د.
free design file

روزماري باسون: كيف يحدث الإشباع الجنسي عند المرأة؟

لماذا تمارس المرأة الجنس؟ الأمر ليس قاصراً فقط على الرغبة أو الدافع الجنسي، أو الاشتياق لممارسة الجنس كما يقترح أي تفكير تقليدي.

نعتقد دائماً أن الممارسة الجنسية طريق ملامحه واضحة، ولكن لم يرشدنا أحدهم إلى معالم ذلك الطريق. لم نتعلم ماذا تعني “الإثارة“، أو كيف يستجيب الجسد “لعوامل الإثارة”، أو ما يمر به الجسد من “تغيرات فسيولوجية أثناء الاستثارة”.

هكذا كانت تربيتنا الجنسية – منعدمة أو مهمشة!

هل تعتقد أن شريكتك تستجيب جنسياً لك؟ الإجابة مرتبطة ارتباطاً شرطياً بمعرفة مراحل “الاستجابة الجنسية عند المرأة”.

الاستجابة الجنسية وفقاً لـ”ماسترز” و”جونسون”

في عام 1966، افترضت نظرية د. “ماسترز” و د. “جونسون”  أن الاستجابة الجنسية هي عبارة عن مراحل خطية تبدأ بالاستثارة، ثم ثبات الاستثارة، ثم النشوة، ثم التراجع والاسترخاء مع مراعاة بعض الفروق الفسيولوجية بين الرجل والمرأة.

الاستجابة الجنسية وفقاً لـ
الحب ثقافة

نقد نموذج “ماسترز وجونسون”

  • يفترض هذا النموذج أن الرجال والنساء يستجيبون جنسياً بنفس الدرجة خلال المراحل الأربعة.
  • تتجاهل هذه النظرية تأثير العوامل غير البيولوجية؛ مثل الرغبة والإمتاع والعاطفة وكذلك الإشباع.
  • كما أنه مقتصر فقط على استجابة الأعضاء الجنسية ولا يعطي اهتمام للجسد ككل.
  • بالإضافة إلى ما سبق، وُجد أن النموذج معتمد تماماً على افتراض أن ممارسة الجنس متعلقة بالأعضاء التناسلية فقط، وأن النشوة هي الهدف الأسمى من الممارسة الجنسية.
  • كما أن هذا النموذج لم يعر النساء اللواتي لا يتبعن تلك المراحل بالترتيب عند الاستجابة الجنسية، أي اهتمام.
  • مثلاً، أين تقف المرأة التي تصل للإشباع بدون أن تشعر بالنشوة الجنسية من نموذج “ماسترز وجونسون”؟
  • وأخيراً، يضع هذا النموذج الجنس خارج سياقاته؛ فهو نموذج ثابت لا يتأثر بالعوامل الخارجية التي، بدورها، تؤثر في الاستجابة الجنسية.

الاستجابة الجنسية ليست بالطريق المحدد الملامح كما رسمه لنا نموذج “ماسترز وجونسون”.

نموذج “روزماري باسون” للاستجابة الجنسية

في عام 2001 وضعت د. روزماري باسون نموذجاً جديدًا للاستجابة الجنسية.

  • يعطي هذا النموذج أهمية للعاطفة والحميمية، والمثير الجنسي وكذلك الإشباع.
  • كما أنه يوضح أن الاستجابة الجنسية عند المرأة تسير في طريق غير خطي، وأكثر تعقيداً، بالمقارنة بشريكها.
  • كذلك أن استجابة المرأة تعتمد على العديد من العوامل النفسية والاجتماعية – مثل صورة الذات والتجارب الجنسية السابقة.
     

لماذا تمارس المرأة الجنس، وفقاً لـ”باسون”؟

الأمر ليس قاصراً فقط على الرغبة أو الدافع الجنسي، أو الاشتياق لممارسة الجنس كما يقترح أي نموذج تقليدي.

من الممكن أن تشعر المرأة بالرغبة الجنسية تلقائياً، مع أنها تمر بفترة “انسحاب ما بعد الانفصال”، بعد انتهاء علاقة جنسية وعاطفية كانت قائمة لفترة زمنية طويلة.

من ناحية أخرى، أغلب النساء في العلاقات طويلة المدى لا يفكرن كثيراً في الجنس ولا يشعرن برغبة عارمة للممارسة، أو بجوع جنسي؛ تحتاج أغلبهن إلى الحميمية والاحتواء، وتصبح الحميمية هي المثير الجنسي لهن.

بدون الحميمية والاحتواء، تزهد الكثيرات في الجنس ويرفضنه.

قد تتخذ تلك “الحميمية” التي تحتاجها المرأة صورة أن ينصت لها شريكها، أو أن يشاهدا معاً فيلماً. هنا قد تصل المرأة إلى الإشباع، بغض النظر عن الرعشة الجنسية، وهو ما يرتكز عليه نموذج “باسون” – الهدف من الممارسة الجنسية، أو النشاط الجنسي، هو الوصول للإشباع.

نموذج
الحب ثقافة

الإشباع مقابل النشوة

تعتقد الثقافات الشعبية أن هدف الجنس هو الوصول للنشوة، يضع هذا الاعتقاد كلا الشريكين تحت ضغط “وجوب الوصول للرعشة الجنسية”.

تروج العديد من المسلسلات والأفلام للنشوة على أنها المتعة الكبرى؛ لا يخبرنا أحدهم عن ماهية النشوة. يروجون إلى خطوات مدروسة تبدأ بالمداعبة ثم الإيلاج، بدون النظر إلى التفضيلات الشخصية.

يركزون على “الإيلاج” كوسيلة أساسية للوصول إلى غاية “منتهى اللذة”. ماذا عن الجنس الفموي، مثلاً، كطريق مختلف للمتعة؟

تروج وسائل إعلامية كثيرة لوجوب وصول الرجل والمرأة إلى النشوة، ويا حبذا في نفس الوقت، لتعتبر الممارسة الجنسية ناجحة.

للأسف، كل ما سبق من معتقدات عن “النشوة” تفسد المتعة الجنسية الحقيقية.

الجنس ليس له إطار أو شكل محدد؛ كل شيء مباح طالما اتفق وتراضى طرفا العلاقة. كما أن التفكير في “النشوة” كهدف للجنس يفقدكما متعة الممارسة.

“النشوة” هي في الأصل حالة يصل إليها المخ؛ “النشوة” ليست في الأعضاء الجنسية فقط. التفكير الدائم فيها، وفي الوصول إليها، قد يصيبكما بالتوتر، مما يترتب عليه عدم استمتاعكما، وربما ضللتما الطريق إلى “الإشباع”.

“الإشباع” هو الهدف الأسمى للعلاقة الجنسية؛ لتصل شريكتك إلى “الإشباع” والرضا عن العلاقة، قد تحتاج لمجرد أن يحتضن كل منكما الآخر. الحضن الذي يشعرها بالأمان قد يكون أكثر إشباعاً من “الرعشة الجنسية”.

قد يكون “الاستمناء المتبادل”، أو الجنس الفموي، أكثر إمتاعاً من الإيلاج. المهم هو التركيز على تفضيلاتها الشخصية.

خلاصة نموذج “باسون”

التركيز على تحقيق “الإشباع” يجعل حياتكم الجنسية أفضل كثيراً لأنه يخلق بينكما مساحة للحديث عن التفضيلات والخيالات الجنسية لكل منكما. كما أن التركيز على “الإشباع”، بدلاً من “النشوة”، يقلل من ذلك التوتر المتعلق بالوصول للرعشة الجنسية.

 

هل وجدت هذه المادة مفيدة؟

اترك تعليقاً

آخر التعليقات (5)

  1. شكرآ استفدناكتير من خبراتكم…
    شكرآ استفدناكتير من خبراتكم ومعلوماتكم الواقعية

الحب ثقافة

مشروع الحب ثقافة يهدف لنقاش مواضيع عن الصحة الجنسية والإنجابية والعلاقات