الخجل من الجسد؟ الرجال يعانون أيضاً
قد تعتقد أن النساء فقط هن من يشعرن بالقلق تجاه أجسادهن، ولكن مظاهر مثل الكرش والصلع والشعر الأبيض تجعل الرجال منزعجين من أجسادهم أيضاً.
يخرج حمو بيكا، أحد أبرز مطربي المهرجانات الشعبية، في فيديو مباشر على “تيك توك”، ليرد على منتقدي “كرشه” قائلاً:
“الناس اللي بتقول أصل كرشه ده كبير قوي، يا عم ده عز أبويا، وربنا ما يوريك اللي أنا فيه”.
على الجانب الآخر تداول الكثيرون على وسائل التواصل الاجتماعي منشور لفتاة تسرد قصة نهاية علاقتها مع خطيبها بسبب ملاحظته للـ Stretch Marks (التجاعيد) في جسدها، معرباً عن تقززه منها وعدم تقبله لها إذا لم تعالجها قبل ليلة الزفاف.
تشيع بشكل أكبر قصص خجل النساء وقلقهن من أجسادهن، ولكن من هذا المنطلق نطرح السؤال: هل يشعر الرجل أيضاً بالخزي تجاه جسده؟ أم هو شعور سائد لدى النساء فقط؟
في الثقافة الشعبية المصرية والعربية القديمة كان هناك احتفاء بـ “الكرش” واعتباره مثالاً للفخر والعز، فتجد أمثالاً شعبية تقول: “الراجل من غير كرش ما يساويش قرش”، “الكرش هيبة وعز”، “قبل ما تسألي عن قرشه اسألي عن كرشه”، وغيرها من الأمثال الشعبية الموروثة عن جسد الرجال.
ولكن مؤخراً أصبح الكرش محط انتقاد الكثير من الفتيات كرد على انتقادات الرجال أو مغالاتهم في مواصفات شريكة أحلامهم.
الاتجاه العام يرصد نظرة المرأة لجسدها وكيف تتعامل نفسياً مع هذه النظرة، وقلما ما وجدنا من يدقق لنظرة الرجل لصورة جسده وكيفية تعامله معها.
الفروق بين الرجل والمرأة
توجد اختلافات بين الرجال والنساء في ما يتعلق بعدم الرضا عن صورة الجسم، فبعض الدراسات وصلت إلى عدم وجود فروق في صورة الجسم بين الرجال والنساء، بينما دراسات أخرى رأت أن الاختلاف الوحيد الذي وُجد بين الجنسين هو أن غالبية النساء اللاتي لديهن عدم رضا عن الجسم يردن إنقاص الوزن، بينما الرجال الذين لديهم عدم رضا عن صورة الجسم كانوا بين فريق يريد إنقاص الوزن وآخر يريد زيادة الوزن.
المتداول أن الإناث يتأثرن بشكل أكبر من الذكور بفكرة “مثالية النحافة” تشبهاً بالمشاهير الموجودات في وسائل الإعلام والمجلات، وتنظر النساء لزيادة الوزن بشكل سلبي.
مظهر النجوم يؤدي الدور نفسه بالنسبة للرجال، الذين لا يضعون في الاعتبار برامج تعديل الصور أو الرتوش التجميلية التي يلجأ إليها هؤلاء النجوم.
هذا الانشغال بصورة النجوم والمشاهير يشغل بال العديد من الرجال، ساعين للصورة التي يتمنون أن يكونوا عليها، بدلاً من تقبل صورة جسدهم واكتشاف مصادر الجمال داخلهم.
سألت متابعيني من الرجال على حسابي بموقع فيسبوك هل سبق وأن شعروا بالخزي تجاه صورة جسدهم، وما هو أكثر ما يشعرهم بالخزي في مظهرهم؟ تراوحت إجابات المتفاعلين بين الخجل من الكرش والنحافة والصلع والشعر الأبيض.
كيف يتعاملون مع الأمر؟ بالحس الفكاهي والسخرية من الأمر.
أجساد النجوم
ولكن رغم أن النجوم والمشاهير أنفسهم يعتبرون مصدراً أساسياً لعدم رضا الرجال عن أجسادهم، إلا أنهم أنفسهم يتعرضون لهذه المشكلة، ويزيد الأمر سوءاً بسبب أن مظهرهم الجسدي يعتبر عاملاً أساسياً في نجاح حياتهم العملية.
في العام الماضي تعرض الفنان الهوليوودي جايسون موموا لانتقادات على مظهر جسده، بسبب انتشار صورة له على إنستجرام اتُخذت أثناء تمضية إجازة مع أسرته، ويظهر فيها “كرش الآباء”، واختلف جمهور مواقع التواصل الاجتماعي فيما بينهم حول نظرتهم وهوسهم بالكمال والمثالية التي يرونها في النجم الذي مثل شخصية “أكوا مان”، وبين شخصية جايسون موموا الحقيقية بكرش الآباء كما أطلقوا عليه.
أثار الأمر حفيظة كثير من المتابعين والمتابعات نتيجة وصم الممثل بجسده.
هذا الحدث أثر على المتابعين من الرجال بشدة وأصابهم بحالة من الهلع، وبدأ كل منهم بالحديث عن مشاكله الشخصية مع صورة جسده وكيف يشعر بالخجل منه. وعبر بعض المغردين الرجال عن قلقهم من أجسادهم طالما أن جايسون ماموا نفسه، الشهير بجسده المثالي، يتعرض للانتقاد.
جايسون موموا لم يكن الوحيد الذي يتعرض لهذا الوصم، فقد تعرض له من قبل ليوناردو دي كابريو، و فان ديزل، وبطل مسلسل Prison Break الممثل وينتورث ميلر.
أما في مصر فقد تم انتاج إعلان تجاري لإحدى شبكات المحمول ترصد فيه انتشار حديث متابعي السوشيال ميديا عن مظاهر البدانة لدى اللاعب أحمد حسام (ميدو) وتناولت تعليقات عن “الكرش” و”اللغد”، اللذين اتسم بهما مظهره في هذه الفترة.
الهجوم على شكل الجسد دفع إحدى الشركات في أسبوع التوعية بالصحة العقلية #MentalHealthWeek لإطلاق حملة تسعى لتقبل الرجال لصورة أجسادهم وتقديرها، عن طريق نشر جلسة تصوير لثمانية رجال جُردوا من ملابسهم. ومن بينهم الناشط المتحول جنسياً كيني إيثان جونز، والمتحدث باسم مرضى البهاق بشير عزيز، والملاكم بن ويتيكر. هدفت جلسة التصوير الى تشجيع الرجال على عدم كراهية أجسادهم.
القلق من الاختلاف
بمرور الوقت أصبح قلق الرجال تجاه منظر جسدهم بارزاً لدرجة تدفعهم للتدخل الجراحي للتخلص من الكرش أو من الثدي المترهل، فلم يعد الكرش حالياً مظهر عز أو هيبة كما كان قديماً.
ولكن تظل أحد أكبر الاختلافات بين مخاوف صورة الجسد لدى الرجال والنساء هو حقيقة أن الرجال لا يناقشونها بشكل عام وموسع وصريح مثل النساء.
لعقود، مال الحديث عن البدانة ورشاقة الجسد والأنظمة الغذائية إلى التوجه للنساء دون الرجال، مما أدى إلى زيادة الوصم وسوء الفهم حول المخاوف المتعلقة بصورة الجسد لدى الذكور.
تعتبر المراهقة فترة هامة في تطور صورة الجسم، حيث يحدث تطور ونمو للخصائص الجنسية، وكذلك نمو العلاقات الاجتماعية، مما يجعل المراهقين والمراهقات يهتمون بمظهرهم، وقد يتكون لدي المراهق صورة جسم موجبة أو سالبة، وبناء على هذه الصورة قد يتولد لصاحبها حالة مرضية كوسواس الخجل من الجسم Body Image Disorder ومن بين أعراضه:
- القلق من المظهر الخارجي بشكل مستمر.
- عدم الرغبة في الظهور بالصور الفوتوغرافية.
- الحاجة المستمرة للشعور بالطمأنينة من خلال ثناء الغير على شكله ومظهره.
- الاستمرار في عقد مقارنات بين شكله ومظهره وشكل الغير.
توجد علاقة ارتباط موجب بين صورة الجسم وتقدير الذات، فكلما زادت درجات صورة الجسم زادت درجات تقدير الذات، كما توجد علاقة ارتباط سالبة بين صورة الجسم والاكتئاب، فكلما نقصت صورة الجسم زادت درجات الاكتئاب.
كيف نتجاوز هذا القلق؟
يمكن أن نضع في ذهننا النقاط التالية:
- انظر لنفسك من خلال نظرة المحبين من حولك.
- تجنب التعليق والتبرير، إذا وصمك أحدهم جسدياً، لا تخض في الأمر كثيراً.
- تحدث مع من تثق بهم واطلب دعمهم ومساندتهم.
- كن لطيفاً تجاه نفسك وتجاه جسدك، تقبله بعيوبه إن لم تكن قادراً على تعديلها.
- اختر من حولك في كل مكان سواء على السوشيال ميديا أو في الواقع، أحط نفسك بأفراد يعززون من قبولك لذاتك.
ختاماً نقول إن القبول الذاتي لا يمنع من أن تحاول تحسين جسدك ومظهرك، خاصة إذا كنت تعاني من مشكلة قد يكون لها تأثير صحي سلبي عليك.
لذلك عليك أن تواجه تفسك وتسألها: لمن تريد التغيير؟ هل للهروب من تعليقات أصدقائك أم لنفسك؟ هل رغبتك في التغيير ناتجة عن رغبتك في جذب فتاة ما أو تقليد نجم ما؟ أم أن سعيك نحو التغيير وهروبك من نسخة جسدك القديمة هو خطوة جادة نحو سلوك اتجاهات وعادات صحية؟
إجاباتك على هذه الأسئلة سوف يسهل عليك رغبتك في التغيير وكذلك سيكون بمثابة دليل نحو قبولك لذاتك.
مقال جميل ويحوي جميع الحقائق…
مقال جميل ويحوي جميع الحقائق واضيف على ما ذكر ..
ليس بالضرورة عدم تقبلنا لجسدنا ينبع من انتقاد الاخرين لنا .. هناك سببين اخرين رئيسيين:
١- وضع اناس خارقين في الاعلانات اليومية يخلق نوع من الجلد للذات وسؤال “لماذا لست هكذا” ورغم ان اغلب الخارقين يتعاطون انواع من العقاقير تجعل جسدهم بتلك الطريقة الا اننا لا نعي هذا ونظل نجلد انفسنا.
٢ – انتقادنا نحن انفسنا خلال فترة من فترات حياتنا لمن هم بكرشة مثلا متناسيين اننا ممكن ان نكون مكانهم في يوم من الايام. وعند وصولونا مكانهم يبدا الجلد للذات لاننا كنا نجلدهم. وهنا يجب ان نعي بان مهما كان جسدنا لا عيوب فيه فلن يستمر طويلا.
من العيب أن تقول لشخص أنت رائع كما أنت ، أو أنظر لنفسك من خلال نظرة المحبين من حولك ،أو تجنب التعليق والتبرير، إذا وصمك أحدهم جسدياً، لا تخض في الأمر كثيراً.. وتسمي هذا إختلافا!!!
بهذا الكلام العاطفي الغير عقلاني الذي ذكرته في مقالك أنت تدمر فيه إمكانية أن يكون ويصل لأفضل نسخة ممكن يوصل لها ، وكذلك كلامك لن يزيد من نجاحه ولا من جاذبيته فالناس في النهاية تسعى للحصول على أفضل الاشخاص وأفضل شي ممكن تحصله
تخيل شاب عمره 20 سنة يعاني مثلا من زيادة الوزن أمامه عمر ليتطور ويتحسن أنت تشحن دماغه بأفكار أقرب للكسل وتقول له أنت رائع كما أنت، فتلغي فيه الرغبة علي التغير والتحسن والمنافسة الحياتيه… هل تتمنى هذا لإبنك او أخيك الصغير ؟!!
الأجدر هو تشجيعه على ممارسة الرياضة وإتباع نظام غذائي صحي والسعي لكسب المال بطريقة قانونية وتطوير الذات وتقوية قابلية التحدي والمواجة ومصارعة صعوبات الحياة… فالحياة شي مش سهل خصوصا بالنسبة للرجال ومقالك موجه للرجال.
مرحبا
هناك فارق بين الرغبة في التغيير ارضاءاً للذات او لرغبة داخلية في تطوير النفس وتحسين جودة الحياة وبين التدمير الذاتي المرتبط بنظرة المجتمع والضغوط التي يتعرض لها الشخص من المحيطين به..
الدعم في كلا الحالتين ضروري سواء لتطوير الذات وتحسين جودة الحياة أو قبول الشخص لجسده/ا او شكله/ا
هناك افتراضات مجتمعيه توضع على الشخص قد تسبب تزعزع ثقته في نفسه وهذا ما يناقشه المقال
تعليقك جميل يا جميل وهو نفس ما فكرت فيه بعد ما اتممت القرأة وأنا نتفق معاك
بالنسبة للرجل التعامل “الأنثوي” مع مظهره وجسده ،وكذلك حاله وصحته وماله، من خلال أفكار “مثل تقبل نفسك” ، “انت جميل كما انت “، “أنظر لنفسك من خلال نظرة المحبين من حولك” هي افكار في الحقيقة تدمر الرجل وبترجعو للوراء وتنقص من قيمته وقدرته على التنافس، لأنه طبيعيا قيمه الرجل هو الذي يبنيها من خلال التعلم والرياضة والعمل وكسب المال والقدرة الجيدة على التواصل كل ما يحسن حياته الخ، ما في مفر للرجل في الحياة غير الكد والعمل المتواصل لرفع قيمته بعيدا عن العاطفة وألم المجهود العقلي والنفسي والبدني الذي يستلزمه الامر ، هذا هو الطريق الوحيد اللرجل ، وإلا فالبديل هو اخطر و اشد دمارا وأشدا ألما وهذا البديل هو الفشل الرمي خارج المنافسه التزاوجيه والتحول لجرد ظل غير مرئي في المجتمع
اما المرة فهي عكس ذلك ، جزئ كبير من قيمتها هو موجود اصلا في ذاتها وفي نفسها كإمرأة وكأنثى فينقى امامها مهة الحفاظ على هاته القيمة الموجوده فيها دون مجهود ، هذا طبعا بالاظافة ان قيمتها هي كذلك ترفع ايضا بالتعلم والتحسن المستمر وعمل الخير الى غير ذالك ،
حياة الرجال ليست سهلة كما يدعي الكثيرون ، الخطاب الذي يجب ان يوضع في الواجهة للشباب هو خطاب التحسن والمثابرة ، هو خطاب شبه عسكري ، وهو خطاب يؤلم بشكل مؤقت ، لكنه على المدى البعيد نتائجة عظيمة على الكتلة الشبابية لاي امة
هو لماذا يعتبر إطلاق نكتة أو مزحة أو السخرية من شخص عنده وزن زائد أو لديه كرش كيفما كان شكلها يعترب في ألافلام شي عادي مضحك والمفروض نضحك و نتقبل هذه السخرية ؟!!!!
تخيل لو مثلا في أب متزوج وعنده طفل صغير ويشتغل 8 ساعات في عمل ربما فيه نوع الستريس والضغط ويرجع للبيت بعد معاناة المواصلات ، هذا الاب مدرك أنه عنده كرش الأب ، ويحاول تنظيم اكله وممارسة ساعة من الرياضة 4 او 5 مرات في الاسبوع ، لكن جسمه لا يستجيب بشكل جيد نظرا للكرتيزول الكثير بسبب ضغوطات العمل والمواصلات وبسبب نوعية ألايض في جسمه… يعني يفعل ما في وسعه لكن النتائج قليلة ، تخيل هذا الاب جالس يأكل مع طفله وزوجته ويتفرجو في فيلم وسمع نكتة او سخرية مقيتة من اصحاب الكرش او الوزن الزايد … هو الانسان الطبيعي الذي لدية ذرة كرامة وذرة ذكاء وعقل ..المفروض يعمل ايه .. المفروض يعمل نفسه غبي واضحوكة امام اسرته ويضحك على نفسه …يعمل ايه بالتحديد ؟!!!
لماذ يعتبر اطلاق نتكة على الاشخاص ذوي بشرة معينة امرا عنصريا واطلاق النكات على اصحاب الكرش او الوزن الزايد امرا مضحكا يجب تقبله ؟!!!
لا بل لماذ يعتبر اطلاق نتكة على النساء ذوات الوزن الزائد امرا لا اخلاقيا ومقيتا لكن اطلاق النكات على الرجال اصحاب الكرش او الوزن الزايد امرا مضحكا يجب تقبله ؟!!!
مرحبا
نسعد ونثمن مشاركتك، ونود ان نوضح هنا اننا ضد الاشكال المختلفة للتنمر وانتقاد الاشخاص بسبب الوزن او الشكل او اي اختلاف، سواء كان رجل او امرأه فالتنمر لا يعرف نوع او جنس..
لعبت السينما والدراما دوراً كبيراً في التطبيع مع التنمر واعتباره مزاحاً او جزء من اسلوب الدعابة المعتاد.. الا اننا نشرنا كثيرا ونستمر في النشر فيما يخص ضرورة تقبل الشخص لجسده/ا واحترام الاختلاف وتقبله..
ونؤكد اننا نعتبر التنمر بكافة اشكاله مرفوض سواء كان ضد رجل او امرأه..
المشكله ان البعض يعتبر السينيما والفن مصدر للمعرفة والحقيقة والحضارة والتحضر و المعلومات و حياة الناس كرامة الناس وطبيعة الناس وما يجب يكون عليه الناس والأخلاق والخير والشر والمعيار الذي يقيس عليها كل حاجة
يعني حتى لو واحد علق موزة في حيط بلاصق وقال دي لوحة فنية ده فين ناس صدقوا وتصنعو الانبهار وتغابوا تحت الخوف ان هما مش متحضرين مش واعيين مش فاهمين والحقيقة انهم استدجنو
الفن دلوقتي مش بس بيستغل ويسفيذ ويسخر من المستضعفين والبسطاء لا بل صإر سبيل للتخربيب وتغييب الوعي والتفكير الحر و دمار الاجيال واظهار الحق باطلا والباطل حقا