ابدأ بنفسك.. أوقف سلسلة الانتقام
قد يصلك تسريب جنسي لأحد الأشخاص، ويدفعك الفضول لمشاهدته وإرساله لأصدقائك. قد لا تعرف هذا، ولكنها جريمة، لأنك تؤذي شخصاً لم يكن يرغب في نشر هذه المادة.
في أوائل الألفية، وحين كنا بالمرحلة الثانوية، انتشر في جميع فصول المدرسة الحديث عن فيلم جنسي مسرب لراقصة مشهورة مع زوجها رجل الأعمال المعروف، الكل يتحدث عن الفيلم المسرب والكل يبحث عن وسيلة لمشاهدته، كان هناك طالب متخصص في نشر وتوزيع مقاطع البورن عن طريق السيديهات، وكان يبيع الفيلم المسرب نظير 10 جنيهات.
تطور الأمر لاحقاً وأصبحت الهواتف تمتلك خاصية البلوتوث، ومعها أصبحت مشاركة مقاطع البورن وتبادلها تحمل عنوان “مقاطع البلوتوث الساخنة” ليتم تداولها عبر الهواتف المختلفة.
عام 2020 كان عاماً غير تقليدي على جميع المستويات، وشهد انتشاراً كبيراً للمقاطع الجنسية المسربة عبر تطبيقات متعددة مثل التليجرام والواتس آب، والتي كانت مرتبطة بالعديد من الحوادث التي جرت خلال العام.
ومن هنا يأتي السؤال الهام: لماذا يشارك الرجال المقاطع الخاصة المسربة بينهم بشكل فيروسي؟
قبل أن نبحث عن الإجابة ونناقشها، دعونا في البداية نصنف المواد التي يتداولها الرجال بينهم من هذه النوعية، وهي كالتالي:
- نكات إباحية
- مقاطع رقص
- صور عارية
- مقاطع جنسية تجارية (بورن احترافي)
- مقاطع جنسية خاصة مسربة
ردود الأفعال تختلف مع كل صنف ولكن بعض الرجال يستشعرون لذة من مشاهدة الفيديوهات المسربة من غرف نوم الغير أو ما يعرف بالـ Home Videos.
يرى البعض منهم أنها واقعية وحقيقية أكثر، بالإضافة لإحساسهم بالفضول تجاه حياة فلان أو علان الجنسية، وتكون فرصة للتلصص عليهم. وهذا ما يفسر الانتشار الفيروسي للمقاطع الجنسية الخاصة بالمخرج الشهير أو الراقصة المعروفة.
يرى هشام، 36 سنة، أنه لا داعي لأن نحمِّل الموضوع أكبر من حجمه، إذ يقول: “آه عادي ببعت فيديوهات بورن لصحابي على جروبات الواتس آب، الموضوع مالوش علاقة بإدمان البورن ولا هو مشكلة، الحكاية وما فيها إننا بنهزر وبنضحك وبنتبسط مش أكتر، لكن مش بحس وانا ببعتها إني واصل لدرجة من الشهوة والإثارة. يعني بالعكس، زيها زي صور صباح الخير ومساء النور كل واحد بيبعت الحاجة اللي بيحبها”.
يستطرد هشام في القول بعد تنهيدة طويلة: “الفكرة برضو في إن السوشيال ميديا خلتنا عاملين زي الصحفي الشاطر اللي بيجري يجيب الخبر ويبقى أول حد ينزله، أنا بتبسط من مدح صحابي لأني بالنسبة لهم مصدر البهجة بالفيديوهات اللي ببعتها”.
هشام يرى نفسه في أعين أصدقائه كمصدر للبهجة، ولكن لم يدرك لحظة أنه حلقة في سلسلة انتقامية تدعى بالـ Revenge Porn، وهي عبارة عن تسريبات جنسية على هيئة صور، فيديوهات، مكالمات مسجلة، لقطات من محادثات جنسية، الغرض منها الانتقام أو ابتزاز صاحب/صاحبة هذه المادة المسربة.
اقرأ/ي المزيد: خروج آمن.. نصائح للتعامل مع ابتزاز الشريك السابق
مفهوم “الانتقام بالتسريبات الجنسية” يتمثل في تقاسم أو نشر محتوى جنسي أو إباحي صريح على الإنترنت بدون موافقة الشخص الذي يظهر في الصور أو الفيديوهات، وذلك بهدف الانتقام منه أو ابتزازه أو إضعاف قضيته إذا طالب بحق له.
الـ Revenge Porn ممارسة خطيرة، ولعل البعض ترددت على مسامعه قصص كثيرة تم نشرها في أخبار الحوادث عن جرائم قتل ثأراً للشرف نتجت بسبب تسريبات لمقاطع جنسية بين شاب وفتاة.
في الأردن، على سبيل المثال، تم ابتزاز أخ بصور شقيقته العارية فقتل أخته للتخلص من الوصم المجتمعي ولم يقتل المبتز، لتحكم المحكمة في نهاية الأمر بالحبس لكل من القاتل والمبتز.
وتتم عملية الانتقام بالتسريبات الإباحية غالباً بعد قرصنة حسابات على مواقع التواصل الاجتماعي أو قرصنة هواتف ذكية وحسابات التخزين السحابي (الكلاود). أو تكون الصور قد أرسلت بالتراضي أولاً قبل أن يسربها من استقبلها بعد خلاف بينهما لتحقيق أي غرض في نفسه.
وتتضرر النساء بشكل رئيسي من ظاهرة الثأر هذه، حسب صحيفة ليبيراسيون الفرنسية التي ذكرت أن “هذه الظاهرة تطال النساء أكثر من الرجال” ودوافعها ناجمة عن “كراهية النساء”.
مخاطر عديدة
عدة شخصيات ومشاهير دفعوا ضريبة هذا الانتقام بعد تسريب صور وفيديوهات حميمية لهم على الإنترنت. حتى أن الممثلة الأمريكية جينيفر لورانس، التي تعرضت لتسريبات شبيهة، وصفت هذه الممارسات “بالانتهاك الجنسي”.
وعلى الرغم من أن عدد حالات الانتقام بالتسريبات التي تم الإبلاغ عنها للشرطة قد تضاعف منذ عام 2015 في المملكة المتحدة، على سبيل المثال، يعتقد الخبراء أنه من المستحيل تقدير حجمها الحقيقي لأن معظم الضحايا لا يطلبون المساعدة.
وقد رجحت إحدى الدراسات في نيوزيلندا أن 5٪ من البالغين قد اختبروا ذلك؛ وقدرت جهة بحثية أخرى في الولايات المتحدة الرقم بنحو 13٪. وتشير المكالمات الواردة إلى خط المساعدة الخاص بالانتقام الإباحي في المملكة المتحدة إلى أن 70٪ من الضحايا من النساء.
لنتخيل الوضع في مجتمعنا، الذي يرتبط فيه الفضح بالخوف على الشرف والدفاع عنه، وكيف ستكون مشاعر الضحية إذا تعرضت لهذا الموقف.
للانتقام الإباحي تأثير سيء جداً على نفسية الضحية بعض النظر عن جنسه، تخيل أن تجد الآخرين يشاركون لحظاتك الخاصة الحميمية المتداولة عبر صفحات الإنترنت مصحوبة بالتعليقات المثيرة للاشمئزاز أو الساخرة منك.
حالة من التمزق الاجتماعي والخسائر المتلاحقة تلحق بالضحية ما بين خسارة علاقات أسرية أو فقدان للوظائف بالإضافة لخسارة الاحترام في أعين الناس، ومشاعر أخرى سلبية ترتبط بانعدام الثقة وقلة تقدير الذات وتصل أحياناً لنوبات هلع ورغبة في الانتحار.
ولعل أغلبنا شاهد وتعاطف مع فيديو ممثلة مصرية تعرضت لهذا الموقف، وشرحت فيه شعورها بعد تسريب مقاطع جنسية لها، وأنها غير قادر على البدء من جديد أو الوصول لفرص عمل، وأعلنت ندمها الشديد ورغبتها في الانتحار للتخلص من الوصم المجتمعي.
يقول إسلام 26 سنة: “انت مكبر الموضوع كده ليه؟ الحوار عادي، شأن من شؤون الرجال. كلنا متعودين أما نشوف حاجة حلوة نشاركها، مفيش داعي للتصنيف هو زيه زي أي بوست ع السوشيال ميديا بس ده للكبار فقط، بنشوفه ونضحك شوية وخلاص!”
تخيل يا عزيزى أن مع كل ضحكة تصدر نتيجة استقبال هذه المقاطع الإباحية المسربة وإعادة تداولها تجد في المقابل صرخات لضحية اكتشف أهلها هذه المقاطع، قد تكون صرخات تألم وقد تكون صرخات مقاومة الموت!
وفي النهاية فالمواد الإباحية المنشورة بالتراضي وبرغبة صناعها موجودة ويمكن الاطلاع عليها بسهولة، في مقابل التسريبات التي يكون هدفها الإيذاء.
أوقفها عندك
أحد الدلائل على انتشار هذه التسريبات في مجتمعنا، كان رد فعل لاعب كرة القدم المصري السابق أحمد حسام ميدو، على شيوع التسريبات المتعلقة بقضية الفيرمونت، إذ كتب على حسابه بموقع تويتر:
“أتمنى إن نزيف الفضيحة يقف فورا وكفاية فضح للبنات والعيال اللي في #قضية_الفيرمونت كلنا عندنا اولاد”
تغريدة أحمد حسام ميدو كانت دعوة للجميع إلى أن يقفوا في وجه الانتقام بالتسريبات، بدعوته أن “توقف التسريبات عندك”، وقرر أن يبدأ بحذفها بنفسه إذا وصلته.
مشاركتك في تداول هذه المقاطع هو مشاركة في ارتكاب الجريمة، لذلك دعنا نتفق سوياً على هذه الخطوات التي يمكن ان ننفذها في حالة مشاركة هذه المواد المسربة معك:
- إذا كان على شبكات التواصل الاجتماعي أبلغ فوراً عن المادة لتقوم إدارة الموقع بحذفها.
- اذا وصلتك المادة عبر أي تطبيق احذفها فوراً، ولا ترسلها لشخص آخر، ولا تشارك بالكتابة عنها ووصف تفاصيلها.
- فكر بعقلانية، لا تجرم الضحية على تصرفاته/ا في الحياة الخاصة، ووجه لومك لمن سرب تلك المقاطع.
- ضع نفسك موضع الضحية، والمشاعر السيئة التي ستجتاحك لو تعرضت لهذا الموقف. وإذا كان هذا بإمكانك قدم الدعم والتعاطف النفسي والمعنوي له/ا.
- اعرف أن هذه التسريبات مخالفة للقانون، وتأكد أنك بنشر هذه الصور والفيديوهات تشارك في فعل مجرَّم قانوناً.
مقال غايه في الروعه ❤???????
مقال غايه في الروعه ❤???????
فعلا خلنا نوقف ضد كل مسيء…
فعلا خلنا نوقف ضد كل مسيء مجرم حقير هدفه اشعال الفتنه وفضح بنات الناس وأدعو كل شخص تجيه هذه المواد يقوم بمسحها فورا