العمل من المنزل: كيف يؤثر على الزواج؟
يغبطني الكثيرون والكثيرات لأنني أعمل من المنزل؛ هل تعرفون كيف يؤثر هذا على علاقتي بزوجي؟ الصورة ليست مشرقة كما تظنون.
“أنتِ تعملين من المنزل! يا لكِ من محظوظة.”
أسمع تلك الجملة كثيراً. لا أرد. أبتسم وأصمت.
أنا لا أتجاهلك يا حبيبي!
عندما تنجز المرأة عملها من المنزل، بغرض توفير الوقت، قد يظن شريك حياتها أنها متفرغة له تماماً، وأن عليها قضاء معظم الوقت معه.
قد يعتقد أنه من الواجب عليها أن تنجز عملها حينما ينام أو يذهب هو إلى العمل، بغض النظر عن مدى قابليتها للعمل في هذا الوقت الذي يمنحه لها شريك حياتها؛ قد يكون في نهاية اليوم، مثلاً، ولم يعد لديها طاقة للعمل.
في بداية زواجي، واجهتنا هذه المشكلة، بما أني أعمل طوال الوقت من المنزل. حينما انتهى شهر العسل، وعادت الحياة إلى مجراها الطبيعي، كنت أستيقظ من النوم، وأعد قهوة الصباح، ثم أفتح جهاز الكمبيوتر وأبدأ العمل.
شعرت ببعض الاستياء على وجه شريكي – وكأني اتجاهله.
كان يتوقع، بما أني في البيت، أنني متاحة دائماً للحديث أو المشاركة. كنت أظن أنه يعرف أنني يجب أن أعمل، وللأسف، كنت أعمل طوال اليوم – في أي وقت.
تخطينا الأزمة بالنقاش الهادئ. توصلنا إلى تحديد أوقات معينة لأعمل بها من المنزل – أوقات تناسب طبيعة عملي وتتوافق مع احتياجاته.
الملل يأكل كل شيء!
قد يكون للذهاب إلى مقر العمل يومياً مساوئ، ولكنه، على الأقل، يمنحك فرصة للخروج ورؤية الزملاء والزميلات، وتبادل الحديث مع أشخاص مختلفين. باختصار، إنه التجديد.
حينما أعمل من المنزل، ويتحول مكان راحتي إلى مكان عملي، أواجه تحدي فخ الملل.
شريك حياتي الذي يراني جالسة أعمل لمدة خمس ساعات أو أكثر من المنزل، وينتظر انتهائي لأجلس معه، يفاجئ بشعوري بالاختناق من البيت وطلبي للخروج “لتغيير الجو”.
للمرة الثانية، شعر أنني أهمله ولا أريد قضاء الوقت معه.
لا توجد خيارات كثيرة!
- الخروج وحدي أو مع الأصدقاء – وتركه بالمنزل يشعره بالإهمال المضاعف.
- الخروج معه – إذا لم يكن مرهقاً ويريد البقاء بالمنزل.
- إلغاء فكرة الخروج والبقاء بالمنزل – رغم حاجتي الشديدة للتغيير.
في حالتي، شريكي لا يحب الخروج بصفة عامة. كان الحل هو البحث عن الكثير من الأنشطة التي يمكن أن نقوم بها سوياً في المنزل، وتكون مسلية، بجانب ممارسة الجنس.
- لعب الشطرنج/ طاولة/كوتشينة
- مشاهدة مسلسلات وأفلام نحبها
- التحدث عن أمور الحياة وتبادل الآراء
- الطبخ والتنظيف سوياً
جار البحث عن المزيد من الأنشطة المُسلية حتى نحارب ملل العمل من المنزل.
ماذا لو كان الأمر معكوساً؟ ماذا لو كان الرجل هو من يعمل من المنزل؟
الزوجان يعملان من المنزل
إذا كانت الزوجة لا تعمل، أو تعمل من المنزل هي الأخرى، ستواجه هذه العلاقة مشاكل من نوع خاص.
هي لن تجد وقتاً لنفسها على الإطلاق. لن تجد مساحة لأنشطتها الخاصة، أو لطقوس التجميل التي لا تود أن يراها زوجها، أو للتنظيف وبهدلته.
ضد رغبتها، سيراها الزوج في جميع حالاتها. كذلك، لن يكون للزوج وقته الخاص به – وحده بعيداً عنها.
في بعض الحالات، تتذمر الزوجة من وجود زوجها الدائم بالمنزل. قد يزداد الاحتكاك بينهما وقد تتفاقم أتفه المشاكل لمجرد أن “وشهم في وش بعض.”
الحل الأمثل هو احترام المساحات الخاصة وتحديدها؛ مساحة لخروج الزوج مع أصدقائه. مساحة لخروج الزوجة أو انفرادها بالمنزل. مساحة للاختفاء عن أعين بعضهما البعض – حتى لو كانا تحت سقف واحد.
الزوج وحده يعمل من المنزل
إذا كانت الزوجة تعمل خارج المنزل، والزوج يعمل من المنزل، قد تزداد المشاكل بسبب الشك والغيرة – سواء من طرفه أو طرفها.
قد يشعر الزوج بعدم تقدير زوجته لطبيعة عمله وقد تتعالى الزوجة، بدون قصد منها، على زوجها “اللي قاعد في البيت.”
هذه المشاكل ستستمر في تعكير صفوكما إلا إذا تمت مواجهتها بصراحة. الحوار والمصارحة و”الفضفضة” هي وسائل إزالة الشكوك والمشاعر السلبية.
رسالة إلى شركاء من يعملون من المنزل
قد تظنون أن الشريك/ة لا يشغله/ا سوى العمل، ولكن ربما تعذروهم حينما تُدركوا أنهم ليسوا سعداء تماماً بهذا الأمر؛ فهم يتمنون أن يفصلوا حياتهم الشخصية عن العمل، أن تكون لهم ساعات عمل محددة وبعدها لا يفكروا بالعمل، وأن يشعروا بالتغيير، ويتخلصوا من هذا الروتين الذي يسيطر عليهم.
ربما يكون لديكم بعض الأفكار للترفيه عنهم، أو مقترحات لأنشطة مسلية “تخرجهم من مود الشغل”.
اختارا سوياً أوقاتاً لعملهم من المنزل تتناسب مع فترات تواجدكم، واقترحوا عليهم العمل من أحد المقاهي عدة مرات في الأسبوع لكسر الملل.
نصيحتي لزملاء العمل من المنزل:
- لا تستسلموا للكسل.
- اخرجوا كثيراً.
- مارسوا عملكم من مقهى مفضل لديكم – سوف تشعرون بالبهجة.
- يمكنكم دعوة الأصدقاء الذين يعملون من المنزل للعمل سوياً من نفس المكان.
- لا تمارسوا العمل من مكان واحد بالمنزل، بل اختاروا كل يوم مكان جديد.
تتاغ الهت غغتة
…
تتاغ الهت غغتة
تتتتتااتتاهخناا
و. ختنانااتا