• الممارسة الحميمة

سعادتك مش في العلبة دي

By تسنيم فهيد on 2014-08-252022-02-17

رغم كثرة وتنوع إعلانات المنشطات الجنسية التي تعد الرجل بأداء مبهر وسعادة طويلة تدوم، إلا أن الدعاية الإعلانية شيء والحقيقة شيء آخر، فالسعادة عزيزي الرجل “ليست في العلبة دي” كما تظن وكما يروجون..

ويعد استهلاك المنشطات الجنسية في مصر، مرتفع للغاية. الأمر الذي دفع بعض الصيدليات وتجار الأدوية وتجار الجُملة إلى بيع هذه الأدوية المنشطة مجزأة (بالشريط أو بالقرص)، مما حفز الكثيرون لتجربتها واستخدامها. فشراء حبّة واحدة عند اللزوم أفضل وأوفر من شراء علبة كاملة (يبدأ سعر القرص من 2.25 جنيه، ويصل إلى 70 جنيه)، كما أن شراء قرص واحد يُتيح مساحة سرية وخصوصية للمُستهلِك.

تقول الدكتورة يمنى، والتي تعمل كصيدلانية منذ 5 أعوام، أن الفئة العمرية الأكثر استهلاكا وشرءًا للمنشطات الجنسية هي فئة الشباب (من 20 لـ 40 سنة). وأن الإقبال على الشراء أيام الخميس (عطلة نهاية الأسبوع) وفي الأعياد والأجازات الرسمية يكون تاريخي. ويرتكز الأساس العلمي لعمل المنشطات الجنسية (Sildenafil  Tadalafil- ) على توسعة الأوعية الدموية المغذية للعضو الذكري، مما يجعل معدل تدفق الدم للعضو أعلى، فيحدث الانتصاب. كما أنها تُثبط عمل إنزيم PDE5 الذي يعمل على  تكسير مركب النيتريك أوكسايد المسئول عن توسعة الشرايين.

لكن الشباب الذين لا يعانون في الأصل من ضعف الانتصاب، والذين يبحثون عن السعادة بواسطة فرص سريع المفعول، اهتدوا عن طريق تبادل الخبرات لـ مضادات الاكتئاب (مثل: Escitalopram – Sertraline – Dapoxetine – Paroxetine) كعلاج لتأخير القذف. وبسؤال د. أحمد – طبيب بشري، أوضح أن مضادات الاكتئاب ليست أدوية جنسية، وإن شاع استخدامها مؤخرا على نطاق واسع بسبب تأخيرها لعملية القذف كعرض من الأعراض الجانبية للدواء. وأكد أن استخدامها من أجل تحسين الأداء الجنسي وإطالة العملية الجنسية، أمر خطير ومؤذ للجهاز العصبي وله أضراره على المدى البعيد.

وبسؤال د.يمنى أكدت أن الـ اسيتالوبرام والذي يعد أغلى أنواع مضادات الاكتئاب، يباع بالقرص واسمه الشعبي المتداول “عين الكتكوت”. وأصبح من الطبيعي أن يذهب أحدهم للصيدلية للسؤال عن حباية لمعالجة الضعف الجنسي وأخرى لتأخير عملية القذف. وأن الصيدليات في المناطق الشعبية، قامت باستغلال ذلك جيدًا وقامت بتجهيز مجموعات من المنشطات الجنسية المتنوعة وأطلقت عليها بعض الأسماء كـ “مجموعة شهر العسل”، “مجموعة عنتر”، “كومبو الخميس” لتُسهل على المشتري طلبها.

وبسؤال بعض السيدات عن أثر “مجموعة عنتر” أو “كومبو الخميس” على حياتهن الجنسية ومدى رضائهن عنها. أكدت (نهال. ع) أنها تعاني من تناول زوجها لهذه المنشطات. فهو يأتي من الخارج في حالة استثارة وانتصاب كامل في حين أنه لا وقت لديها للتهيئة أو للاستثارة، الأمر الذي يدفعها –بناءً على طلبه- لاستخدام محفزات الرغبة الجنسية لمجاراته (بعض أنواع اللبان والنسكافيه الخاص بزيادة الرغبة الجنسية للنساء ويباع في الصيدليات). كما أن تأخر عملية القذف وطول مدة العملية الجنسية يُرهقها جسديًا ونفسيا.

وعلى الجانب المعاكس، فإن تناول الرجل لمثل هذه الأدوية قد يؤثر بالإيجاب على المرأة. فـ (س.س) والتي تسكن في منطقة شعبية، تقول أنها تفرح وتشعر بالرضا إذا كانت درجة الانتصاب عند زوجها عالية من البداية. وأن انتصاب عضو الزوج يتسبب في استثارتها وفي دخولها للـ موود سريعا.

هل يسبب تناول الرجل لمثل هذه المنشطات أثر سلبي على المدى الطويل؟
تؤكد الدكتورة يمنى، أن تناول مثل هذه العقاقير الطبية تؤدي إلى ضعف الإنتصاب أكثر، كما تُلحق مضادات الاكتئاب والتي تُستخدم في تأخير القذف، ضررًا بالغًا بالجهاز العصبي للمستهلِك.

لذا عزيزي الرجل، لا تُصدق أبدًا أن سعادتك في العلبة دي. فاستخدام أيٍ من هذه المنشطات يجب أن يكون عند اللزوم وتحت إشراف طبيب، ويمكن الحصول على السعادة وحياة جنسية مُرضية بتجربة طرق جديدة للمداعبة/ استكشاف أوضاع جنسية مختلفة/ تأخير القذف وإطالة العملية الجنسية بطرق طبيعية وبمساعدة الزوجة/الشريكة.

المدونات المنشورة تعبّر عن رأي صاحبها، وليس بالضرورة عن رأي موقع الحب ثقافة.