة الابتدائية قبل بدء فترة البلوغ أو المراهقة والسبب هو:
يرى وهبة أن التثقيف في المرحلة الابتدائية يكّون علاقة سليمة و يبدأ الحوار المتبادل والصداقة ما بين المربي والطفل أو الأم والطفل على أساس متساو وليس على أساس الأمر والنهي الذي قد يلجأ له الأهالي خلال مرحلة البلوغ. شانا فان زويب تربوية ( بيداغوجية) ومحاضرة في جامعة أمستردام من الخبراء في مجال التربية الجنسية للأطفال في هولندا. تقدم المشورة والدورات التدريبية في المدارس والحضانة التي تستقبل طلاب المرحلة الابتدائية بعد انتهاء الدوام المدرسي.
تقول فان زويب أن الأطفال الصغار مشغولون بطريقتهم الخاصة في اكتشاف مكوناتهم الجنسية، لهذا يجب ألا يتجنب الأهل أو المربين التربية الجنسية لأن كلما كبر الطفل كلما صعب مناقشة الموضوع معهم لحساسيتهم. تقصير الأهل والمدارسلكن ومن الناحية العملية فإن عملية تثقيف الطلاب حول الصحة الإنجابية لا زالت محدودة كما يرى الدكتور وهبه من مشاهداته في المجتمع المصري. أسباب التقصير متعددة أهمها: "حساسية الأهالي لهذه المواضيع التي لا زالت تعتبر من المحرمات (التابو) في مجتمعنا الشرقي. سبب آخر هو عدم معرفة الأهالي بمدخل وتفاصيل وتداعيات ما سيقولونه لأولادهم وكيف يقولونه". في مصر تتضمن المناهج المدرسية درسا خاصا حول الجهاز التناسلي الخاص بالرجل للطلاب والجهاز التناسلي للمرأة للطالبات فقط. يرى دكتور وهبه إنه متأخر وأن المعلمين غالبا ما يكونون غير مسلحين بالمعلومات الكافية، يردف قائلا: "يُشرح هذا الدرس في الصف الثاني الإعدادي أي في سن الرابعة عشرة تقريبا. لكنه في كثير من الأحيان لا يُشرح للطالب لأن المعلمة أو المعلم لا يريد الخوض في موضوع لا يعلم عنه الكثير وربما يخشى تداعيات الدرس من الأسئلة التي تتولد لدى الطالب أو الطالبة". القضية كما يراها دكتور وهبه ليست فقط إعطاء الدرس بل "الأسئلة التي تأتي ما بعد الدرس، المراهقون في تلك الفترة يتشوّقون لمعرفة ما يجري لهم من تغيرات ويغتنمون فرصة الحوار لطرح تساؤلاتهم وقلقهم وهواجسهم الكثيرة جدا في تلك الفترة. وإذا لم يكن المعلم مستعدا لمواجهة سيل من الاستفسارات قد يلجأ لإلغاء الدرس من أساسه".
