كل ما تودين معرفته عن بطانة الرحم المهاجرة
بطانة الرحم المهاجرة مشكلة منتشرة، وقد تسبب ألماً كبيراً للمرأة، وإن كان البعض لا يتعامل معها بجدية.
بطانة الرحم المهاجرة أو الانتباذ البطاني الرحمي، هي حالة يتكون فيها نسيج يشبه بطانة الرحم خارج الرحم.
يسبب هذا النسيج تليفاً والتصاقات داخل الحوض، وغالباً ما يشمل المبيضين، وقناتي فالوب، والأنسجة المبطنة للحوض، وهذه الأنسجة تعمل مثل أنسجة الرحم العادية خلال فترة الحيض، فتنزف، لكن هذا الدم لا يجد مكاناً ليخرج منه فتصبح المناطق المحيطة منتفخة وملتهبة.
يسبب هذا المرض ألماً، وأحياناً يكون شديداً، خاصةً في فترة الحيض، ويمكن أن يؤثر على الخصوبة في حالته المتقدمة.
وفقاً لمنظمة الصحة العالمية، يؤثر هذا المرض على 10% من النساء والفتيات في سن الإنجاب في العالم، أي حوالي 190 مليون امرأة.
توجد مشكلة إضافية في التعامل مع بطانة الرحم المهاجرة، إذ أقرت بعض النساء أنهن تعرضن لتمييز جنسي من قبل الأطباء، بمعنى أنهم لا يأخذون ألمهن بجدية أو يتهمونهن بالمبالغة. فعندما لا يرى الأطباء سبباً واضحاً للألم، يميلون إلى الإشارة إلى أن منبع الألم نفسي وليس عضوياً، نظراً للفكرة الشائعة بأن النساء عاطفيات وهزيلات، ويبالغن في الشكوى.
أثبتت دراسة بريطانية أن 58% من المريضات يزرن الأطباء 10 مرات قبل أن يتلقين تشخيص بطانة الرحم المهاجرة، وهو الأمر الذي يؤخر سبل العلاج الصحيحة، ومن الممكن أن نتوقع أن يزيد الأمر سوءاً في مجتمعاتنا.
ما هي أعراض بطانة الرحم المهاجرة؟
إذا كنتِ مصابة ببطانة الرحم المهاجرة فغالباً ستعانين من الأعراض التالية، لكن ليس بالضرورة كلها:
- عسر الطمث، أو الإصابة بتقلصات قبل الدورة الشهرية بشكل أشد من المعتاد، وقد تعانين أيضاً من آلام أسفل الظهر والبطن.
- ألم أثناء ممارسة الجنس أو بعده.
- ألم مع تحرك الأمعاء، أو أثناء التبول.
- إرهاق، إسهال أو إمساك، انتفاخ، غثيان، خاصةً أثناء فترة الحيض.
- نزيف شديد أثناء فترة الحيض، أو نزيف بين فترات الحيض.
- العقم، وهو أحد مضاعفات بطانة الرحم المهاجرة بسبب الالتصاقات الناتجة عنه.
ما هي أسباب حدوث حالة بطانة الرحم المهاجرة؟
السبب الدقيق وراء بطانة الرحم المهاجرة غير معروف، لكن يرجح بعض الأطباء أن أسباب الحالة ترجع إلى:
- أسباب جينية، فتوصف هذه الحالة بأنها تسري في العائلة، إذا كانت الأم أو الأخت مصابة ببطانة الرحم المهاجرة فقد تتعرضين للمرض ذاته.
- وجود مشكلة في الجهاز المناعي، إذ يبدأ بعدها في مهاجمة نفسه. أحياناً تتزامن حالة بطانة الرحم المهاجرة مع وجود مرض مناعي، لكن الأطباء غير متأكدين من العلاقة.
- انتشار خلايا بطانة الرحم عبر الجسم في مجرى الدم أو الجهاز اللمفاوي، وهو سلسلة من الأنابيب والغدد تشكل جزءاً من الجهاز المناعي.
كما يعد ارتفاع مستوى هرمون الإستروجين في الدم عامل خطر مهم ومرتبط بظهور بطانة الرحم المهاجرة.
ما هي أنواع حالة بطانة الرحم المهاجرة؟
هناك ثلاثة أنواع من بطانة الرحم المهاجرة بحسب المنطقة المتضررة في الجسم وهي:
- التلف السطحي البريتوني: وهذا النوع هو الأكثر شيوعاً، ويصيب الضرر البريتون، وهو طبقة رقيقة تبطّن تجويف الحوض.
- ورم بطاني رحمي: ويكون في شكل أكياس داكنة اللون، مليئة بالسوائل، تسمى أكياس الشيكولاتة، لأنها تشبه الشيكولاتة المذابة، وهي غير سرطانية وتتكون عادةً في عمق المبايض، وتسمى أيضاً أورام بطانة الرحم المبيضية. وتحدث أكياس الشيكولاتة في 20 إلى 40% من النساء المصابات ببطانة الرحم المهاجرة.
ارتشاح بطانة الرحم بعمق: وفي هذا النوع من الممكن أن يصيب الضرر أعضاء بالقرب من الرحم، مثل الأمعاء أو المثانة، ويصيب حوالي 1 إلى 5% من النساء المصابات ببطانة الرحم المهاجرة.
ما هي مراحل تطور بطانة الرحم المهاجرة؟
تمر بطانة الرحم المهاجرة ب4 مراحل:
- في المرحلة الأولى يكون الانتباذ البطاني الرحمي ضئيلاً، لكن كون المرأة في المرحلة الأولى لا يعني أن ألمها ضئيل.
- في المرحلة الثانية، يكون الانتباذ الرحمي متوسطاً، فيكون أعمق من المرحلة الأولى.
- في المرحلة الثالثة، لا يكون الانتباذ عميقاً فقط، لكن توجد أكياس بطانة رحم صغيرة على مبيض واحد على الأقل.
- في المرحلة الرابعة، وهي أشد مرحلة من المرض، بالإضافة إلى أن الانتباذ الرحمي يكون عميقاً، توجد أكياس كثيرة وكبيرة الحجم على مبيض واحد على الأقل.
كيف تُشخَّص بطانة الرحم المهاجرة؟
يسألك الطبيب/ة عن الألم الذي تشعرين به، وعن مكانه، ثم يفحص الحوض يدوياً بحثاً عن أكياس المبايض، وقد يفحص حالتك باستخدام المنظار، أو يطلب منكِ عمل أشعة موجات فوق صوتية.
لذا إذا شعرتِ بألم أكبر من المعتاد أثناء الدورة الشهرية، أو ألم أثناء ممارسة الجنس، عليكِ الاستعانة بطبيب/ة مختص/ة.
ولكن إذا شعرت أن الطبيب/ة لم يستمع إلى شكواك بجدية، واستمرّ الألم بعد العلاج الذي أقرّه، فكري في الاستعانة بطبيب/ة آخر.
كيف تُعالَج حالة بطانة الرحم المهاجرة؟
لا يوجد حل نهائي لمرض بطانة الرحم المهاجرة، لكن قد يتراوح العلاج من الأدوية إلى التدخل الجراحي، وقد تحتاجين إلى تناول أدوية مختلفة، كما يرى الطبيب، لتتحسن حالتك.
قد يصف لكِ الطبيب:
1- مسكنات للألم: مثل الإيبوبروفين، أو النابروكسين. إذا لم تتحسن حالتك بعد تناول هذه المسكنات عليكِ طلب المساعدة.
2- علاج هرموني: حيث ينتج عنه توقف الحيض، فيقل النزيف الخارج من الجزء التالف، ويقل بالتبعية الالتهاب، وتكوُّن الأكياس.
3- قد يقرر لكِ الطبيب الحل الجراحي لاستئصال الجزء التالف والالتصاقات، وفي الحالات الشديدة قد يقرر استئصال الرحم أو المبيض، ولكن بعدها لا تكون المصابة قادرة على الحمل.
كثيراً ما تعاني النساء المصابات ببطانة الرحم المهاجرة من القلق والاكتئاب كناتج ثانوي للمرض، فتكون في حاجة لدعم الأصدقاء، والأقارب، أو قد يكون من المفيد اللجوء إلى طبيب/ة نفسي/ة إلى جانب المتابعة مع طبيب/ة أمراض النساء.
تاريخ آخر تحديث: 28 يوليو 2024