20 عاملاً نفسياً يؤثرون على الجنس!

العوامل النفسية والجذور التي تؤثر على الوظيفة والرغبة الجنسية

الاكتئاب (Depression)

للاكتئاب تأثير قوي على الرغبة الجنسية، والاستثارة الجنسية، والقدرة على الوصول إلى النشوة. يحدث هذا إما كعرض للاكتئاب في حد ذاته، أو كعرض جانبي لأدوية علاج الاكتئاب. ويعد انخفاض الرغبة الجنسية أكثر الأعراض الجنسية المصاحبة للاكتئاب شيوعاً، يليه صعوبة الاستثارة وتأخر الوصول للنشوة.

القلق (Anxiety)

العلاقة بين الاضطرابات الجنسية والقلق علاقة وثيقة ومعقّدة، وغالباً ما تكون تبادلية؛ أي أن كلاهما يمكن أن يسبب أو يزيد من الآخر. القلق النفسي يقلل الرغبة الجنسية ويسبب خللاً في الأداء الجنسي حيث يفعِّل الجهاز العصبي الودي (Sympathetic NS) الذي يثبِّط الوظائف الجنسية الطبيعية التي تتطلب الاسترخاء. هذا شائع في اضطرابات مثل القلق العام (GAD) واضطراب القلق الاجتماعي (Social Anxiety). كما أن الخوف من الفشل الجنسي المتكرر يؤدي إلى ما يُعرف بقلق الأداء الجنسي (Performance Anxiety).

السمات الشخصية (Personality traits)

قد تؤثر سمات شخصيتك على وظائفك الجنسية؛ على سبيل المثال:

• الأشخاص الذين لديهم سمات وسواسية (Obsessive traits) قد يشعرون بالذنب ويعانون من مستويات مرتفعة من القلق، مما ينعكس سلباً على رغبتهم الجنسية ويؤدي إلى انخفاضها.
• على الجانب الآخر، الأشخاص الذين لديهم سمات الشخصية الحدّية (Borderline traits) يواجهون صعوبة في إدارة مشاعرهم والتحكم بها، ويتميزون بالسلوكيات الاندفاعية، مما قد يؤدي إلى زيادة مفرطة في الرغبة الجنسية والاندفاعية في ممارسة الجنس وينتج عنه عواقب خطيرة.

طبيعة العلاقة مع الأب والأم

نوعية العلاقة مع والديك أثناء الطفولة قد تؤثر بشكل كبير جداً على نمط علاقاتك فيما بعد — بما في ذلك علاقتك الحميمية مع الشريك/ة. على سبيل المثال، الشخص الذي تعرّض في طفولته لعدم الاهتمام أو السخرية أو الإهانة من قبل والديه عند الإفصاح عن مشاعره، غالباً ما يصبح “تجنّبي” في علاقاته البالغة. هذا النمط يدفع الشخص، بشكل غير واعٍ، إلى عدم الانفتاح أو الاقتراب الزائد في العلاقات، وينعكس ذلك على رغبته في الانخراط في علاقة حميمية؛ إذ تمثل درجة كبيرة من القرب مصدر قلق وعدم ارتياح له/ا.

للمزيد عن أنماط التعلق في العلاقات العاطفية: أنماط التعلق في العلاقات العاطفية: كيف تؤثر طفولتنا على حياتنا العاطفية؟

الخبرات السابقة

تؤثر الخبرات الجنسية السابقة بشكل كبير على الممارسات الجنسية المستقبلية. على سبيل المثال:

• الأشخاص الذين تعرضوا للعنف أو الاستغلال الجنسي قد يعانون لاحقاً من ضعف شديد في الرغبة الجنسية، إذ ترتبط لديهم الممارسة الجنسية بمشاعر سلبية.
• الفشل في التجربة الجنسية الأولى (كعدم القدرة على تحقيق الانتصاب أو تكرار فشل الانتصاب) قد يؤدي إلى صعوبات لاحقة مثل تجنب الجنس. يحدث ذلك بسبب التركيز على مخاوف تكرار الفشل مما يعيق الاستمتاع والاستثارة.
• تكرار الفشل يرفع مستوى القلق ويؤدي إلى حلقة مفرغة من القلق والفشل، وهو ما يُعرف باضطراب قلق الأداء الجنسي (Sexual Performance Anxiety).

العوامل النفسية والسلوكية المؤثرة على الوظيفة والرغبة الجنسية

الأفكار والمعتقدات

من البديهي أنه إذا كنت تحمل بداخلك أفكاراً أو معتقداتٍ سلبية عن الجنس، فستقل رغبتك في ممارسته وستجد صعوبة في تحقيق الاستثارة أو الوصول للنشوة. في بعض الحالات تحدث سرعة القذف لدى الرجال بسبب وجود رغبة لا واعية في الانتهاء سريعاً من هذا الأمر الذي يسبب الشعور بالقلق وعدم الارتياح.

الضغوطات

مثل البطالة أو الضوائق المادية أو رعاية أحد الوالدين، وغيرها من ضغوطات الحياة اليومية التي قد تؤدي إلى اضطراب في الوظائف الجنسية إذا استمرت لفترة طويلة ولم يتم التعامل معها بشكل مناسب.

للمزيد عن كيف يؤثر الضغط المزمن على صحتنا الجنسية والإنجابية، يمكنكم/ن الاطلاع على المقال ذي الصلة في موقع الحب ثقافة.

التوقعات

بعض الأشخاص قد تكون لديهم تصورات غير واقعية عن الممارسة الجنسية، وغالباً ما يكون مصدر هذه التوقعات هو المواد الإباحية. يعاني هؤلاء من ارتفاع سقف توقعاتهم بخصوص الممارسة الجنسيّة فيما يتعلق بالأمور مثل: مدة اللقاء، مظهر جسد الشريك/ة، ومقدار المتعة والنشوة المتوقعة. وعندما لا ترقى الممارسة الحقيقية لهذه التوقعات، يشعرون بالإحباط ما ينعكس سلباً على الرغبة والاستثارة.

صورة الجسد (Body Image)

مدى الرضا عن صورة الجسد يحدد قدرتك على الاستمتاع بالممارسة الجنسية. عادةً ما يميل الرجال إلى القلق بشأن حجم القضيب، بينما تميل النساء إلى القلق بشأن شكل أجسادهن ووزنهن.

أظهرت بعض الدراسات أن نسبة الرجال غير الراضين عن حجم قضيبهم والذين يعانون من ضعف الانتصاب أكبر من نسبة الرجال الراضين عن حجم قضيبهم. أما النساء اللواتي يشعرن بعدم الرضا عن شكل أجسادهن أو وزنهن فقد يعانين من انخفاض شديد في الرغبة الجنسية ما يدفعهن إلى تجنب العلاقة الحميمية.

عدم الانسجام مع الشريك (Relationship Discord)

العلاقات التي تتسم بعدم التفاهم والانسجام وضعف التواصل بين طرفيها قد تؤدي إلى معاناة أحدهما أو كلاهما من اضطراب في الوظائف الجنسية.

استخدام الجنس في التعبير عن الغضب (Anger)

العلاقة بين الجنس والغضب معقّدة ومتجذّرة في علم النفس وديناميكيات العلاقات. ورغم أن الغضب والجنس يبدوان متضادّين، فإنهما يتقاطعان في عدة جوانب، سواء بشكل صحي أو غير صحي.

بعض الشركاء يمارسون الجنس بعد الخلافات مباشرةً، ويكون ذلك غالباً لإصلاح الانفصال العاطفي. وفي بعض أنماط العلاقات، يتم تأطير الغضب أو العدوانية ضمن سياقات جنسية كما في ممارسات الـBDSM أو علاقات السيطرة والخضوع.

ولكن الغضب المزمن داخل العلاقة قد يؤدي إلى انخفاض في الرغبة الجنسية، ضعف الانتصاب أو صعوبة الوصول للنشوة، وانفصال عاطفي يجعل الحميمية صعبة أو مستحيلة.

عجز التعبير عن المشاعر (Alexithymia)

هي حالة تتميز بصعوبة في التعرف على المشاعر الداخلية وصعوبة في وصف المشاعر بالكلام. علاوةً على ذلك، فإن الأشخاص الذين يعانون من هذا الاضطراب يجدون صعوبة في تمييز مشاعر الآخرين والتعاطف معهم.

تشير الدراسات إلى وجود علاقة بين هذا الاضطراب واضطرابات جنسية مختلفة تؤثر على الرغبة أو الاستثارة أو القدرة على الوصول للنشوة الجنسية.

مرحلة ما بعد الولادة

بعد الولادة يولي الوالدان غالب طاقتهما النفسية والجسدية للمولود الجديد، مما يؤثر سلباً على العلاقة الجنسية. انخفاض هرمون الإستروجين بعد الولادة يمكن أن يؤدي إلى جفاف المهبل وانخفاض الرغبة الجنسية.

كما قد تسبب التغيرات الهرمونية تقلبات مزاجية، تعب، أو اكتئاب ما بعد الولادة، وكلها عوامل تؤثر في الرغبة الجنسية. بالإضافة إلى ذلك قد يعاني بعض النساء من اكتئاب ما بعد الولادة أو القلق، وقد يشعرن بعدم الرضا عن شكل أجسادهن بعد الولادة، مما يؤثر على الثقة بالنفس والرغبة الجنسية.

تكرار محاولات الحمل الفاشلة

بما أن الممارسة الجنسية مرتبطة ارتباطاً وثيقاً بالحمل والإنجاب لدى البعض، فإن الأشخاص الذين تعرضوا لفقدان الجنين بشكل متكرر قد ينفرون من الجنس وتقل رغبتهم الجنسية بشكل واضح.

للمزيد عن الدعم العاطفي بعد فقدان الجنين، يمكنكم الاطلاع على المقال المتعلق بالدعم العاطفي بعد فقدان الجنين على موقع الحب ثقافة.

الأمراض المزمنة والألم المزمن

قد تؤثر الأمراض المزمنة بشكل مباشر على الوظائف الجنسية من خلال تغيّرات في الأوعية الدموية والأعصاب، كما يحدث لبعض مرضى السكري غير المسيطر عليه. وقد تسبب الأمراض والآلام المزمنة اضطرابات نفسية مثل القلق والاكتئاب، والتي بدورها تقلّل من الرغبة والقدرة الجنسية.

الألم المستمر، مثل آلام الظهر أو الألم الناتج عن أمراض مزمنة، قد يقلل من الرغبة الجنسية ويربط الجنس بالألم أو الانزعاج.

للمزيد عن تأثير المرض على العلاقة الجنسية، يمكنكم الاطلاع على مقال “المرض وتأثيره على العلاقة الجنسية والعاطفية ” في موقع الحب ثقافة.

البيئة المحيطة

تخيلي نفسك تمارسين الجنس وأنت تشعرين أن هناك من يستمع إليك، أو قد يطرق عليك الباب في أي لحظة؛ وقتها لا ينبغي أن تتعجبي من عدم قدرتك على تحقيق الانتصاب أو حدوث القذف بشكل طبيعي، كما لا ينبغي أن تتعجبي من عدم قدرتك على الاستمتاع والوصول إلى النشوة الجنسية.

للحصول على ممارسة جنسية ممتعة، لا بد أن تكون البيئة المحيطة ملائمة من حيث النظافة والهدوء وتوافر القدر الكافي من الخصوصية.

إدمان الكحوليات والمواد المخدرة

الشخص المدمن دائماً ما يكون عرضة للمشاكل الاجتماعية والاقتصادية والقانونية، مما يجعله يشعر بالضغط والتوتر معظم الوقت. كما أنه يولي الكثير من وقته واهتمامه وتركيزه للبحث عن المخدر. كل ذلك بالإضافة إلى التأثيرات السلبية للكحوليات والمواد المخدرة على الجسم، حيث تؤدي إلى انخفاض في الرغبة الجنسية وعدم القدرة على الانتصاب لدى الرجال في بعض الأحيان.

فقر الخيال الجنسي

ربطت بعض الدراسات بين فقر الخيال الجنسي لدى بعض النساء وعدم قدرتهن على الوصول إلى النشوة. كما أظهرت هذه الدراسات أن النساء اللواتي يتمتعن بخيال جنسي خصب أكثر قدرة على التمتع الجنسي والوصول للنشوة.

المثلية الجنسية الكامنة (Latent Homosexuality)

ولأن المثلية الجنسية ما زالت غير مقبولة في العديد من المجتمعات وتمثل وصمة عار لصاحبها، يرفض بعض الأشخاص الذين يميلون لأفراد من نفس الجنس الاعتراف لأنفسهم أو لغيرهم بميولهم الجنسية، ويقومون بإنكار وكبت الأفكار التي تتعلق بميولهم حتى لا يكونوا واعين بها لأن وعيهم بها يسبب لهم الألم.

أرجعت بعض الدراسات عدم القدرة على الانتصاب لدى بعض الرجال إلى مثليتهم الجنسية الكامنة، وأن فشلهم في تحقيق الانتصاب عندما يحاولون ممارسة الجنس مع امرأة سببه أنّهم يحاولون ذلك مع الشخص الخطأ، وإن كانوا يرفضون الاعتراف لنفسهم بذلك.

الثقة الجنسية

الثقة الجنسية تميل إلى الازدياد مع العمر والخبرة الجنسية، لكنها تختلف بشكل كبير من شخص لآخر. الأشخاص الذين يتمتعون بثقة جنسية عالية لديهم في العموم علاقات جنسية أكثر إشباعاً، وترتبط هذه الثقة ارتباطاً وثيقاً بـ:

• صورة إيجابية عن الجسد
• تواصل صحي مع الشريك/ة
• رضا جنسي أعلى
• صحة نفسية أفضل (انخفاض القلق والاكتئاب)

يتضح مما سبق مدى التأثير الكبير للأفكار والمشاعر والحالة النفسية على الجنس، لذا فإن زيارة الطبيب/ة النفسي/ة وخوض رحلة علاجية قد تساعدك على تخطي أي صعوبات نفسية، وقد تكون كل ما تحتاجينه/تحتاجه للتغلب على مشاكلك الجنسية.