"بقولك إيه! يا بخت النوم! أنا بحسده وبلومه لوم، علشان بياخدِك مني أخر كل يوم!"
كلمات تغنى بها "عبد الفتاح الجريني" في أول مشواره الفني، وإلى وقت قريب، ظننت أن هناك مبالغة كبيرة في أغنيته.
اكتشفت أن هناك البعض لا يقتصر شعورهم تجاه النوم على الحسد فقط، بل يمتد أيضاً للحنق والغضب والكراهية!
"أنا شكلى هفركش يا أحمد!" كلمات نطقت بها صديقتي بمنتهى الحسم.
سألتها عن السبب، أجابت إن "النوم" مشكلة متكررة بينها وبين شريكها.
نظراً لاختلاف وتضارب مواعيد نومهم، تقل محادثاتهم التليفونية وفرص اللقاء بينهم. تذمر حبيبها من ساعات نومها! قال إنها غير متواجدة في حياته بالشكل الكافي.
علاقة حبهما نشأت عن بعد، وبسبب فروق التوقيت، تكاد تنهار!
شغل التفكير في مشكلتها الكثير من وقتي، واستغرقت في البحث عن أدوات تساعدها في الوصول لحل لهذه المشكلة وهذا ما توصلت إليه:
احترام مواعيد النوم للشريك
مبدئياً علينا احترام جدول مواعيد نوم الطرف الآخر، وعدم الضغط عليه/ها لتغيير مواعيد نومهم، أو عدم أخذ القسط الكافي من النوم، في سبيل التواجد في حياتنا أكثر. تداعيات تغيير جدول النوم وأثره أسوأ بكثير من تداعيات اختلاف مواعيد النوم على العلاقة.
التعاون مع القليل من المحاولة
احترام مواعيد نوم وأسلوب حياة الطرف الآخر، لا يتعارض مع بعض المحاولات لتعديلات طفيفة للتوفيق بين موعد نومكما.
يمكن لكليكما أن يؤخر نومه ساعة، أو يقدمه ساعة، للقاء الطرف الآخر أو الحديث معه. يمكن أيضاً تقسيم أيام الأسبوع بينكما، يوم ويوم، على أن يكون اليوم الأخير لكم مطلق الحرية في "النوم براحتكم".
الحفاظ على التواصل طوال اليوم
تبادل الرسائل النصية طوال اليوم، كلما سنحت الفرصة، سوف يساعد على تقصير المسافات وتقليل الشعور بالغربة.
من خلال التواصل طوال اليوم، يمكنكم متابعة أهم الأحداث وتبادل الصور، مما يعزز المشاركة ويحافظ على تواجدكما في حياة بعضكما البعض بالشكل الكافي.
تخصيص موعد يومي للقاء
الشوق والحب واللهفة سيدفعكما لانتظار هذا الوقت من اليوم لتبادل الود وكلام الغرام. المحادثات التليفونية، بالصوت والصورة، تشبع الكثير من الناس وتساعد إيجابياً في خلق حالة تواصل ممتازة.
إياكم والنوم فجأة!
هل حان موعد نومك؟ لا تنم فجأة! الحرص على إخبار الطرف الآخر بأنك على وشك النوم، والتأكيد على سعادتك بالحديث معه/معها في ختام اليوم، يؤثر إيجابياً على العلاقة لأنه يظهر مدى حرصك على التواصل والمشاركة.

لا تستيقظوا من النوم خصيصاً لمحادثة الشريك/ة
ليس هناك أسوأ من محادثة الحبيب/ة بصوت ناعس متثائب. صوت النعاس والتثاؤب ينم يدل على عدم الرغبة في التحدث ويجعل المحادثة فاترة ومملة. احرصوا على أن تكون محادثاتكم التليفونية في أبهى صورها.
برمجوا أجسادكم على روتين للنوم
شجعوا بعضكما على استخدام تطبيقات الهواتف الذكية التي تشجع على النوم والاسترخاء بهدوء لتجنب الأرق الليلي والسهر طويلاً.
تلك التطبيقات توفر أصواتاً من الطبيعة وموسيقى هادئة تعمل على تصفية الذهن والمساعدة على النوم بصورة طبيعية.
عندما يعتاد الجسم على روتين معين للنوم، سوف يبرمج الجسد على الالتزام بوقت محدد للنوم، مما يساعد على تخصيص وقت محدد للتواصل اليومي بعيداً عن وقت النوم.
النوم سلطان وضرورة لراحة الجسم والتفكيرالإيجابي، لا داعي أبداً لجعله أزمةً تهدد علاقاتنا العاطفية، ونذيراً بفشلها.