العبور الجنسي
Shutterstock

“بنتي نورا بقت ابني نور”.. مشكلات العابرين جنسياً في مصر

أعاد حديث الفنان هشام سليم عن ابنه نور للصورة قضية العابرين جنسياً، وألقى الضوء – إعلامياً – على حياتهم ومعاناتهم.

“بنتي نورا بقت ابني نور”.

كان هذا تصريح الممثل والفنان هشام سليم في برنامج “أنا والجريئة” وهو البرنامج التي تقدمه المخرجة والمذيعة إيناس الدغيدي ويعرض على قناة “القاهرة والناس”.

كانت هذه من اللحظات القليلة التي تظهر فيها قضية العبور الجنسي على نطاق واسع في الإعلام. فالبرنامج رائج جماهيرياً، وهشام سليم ممثل معروف، ويعتبر أبوه رمزاً من رموز كرة القدم في مصر طوال تاريخها، أي من عائلة عريقة.

لذلك فظهوره ودعمه لابنه العابر جنسياً كان لحظة إيجابية بالنسبة للعابرين جنسياً في مصر والعالم العربي.

عبَّر هشام سليم على تفهمه لارتباك ابنه، وعبَّر عن ارتباكه هو شخصياً.

بعد عدة أيام وفي حوار آخر أجراه هشام سليم وابنه مع جعفر عبد الكريم في قناة دوتش فيله، تحدث هشام سليم صراحة على أن الموضوع كان أسهل عليه بسبب عبور ابنه من أنثى إلى ذكر، وليس العكس.

أثار هذا ردود فعل متباينة، فرغم الخطوة الإيجابية التي اتخذها هشام سليم، إلا أنه أكد أن المجتمع ما زال يحمل صعوبات وعوائق كثيرة للعابرين جنسياً.

 

ما هو العبور الجنسي؟

 

العبور الجنسي مصطلح مركب يمكن أن يشتمل على عدة أشياء. المرأة العابرة جنسياً هي المرأة التي ولدت ذكراً ولكنها تعتبر نفسها أنثى. والرجل العابر جنسياً هو رجل ولد أنثى ولكنه يعتبر نفسه ذكراً.

كذلك يشتمل المصطلح على الشخص الذي لا يعتبر نفسه ذكراً أو أنثى. في بعض الأحيان يعتبر هؤلاء الناس أنفسهم ليسوا ذكوراً أو إناثاً بل يعتبرون أنفسهم جنساً ثالثاً.

العبور الجنسي ليس ميلاً جنسياً، مثلما يكون البعض مثليين أو مثليات أو مزودجي الميول الجنسية. إنه يتعلق بما تشعر به وما تنجذب إليه.

العبور الجنسي أيضاً ليس نمطاً حياتياً. فأن يرتدي الرجل ملابس المرأة أو العكس لا يعني أنه عابر جنسياً. بعض الناس يرتدون ملابس الجنس الآخر ولا يعتبروا عابرين جنسياً.

يوجد عابرون جنسياً في كل الثقافات، وكانوا موجودين في كل حقب بالتاريخ.

بعض العابرين جنسياً يلجأون للدعم الطبي من أجل تحقيق عبورهم جسدياً إلى الجنس الآخر.

 

ما التدخلات الطبية الممكنة لمساعدة العابرين جنسياً؟

 

تتنوع التدخلات الطبية من حالة إلى أخرى.

في بعض الحالات لا تكون هناك حاجة من الأصل للتدخل الطبي.

في حالات أخرى يزود الأطباء العابر جنسياً بهرمونات تساعد في ظهور علامات الجنس الآخر، كالشعر وطبقة الصوت للذكور، أو الثديين للنساء.

وفي بعض الحالات يحتاج العابر جنسياً لجراحة إعادة تحديد النوع الجنسي. وفي هذه الحالة يجري الأطباء عملية إعادة تشكيل للجهاز التناسلي للرجل أو المرأة العابرين جنسياً.

العبور الجنسي
shutterstock

يعتبر العبور من الذكورة إلى الأنوثة أسهل في هذه الجراحات، إذ تنتزع الخصيتان والقضيب، ويجري تقليص الإحليل.

في المقابل (من الأنوثة إلى الذكورة)، ينتزع الثديين، ويركب قضيب بالاستعانة بجلد الذراع، ويمد الإحليل ليسمح بالتبول وقوفاً.

في الحالتين يمكن أن تحدث تدخلات تجميلية ليكون الجسم أقرب للذكر أو الأنثى.

وفي كل الأحوال وقبل العلاج الجسدي، توجد مرحلة علاج نفسي تتضمن مساعدة العابر على العيش لفترة بالجنس الذي يتطابق معه بداخل مجتمعه.

 

ما المشكلات التي يواجهها العابرون جنسياً؟

المشكلة الأساسية التي يواجهها العابرون جنسياً مشكلة مجتمعية، يتعرض العابرون جنسياً في العالم كله لتمييز ضدهم، ويصعب عليهم الوصول للخدمات الطبية، ويواجهون صعوبة في تفهم حالتهم في العموم.

ويزيد الأمر بالطبع في مجتمعاتنا العربية التي تبدأ فيه معاناة العابرين جنسياً منذ نشأتهم وعدم تفهم الأهل لهم.

وفقاً للمفوضية المصرية للحقوق والحريات لا يوجد قانون في مصر ينظم مسألة التصحيح الجنسي، كذلك فعملية العبور الجنسي طبياً وقانونياً في مصر تتطلب إجراءات طويلة، إذ يمر العابر بلجنة تابعة لنقابة الأطباء اسمها لجنة تصحيح وتحديد الجنس التي تشتمل على سبعة أعضاء، منهم ستة أطباء متنوعي التخصص بالإضافة إلى عضو من دار الإفتاء.

بالإضافة إلى كل هذا فمن الشكاوى الأساسية للعابرين جنسياً هي إصدار بطاقة هوية لهم، وقد كان ذلك من ضمن الأمور الرئيسية التي تحدث فيها الفنان هشام سليم حين تحدث عن ابنه، فبطاقات الهوية المصرية لا تتضمن في خانة الجنس سوى الذكر والأنثى، وليس من السهل تغيير الجنس في البطاقة.

مشكلة بطاقة الهوية الشخصية مشكلة أساسية يتحدث عنها أي عابر جنسياً في مصر.

 

هل نسبة العابرين جنسياً في مصر كبيرة؟

وفقاً لتقرير مركز هردو لدعم التعبير الرقمي، تقول د. غادة أنور، مديرة وحدة الغدد الصماء بمستشفى ابو الريش، إنه يوجد من 500 إلى 600 طفل غير معروف هويتهم يتابعون  مع الوحدة بالمستشفى.

وفي نفس التقرير، يقول د. محمد البرباري، استشاري جراحة الأطفال بأبو الريش الياباني أنه يتم إجراء من خمس إلى ست عمليات من هذا النوع أسبوعياً في المستشفى.

اقرأ المزيد: ليلي إلب: قصة أول متحولة جنسياً

هل وجدت هذه المادة مفيدة؟

اترك تعليقاً

آخر التعليقات (1)

الحب ثقافة

مشروع الحب ثقافة يهدف لنقاش مواضيع عن الصحة الجنسية والإنجابية والعلاقات