صراحة.. ولا تحدي: ماذا نفعل عند تفاوت الرغبة الجنسية؟
يجتمع الأصدقاء حول طاولة طعام، يتبادلون الضحكات وبعض شرائح البيتزا وكروت لعبة صراحة ولا تحدي – truth or dare، تتتابع الأسئلة عن العادات اليومية والعمل والعلاقات، يقع في يد عمر أحد الكروت، يوجهها لرانيا التي تختار صراحة، يسألها عمر حول ما يدفعها لممارسة الجنس، تجيب رانيا بأن الرغبة الجنسية بالنسبة لها عفوية تماماً: “لما بشوف حد بحبه أو عاجبني بحس باستثارة جنسية”
يتساءل عمر عما يدفع الأشخاص لممارسة الجنس بشكل عام، يجيب ماجد بأنه يمكن أن تتولد الرغبة من التعرض المتعمد لاستثارة جنسية: “لما بلمس جسمي أو حد بحبه بيلمسني بحس باستثارة جنسية”.
يدور بين الأصدقاء حوار حول الحب والحميمية، يتجادل ماجد مع رانيا حول الرغبة الجنسية وهل هي عفوية أم لا؟
يحاول كلاهما إثبات صحة رأيه، تمازحهما سارة بالتقاط فيديو لهما لتوثيق النقاش وتضيف “الرغبة في ممارسة الجنس مش بس عملية بيولوجية، فيه عوامل تانية مهم ناخد بالنا منها”
تنتهي السهرة و يظل السؤال حاضراً: كيف تتولد الرغبة الجنسية ومن المسؤول عنها؟
استخدم الأصدقاء العديد من المصادر في البحث: كتب، مجلات علمية، أفلام وثائقية، أنيميشن فيديو، يظهر محرك البحث عبر الإنترنت في مقدمة خياراتهم، يضغط أحد الأصدقاء على موقع موثوق فيظهر عدة مقالات تحتوي على تعريف للرغبة الجنسية وأشكالها المختلفة.
الرغبة الجنسية تُعرف بأنها الدافع الذي يؤدي بنا إلى ممارسة نشاط جنسي سواء كان فردياً (إمتاع الذات) أو مع شريك/ة. وتنشأ نتيجة استقبال المراكز الموجودة بالمخ لنواقل عصبية من المراكز الحسية المختلفة نتيجة التعرض لمثير جنسي أو التفكير في الجنس.
لفهم أوضح للرغبة الجنسية من الأفضل فهم علاقتها ببقية المراحل التي يمر بها الأشخاص عند انخراطهم/ن في ممارسة جنسية وهناك نماذج مختلفة لفهم هذه العلاقة.
النموذج الخطي لماسترز وجونسون
يفترض حدوث الرغبة الجنسية بشكل عفوي نتيجة للاستثارة الحسية اللحظية وتتكون الاستجابة من أربعة مراحل متسلسلة تبدأ بالاستثارة (التعرض لمثير جنسي أو التفكير في الجنس) ثم الثبات وفيه تزداد شدة التغيرات الجسدية التي بدأت منذ بداية الاستثارة حتى تصل إلى النشوة وتنتهي بمرحلة الاسترخاء وهي مرحلة يعود فيها الجسم لطبيعته ولا يستجيب لأي مثيرات جنسية -خاصة عند الرجال.
بدأ اعتماد هذا النموذج في منتصف الستينات وكانت المرة الأولى التي يتم فيها دراسة التغيرات الجسدية التي تحدث عند ممارسة الجنس بشكل مبني على الملاحظة والتجارب السريرية، لكنه لا يخلو من بعض الانتقادات حيث يضع النموذج الوصول للنشوة الجنسية شرطاً لاكتمال المتعة، كما افترض وجود رغبة جنسية عفوية في كل مرة يتم فيها التعرض لمثير جنسي. ووفقًا لهذا النموذج، فإن هذه هي الحالة الوحيدة التي ينشأ عنها قرار بالانخراط في ممارسة الجنس.
بالإضافة إلى ذلك اعتمد النموذج على قياس استجابات الجسد وأغفل العوامل الأخرى التي قد تؤثر في الممارسة الجنسية مثل الحالة النفسية والجسدية ودرجة التناغم مع الشريك/ة ووجود مؤثرات خارجية قد تؤثر على الممارسة الجنسية سلباً أو إيجاباً مثل ضغوط العمل أو المشكلات الأسرية.
النموذج غير الخطي لروزماري باسون
لا يشترط هذا النموذج أن تأتي الرغبة الجنسية دائما قبل الاستثارة، بل أنه البدء في الإثارة الجسدية والانخراط في التجربة يخلقان الرغبة، كما رسخ إلى أن المتعة الجنسية والرضا لا يقتصران على بلوغ النشوة، ولكن على التناغم بين الشريكين وانفتاحهما لتجربة أشياء جديدة تجعل الممارسة الجنسية مرضية، فإن حدثت النشوة يمكن أن تكون مكافأة لطيفة وإن لم تحدث لا يتغير شيء.
تأتي أهمية هذا النموذج من إجابته على الكثير من الأسئلة المتعلقة بكيفية خلق الرغبة الجنسية، وتفسيره للأشخاص الذين ينخرطون في نشاط جنسي أولاً ولا يشعرون برغبة جنسية تلقائية، فهو لا يعتبر إن الممارسة الجنسية عملية بيولوجية تعتمد على تغيرات هرمونية فقط لكنه رسخ لإمكانية تأثرها بعوامل خارجية مثل ديناميكيات العلاقة وطريقة التواصل ودرجة الحميمية والتفضيلات المشتركة بين الأشخاص، كذلك يعتمد على عوامل أخرى مثل الحالة النفسية وسلامة الجسد.
ببساطة هناك أسئلة طرحها النموذج وخلق مساحة للنقاش حولها أهمها:
“بنمارس الجنس امتى وفين؟ هل عندنا ضغوط حياتية أخرى؟ هل بنستمتع ولا بنفرغ طاقة جنسية؟ هل منسجمين/ات مع شركائنا/شريكاتنا؟ هل بنقدر نعبر عن نفسنا في العلاقة دي إزاي نقدر نحقق الحميمية وتأثيرها على مدى الرضا عن العلاقة؟”
من النموذجين السابقين نستنتج وجود أشكال مختلفة للرغبة الجنسية
1. رغبة عفوية
في أفلام الكوميديا الرومانسية الأمريكية يخرج الأبطال في موعد غرامي، وفي النهاية يتبادلان القبلات وربما يصلان لممارسة الجنس، فالرغبة العفوية تعني الانشغال باللحظة والانفتاح على ممارسة الجنس بأقل قدر من التخطيط أو المداعبة أو المحادثة.
يشعر البعض بضرورة وجود هذا النوع معظم الوقت لاعتقادهم/ن أن حدوث رغبة عفوية دليل على زيادة الانجذاب الجنسي ويغضبون من شركائهم/شريكاتهم إذا لم تتولد هذه الرغبة ولكن الحقيقة هي أنه لا علاقة بين الرغبة العفوية وبين الانجذاب الجنسي فالطريقة التي تتولد بها الرغبة الجنسية تختلف من شخص لآخر ومن سياق لآخر.
2. رغبة مستجيبة
أحياناً لا يكون لدينا الرغبة في الانخراط في أي نشاط جنسي، لكننا نشعر بالاستثارة عند رؤية أجساد شركائنا أو الاستماع إلى موسيقى لها طابع معين أو قراءة قصص جنسية أو مشاهدة مواد جنسية من وسائط مختلفة، لذلك يمكن تعريف الرغبة المستجيبة على أنها التي تنشأ من استجابة الحواس لمثيرات جنسية سواء بقصد أو بدون قصد.
الأشخاص الذين لا تتولد لديهم/ن رغبة عفوية عادة ما يتم إثارتهم/ن أولاً وعند استمرار المثير/ات تتولد الرغبة استجابة لذلك، لكن يجب مراعاة أن استمرار المثير يجب أن يكون محكوماً بالتراضي القائم على وجود معايير متفق عليها من قِبَل أطراف العلاقة.
3. رغبة سياقية
نتذكر ثلاثية before والتي تتناول علاقة بين شخصين التقيا في قطار وكيف تطورت المشاعر بينهما حتى نتج عنها رغبة جنسية، وهذا يطرح المزيد من التساؤلات أهمها: ماذا يحدث لو التقى الشخصان في سياق آخر؟ هل سيختبران نفس المشاعر؟ ام أن مشاعر الانجذاب جزء من تجربة السفر بما تحمله من إثارة؟
في مسلسل السيت كوم الأشهر فريندز لا تشعر مونيكا بالانجذاب إلى تشاندلر على الرغم من وجود صداقة طويلة تجمعهما إلا أن مشاعر الانجذاب تطورت عند حضورهما مناسبة زفاف روس – الأخ الأكبر لمونيكا- فما الذي تغير في شخص تراه كل يوم؟ هل مشاعر الانجذاب خٌلقت في سياق محدد؟ أم أنها كانت موجودة مسبقاً وساهم هذا السياق في ظهورها؟
بشكل عام يمكن القول أن الرغبة السياقية لا تنشأ بشكل عفوي نتيجة لاستثارة لحظية، كذلك لا تتولد كاستجابة لاستمرار التحفيز الجنسي، وإنما حدوثها مشروط بسياقات معينة، وإذا غاب السياق تغيب الرغبة الجنسية حتى وإن وُجِدَت المحفزات.
يمكن أن تخلق الرغبة السياقية بعض الانزعاج وقد تغير مفهومنا عن الجنس وعن الأشخاص الذي يمكننا الانجذاب إليهم، وفي بعض الأحيان يتأذى أحد الأطراف، في هذه الحالة يلزم على أطراف العلاقة التفكير جيداً في السياق الذي يخلق الرغبة الجنسية لديهم/ن وتحديد إذا ما كان لديهم/ن استعداد لتكراره أم أنهم/ن يفضلون الاستمتاع باللحظات العابرة التي تولدت بشكل خاص دون نية لتكرارها.
يوجه عمر كلامه إلى سارة: “عرفنا ياستي أشكال مختلفة للرغبة الجنسية طب هنستفيد إيه؟”
يبدأ الأصدقاء في التفكير معاً، فيتشاركوا بعض الاستنتاجات بناءً على تجاربهم/ن:
- معرفة أشكال الرغبة الجنسية المختلفة تسهل معرفتنا بذواتنا وبالشركاء/ الشريكات، فالأشخاص مختلفون ومن واجبنا فهم هذا الاختلاف وتقبله والتعامل معه باعتباره واقعًا منطقيًا يمكن من خلاله إيجاد مساحات مشتركة بدلاً من محاولة تغيير أنفسنا أو شركائنا.
- احترام حدود وخصوصية الأطراف الأخرى يمكن أن يخلق مساحة من الأمان والثقة والتي تعتبر أساس تحقيق التناغم، فالجنس عملية يتشارك فيها طرفان بغض النظر عن الممارسات التي يفضلانها أو ديناميكيات العلاقة بينهما، والمهم في هذه العلاقة هو مدى الرضا الذي تحققه هذه العلاقة لأطرافها وما تحفظه لهم/ن من خصوصية وأمان.
- اختلاف الرغبة الجنسية بين الشركاء لا يعني مرضاً حتى إن انخفضت درجة هذه الرغبة عند أحدهم، فمن المهم التعرف على السبب وهل هو شيء عرضي يحدث من فترة لأخرى أم مستمر، وهذا لن يحدث بدون حوار صريح حول مشاعر ورغبات كل شخص في العلاقة، دون أن يحمل الحديث نبرة الهجوم أو اللوم أو التأنيب، ولكن يجب أن يكون بصدق وبحميمية.
تتساءل سارة: “طب لو فيه تفاوت في الرغبة الجنسية نعمل إيه؟”
في البداية من المهم الإقرار بأن الرغبة الجنسية متفاوتة من شخص لآخر كما أنها درجاتها متفاوتة لنفس الشخص، فلا يعتبر تغير الرغبة الجنسية مشكلة صحية إلا إذا صاحب ذلك أعراض أخرى أو كانت تغير الرغبة عرضاً لمشكلة طبية أو عرضاً جانبياً لدواء.
في هذه الحالة يُنصح بأخذ استشارة طبية متخصصة لمعرفة الأسباب العضوية أو النفسية التي يمكن أن تؤدي إلى تغيير الرغبة الجنسية بشكل مرضي، كما يمكن اللجوء لمعالج/ة جنسي/ة لإدارة الحوار بين الشركاء/الشريكات إذا استحال الوصول إلى أرضية مشتركة للنقاش حول ما يريداونه بشأن حياتهم/ن الجنسية.
بشكل عام هناك خطوات مهمة ينصح باتباعها للحصول على شكل أفضل لحياتنا الجنسية:
- معرفة الذات:
سواء كانت الرغبة التي نختبرها عفوية دائماً أو مستجيبة دائماً أو تختلف حسب الحالة، فمن المهم التواصل مع مشاعرنا وفهم احتياجنا وقبولها، فالحضور اللحظي هام في تحديد شعورنا وطريقة تواصلنا مع الشريك/ة والتركيز على ما نود فعله حقاً، كذلك من الجيد خلق مساحات للتأمل وفهم الطريقة التي نرتاح لها عند الانخراط في ممارسة جنسية من خلال بعض الأسئلة (ماذا نشعر؟ كيف نتواصل؟ ما الطريقة التي تناسبنا؟ ما تفضيلاتنا وما نرفضه؟) - التواصل مع الشريك/ة:
التحدث مع الشركاء عما نشعر به فإذا كان هناك أي قلق يمكن التعبير عنه بصراحة فلا تترددوا، يمكنكم/ن البدء بحوار في أي موضوع خارجي، فالحديث عن تفضيلات الطعام أو الأفلام أو فرق الكورة المفضلة قد تكون مداخل حوارية جيدة عند الحديث عن الرغبة الجنسية. من الأفضل استخدام عبارات: “أنا أشعر بكذا” أو “أنا مهتم/ة بكذا” أو “مش حاسس/حاسة إني أقدر أعمل ده النهاردة”، فهذه العبارات أفضل من اللوم أو التوبيخ. - التعامل مع مشاعر الرفض:
أحياناً تفاوت الرغبة الجنسية بشكل متكرر قد يخلف شعوراً بالرفض وجرحاً عميقاً قد ينتج عنه فقدان الثقة في الذات أو في علاقتنا بالشريك/ة. من الأفضل إعادة التفكير في رغبة الشريك/ة وفهمها دون شخصنة فقد يكون تغير الرغبة نابع من سبب شخصي يخصه/ا وليس له علاقة بتغير مشاعره تجاهنا، من الجيد طرح أسئلة مثل: حاسس/ة إيه دلوقتي؟ حابب/حابة نتكلم عن الموضوع؟ فيه حاجة معينة أقدر أعملها؟
من الجيد أيضاً فهم أننا نتبادل الأدوار في الكثير من الأحيان فمن الحتمي أننا كنا أو سنكون في موقف الشريك/ة يوما ما.
أسئلة كتير ممكن نسألها لشركائنا خلال الحوار ده بهدف فهم طبيعة رغباتهم/ن …المهم نختار الطريقة والتوقيت المناسبين للسؤال ويكون عندنا قدر من التفهم ورغبة في التفاهم وقدرة على الانفتاح والصراحة بدلاً من التحدي وإطلاق الأحكام.
لا أشبع من الحميمية بعد الايلاج الكامل أريده لفترات أطول ولكنه يمرر قبلاته بسرعة وتدليك سريع لجسدي بحيث لا يعطيني مجال أن اعرض له جسدي عند الاستثارة ولا يعطيني مجال أن أمص قضيبه بحجة أنه يتضايق ولا يتحمل من الشعور الذي يحس به. متشوقة بشدة بمصه ويقذف على أثدائي وبطني ومتشوقة أن أنام في حضنه وقضيبه في مهبلي نكون كالجوز أود تجربة ذلك الشعور. متشوقة لأن يمص فرجي. ايلاجه السريع لا أشبع منه في خمس دقائق لا أعلم ما الحل هل أذهب معه الى طبيب أمراض الذكورة أم النفسية. أخبرني بأن لا ينتصب فترة أطول ولا ينتصب أكثر من مرة في اليوم.
أهلاً بك/
ربما من الأفضل اذهاب أولاً لمختص في العلاقات الجنسية أو الصحة النفسية للتعرف على أسباب رفض شريكك لهذه الممارسات ومساعدتكما في الحصول على مناقشة أكثر تواصل وصراحة لكلاً منكما.