زوجتي أكبر مني.. زوجي أصغر مني!
عادة ما نرى الأزواج أكبر من زوجاتهم بعدد من السنوات، ولكن أحياناً ما يحدث العكس. ولكن ماذا لو كان الفارق كبيراً؛ عشر سنوات مثلاً؟ هل ستنجح العلاقة؟
وُلدت في أسرة تكررت فيها واقعة الزواج بامرأة تكبر الرجل في العمر، المرة الأولى تبدو خارقة للطبيعة، وحدثت بين جدي وجدتي لأمي.
كانت جدتي تكبر جدي بثلاث سنوات، ودأبت على أن تحكي الحكاية مراراً وتكراراً للتدليل على أن مسألة العمر بين الزوجين غير مهمة، خاصة وأنها امرأة جميلة ومتعلمة رغم انتمائها للنصف الأول من القرن العشرين.
كانت جدتي، التي ولدت في نوفمبر عام 1913، قد أكملت تعليمها وتخرجت من المدرسة السنية الثانوية، بينما حصل جدي، الذي ولد في يناير عام 1917، على شهادة البكالوريا.
وفي الوقت الذي كان جدي يقاوم إلحاح والدته من أجل أن يتزوج، كانت جدتي قد تأخرت في الزواج وفقاً لمقاييس زمنها.
كانت جدتي ترفض الزواج برجل لا يماثلها في الثقافة والتعليم، وكان جدي يشترط أن يرى الفتاة ويتحدث معها قبل الزواج. حتى كان لقاؤهما العائلي المدبر، الذي حقق لكل منهما ما رغب فيه. وفي النهاية تزوجا رغم فارق العمر الذي كان أكثر صعوبة في ذلك الزمن.
تكرر الأمر مع خالي الأكبر والذي وقع في غرام زوجته لرجاحة عقلها واتزانها ورقيها، ولم يهتم عندما علم بأنها تكبره بأربع سنوات. لم يمثل فارق العمر بينهما أي شي في زواجهما السعيد حتى النهاية.
ولكن عندما أفكر في الأمر قليلاً أكتشف أن الفارق في العمر بين جدتي وجدي وزوجة خالي وخالي لم يكن كبيراً، فثلاث أو أربع سنوات لا تشكل فجوة زمنية يمكن الوقوف عندها كثيراً، وأن ما يستحق النظر إليه بتمعن، والتساؤل حوله، هو: هل يمكن للزواج أن يكون ناجحاً لو كانت المرأة تكبر الرجل بعشرة سنوات وأكثر؟
تبدو حكاية الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون ومُدرسته بريجيت أوزري خارقة لأي خيال ممكن في أي مكان في العالم، فنحن ننظر بريبة لأي فتاة تتزوج من رجل يكبرها بخمسة وعشرين عاماً، فكيف بنا ونحن نواجه حقيقة زواج رئيس فرنسا الحالي من امرأة تكبره بربع قرن، ويؤكد أنه يحبها رغم كل النظرات المتعجبة والمستنكرة.
اعتاد المجتمع في العالم كله أن يرى زوجاً يكبر زوجته بعشرة سنوات أو حتى بعشرين عاماً.
لم يشكل ذلك أي نوع من أنواع الاستهجان أو التعجب، لكن مؤخراً بدأت تظهر حالات زواج بين رجل يصغر امرأته بعشرة أعوام أو أكثر، وانقسمت الأراء بين مؤيد ومعارض، خاصة وأن عمر القدرة على الإنجاب لدى المرأة أقل من الرجل، رغم أن تطور أساليب العناية بالجمال والحفاظ على رونق الشباب سمحت للنساء بأن يبدين أصغر من عمرهن الحقيقي.
فما هي وجهة نظر كل فريق؟
فريقان متعارضان
يرى الفريق الأول أن المرأة في العقود الأخيرة استطاعت أن تحقق نجاحاً عملياً واستقلالاً مادياً كبيراً، واستطاعت الكثير من النساء أن يؤسسن لأنفسهن مكانة اجتماعية مرموقة وثروة مادية يعتد بها، ما سمح لها أن تقف في نفس مكانة الرجل التاريخية.
كل ذلك يجعلها قادرة على أن تتزوج من شاب صغير.
وقد يحلم الشاب بأن يصعد على كتفي امرأة تدفعه سريعاً نحو الأمام في العمل وتنفق على متطلباته.
وكما كانت تفعل الفتيات، أصبح الفتيان يمثلون العشق والغرام على نساء في أعمار أمهاتهن من أجل التسلق في سلم الحياة سريعاً.
وهنا تتعرض المرأة للخديعة الكبرى، لأن نفسية المرأة تختلف عن نفسية الرجل، فالرجل قد يقتنع بآليات اللعبة ولا تزعجه. لكن الأمر يبدو جارحاً بالنسبة للمرأة عندما تكتشف أن زوجها الشاب الصغير لم يكن يتخذ منها حبيبة بل سلمًا للصعود الصاروخي في المستقبل العملي والمادي!
الفريق الثاني يرى أنه يمكن بالفعل وقوع حب بين اثنين متفاوتين في العمر، حتى لو كانت المرأة تكبر الرجل بعشر سنوات أو أكثر، مشيرين إلى حالات زواج ناجح رغم الفارق.
يمكن للمرأة في الأربعين والزوج في الثلاثين أن ينجبا، وهذا يعني عدم وجود أزمات بيولوجية تعكر صفو الزواج.
كذلك فالكثير من الرجال يرون أن المرأة تتوهج جنسياً في العمر ما بين الخامسة والثلاثين وحتى الخامسة والأربعين، وهكذا هي اختيار مشبع للرجل الذي يبدأ في فقد قدراته الجنسية تدريجياً بداية من الثلاثين.
بالتالي فإن ارتباط الرجل بامرأة تكبره في العمر هو الاختيار النموذجي لحياة سعيدة متحققة جنسياً وعاطفياً وأسرياً أيضاً، فالمرأة تكون قادرة على رعاية الأسرة بصبر وهدوء أكبر في السن الناضجة عن السن الصغيرة!
إلى جانب هذين الرأيين، ينبغي أن ننظر إلى الأمر واقعياً، وفي الحقيقة توجد حالات تدعم وتؤكد صحة كل رأي. دعوني أسوق لكم قصة واحدة تؤكد كل رأي.
الشاب الذي أفسد كل شيء
لم تنشغل مثل كل الفتيات بالفوز برجل تعيش معه سعيدة في عش الزوجية، فلقد كانت مهووسة بتحقيق النجاحات التي يُشار إليها بالبنان منذ كانت تلميذة في المرحلة الابتدائية.
تعشق أن يتردد اسمها على كل الألسنة مقترناً بالنجاح وأن تكون محور حديث الجميع، ولذلك بدأت بعد تخرجها في كلية الإعلام أن تؤسس شركة صغيرة للتسويق والعلاقات العامة. كانت من أولى الشركات الصغيرة التي بدأت هذا النشاط التجاري في مصر مع أواخر التسعينيات من القرن العشرين.
وبعد سنوات استطاعت أن تعقد شراكة مع واحدة من الشركات العالمية لتكون المكتب الإقليمي لها في شمال أفريقيا.
تربعت وهي في الخامسة والثلاثين على مقعد رئاسة مجلس الإدارة، ووسط كل هذا النجاح العملي نسيت تماماً الحب والزواج حتى بلغت الأربعين.
قابلت شاباً يصغرها بخمسة عشر عاماً أقنعها بأنه يحبها وأنها فتاة أحلامه.
قاومت كثيراً عرضه للزواج منها ولكنها رضخت في النهاية لأن قلبها تعلق به ونسيت كل شيء عن مركزها وثروتها وفارق العمر، لترتكب خطيئة عمرها!
استنزفها الفتى لأقصى حد يمكن تصوره، بين وضع عملي مريح يتربع على عرشه دون أي مجهود يذكر، ووضع مادي لم يكن ليحلم بتحقيقه في هذه السن الصغيرة.
وجدت نفسها تجري وراءه وتتوسل حبه بعد أن كان يمطرها بالعشق والغرام. وبعدما كان العمل يشغل كل وقتها، أهملت شركتها في وقت كان السوق يمر فيه بأزمة طاحنة. تجاهلت ذلك لتلاحق زوجها الشاب في محاولة للحفاظ عليه من الفتيات الصغيرات.
ظل الأمر كذلك حتى أفاقت على شركتها تنهار تماماً، حاولت أن تنقذ ما يمكن إنقاذه لكن الأزمة المالية في البلاد لم تسعفها، وسحب الشريك الأجنبي أمواله فاضطرت إلى إغلاق الشركة.
رغم قسوة هذا الموقف إلا أن زوجها لم يهتم وظل يطالبها بالمال، وعندما رفضت لأنها لم تعد تمتلك ما يكفي، صارحها بالحقيقة، وأخبرها أنها امرأة عجوز تزوجها من أجل مالها، فما الذي يجعله يستمر معها وهي مفلسة؟.
تركها ومضى في إجراءات الطلاق ثم اختفى بكل ما قدمته له من سيارة ومنزل وحساب في البنك، وبقيت وحيدة ومحطمة تماماً بعد أن فقدت عملها الذي أفنت عمرها في بنائه، بسبب الشاب الذي أخطات وصدقت حبه لها.
نجاح رغم المعارضة
على الجانب الآخر يعيش زوجان صديقان لي حياة زوجية سعيدة منذ عشر سنوات، تكبر المرأة فيه الرجل بعشر سنوات، حيث تزوجته وهو في العشرين وهي في الثلاثين من عمرها.
ورغم حداثة عمر الزوج عند الزواج، إلا أنه كان يتمتع بنضج كبير.
ساعد في ذلك أن الاثنين يعملان في مجال حقوق الإنسان وتوعية الطبقات الفقيرة وتنمية قدراتهم.
تقابلا في واحدة من المهمات التي تندرج تحت هذا المجال، حيث كانت ترأس هي المهمة ويساعدها عدد من شباب الجامعات المتطوعين، وفوراً أحبا بعضهما، واكتشفا أنهما لا يمكنهما أن يعيشا بمعزل عن بعضهما، فتزوجا رغم معارضة الأهل والأصدقاء وزملاء العمل.
ورغم استهجان الكثيرون لها واتهامها بإيقاع الشاب المسكين في حبائلها، لكن الفتى كان واعياً بكل ما يحدث حوله، واستطاع أن يدافع عن حبيبته، وشرع فوراً في البحث عن عمل ليتزوج منها.
وبالفعل تزوجا وأكمل هو دراسته الجامعية واستمرا سوياً في العمل في مجال حقوق الإنسان، وعندما شعرا باستقرار الأمور أنجبا ابنتهما التي احتفلا مؤخراً بدخولها المدرسة.
لا يمكننا إطلاق الأحكام العامة على أي واقع نعيشه، فكل حالة ولها ملابساتها، ولأن أي زواج معرض للنجاح أو الفشل، فإن الزواج بين امرأة تكبر زوجها في العمر معرض للنجاح والفشل.
على الإنسان فقط أن يدرس مشروع ارتباطه عقلياً ولا ينجرف وراء العاطفة وحدها.
جميل جدا جدا
جميل جدا جدا
جميله جدا مش عيب المرأؤ ان…
جميله جدا مش عيب المرأؤ ان تتزوج اصغر منها سنا طلما هناك حب وشيؤ من العقلانيا ويكون زواج ناجح
اعتقد ان فارق العمر هو شيء…
اعتقد ان فارق العمر هو شيء يمكن التغاضي عنه عند ايجاد الشريك المناسب، لكن يجب كذلك وضع في في الحسبان عامل تربية و رعاية الاطفال.
و الاهم اننا أصبحنا نعيش في عالم يزخر بالوفرة، وفرة في الاكل، وفرة في الثياب و كذلك وفرة في العلاقات. ما يجب التركيط عليه هو الصحة الذهنية، البدنية و التطوير الذات ماديا و معنويا..
لانه كلما حظا الشخص بمقام عالي كلما زادت الوغرة في الموارد…