المرض وتأثيره على العلاقة الجنسية والعاطفية
Pixabay

المرض وتأثيره على العلاقة الجنسية والعاطفية

سوف أطرح عليكم في هذا الموضوع طرق أخرى للحميمية لتساعدكما في تخطي مرحلة المرض والنقاهة.

حينما يصيب المرض الشريك/ة، أول عنصر يؤجل في تلك الشراكة هو ممارسة الجنس. يعمل الجنس كالمخدر الذي يلهينا عن مشاكل الحياة وضغوطها – كيف تتأثر العلاقة بالمرض وغياب الجنس؟

إذا كنت في علاقة مستقرة وسعيدة حقاً، سيساعدك هذا الموضوع في تخطي مرحلة المرض.

أما إذا كانت علاقة مختلة أو مضطربة، سيصبح المرض عبئاً وقد يصبح القشة التي قصمت ظهر البعير.

في حالة مرض الطرف الآخر، نجد أنفسنا مطالبين بتوفير الرعاية والتخفيف عنه/ها. كذلك، يقع على عاتقنا عدم إظهار الاستياء من المرض أو افتقاد الجنس.

سوف أطرح عليكم في هذا الموضوع طرق أخرى للحميمية لتساعدكما في تخطي مرحلة المرض والنقاهة.

المرض أمر خارج عن الإرادة – اللطافة مطلوبة!

تخبرنا طبيبة الأمراض النفسية والعصبية “دينا الشيخ”، أنه إذا مرض الزوج وامتنع عن ممارسة الجنس مع زوجته، قد يكون الأمر أسهل قليلاً على هذه الزوجة، لأن عادة ما تستطيع المرأة التحكم بشهوتها ورغبتها الجنسية أكثر من رجل مرضت زوجته وتوقف الجنس الكامل بينهما.

من ناحية أخرى، قد يرضي المرأة ويشبعها أشكال المداعبات المختلفة والعناق والتقبيل والحوار الحميم.

في بعض الحالات، يكون الجنس الفموي هو الحل المثالي، المؤقت، لتفريغ الطاقة الجنسية للرجل سواء كان مريضاً لا يستطيع ممارسة الجنس، أو إن كانت الزوجة هي المريضة ولا تستطيع تقديم شيء للزوج سوى الجنس الفموي.

توضح “د. دينا” أن تفريغ الطاقة الجنسية في هذه المرحلة الحرجة، ليس هو المطلب الوحيد لدى الزوجين – حالتهما النفسية مهمة جداً.

  • مثلاً على الزوج/ة مراعاة مشاعر الطرف المريض.
  • عدم الحديث كثيراً عن أهمية الجنس.
  • عدم الانفعال في الأوقات الصعبة أو التلويح بالمتعة المفقودة.
  • عدم “المعايرة” كأسلوب متعارف عليه في المجتمعات العربية.
  • عدم افتعال اللطف حتى لا يشعر الطرف المريض بالشفقة.
  • عدم التزين بشكل مبالغ في تلك الفترة، أو عدم ارتداء ملابس مثيرة جنسياً – حتى لا تُشعر زوجها بالعجز، أو يُشعر زوجته بالحرمان.

توضح “د. دينا الشيخ” أن المريض/ة تنتابهم مشاعر كثيرة تتأرجح بين الذنب والإنكار والشك وفقدان الثقة بالنفس وغيرها من المشاعر السلبية.

مطلوب من الطرف الآخر:

  • تفهم هذه المشاعر والتقلبات المزاجية.
  • طمأنة شريكها/شريكته بالكلمة الطيبة والابتسامة.
  • التخفيف عنه/ها بالمرح والنكات والضحك والترفيه.
  • تقديم الوعود الصريحة بالصبر وعدم الخيانة.
حلول بديلة للجنس
Pixabay

حلول بديلة

هل تنتهي العلاقة بتوقف ممارسة الجنس؟

 الزواج الحقيقي، كما تخبرنا طبيبة الأمراض النفسية والعصبية “دينا الشيخ”، به الكثير من المُتع بجانب الجنس، ولا يجب أن تتوقف حياة المتزوجين إذا مرا بظرف يمنعهما عن ممارسة الجنس سوياً.

هناك الكثير من الأنشطة التي تُشعر الزوجين بالسعادة، ومن خلال نصائح “د. دينا”، ومن خلال تجربتي الخاصة أيضاً في هذا الأمر، إليكم بعض الأشياء التي قد تقرب بين الزوجين حينما يتوقفان عن ممارسة الجنس لفترة.

المداعبة

هي من الأشياء المهمة في أي علاقة، وأمر يمكن فعله بكل سهولة وبدون مجهود، وفي نفس الوقت أثره النفسي كبير جداً على الزوجين. المداعبة مثل الأحضان والملامسات الرقيقة وتدليك الرأس والكتفين والساقين.

المحادثات العميقة

غالباً ما ينشغل الزوجان بالأحاديث الخفيفة كالأحداث اليومية أو الحكايات العائلية، ولكن ما يقربكما من بعض حقاً هو الحديث عن الأمور المهمة في حياتكما وتحليلها تحليلاً عميقاً.

تقديم العون

مساعدة الشريك/ة في أمر عادة ما ينجزه بمفرده من شأنه التقريب بينكما واكتشاف عوالمه/ها التي لم تدخلها من قبل. كم من سيدة اكتشفت الأعباء المادية والنفسية التي يتحملها زوجها.

كم من رجل اكتشف عظمة زوجته عندما تحمل مسؤوليات البيت والأطفال، بجانب عمله.

التشتيت

متابعة مسلسل تلفزيوني سوياً أو ممارسة لعبة، الورق أو النرد مثلاً، من الأمور التي تدخل المرح على قلب الزوجين وتساعدهما على تمضية الوقت في تلك الفترة القاسية.

التدليك الكامل

التواصل الجسدي مهم للغاية، بدون الجنس، يمكن تقديم المتعة لشريكك/شريكتك من خلال “المساج” الكامل. إذا كانت الحالة المزاجية للطرف المريض تسمح، حول/ي جلسة “المساج” إلى طقس محبب للنفس؛ ضوء الشموع والبخور والحب الخالص.

السفر والفسح

من أكثر النصائح المفيدة هي السفر إلى أماكن جديدة سوياً، والخروج إلى الأماكن الطبيعية التي تشعر الطرفين بالسعادة.

التنزه وتغيير الجو من شأنه تحسين الحالة النفسية للطرف المريض والطرف الذي يراعيه أثناء مرضه. الحالة النفسية من أهم عوامل الشفاء والتعافي.

إمتاع الذات

أثناء مرض الزوج/ة، لا تهملوا أنفسكم واحتياجاتكم الجنسية.  ممارسة العادة السرية واستكشاف طرق إمتاع الذات المبتكرة، بدون معرفة الطرف المريض، قد تساعد في تخطي هذه المرحلة العصيبة.

طلب العون

تنصح “د. دينا” كل المتزوجين ألا يخجلوا من استشارة طبيب/ة حينما يعجزان عن تسوية الخلافات الجنسية فيما بينهما، مؤكدة أن تلك الثقافة غائبة إلى حد كبير عن المجتمع العربي، وعادة ما تكون سبب انتهاء الكثير من الزيجات.

في النهاية، ما تعلمته حقاً من خلال تجربتي مع مرض زوجي، هو أن:

الفترات الصعبة والمؤلمة هي الاختبار الحقيقي للعلاقة.

هكذا نتأكد أن العلاقة ليست قائمة على المتعة والجنس فقط. هكذا نعرف ان الروابط الروحية والعاطفية تحتل المكانة الأكبر في العلاقة. عند مرض الشريك/ة والامتناع عن الجنس لفترة طويلة، هل أنتم على استعداد للمحاربة من أجل استمرار العلاقة؟ أم أن العلاقة لا تستحق هذه المعاناة في نظركم؟

هل وجدت هذه المادة مفيدة؟

اترك تعليقاً

آخر التعليقات (1)

  1. من خلال علاقاتي /
    وجدت غياب…

    من خلال علاقاتي /
    وجدت غياب هذه الثقافة من الجميع ( الزوج ! الزوجة !ا الأبناء ووو
    وجدت عدم الرغبة في التعلم والتدريب بل وجدت ( التمسك بالجهل والقديم وو
    وجدت أن الجنس شيء ثااانوي
    حاولت وإن شاء الله سأستمر في التحريض الإيجابي

    والسلام عليكم

الحب ثقافة

مشروع الحب ثقافة يهدف لنقاش مواضيع عن الصحة الجنسية والإنجابية والعلاقات