حبيبين ينظران الى بعضهما البعض
iusubov / Love Matters

دراسة: الحب قد يجعلنا أغبياء

تتميز الفترة الأولى من العلاقة الرومانسية بالأمزجة المتقلّبة، بدءًا من الانفعال الشديد عند رؤية المعشوق أو سماع صوته، وصولاً إلى التوق المستميت لرؤيته والتواصل معه عندما يغيب.

في بداية العلاقة، نصبّ أفكارنا واهتمامنا على الحبيب بكلّ جوارحنا، لكن عندما يتعلّق الأمر في التركيز في شؤوننا، نواجه صعوبة حتّى في القيام بأبسط المهمّات.

 تُظهر دراسة أجريت مؤخّرًا أنّ السبب في ذلك يعود إلى أنّ الوقوع في الغرام قد يشوّش قدرتنا على التفكير السليم. هذا البحث رياديّ في دراسة كيف تؤثر حالة الهيام الشديدة على “التحكّم الذهنيّ”. هذه البَلادة تؤثر على كلّ ما نقوم به، بدءًا من غياب القدرة على التركيز في حلّ الوظائف البيتيّة، وصولاً إلى انعدام التفكير المنطقيّ في حلّ المشكلات.    

علامة في الحب
شملت هذه الدراسة 43 زوجًا (86 شخصاً) وقعوا في الحب خلال الأشهر الستّة الأخيرة، وطُلب منهم تنفيذ مَهمّات تختبر قدرتهم على التركيز وتجاهل المعلومات التي تشتّت التفكير.

قام الباحثون بقياس درجة العشق لدى الأزواج من خلال توصيل أدمغتهم بجهاز قياس مشاعر العشق الجارفة . حسناً، لم يخترع العلماء جهازًا كهذا بعد، ولكن ما يتم في الواقع هو قيام المشاركين بتعبئة استبيانات تمنح علامات في سلّم العشق المشتعل (أجل، يمكنكم الضغط على الرابط وتجربة الأمر بأنفسكم). يشمل الاستبيان مقولات مثل: “سأشعر باليأس العميق إذا هجرني من أحب”، وَ “أشعر بجسمي يرتعش عندما يلمسني من أحب”، ويقوم المشاركون عند تعبئتها بوضع علامات بين 1 و0، ويحصلون في المحصّلة على علامة عشق تتراوح بين “بارد للغاية” وَ “غارق في الهوى حتّى أخمص القدمين”.

 

عشقٌ قصير.. حبٌّ طويل
يعاني الأزواج الذين يقعون في الغرام من “نقص في التحكّم الذهنيّ”. وبعبارة أخرة فإن هؤلاء مصابون بحالة من “الخبل” و”الغباء” أو “الجنون”، فالعاشقون يجدون صعوبة في التركيز في المهّمات، وتزداد أوضاعهم تفاقمًا كلّما كان ولعهم أعمق وأقوى. هذه الحالة تصيب النساء والرجال على حدّ سواء.

ويبدو أنّ قدرتنا على التفكير السليم تتغير على امتداد علاقاتنا. ثمّة اختلاف بين “الغرام /الوله ” عندما يلتقى الشخصان للمرّة الأولى ويشعران بانجذاب متبادل، وبين “حبّ رفقة العمر” الذي يُبنى على الحميميّة والالتزام اللذين يربطان الناس معًا في علاقة طويلة.  

الخبل ينقلب إلى فطنة!
الأخبار السارّة التي تأتينا بها هذه الدراسة هي أنّ المثابرة على العلاقة إلى ما بعد مرحلة الولع تؤدّي إلى تحسُّن في السيطرة الذهنيّة على المدى الطويل. الوقوع في الغرام قد يدخلك في حالة من الخبل، لكن الحبّ على مدى الحياة يجعلك أكثر فطنة وذكاءً.

 الفقدان الكلّيّ للسيطرة على الأفكار في بداية العلاقة قد يحمل أمورًا إيجابيّة، حيث تُظهِر بعض الدراسات أنّ هذه الحالة تزيد من نزعة الإبداع لدى العاشق الولهان، وقد يساعدك الإبداع على اجتذاب المعشوق ولفت انتباهه. ما تحتاجه من أجل إيقاع الحبيب في الحبّ هو الكثير من الخيال، وليس “التحكّم العقليّ”.

التأثير الآخر للدماغ الذي “خبله” الحبّ هو أنّ “الحبّ أعمى”. فحالة البلادة لا تمكّنك من ملاحظة أيّ شيء سيّئ في من تعشق. لكن هذه الحالة تحمل كذلك في طيّاتها أمرًا إيجابيًّا؛ فهي تجعلك أكثر انفتاحًا وتساعدك على الاعتياد على شخصيّة شريكك الجديد ومعتقداته.

لكن لماذا يعمل دماغك بكامل طاقاته في حالة الحب طويل الأمد؟ يفسّر الباحثون هذا الأمر على النحو التالي: ربمت كي تجعلي العلاقة حية ومشوّقة على المدى الطويل، حريّ بك أن تكوني في حالة تيقّظ مستمرّة، وأن تتوافر لديك قدرة على التصرّف في وضعيّات غير متوقّعة.

 

 

شارك بالتعليق أدناه أو عبر صفحاتنا على فيسبوك وتويتر

هل وجدت هذه المادة مفيدة؟

اترك تعليقاً

آخر التعليقات (7)

  1. الحب احساس له طابع خاص ومميز
    الحب احساس له طابع خاص ومميز لايمكن وصفه وهزا الاحساس هو الزي يمكنه من التحكم في تفكير المحب وفي تصرفاته ونظرته للامور وفهمه لها

  2. الحب هو احساس رلئع جدا تحس
    الحب هو احساس رلئع جدا تحس نفسك و كانك تطير في الغيوم و ان حبيبك هو وقود حياتك

  3. الحب لا تقاس بدراسات وابحاث ،
    الحب لا تقاس بدراسات وابحاث ، انما الحب ” حالة”

    ” ظاهرة” لا يسمعها يشعرها يراها الا القلب

  4. ﺍﻟﺤﺐ ﺍﺣﺴﺎس ﺭﺍﻳﻊ ﻭﺟﻤﻴﻞ ﺟﺪﺍ…
    ﺍﻟﺤﺐ ﺍﺣﺴﺎس ﺭﺍﻳﻊ ﻭﺟﻤﻴﻞ ﺟﺪﺍ ﺟﺪﺍ ﻳﻮﻗﻊ ﻓﻴﻪ ﺍﻟﻤﺤﺐ ﺍﺫﺍ ﺍﻟﻘﻠﺐ اراد

  5. الحب من تجربتي الخاصة جعلني…
    الحب من تجربتي الخاصة جعلني أضحي واحمي حبيبي مع اني تأذيت منه الا انا لازلت مستعده لحمايتها وكنت اظن انني ساكرهه لكن زدت عشقا وولعا به احيانا اقول اني مجنونه شيئا ما لكن في الاخير اقول أحببته بجنون ولن ارى غيره مع اني اتحدث الى اصدقاء وأخرج معهم وهذا امر يزعجه با ستمرار الا اني لا اتمنى غيره

الحب ثقافة

مشروع الحب ثقافة يهدف لنقاش مواضيع عن الصحة الجنسية والإنجابية والعلاقات