هل ينجح الزواج من شخص من ديانة أخرى؟
قصص الزواج العابر للأديان طالما كانت قصصاً مأساوية في مجتمعاتنا الشرقية، رغم نجاحها إجمالاً في المجتمعات الغربية. ما السبب في ذلك؟
“الله محبة”، قصة قصيرة، كتبها المبدع “إحسان عبد القدوس”، تحكي عن فتاة مسلمة أحبت شاباً قبطياً حباً عميقاً واتفقت معه على الزواج.
بما أن القوانين المصرية تمنع زواج المسلمة بالمسيحي، اتفقا على أن يلقيا بعملة في الهواء لتقرر لهما العملة من سيقوم بتغيير دينه لإتمام الزواج.
وقع الاختيار على الفتاة.
في ليلة تغيير دينها، صحبنا الكاتب في رحلتها الشعورية تجاه مظاهر الإسلام التي قررت أن تهجرها.
في الصباح، فوجئت الفتاة برفض القسيس إتمام الزواج لعدم بلوغها السن القانوني؛ فقام حبيبها باعتناق الإسلام لإتمام الزواج.
رفض أخوها الأكبر هذه الزيجة لعدم اقتناعه بأن إسلام العاشق كان إسلاماً حقيقياً واتفق الحبيبان على الانتحار.
نجحت الفتاة وعاش العاشق – بعد إنقاذه – كحطام إنسان.
الحقيقة أن قصص الزواج العابر للأديان طالما كانت قصصاً مأساوية في مجتمعاتنا الشرقية رغم نجاحها إجمالاً في المجتمعات الغربية. ما السبب في ذلك؟
السبب، من وجهة نظري، وبناءً على مشاهداتي في المجتمعات الأوروبية كمثال، هو المساحة التي يشغلها الدين في حياة المواطنين.
هناك فرق كبير بين أن يتفهم الإنسان أنه لم يختر دينه، وأنه ولد فيه، وبين أن يتعامل مع موروثاته على أنها الحقيقة المطلقة، وأن ما عداها هو ضلال وانحراف وتعدي.
يتعامل الكثير من الأوروبيين، باستثناء فئة متعصبة، مع الدين على أنه موروث ثقافي لا يمنعهم أن يتقبلوا ويحترموا قناعات وأديان الآخرين.
بينما يجنح المواطن الشرق أوسطي، باستثناء فئة متسامحة، على اعتبار الدين إكسير الحياة الذي يحب ويكره بمقتضى تعاليمه.
لا يتورع عن إكراه الآخرين من بني جلدته على تبني نفس المنظور إذا ما تجرأ أحدهم، أو إحداهن، على مخالفته.
بطلتنا في قصة “إحسان عبد القدوس”، المستوحاة من قصص حقيقية، انجذبت إلى شاب أثار أنوثتها وأحسن معاملتها وشاركها اهتماماتها وأيقظ بكيانها نشوة الحب.
هذه المشاعر، في الأغلب، هي المشاعر التي تصلح أساساً جيداً للمشاركة الزوجية.
لكنها اصطدمت بمجتمع يضع هذه المشاعر في مرتبة أدني من الاتفاق على القناعات الدينية ويصدر أحكامه على أساسها.
هي لم تكن ترغب في ترك دينها!
المجتمع أجبرها على ذلك إذا ما أرادت أن تشارك حبيبها حياتها.
السؤال هنا ليس عما تقوله الأديان بهذا الصدد. من المتوقع ألا يجيز أي دين الزواج العابر للأديان، وإلا أصبحت تعاليم الأديان نفسها تشجع معتنقيها على الخروج منها.
من نجحوا فيما فشلت فيه بطلة القصة، وأنا منهم، تخطوا هذه الجزئية بتقديم القاسم الإنساني بين الناس على القاسم التراثي.
الإيمان هو التصديق والتصديق هو عمل العقل. بما أن الناس تختلف في مدخلاتها العقلية والاجتماعية والنفسية، من البديهي أن يختلفوا في قناعات الأديان.
هذا يفسر وجود أربعة آلاف ومئتي دين في العالم، بعضها أكثر شيوعاً وانتشاراً من البعض.
اخترت تحييد الدين في الحب والزواج لأنني اخترت البحث عن الصفات التي تلمس أنوثة المرأة وذكورة الرجل بدلاً من القناعات الميتافيزيقية عما يحدث بعد الموت.
ما الخطأ في أن يؤمن الإنسان بإله خلق مشاعره، وهو الأقدر على فهم مسبباتها؟
إله يقدم الحب والتواصل على الكره والتفرقة والصراع.
إله يعلم أن الإنسان يُسأل عن قناعاته وليست موروثاته.
هل يعني ذلك أن مجتمعاتنا الشرقية خلت من زيجات مختلطة الديانة؟
الإجابة لا!
يتم تحقيق ذلك قانونياً إما بتغيير أحد الأطراف لدينه ورقياً أو بإتمام الزواج في دولة تسمح بالزواج المدني مثل الدول الأوروبية.
المشكلة لا تكمن فقط في إتمام الزواج القانوني؛ الأهم من ذلك هو نظرة كل طرف لدينه: هل هو حق مطلق أم حق نسبي؟
إذا كان حقاً مطلقاً، سيقوم الطرف المؤمن بهذا الحق بالسعي الحثيث لتغيير قناعات من يحب، مما قد يؤثر على انسجام حياتهما الزوجية ويزرع روح الشقاق والاختلاف.
أما إن كان حقاً نسبياً، فذلك يدفع لاحترام القناعات والممارسات الدينية للآخر حتى مع عدم الإيمان بها.
إذا تجاوز الطرفان عقبة القانون وعقبة الخريطة الإيمانية، وجب عليهما أن يواجهوا عقبة أشد شراسة، وهي ضغط الأهل والأصدقاء وباقي المجتمع لإرجاعهما عن هذه العقيدة المتسامحة.
تتناسب قدرة كل ثنائي على تخطي هذه العقبات طردياً مع قوة شخصيتهم وقدرتهم على أن يقولا للمجتمع غير المتفهم: “نحن سعيدان! فلتباركوا زواجنا أو فلتذهبوا للجحيم.”
هذا آراء حره جميله انا معجب…
هذا آراء حره جميله انا معجب بذالك جدا
طرح واقعي بل هو من صميم…
طرح واقعي بل هو من صميم الواقع الذي يعيشه الإنسان
وحقا أنا أبحث عن حل لهذه الإشكالات ومثيلاتها.. وبرأي أعتقد أن جوهر الحل يكمن في تجريد الإنسان لذاته عن كل مؤثر فكري ديني اجتماعي وبيئي موروث !! وذلك لا يتسنى إلا بعد معرفة الإنسان قيمته الوجودية…
الحقيقه
الحقيقه
هههه
هههه
لكن لم يلجأ هؤلاءلرابط…
لكن لم يلجأ هؤلاءلرابط الزواج أصلا ؟
الدين فى حياة الفرد ليس ميتافيزيقا ما بعد الموت كما ورد فى مقالكم هذه نظرة جانبية و ايضا نظرتكم فى المقال عنك اعتبارات اختيار الشريك فى الزواج سطحية جدا فمن الممكن أن يحرك انوثه المرأة ألف رجل و أن يحرك ذكورة الرجل مليون امرأة الزواج ليس تفاق فى الدين فقط و انما اتفاق عقلى
ان كان الزواج لا يلزمه دين فلم تتزوجون؟؟؟