تحية كاريوكا ورشدي أباظة
Youtube – أفلام قديمة – روتانا

ظِلّ رجل

بعد 14 زيجة، وبعد تجربتها مع الممثل رشدي أباظة، كيف وصفت الفنانة تحية كاريوكا “الرجل” الحقيقي؟ ما الفرق بين “الرجولة” و”الذكورة”؟

لي صديقة لديها تحفظات كبيرة على إطلاق كلمة “رجل” بصفة عامة وبدون تخصيص. كلما تطرق حديثنا لنقاش موضوع ما عن شخص ما، تباغتني ملوحةً بيدها لإسكاتي “ما تقولش راجل! دة “ذكر” لكن مش رجل”. 

تذكرت وقتها مشهد الفنان عبد الفتاح القصري فى فيلم “سكر هانم” عندما قال عبارته المشهورة: “ست! أنا مش شايف قدامى أيتها ست!”

إذن الأمر ليس مرتبط بعقد نفسية مصابة بها صديقتي تجاه الرجال، الأمر فعلاً يحتاج الى تدقيق وتفنيد لمعرفة الفارق ما بين الرجولة والذكورة، وهذا ما سأتطرق إليه في موضوعي.

الذكورة فطرية والرجولة مكتسبة
لتبسيط كل ما هو متعلق بموضوع تلك التدوينة، اسمحوا لي أن أعرّفكم على قاعدة انا مؤمن بها إيماناً يقينياً: “الذكورة فطرية والرجولة مكتسبة”.

يولد أبناء جنسنا “ذكوراً”، مثلهم مثل الإنسان البدائي. يكتسبون مع الوقت صفات وقواعد وأسس اجتماعية وإنسانية تسهم في تحّضرهم كما تسهم أيضاً في إكسابهم ما يعرف بـ “الرجولة”.

في رأيي الشخصي، خير من يخبرك عن الفارق بين الذكورة والرجولة هى المرأة.

اللحية، الشارب المنمّق، العضلات، الوسامة كلها صفات ذكورية ولكن الصدق، الإخلاص، تحمل المسئولية، تقديم الدعم كلها صفات رجولية.

تحية كاريوكا الفنانة المصرية العظيمة والتى عرفت بزيجاتها الـ 14 واحتكاكها الكبير بعدد لا بأس به من الرجال خلال مشوارها الفني، لم أجد خيراً منها كي أستشهد بعدد من تصريحاتها وأرائها التي إستشفيت منها عدداً من الصفات توضّح بشدة الفارق بين الذكورة والرجولة.

في إستفتاء أجرته مجلة “الإثنين والدنيا” عام 1944 وهى احدى مجلات دار الهلال للصحافة والنشر، صرحت تحية كاريوكا بكونها ترفض الرجل “الأتكالي الكسول” الذى لايرغب في العمل ويعتمد على غيره.
تذكروا معى عدد المرات التي صادفتم فيها إما سماعاً أو قراءةً قصصاً عن الرجل الذى يعتمد على زوجته، ويثقل كاهلها بالمسئوليات والهموم، ويتصرف بأنانية شديدة تجاه المسائل المادية. هذا ليس رجل هذا ذكر!

أي صنف من الرجال يثير الامتعاض؟
إن كنتم قد تعلمتم الحب على يد رسائل غسان كنفاني لغادة السمان (أنظر/ي كلام في الحب)، فأسمحوا أن أشير عليكم بخطاب رشدي أباظة لزوجته تحية كاريوكا وردّ الأخيرة عليه. من تلك الرسالتين ستتعلمون قيمة الصراحة في العلاقة العاطفية، كم ستتعلمون من خطاب تحية كاريوكا.

4 صفات أخرى تفرّق ما بين الرجولة والذكورة رفضتها تحية كاريوكا في رشدي أباظة وأبرزها الآتي:

  • التباهي بعمل الخير: كانت تحية كاريوكا معجبة بشهامة رشدي أباظة، ومواقفه مع القريبين منه، ولكن كانت تعيب بشدة على كونه يتباهى بذلك ولا يجد حرجاً فيه. كانت ترى أن الرجل هو من يفعل الخير دون التصريح به. ببساطة، أنت تفعل ذلك لأنك تريد فعله لا لانتظار استحسان الناس.
     
  • التهور: أكثر صفة يمكن ان تجعل الذكورة أمراً واضحاً عليك. كونك شخص لا تحسب الأمور بشكل جيد، وبدون دراسة جيدة للأمور، هذا أمر ينفي عنك أمر الثبات والإتزان. فى خطاب تحية كاريوكا لزوجها قالت فيه “إركز يا زوجي العزيز وخليك تقيل”.
     
  • الخيانة: من وجهة نظري، تولد المرأة بحاسة سادسة. دائماً ما يصدق حدسها، ودوماً ما تنجح في اكتشاف ما يخفى عنها. تحية كاريوكا لم تقبل أي خيانة تعرّضت لها من أي زوج.
     
  • الاهتمام بعيوب الآخرين: كل بني آدم ناقد، وخير الناقدين ذلك الذى يبدأ بنقد نفسه ويسعى لإصلاح عيوبه. كونك غير قادر على إصلاح هفواتك، ومع ذلك تسعى بشكل دائم ومستمر للانتقاص من غيرك وتسليط الأضواء على عيوبه، فذلك لا ينم على الإطلاق عن أى مظاهر رجولية. فى رسالة تحية كاريوكا لزوجها وجهت له عتاباً قوياً بخصوص هذا الأمر قائلة له: “أرجوك لا تعايرني ولا أعايرك. الفقر طايلنى وطايلك”

اللحية، الشارب المنمق، العضلات، الوسامة كلها صفات ذكورية ولكن الصدق، الإخلاص، تحمل المسئولية، تقديم الدعم كلها صفات رجولية. كل ما هو جسدي هو لا يخص شيئاً إلا جسدك فقط، ولكن لا يعبّر عن سلوكك أو تصرفاتك.

حان الآن موعد أداء الواجب المدرسي. احضروا ورقة وقلم ودونوا فيها صفاتكم أو صفات شركائكم السلبي منها والإيجابي بمنتهى الصراحة والشفافية. في حال اكتشاف كونك “ذكر”، صارح نفسك بتلك الحقيقة واسعى للتغيير. صدّقني، لا يوجد أمقت من ذَكر يفتقر الرجولة. وأنتِ/ عزيزتي، عليكِ أن تقفي بشكل قوي مع ذاتك لتقرري: هل الأمر يستحق عناء التعامل مع ذكر يفتقد أسمى معاني الرجولة؟ أم أنكِ ما زلتِ تتمتعين بقواكِ الخارقة القادرة على تغيير سلوك شريكك ووضعه فى مساره الصحيح؟: الإجابة لكم وأنتظرها في تعليقاتكم.

ملاحظة: مختلف الآراء الواردة في المدونات تعبّر عن رأي كتابها وليس يالضرورة عن رأي الموقع.

هل وجدت هذه المادة مفيدة؟

اترك تعليقاً

آخر التعليقات (3)

  1. مقال رائع ، وشابوه لتحية
    مقال رائع ، وشابوه لتحية بعيداً عن كتر زيجاتها بس دماغها توزن بلد ، عندي تعليق صغير :
    اذا كان الصدق والاخلاص وتحمل المسؤولية من صفات الرجولة ، فالمرأة خير رجل

  2. بالنسبة للـ Homework

    بالنسبة للـ Homework
    فكرة اني كـ ست اغير من راجل ، جربتها قبل كده
    يا انا ال هسحبه فوق يا هو ال هيسحبني لتحت
    وهو كان اقوى ! الست ف الحب ضعيفة .. الحب مش قوة !
    وبشكل عام انا ضد ان حد يغير حد تاني ، او حد يتغير عشان حد
    التغير الصحيح ان الشخص يتغير لأجل نفسه
    اي تغير تاني هيكون زائف او مؤقت ، الشخص هيرجع لاصله ويمكن اسوأ بمجرد اختفاء الحافز على تغيره
    الاصح ان الذكر يغير نفسه عشان نفسه

  3. بشكل صريح انا ضد وصف تحية…
    بشكل صريح انا ضد وصف تحية كاريوكا بكثرة زيجاتها وكأنه وصم لها . دى تجاربها وهى حرة فيها وميدناش الحق نوصفها أو نصنفها ابدا . ممكن نتكلم عن الموضوع بخبراتها المتنوعة وقدراتها على التحدث والمصارحة

الحب ثقافة

مشروع الحب ثقافة يهدف لنقاش مواضيع عن الصحة الجنسية والإنجابية والعلاقات