زواج ناجح بدون حياة جنسية!
الجنس ركن أساسي في العلاقات الزوجية، ولكن مع ذلك توجد العديد من الزيجات الخالية من الجنس. هل يمكن أن ينجح الزواج بهذه الطريقة، أم ينبغي على الشريكين زيارة الطبيب/ة؟
كثيراً ما يقتصر الزواج في مجتمعنا العربي على غرض ممارسة الجنس، حتى لو لم يعترف الشريكان بهذا، لتجنب مواجهة الحقيقة.
وحتى إذا بدأ المقبل/ة على الزواج الحياة الجنسية قبل الدخول في العلاقة الرسمية، فهو/ي يريد شريكاً جنسياً مرضياً له على المدى الطويل.
في كل الحالات يعتبر الجنس مهماً في الزواج، وركناً يصعب تجاهله.
ولكن لأسباب كثيرة تقل الرغبة الجنسية بين الزوجين، ويعيش بعض الأزواج بدون حياة جنسية تقريباً، فهل يمكن أن ينجح الزواج بهذه الطريقة؟
اقرأ المزيد: ماذا يعني الزواج الخالي من الجنس؟
الجنس أم الأمان
يقبلها على وجنتيها ويذهب إلى غرفته التي ينام فيها وحيداً، بعيداً عنها. يقول لها “بحبك” قبل النوم ويكررها فور الاستيقاظ، في روتين قد يكون محبباً لأي زوجة.
ولكن في الصباح حين يذهب إلى عمله وتدخل غرفته، تجد المناديل التي أفرغ رغبته فيها.
في الليلة نفسها، تكون هي في الغرفة الأخرى تستدعي أفكاراً جنسية لتثير نفسها.
هذه هي حياتهما الجنسية في زواج لم يتجاوز الأعوام الثلاثة.
تخبرني رانيا عن ثقتها في حب زوجها، كل تصرفاته الأخرى تدل على ذلك. وهو أيضاً لا يعاني من مشكلات جنسية أو ضعف في قدرته، بدليل المرات المحدودة التي يمارسان فيها الجنس، ويكون أداؤه فيها أفضل من رجال عرفتهم من قبل.
لا يتوقف زوجها عن لمسها على مدار اليوم، سواء بعناق أو قبلات عابرة.
في البداية لم تعتبر الأمر مشكلة، ولكن مع الوقت صار تعذيباً لها، لأنه يثيرها طوال الوقت، ولكنه في المقابل لا يمارس معها الجنس في النهاية، وقد يستمر الوضع هكذا لأسابيع.
في إحدى المرات لم يقترب منها لثلاثة أشهر كاملة، كانت متأكدة خلالها أنه يمارس الاستمناء شبه يوميًا، وهو أمر تعود عليه من قبل زواجهما كما أخبرها من قبل، وتأكدت أنه يفضله عن ممارسة الجنس.
تؤكد لي رانيا أنها حاولت التلميح له أكثر من مرة عن رغبتها في العلاقة، ولكنها تخجل من ذلك، حتى لا يؤدي الحديث لشرخ في علاقتهما، أو يظن أنها تطعن في رجولته.
كذلك هي لا تريد أن تعكر صفو الحياة الهادئة التي يعيشانها، فهي على الرغم من شعورها بالحرمان الجنسي، تشعر معه بالأمان والطمأنينة والحنان أيضاً، ولا يتوقف اهتمامه بها إلا في الأمور الجنسية فقط.
تخبرني أنها تستطيع أن تصف نفسها بأنها زوجة سعيدة، مع وجود غصة في صدرها، لأنها دائمًا ما تتساءل عن العيب فيها ليكون زوجها ممتنعاً عنها جنسياً بهذا الشكل.
وحين سألتها بشكل مباشر إذا كان من الممكن أن ينجح الزواج بدون جنس؟ أجابت: نعم، من الممكن أن يكون الزواج ناجحاً دون حياة جنسية، ولكنه سيكون رائعاً إذا كان الجنس متوفراً ومرضياً.
زوجي مُعقد من الجنس
في المرة الأولى التي حاوَلَت فيها إثارته لممارسة الجنس، تجمد جسده، لم ينتصب قضيبه وكأن ثعباناً زحف على جسده وليس يدها.
مارسَت الجنس من قبل، وكانت تعرف أن ملامسة مناطق معينة لدى الرجل ستثيره وتجعله في حالة استعداد، ولكنه كان مختلفاً.
لم تفهم نهى وقتها السبب وظنت أن الأمر يعود إلى عدم رغبته في أن تبدأ المرأة وتأخذ الخطوة الأولى لممارسة الجنس، فتراجعت ولم تقدم عليها مرة آخرى.
ولكنها اكتشفت أن حبيبها لا يحب الجنس. حين كانا في بداية علاقتهما، في الوقت الذي يكون فيها الحب ملتهباً، لم يهتم بممارسة الجنس معها حتى لو غابت عنه لأكثر من عشرة أيام، وإذا مارساه يحدث ذلك على عجل وكأن الجنس روتين يريد إنهاءه أو عبء على عاتقه.
وعندما اقترب موعد زواجهما كان عليها أن تتخذ قرارها، هل ستكون تلك الحياة الجنسية مناسبة لها للأبد؟ خاصة وأنها شخصية لا تحب الخيانة؟
وقتها اختارت أن تتزوجه لأنها كانت قبله في علاقة يسيطر عليها الجنس فقط، كان شريكها ساعتها مفعماً بالرغبة الجنسية ولكنه لا يحتويها عاطفياً، لذلك تزوجت شريكها الجديد لأنها شعرت أن الحب أهم من الجنس.
ولكن مع الوقت اكتشفت نهى أنه يضع الأولوية لاهتمامات أخرى على حساب الجنس، فهو يهتم بالقراءة والدراسة على حساب حياته الجنسية، بدلاً من أن يضع كل أمر في سياقه.
أعادت نهى السبب إلى مشكلته مع أمه، إذ كانت تهتم بالجنس كثيراً حتى أنه شاهدها في مرة، وهو مراهق، تمارس الجنس مع رجل غير أبيه.
بعد مرور عام على الزواج، أدركت أن الزواج بدون جنس مرهق للغاية، عبارة عن مسؤوليات فقط، وعندما سألناها إذا كان الزواج ناجحاً بهذه الطريقة أجاب بـ “لا”.. الزواج دون جنس ليس زواجًا ناجحًا، ولكنه قرارها وعليها أن تتحمل عواقبه.
“الجواز حاجة والجنس حاجة”
“الجواز حاجة والجنس حاجة”، هكذا تخبرني رحاب التي تعيش مع زوجها الثاني الآن، بعد أن عاشت عامين فقط مع زوجها الأول، والذي لم تكن تعاني معه من أي مشاكل جنسية، في حين كانت هناك عيوب آخرى قاتلة لم تتحملها.
لذلك حين تزوجت من شريكها الحالي وارتاحت معه على جميع الأصعدة، واكتشفت أن متعته الجنسية الأكبر هي مشاهدة الأفلام الإباحية والاستمناء وليس ممارسة الجنس معها، أكدت أن الأمر لا يفرق معها، فهي أيضًا تفضل أن تمارس الاستمناء لأنها الطريقة الأفضل الذي يستطيع الإنسان من خلالها إشباع رغبته، فهو الأدرى بجسده من أي شخص آخر.
تخبرني أنهما يمارسان الجنس كل فترة عندما يسافران سوياً أو في مناسبة ما، ووقتها يكون الجنس رائعًا لأنها تفتقده معه ولا تشعر بالملل منه مثلما كانت تشعر بالملل من زوجها السابق الذي كان لديه روتين ثابت: مرتان أسبوعيًا وكأنه “آلة مبرمجة”.
وتضيف رحاب أن ممارسة الاستمناء يكون فيها تجديد دائم، ويشعر الإنسان أن هذا الطقس له وحده، خاصة وأن لديها مجموعة من الألعاب الجنسية التي تشبع المرأة بطريقة لا يقدر الرجال على فعلها.
وتجيب على سؤال “هل الزواج يمكن أن ينجح بدون جنس؟” مؤكدة أنها أسعد في هذه الزيجة من نساء حولها تمارس كل واحدة منهن الجنس مع زوجها باستمرار ولكن ليس بينهما تفاهم أو شعور بالسلام.
هل الزواج يمكن أن ينجح دون حياة جنسية؟ هذا سؤال يصعب الرد عليه بإجابة عامة وقاطعة، هذا ما تأكدت منه بعد الحديث مع أكثر من زوجة، فكل شخص له احتياجات وأولويات تناسبه في حياته.
إذا شعرت أن الزواج الخالي من الجنس يمثل مشكلة بالنسبة لك، من الضروري التوجه إلى طبيب/ة متخصص/ة، لأنها مشكلة لها علاج سواء كان السبب صحياً أو نفسياً.
للمزيد عن الموضوع، اطلع على الفيديوهين التاليين:
الزواج الخالي من الجنس وأسبابه عند الرجال
الزواج الخالي من الجنس وأسبابه عند النساء
* الأسماء مستعارة بناء على طلب المشاركات في التحقيق.