الاستمناء المتبادل: بين المتعة والخرافة

في كثير من  الأحيان، قد يكون ممارسة الإمتاع الذاتي (المعروف بالاستمناء) أول فعل جنسي يكتشفه الشخص عند اكتشاف رغبته الجنسية بوجه عام. إنه فعل جنسي ممتع ومُشبِع جنسيًا، ويتميز أيضًا بسهولة ممارسته: فهو فعل فردي يُمكن ممارسته دون قيود بسبب المكان، أو الزمان، أو عدم وجود شريك/ة، أو عدم الاستعداد بتجهيزات كبيرة.

ولكن للأسف، ولأن الجنس بوجه عام ليس موضوع مُريح للحديث عنه في مجتمعاتٍ عدة، فإن الإمتاع الذاتي، باعتباره أحد أشكال الممارسات الجنسية المتنوعة، هو أحد الممارسات التي  يحاصرها أفكار وأحكام ومفاهيم مغلوطة منتشرة بشدة بين المراهقين والبالغين على حدٍ سواء.

فما بالكم/ن بفعل مثل الاستمناء المتبادل الذي قد يكون غير مُريحًا بالنسبة لبعض الأشخاص بسبب وجود شخص آخر خلال الفعل.

لذلك نُسلط الضوء في هذا المقال على الاستمناء المتبادل بين الشركاء، من خلال إتاحة بعض المعلومات الصحيحة حول الأفكار الخاطئة الشائعة بخصوصه. وسنقدم بعض النصائح حول الطريقة التي قد يساهم بها هذا الشكل من التعبير الجنسي في إقامة علاقة جنسية مُرضية قائمة على الاستكشاف والانبساط.

ما هو الاستمناء المتبادل؟

يمكن للشركاء أن يستكشفوا رغباتهم ويعززوا العلاقة الحميمة والعاطفية بينهم بممارسة الاستمناء المتبادل، من  خلال مداعبة الأعضاء الجنسية الخاصة بهم أو الخاصة ببعضهم البعض في نفس الوقت. قد يقومون بذلك باستخدام الأيدي أو الألعاب الجنسية. 

للأسف، أدت المفاهيم الخاطئة الشائعة المحيطة بالاستمناء المتبادل إلى إثارة الارتباك بين الكثيرين. 

فمثلًا، من الشائع أن ممارسة الأشخاص للاستمناء سيقلل من استمتاعهم بالعلاقة الجنسية مع شريكهم/تهم بسبب التعود على الاستمناء الفردي.

ومن الشائع أيضًا أن الشركاء لن يتمكنوا من الاستمتاع بأي أشكال أخرى من الممارسات الجنسية، ولن يتمكنوا من الوصول للرعشة الجنسية، إذا داوموا على ممارسة الاستمناء المتبادل.

ولكن في الواقع، إن هذه الأفكار ليست حقيقية؛ فالأشخاص يمكنهم الاستمتاع بالعلاقة الجنسية حتى مع ممارستهم للإمتاع الذاتي أو عند ممارسة الاستمناء المتبادل.

وبالمثل هناك أفكارًا أخرى تستدعي مناقشتها فيما يتعلق بالاستمناء المتبادل،

1- يُقال أن ممارسة الاستمناء المتبادل هو لغير القادرين  على ممارسة الإيلاج فقط.

وفي الواقع، يُمكن أن يكون  الاستمناء المتبادل  بديلاً لمن  لا يستطيعون أو لا يرغبون في ممارسة الإيلاج.

ولكن يمكنه أن يكون أيضًا واحدة من ضمن ممارسات جنسية مختلفة ومتنوعة يستمتع بها الشركاء وقد تشمل الإيلاج.

فالاستمناء المتبادل هو في حد ذاته قد يكون نشاط جنسي ممتع لبعض الأشخاص، بغض النظر عن قدرتهم على الانخراط في أشكال أخرى من الجنس.

2- يُقال أن الاستمناء المتبادل لا يعتبر ممارسة جنسية “حقيقية”.

يتوقف ذلك على تعريف  الجنس “الحقيقي”؛ بالنسبة للكثيرين قد يكون الإيلاج هو الممارسة الجنسية الوحيدة التي تُعتَبَر جنسًا حقيقيًا.

ولكن في الواقع، إن هذا الاعتقاد قد يقف حائلًا دون استمتاع الشركاء بممارسات جنسية متنوعة، يستكشفون من خلالها أجسادهم وأجساد بعضهم البعض ومواطن الاستمتاع بها.

فالنظرة للجنس باعتباره يُمارس بغية المتعة، ستجعل تعريف الجنس ليس مقتصرًا على ممارسة محددة، بل على العكس، سيتسع ليشمل مجموعة متنوعة من الأنشطة التي تُحقق المتعة بين الشركاء المتوافقين.

يُعد الاستمناء المتبادل أحد هذه الأنشطة، حيثُ أنه ممارسة جنسية يتخللها المداعبة والاستثارة الجنسية، وتنطوي على إمكانية الوصول إلى النشوة الجنسية.

3- يُقال أن الاستمناء المتبادل لا يمارس سوا من قِبَل  الأفراد عديمي الخبرة أو الخجولين.

في الواقع يمكن للأشخاص من جميع مستويات الخبرة والراحة مع أجسادهم/ن ومع حياتهم الجنسية الاستمتاع بالاستمناء المتبادل.

كما يمكنه أن يكون وسيلة لاستكشاف أحاسيس جديدة، والتعرف على جسد الشريكـ/ة ، أو ببساطة يمكنه أن يكون أحد أشكال التعبير الجنسي.

4- يُقال أن  الاستمناء المتبادل لا يؤدي إلى النشوة الجنسية.

ولكن الاستمناء المتبادل بإمكانه  أن يؤدي إلى الرعشة الجنسية للعديد من الأفراد؛ من خلال الانخراط في مداعبة الشخص لنفسه/ا أو مداعبة الشريكـ/ة.

5- يُقال أن الانخراط في ممارسة الاستمناء المتبادل يعني أن الشريكين غير راضين عن حياتهم الجنسية.

ولكن، مثله مثل حال أي نشاط جنسي، قد يختار الشركاء الانخراط في ممارسة الاستمناء الذاتي أو المتبادل لأسباب مختلفة، بما في ذلك تحقيق المتعة الجنسية أو ممارسة العلاقة الجنسية  أو كأحد طرق التنويع في الممارسات الجنسية بين الشركاء. ولا يشير ذلك بالضرورة إلى عدم الرضا عن جوانب أخرى من حياتهم الجنسية.

6- يُقال أن  الاستمناء المتبادل فعل أناني.

ولكن، عند ممارسته برضا أطراف الممارسة الجنسية وبعد إقامة حوار صريح ومُنفتح بين الشركاء، يمكن أن يكون الاستمناء المتبادلة تجربة مرضية وحميمة للطرفين، حيثُ أنه يسمح للشركاء بالتعرف على رغبات وتفضيلات بعضهم البعض، مما يمكن أن يعزز علاقتهم الجنسية بوجه عام.

بجانب كون الاستمناء المتبادل  فعل جنسي يمكن للشركاء ممارسته معًا، فإنه أيضًا ممارسة تساعد الشركاء على  تعزيز علاقتهما، مثل:

1- التواصل

يمكن للشركاء أن يعملوا على تحسين التواصل بينهم من خلال إقبالهم على  ممارسة الاستمناء المتبادل، أو حتى عند رغبة كليهما أو أحدهما في ذلك. فمن المهم أن يناقش الشركاء حدودهم وتفضيلاتهم وأي مخاوف أو أسئلة قد تكون لديهم قبل الانخراط في ممارسته. فالإقبال على ممارسة الاستمناء المتبادل قد تكون فرصة لإقامة حوار، من أجل تجربة أكثر راحة وإرضاءً للشريكين.

2- الرضائية
هي أمر ضروري في أي علاقة جنسية، والاستمناء المتبادل ليس استثناءً. فيجب أن يكون كلا الشريكين مرتاحين للممارسة الجنسية التي هم بصدد الانخراط فيها،  ويجب أن يتفقد كل منهما الآخر باستمرار لضمان الحفاظ على الرضائية طوال الوقت، وتعزيز التواصل بين الشركاء.

3- الاستكشاف

يمكن للاستمناء المتبادل ان يكون فرصة للشركاء لاستكشاف أجسادهم وأجساد بعضهم البعض. من خلال مراقبة تقنيات إمتاع بعضهم البعض، يمكن للشركاء اكتساب معرفة أكثر عن طرق الإثارة المختلفة لشركائهم، مما يؤدي إلى تجارب جنسية أكثرإشباعًا في المستقبل.

4- الحميمية
يمكن أن يؤدي الانخراط في ممارسة الاستمناء المتبادل إلى تعزيز العلاقة العاطفية بين الشركاء، حيث يتضمن مشاركة جانب شديد الخصوصية من النشاط الجنسي للفرد.

5- ممارسة بديلة
بالنسبة للأفراد غير المستعدين بعد لممارسة الجنس أو غير جاهزين لفعل معين مثل الإيلاج، أو العمل على إذابة الجليد في بداية العلاقات، يمكن أن تكون الإمتاع  المتبادل بمثابة بديل ممتع ومرضٍ.

6- التغيير
يمكن أن يوفر الاستمناء المتبادل بين الشركاء بديل لممارسة الجنس ويساعد على كسر روتينهم الجنسي من أن يصبح رتيبًا. يمكن أن يكون أيضًا إضافة مثيرة للمداعبة أو وسيلة لتحقيق النشوة الجنسية لأولئك الذين قد يجدون صعوبة في الوصول إلى الذروة من خلال ممارسة الجنس عن طريق الايلاج.

7- التعليم
يمكن أن يوفر الاستمناء المتبادل فرصة تعليمية للشركاء للتعرف على الاستجابات والرغبات والحدود الجنسية لبعضهم البعض. يمكن أن تؤدي هذه المعرفة إلى علاقة جنسية أكثر إرضاءً وإمتاعًا.

8- المستعرض/المشاهد
يمكن أن يكون الاستمناء المتبادل فرصة للشركاء لاكتشاف جوانب جديدة عن انفسهم/ن وشركائهم/ن، فيصبح الاستمناء المتبادل فرصة للأشخاص الـ Voyuer (وهم الاشخاص الذين يشعرون بالاثارة عن مشاهدة شركائهم عراة او يمارسون فعل جنسي، مثل الإمتاع الذاتي)، أو الأشخاص الـ Exhibitionist (وهم الأشخاص الذين يشعرون بالإثارة عند استعراض أجسادهم عارية أو عند ممارستهم لفعل جنسي مثل الإمتاع الذاتي في وجود شخص يشاهد، وفي هذه الحالة هو الشريك/ة).

يعتبر الاستمناء المتبادل ممارسة ممتعة وحميمة. كما اكتشفنا، فهو ليس مجرد نشاطًا جنسيًا آمنًا وممتعًا للشركاء، ولكنه يشجع أيضًا على التواصل المفتوح، ويعزز العلاقة الجنسية والعاطفية.

يمكن أن يضيف الاستمناء المتبادل تنوعًا في التجارب الجنسية للشركاء، وتكون بمثابة بديل مُرضٍ لأولئك غير المستعدين أو غير القادرين على ممارسات جنسية أخرى.

ومثله مثل أي شكل من أشكال النشاط الجنسي، يجب ممارسة الاستمناء المتبادل بموافقة واضحة بين الشركاء، ومع احترام الحدود الشخصية.

هل وجدت هذه المادة مفيدة؟

اترك تعليقاً

آخر التعليقات (2)

  1. الاستمناء المتبادل من أجمل الفعاليات الجنسية و اكثرها اثارة و خاصة في مرحلة المداعبة و قبل الايلاج

  2. الإستمناء المتبادل هو أحد الممارسات الجنسية التي يمكن الإستمتاع بها
    لكن بظن بالغت كثيرا، الإستمناء المتبادل لا يعوض ابدا باقي الممارسات خصوصا الايلاج ولا يصل لنفس درجة الرضا عن الجنس والمتعة المحصلة مثل الايلاج ؛ بالاخص بالنسبة للرجال

الحب ثقافة

مشروع الحب ثقافة يهدف لنقاش مواضيع عن الصحة الجنسية والإنجابية والعلاقات