البلوغ في وجود إعاقات جسدية
يعتبر البلوغ وقتًا مربكًا لجميع الأطفال، سواء كانوا يعانون من إعاقة أو احتياجات لرعاية صحية خاصة أم لا. ويحدث البلوغ في المتوسط في سن 12 عامًا للفتيات و14 عامًا للصبيان.
قد يبدأ بعض المراهقين/ات من ذوي الإعاقات الجسدية في البلوغ مبكرًا أو متأخرًا قليلًا عن أقرانهم، وهناك بعض الحالات الطبية النادرة جدًا التي قد تتطلب تناول دواء لتحقيق البلوغ والتغيرات المرتبطة به.
وعلى الرغم من أن العديد منهم/ن يعانون من تأخر في تحقيق معالم النمو، إلا أن البلوغ ينطوي عادةً على نفس التغييرات.
في هذا المقال نستعرض بعض التحديات التي قد تواجه الأشخاص الذين يمرون بمرحلة البلوغ من ذوي الإعاقة، بالإضافة إلى ما قد يتعرض إليه مقدمي الرعاية لهم/ن من صعوبات في مواجهة هذه التحديات المتعلقة بفترة البلوغ تحديدًا.
يمر جسم طفلك بتغيرات في النمو أثناء فترة البلوغ والتي قد تدوم لعدة سنوات، وقد لا يعرف السبب، وقد لا تكون مستعدًا لمواجهة هذه التغييرات معه/ا. يمكن أن يكون هذا الأمر مرهقًا وغير مريح للآباء والأمهات.
لذلك من المهم البدء بقراءة كل ما يخص هذه المرحلة والحصول على الطرق والمعلومات الصحيحة للتعامل مع الطفل/ة حيثُ أنه وقت صعب الإدارة. يتفاعل المراهقون/ات من ذوي الإعاقة الجسدية بشكل أفضل عندما يعرفون ما يمكن توقعه، لذلك من المهم أن تؤكد للمراهق/ة من ذوي الإعاقة الجسدية أن هذه التغييرات طبيعية.
وحتى لو لم يكن طفلك يعاني من إعاقة، فكل المعلومات التي يمكننا تعلمها الآن، ستكون مفيدة لك ولطفلك في المستقبل. فكلما كنا مستعدين/ات بشكل أفضل، أصبح الأمر أكثر سلاسة.
إذا كنت تشعر بالتعثر أو القلق بشأن كيفية المتابعة، أو إذا كنت مهتمًا باستكشاف أي من التدخلات الطبية التي قد تجعل هذه المرحلة أقل صعوبة بالنسبة لطفلك، فيرجى تحديد موعد مع طبيب الأطفال الخاص بطفلك أو طبيبك العام.
من الطبيعي أن يشعر جميع الآباء و الأمهات بالقلق بشأن هذه المرحلة من نمو أطفالهم. فقد يشعرون بالقلق بشأن النظافة، وإدارة الدورة الشهرية، والإمتاع الذاتي (أو ما يُعرَف بالاستمناء)، والانهيارات العاطفية، و تعامل أطفالهم عاطفيًا مع تغيرات البلوغ، وحياتهم الجنسية الناشئة الآن وفي المستقبل..
وقد يكون لديهم أيضًا مخاوف بشأن زيادة خطر الاعتداء الجنسي وإمكانية الدخول في علاقات جنسية غير آمنة، والحمل، والعدوى المنقولة جنسيًا.
ومن أمثلة بعض التحديات العامة التي يمكن أن تواجه ذوي الإعاقات الجسدية في مرحلة البلوغ:
- مشكلات حركية تحد من حرية تنقلهم.
- غياب الخصوصية والاعتماد على الغير في حياتهم اليومية، إذ يحتاج بعض ذوي الإعاقات الجسدية لمرافق يتواجد معهم طوال الوقت.
- محدودية الانخراط في المجتمع وقلة اختلاطهم بالغير.
- مشكلات تتعلق بإدراكهم وقدرتهم على التعبير عن أنفسهم.
- قلة الوعي تجاه كيفية التعبير عن أنفسهم عاطفيًا وجنسيًا، وخاصةً لدى ذوي الإعاقات العقلية بالتحديد.
- مشكلات تتعلق بالثقة في النفس من ناحية المظهر الخارجي والجسدي.
كما أنه في بعض الأحيان يُخطئ القائمون على رعاية ذوي الإعاقات الجسدية ويميلون للتصرف معهم كما الأطفال، ويعتقدون أن تعبيرهم عن احتياجاتهم العاطفية والجنسية خطر عليهم وعلى من حولهم.
ومن أمثلة بعض التحديات الخاصة التي يمكن أن تواجه ذوي الإعاقات الجسدية في مرحلة البلوغ:
– الاستعداد للدورة الشهرية
بالنسبة للمراهقات، فإن العلامة الأكثر وضوحًا للبلوغ ستكون في البداية نمو الثدي.
نظرًا لأن بداية نمو الثدي وبداية الدورة الشهرية يفصل بينهما حوالي سنتين إلى ثلاث سنوات، يكون لدى مقدمي الرعاية وأولياء الأمور بعض الوقت لمساعدة الفتاة على الاستعداد نفسيًا لهذه المرحلة
يمكن أن يتخذ الاستعداد للحيض أشكالًا عديدة. ابدأ بالتحدث معهن عن أساسيات تدفق الدورة الشهرية والنظافة المناسبة.
بالنسبة لشخص ذي إعاقة جسدية، قد يعني ذلك استخدام الكتب المصورة لشرح النزيف، أو التدرب على استخدام الفوط الصحية.
حتى لو قمت بإعداد طفلتك بأفضل طريقة ممكنة لمرحلة البلوغ والحيض، فقد لا يكون لدى بعض المراهقات القدرة على فهم ذلك أو التعامل معه، وبدلاً من ذلك، قد لا تتمكن بعض الفتيات ذوات الإعاقة الجسدية من إدارة النظافة أثناء الدورة الشهرية.
وهنا يأتي دور مناقشة الخيارات المتاحة مع مقدم/ة الرعاية الصحية الخاص بك/ي وبطفلتك إلى الحد الذي يمكنها فيه المشاركة في المحادثة.
بالإضافة إلى طبيب الأطفال الخاص، قد تستفيد أيضًا من رؤية متخصص/ة في أمراض النساء للأطفال والمراهقات أو طبيب/ة أمراض النساء المتخصص/ة في علاج الأفراد ذوي الإعاقات الجسدية.
توصي الأكاديمية الأمريكية لطب الأطفال (AAP) بإجراء مناقشات خاصة وآمنة بين الشابة وطبيب/ة الأطفال الخاص بها، بدءًا من سن 12 أو 13 عامًا تقريبًا.
ويعد هذا جزءًا مهمًا من تمكين طفلتك فيما يتعلق بصحتها، قد يجعل ذلك بعض مقدمي الرعاية غير مرتاحين، إلا أن الوقت الخاص بين الفتاة والطبيب/ة يسمح بإجراء محادثات مفتوحة وصادقة. لذا تأكد من تشجيع ابنتك وطبيب/ة الأطفال على قضاء هذا الوقت الخاص قدر المستطاع.
2- الإمتاع الذاتي لدى المراهقين/ات ذوي الإعاقات الجسدية:
غالبًا ما يفترض الآباء و الأمهات أن الإعاقة الجسدية لطفلهم تعني أنهم غير قادرين على استكشاف جسدهم أو ممارسة الإمتاع الذاتي.
ومع ذلك، في كثير من الأحيان، يجد المراهقون/ات من ذوي الإعاقات طريقة يمارسوا بها الإمتاع الذاتي لأنه يساعدهم على الشعور بالدفء والاسترخاء والحب.
لكنهم قد يعانون من صعوبات التعلم في بعض الأحيان، حيثُ قد لا يفهمون الفرق بين الخاص والعام.
لذا من المهم محاولة دعم المراهقين/ات ذوي الإعاقات الجسدية ليعرفوا أن ما يفعلونه طبيعي، ولكن مع توضيح أنه من اللائق ممارسة الإمتاع الذاتي في مكان خاص بهم، مثل غرفة نومهم.
كيف يتعامل مقدمي الرعاية مع المراهقين/ات؟
- من الضروري أن تخوض الحديث مع ابنك/تك عن هذه المرحلة باستخدام لغة مباشرة وموجزة وصحيحة واستخدام موارد بصرية وقصص قد تلعب دورًا كبيرًا بالنسبة لهم/ن في تبسيط المعلومة، ومن المهم للغاية إشراكهم في المحادثة ربما عن طريق قراءة كتب عن البلوغ معًا.
- من المهم التأكد من حصول المراهقين/ات ذوي الإعاقات الجسدية على أماكن إقامة في المنزل والمدرسة وفي أي مكان آخر يسمح لهم بالحفاظ على النظافة والكرامة والخصوصية المناسبين.
- اطرق الباب قبل الدخول إلى غرفة النوم أو الحمام، وعزز مفهوم الخصوصية لديهم/ن عن طريق توضيح و شرح الأسباب وراء طرقك لأبواب غرفهم وأماكن تواجدهم/ن.
- اطلب الإذن في كل مناسبة قبل تقديم الرعاية الحميمة. على سبيل المثال :هل من المقبول أن أساعدك على خلع بيجامتك الآن؟
- ناقش خطط الرعاية الشخصية وأعد تقييم ما إذا كانت الرعاية الشخصية لا تزال ضرورية، وما إذا كانت الأدوات والمعدات يمكن أن تساعد المراهق/ة على إدارة الأمور بمفرده/ا.
وتذكر دائمًا أنه قد لا يرغب المراهق/ة في مشاركة كل شيء معك بعد الآن، لذا حاول ألا تجبره على التواصل عندما لا يرغب في ذلك.