إتيكيت الانفصال في العلاقات العاطفية
…لو افترضنا ان هذا هو اللقاء الأخير بينكما، ما هي آخر صورة تود أن يتذكرها عنك شريكك السابق؟
يقولون أنه بقدر حلاوة الحب تكون مرارة الإنفصال، وأنا فى رأيي أن مرارة الإنفصال تكون فى قدرها أضعاف أضعاف ما كانت عليه حلاوة الحب.
لن تكون كلماتي فى هذه التدوينة عن الإنفصال ومرارته، لأني سبق وأن تحدثت عنها فى تدوينتي “5 قواعد للتغلب على آلام الحب الماضي”. أنا بصدد الكتابة بالتحديد عن طريقة الإنفصال فى حد ذاتها.
كيف يتم الإنفصال فى مجتمعاتنا العربية وكيف يجب أن يكون شكل الإنفصال؟
فى تجاربي العاطفية السابقة – التي لم تتعد التجربتين – كنتُ دوماً أؤكد على ضرورة اختيار طريقة الإنفصال، يتم فيها مراعاة الرقي وعدم إيذاء الآخر نفسياً ومعنوياً. لكن هل هذا ما يحدث في الغالب فى مرحلة الإنفصال؟.
لا أنوي هنا كتابة تدوينة تقرأها وتغلقها لتنساها وتقرأ غيرها دون تطبيق حرف فيها. بل المطلوب هو التالي: هيا بنا نرسم سويا معاهدة نضع فيها قواعد الإتيكيت للإنفصال فى العلاقات العاطفية، ونضع أيادينا فوق بعضها البعض ونقسم على الإلتزام بهذه الوعود رأفةً بأنفسنا وبالمحبوب والذكرى الجميلة.
١- لا تقل كلاماً يحمل أكثر من معنى!
أنت مقتنع أو مقتنعة إذاً أن الإنفصال هو الخيار الأمثل، وأنّ الفرص معدومة فى هذه العلاقة؟ – اقرأ/ي تدوينة ” فرصة أخرى.. هل من حدود؟” – إذا كانت الإجابة نعم، فرجاء شديداً ألا تقل أبداً جملاً تحمل أكثر من معنى. النفس البشرية بطبيعتها تميل الى التصديق فى المعني المريح نسبياً إلى النفس. اجعل كلامك فى هذه الفترة تحديداً واضحاً وصريحاً جداً، حتى لا توصم فى نهاية الأمر بالرقص على الحبال.
إن جملاً على غرار “أنا مش هلاقي حد زيك تاني فى حياتي” أو “يا ريتنى قابلتك فى ظروف أحسن من كده” ليست جملاً تصلح لأن تقال فى أثناء الإنفصال لإنها لا تعبّر عن الرغبة فى الإنفصال أبداً!
٢- الهروب ممنوع
الإنفصال عن طريق الهروب هو طُعم مشبوك فى قدمك يجعل منك طريدة إلى ان تجد سبيلاً جديداً للإنفصال.
المواجهة هي الحل! حظر الرقم من الإتصال وحظر الحسابات على وسائل التواصل الإجتماعي ليس حل مناسب للإنفصال لعدة أسباب، أبرزها أنها تقلل من احترام الطرفين وأنها تسبب أذى نفسي كبير للطرف الآخر، ولعل السبب الأبرز هو أن صاحبها يظل دائماً ما يشعر بأنه كالهاربين من العدالة، يخشى أن يمسك به الطرف الآخر فى العلاقة فيرى فى عينيه أنه لم يكن على قدر كافٍ من المواجهة والتحدي.
٣- الإنفصال على طريقة الرسائل القصيرة لا يجدي
نوع أنيق من أنواع الهرب وأجده مرفوض تماماً، لأن بمجرد قراءتها سيصاب صاحبها بوابل من الإتصالات والرسائل.
أكيد سيتساءلون عن السبب أو يطلبون مزيداً من الوقت. لديهم الحق فى أن يتم ذلك فى من خلال لقاء أخير يجمعكما تتضمن الصراحة والاحترام.
٤- تجنب الثرثرة
الفضفضة أمر لابد منه، ولكن حذاري أن تجرّك الفضفضة والحديث فى أمور لم تناقشها مع شريكك فى العلاقة من قبل. فى هذه الحالة إن تم التعبير والبوح والإفصاح والفضفضة بأمور أخرى ستكون حقاً فى مأزق كبير.
تجنب النميمة والثرثرة فى شأن علاقتك فى مرحلة ما قبل الإنفصال وذلك لعدة أسباب، منها تجنباً للتشتت الذهني والتردد فى اتخاذ القرار، ومنها ما هو متعلق بالخوف من انتشار الخبر ووصوله للطرف الأخر. هذا قد يؤذيه نفسياً ويؤثر على الإحترام المتبادل بينكما.
الأمر أيضاً يشمل وسائل التواصل الإجتماعي، راقب ما تكتبوه جيداً فى هذه الفترة.
٥ – لا مجال للفرص فى لقاء الإنفصال
سواء أكنت الراغب فى الإنفصال او ذلك الذى فى انتظار ان يتم الإنفصال عنه، عليك أن تعي ان هذه المقابلة الغرض منها هو الإنفصال وليست للعتاب او توجيه اللوم او مجال لعرض فرصة ثانية او حتى لإستجدائها.
الأمر منتهي، فى كل الأحوال. حتى وان نتج عن هذا اللقاء فرصة أخري فما هي الا مسكنات ضعيفة لآلام كبيرة، الأفضل هو عدم الإستمرار فى علاقة بقاؤها قائم على الإستجداء والشفقة!
٦ – احترم نفسك
لا تأخذها بمحمل شخصي. انا لا اعرفك شخصياً، ولكن دعنا نتحدث بشكل جدي، واسألك سؤالاً جوهرياً.
هل ترى أنه من المناسب ان تكيل لشريكك فى العلاقة سيلاً من السباب والتهم والإهانات قبل الإنسحاب من العلاقة؟
لو افترضنا ان هذا هو اللقاء الأخير بينكما، هل ترغب فى أن آخر صورة يتذكرها عنك شريكك السابق هي عن شخص يصرخ فى صوت عالي، ويبكي فى انهيار، ثم يتوعد شريكه بالندم والحسرة مع وعد بالإنتقام مصحوب بحالة إغماء!
هل تلك هى الصورة التي حقاً تود أن يتم تذكرك بها؟ حقيقي؟
إحترامك لشريكتك فى وقت الإنفصال هو إحترام لنفسك وإجبار للشخص الذى امامك على أن يراعى وينتقي أفضل أساليب الإنفصال ليكسبك إحتراماً وتقديراً.
روعة النسيان؟
تقول الكاتبة أحلام مستغنامي أن رباعيّة الحبّ الأبديّة بربيعها وصيفها وخريفها وأعاصير شتائها تكمن فى ٤ فصول:
فصل اللقاء والدهشة، فصل الغيرة واللهفة، فصل لوعة الفراق، فصل روعة النسيان.
الإنفصال أمر محتمل وعلى أغلبنا المرور به والإستعداد له. قد نراه خسارة ما بعدها خسارة ولكن الحقيقة هي أنها خسارة وقتية ستحمي مشاعرنا من خسائر يومية فادحة حصرها سيجر إلى مزيد من السطور والسطور.
كما ذكرت في أول كلماتي هذه التدوينة، هذه بمثابة دعوة مشتركة للتدوين الجماعي. سطّروا فى تعليقاتكم مزيداً من قواعد الإتيكيت التي ترون انها مناسبة لحالات الإنفصال فى العلاقات العاطفية.
Klam slem gdn … w kman u
Klam slem gdn … w kman u hav to give ur reasons fr ur partner in a very clear way ….