الحياة الزوجية
Flickr

نصائح ذهبية لتنغيص حياتك الزوجية

“ما المشين في أن تعيشا حياتكما كـ “اتنين متصاحبين”؟ ولماذا تبدو “الصحوبية” في حالة الإنفاق، أمراً قميئاً؟”

“ابنك على ما تربّيه وجوزك على ما تعوديه”.. هذه النصيحة هي أكثر ما تسمعه الفتاة بعد الخطوبة وقبل الزواج. النصيحة التي يقوم الكل بإسدائها لها وكأنها كنز ثمين لا يُقدّر بمال. صديقاتها اللاواتي سبقنها، يرددنها على مسامعها وكأنها مفتاح المغارة وحل اللغز. أمها وخالاتها لا يشعرن بالملل وهن يعاودن ذكرها، حتى زميلات العمل يحاولن لعب دور الفاطنات ويُكثرن من كيل النصائح.. وما أدراكِ ما نصائح زميلات العمل!


“ما تعوديهوش إنك تصرفي في البيت..”
هذه النصيحة قيلت لي هكذا، بهذه الصيغة الخزعبيلة في أول يوم عمل بعد عودتي من شهر العسل.

وإن كنتِ – عزيزتي- تعملين وذات دخل مالي معلوم، فاعلمي أن الكل سينصحكِ بها. فالإنفاق على البيت – حسب تصورهم – تقع على عاتق الزوج وحده. بل سيذهب البعض بعيداً ويقول لكِ: “يكفي أنكِ لن تطلبي منه مصروفًا شخصيا”. ثم سيعود وينصحكِ مرة أخرى ويقول:  “وإن كنتِ فعلتيها وأنفقتِ من مرتّبك الخاص، فلا تكرريها ثانية حتى لا يعتاد على ذلك!”

هذه النصيحة سمعتها من زملاء عمل، أصدقاء شخصيين، أقارب مقرّبين. يبدو أن هناك اجماع على هذه المسأاة، ويخبرني الجميع أن أضعها حلقة في أّذني، فقوامة الرجل على المرأة “تستدعي إنفاقه عليها والتكفل بمصاريفها”. كما أن “هذا هو الزواج”، أما نظام “النصف بالنصف”
 – الذي أتعامل به مع زوجي-  فأداء “ناس متصاحبة” لا أزواج.

في الحقيقة، لا أعلم من الذي وضع مثل هذه القوانين والأعراف. وما المشين في أن تعيشا حياتكما كـ “اتنين متصاحبين”؟  ولماذا تبدو “الصحوبية” في حالة الانفاق، أمر قميء، في حين أنها شيء “لطيف” لو كانت تمس الحرية الشخصية ونظام الخروج والدخول وعدم التحكم في الطرف الآخر والتضييق عليه؟!.

عزيزتي الفتاة، الحياة مشاركة، مشاركتك في مصروف البيت و دفع الفواتيرإلخ.، وأقول عن تجربة أن المشاركة مُفيدة زواجياً وتُعزز العلاقة بينكما وتقويها. فأنتِ تضعين في بيتك كما يضع هو، ولا تنظري للزواج على أنه وسيلة كي يُنفق فيها أحدهم عليكِ بدعوى أن “فلوسي ليا ومحدش عارف بكرة فيه إيه.. ولو انفصلت، هكون خسرانة”.


“مش من الواجب عليكِ إنك تخدميه..”
هذه حقيقة. لستِ ملزمة بأي شيء في هذه العلاقة، كما أنه أيضاً ليس مُلزم. كل ما تفعلينه أو يفعله هو يجب أن يكون دافعه الأول هو الحب والرغبة في عمل أي شيء وكل شيء من أجل إسعاد الطرف الآخر وشعوره بالراحة.

لا تحوّلي الزواج لعلاقة نِدّية أو “خُد وهات”. تطهين طعامه وتقومين بكيّ ملابسه، كي يصحبك في نزهة أو يأخذك لمشاهدة فيلم في السينما.

الزواج في الأساس سكن ومودة ورحمة. وتذكّري أن المطاعم موجودة ومهنة المكوجي لا تزال قائمة ومنتشرة، وكان بإمكانه أن يظل عازباً، يأكل من المطاعم ويُرسل ملابسه لأي مغسلة. وسيتذكر هو أيضاً أن الخروج من البيت لقضاء أمسية لطيفة ليست متوقفة عليه، فعلى ما أظن أنتِ كبيرة وتعرفين الطريق للمولات والكافيهات ودور السينما، وأغلب الظن كنتِ تفعلين ذلك قبل الزواج منه أو بمفردك.


“اغلبيه بالعيال يغلبك بالمال..”
نصيحة الست “فردوس محمد” والتي صارت أسلوب حياة لدى الكثيرين. وإن كنت لا أدري ما الرابط بين الخلفة الكثيرة والمال الكثير، إلا لو كانت تعني أن الزوج سيعمل عملاً إضافياً، وسيكد من أجل توفير نفقات الأطفال والوفاء بالتزامات البيت.

لكن أين الزواج والمأمول منه وسط عمل الزوج الدائم من أجل تلبية وتوفير احتياجات البيت المادية، وبين جري الزوجة طوال اليوم وراء الأطفال والعناية بهم؟!

الأطفال في الأساس غاية، وليسوا وسيلة لربط الزوج بجوار الزوجة أو وسيلة للحد من الخيانة. على العكس، انشغالك الدائم بالأطفال وانهيارك في نهاية اليوم بعد أن يذهبوا إلى النوم، سبب كافٍ لبعض الرجال للبحث خارج البيت عمّن في كامل رونقها وطاقتها للتخفيف عنه.

لذا، لا تغلبيه بالعيال ولا يغلبك بالمال.. افعلا كل شيء بتؤدة ورفق، ولا تنشغلا عن بعضكما البعض بالعمل الكثير والأطفال الكثيرين، لا تتخليا أبدًا عن مساحتكما الشخصية من أجل تحقيق نصائح يراها البعض “ذهبية” وهي في الحقيقة نصائح “فالصو” !


واعلما أن الزواج علاقة أبدية – أو هذا المرجو منه –  لذلك تعاملا من هذا المنطلق في كل جانب من جوانبه، فالزواج مشاركة لا مغالبة، ولا تستمعا لنصائح أحد. افعلا فقط ما يلائمكما ولا تتبعا أية قوالب نمطية.

  ملاحظة: الآراء الواردة في المدونات تعبّر عن رأي كتابها وليس بالضرورة عن رأي الموقع. 

هل وجدت هذه المادة مفيدة؟

اترك تعليقاً

الحب ثقافة

مشروع الحب ثقافة يهدف لنقاش مواضيع عن الصحة الجنسية والإنجابية والعلاقات