
كيف نتعامل مع التحرش في مكان العمل؟
“مديري في العمل يحاول لمسي على كتفي أحياناً، ولا أشعر بالارتياح للمساته ولكن أخاف أن أذكر له ذلك حتى لا أفقد وظيفتي. ماذا أفعل؟“.
عزيزتي القارئة، قصص كثيرة مشابهة نسمعها في مختلف دول العالم تكشف عن ظاهرة التحرش الجنسي، والتمييز المبني على النوع الاجتماعي، وهما شكل من أشكال العنف ضد المرأة.
تحاصر هاتان الظاهرتان المرأة في مختلف المجتمعات من الناحية الثقافية والاجتماعية والاقتصادية، وترتبطان بحدود العلاقة بين الرجل والمرأة. لذا من المهم أن نسلط الضوء على بعض المفاهيم للإجابة على تساؤلاتك.
- ما هو التمييز ضد المرأة في العمل؟
حذّر القانون الدولي لحقوق الانسان من التمييز على أساس الجنس، خاصة بالنسبة للحقوق المدنية والثقافية والاقتصادية والسياسية والاجتماعية،
لكن لا يزال الاعتراف بالحقوق المتساوية بين الرجل والمرأة صعب المنال، ومازالت المرأة تعامل كمواطن من الدرجة الثانية، لا سيما في مجال العمل.

ما هو التحرش الجنسي بالمرأة في العمل؟
يُعرَّف التحرش الجنسي عالمياً بأنه أي سلوك جنسي غير مرحب به، سواء كان لفظياً أو جسدياً أو بصرياً، ينتهك كرامة الشخص، ويخلق بيئة عدائية أو مهينة أو مخيفة أو غير آمنة، مثل لمس الجسد، النظرة الفاحصة للجسد، التلفظ بألفاظ لها معنى جنسي، الملاحقة والتتبع.
يُقصد كذلك بالتحرش الجنسي أي سلوك تطفلي ومضمونه جنسي، يهدد المرأة في أمنها وسلامتها جسدياً أو نفسياً من شخص تعرفه أو لا تعرفه، دون رغبتها أو تحت ضغط. لذا يجب أن تعلمي أن محاولة لمس جسدك دون رغبتك هو بلا شك أحد أشكال التحرش الجنسي.
أما في مجال العمل تحديداً، يُترجم التحرش الجنسي بالضغوط والتجاوزات التي تُمارس على المرأة، كدعوتها بشكل متكرر للغذاء أو العشاء، أو الإصرار على توصيلها الى منزلها، أو بقائها في مكان العمل بعد الدوام. وقد يتطور التحرش من التلفظ بالكلمات الجنسية والتغزل بجسدها إلى لمس المناطق الحميمية إذا سنحت الفرصة. ويحدث ذلك كثيراً في العمل، لاعتقاد البعض أن المرأة “ضعيفة” ولن تجرؤ على المواجهة.

من أين يستمد الرجل استحقاقية فعل التحرش بالمرأة؟
غالباً ما نسمع أن المرأة هي التي تساهم في تعزيز تعرضها للتحرش من خلال طريقة لبسها، وسلوكها واختلاطها بالرجل، وأنها غالباً ما تفرح بالمعاكسات، حتى وإن لم تبح بذلك. لكن من المعلوم أن التحرش الجنسي لا يستثني أحداً، لا النساء المحتشمات ولا المحجبات، ولا حتى كبيرات السن والأطفال.
أما هذه التبريرات لفعل التحرش، فإنها مفاهيم اجتماعية خاطئة متراكمة في اللاوعي الاجتماعي، ومنبثقة عن مجتمع ذكوري يعتقد أن جسد المرأة مصدر للغواية وأداة للمتعة وملكية خاصة للرجل يفعل بها ما يشاء. وكل ذلك يرعاه غياب القوانين والنظم المجتمعية التي تدين إهانة وانتهاك جسد وإنسانية المرأة.
ولذلك، أهم شيء يمكن أن تفعليه هو أن تضعي خطوطاً حمراء منذ البداية، وأن تكوني قوية وواثقة من نفسك، وأن لا تظهري علامات الخوف. تذكري أن المتحرشين أشخاص جبناء يستمدون قوتهم من خوف وسكوت ضحاياهم.
لماذا تُبقي المرأة تعرضها للتحرش سراً؟
تخشى المرأة في أغلب الأحيان تشويه سمعتها، لذا تُبقي تعرضها للتحرش سراً. كما أنها تهاب عدم استطاعتها إثبات واقعة التحرش بها. كذلك تخشى ردة فعل العائلة والمجتمع، فغالباً ما يقع اللوم عليها وتُدان بـ”استفزاز غريزة الرجل” وغالباً ما تُواجَه بالعقاب بدلاً من الحماية، وقد يتم حرمانها من العمل وإلزامها بعدم الخروج من المنزل. كما تخاف المرأة في حال بوحها بتعرضها للتحرش أن لا يجد الجاني العقاب الرادع والمُستحق.
أما في مجال العمل، تخشى الحرمان من الترقية أو من أي امتيازات معطاة للآخرين، وفي الكثير من الأحيان تخشى فقدان عملها حيث تكون أسيرة الحاجة والعوز.
كل هذه الأسباب التي تم ذكرها يمكن أن تجعلك تصمتين عن التحرش ولكن تذكري أن التحرش هو جرم يحاسب عليه القانون ويهدد ويؤثر على تركيزك وسلامتك. إذا حدث وفقدت وظيفتك، تذكري أنها ليست نهاية العالم. ربما تجدين عملاً في أجواء أفضل، وفي النهاية تكونين ربحت كرامتك.
ما هي الحلول؟
- المواجهة: يمكنك أن تُظهري للمدير من البداية رفضك لسلوكه بطريقة مباشرة، كأن تبعدي يده عنك، أو تخبريه مثلاً أن هذا التصرف يزعجك، أو تقومي بذلك بشكل مكتوب عبر البريد الإلكتروني، إذا كانت المواجهة الكلامية صعبة عليكِ.
- الاستعانة بالزملاء: يمكنك أيضاً إعلام زميل/ة موثوق/ة على علاقة طيبة بالمدير أن الموضوع يزعجك، واستشارتهم حول كيفية التعامل أو إن كانوا مستعدين لإعلام المدير بذلك.
- اللجوء إلى القانون: إذا استكمل الأمر أو تمادى أكثر أو هددك أو ضايقك، حتى بعد إعلامه أن الموضوع يزعجك، يمكنك تقديم شكوى وتصعيد الأمر إلى المدير/ة الأعلى منه.
- استشارة أخصائيين: يمكنك أيضاً استشارة مراكز حقوقية داعمة للنساء ضد التحرش ومقاضاة المعتدي قانونياً.
- رفع الوعي الاجتماعي: من المهم تثقيف النساء والرجال على حدٍّ سواء لرفع مستوى الوعي بهذا الموضوع، وتدريب المرأة على سرعة التصرُّف في هذه الحالات، والدفاع عن نفسها.
- سن القوانين والتشريعات: من الضروري سن قوانين وتشريعات رادعة تحمي المرأة بشكل أكبر، ولا تجعلها عُرضة لفقدان عملها في حال باحت بتعرضها للتحرش أو جاهرت بوجود تمييز ضدها.
ويجب أن يتحمل كل فرد في المجتمع مسؤولية التنديد بجريمة التحرش، لكي لا يبقى وزراً تتحمله المرأة في صمت خوفاً من الفضيحة وتشويه السمعة.
آخر تحديث بتاريخ يونيو 2025
حدثت معي كثير للأسف اشتغلت…
حدثت معي كثير للأسف اشتغلت كذه مرفق في اغلب مرافق احصل تحرشات لفظيه وجسديه من المدراء في كل مره ماقدر اكمل العمل بسبب التحرشات مع اني انسانه مخلصة بالعمل ونظامية بس فهم المجتمع للمرأه العاملة بأنها تجردت من أخلاقها الأمر اللي سبب لي عقده وقلق من اني اقدم لوظائف اخرى.
وفقك الله يا اخت ama ابحثي…
وفقك الله يا اخت ama ابحثي وراح تحصلين ان شاءالله واسالي عن المؤسسه او الشركة اللي تقدمتي لها من قبل الناس قبل خوض العمل لا تستلمين وتجلسين بدون عمل مثل ماهو موجود اشخاص عقليتهم متخلفه يوجد رجال اكفاء قيادين يحبون العمل ويخلصون مع الموظفين
نصيحه للفتاه لا تستلمين ابد…
نصيحه للفتاه لا تستلمين ابد ولا تبيعين نفسك او كرامتك لناس ما تخاف الله عشان شوية مال او عمل مرموق عزي نفسك وارفعي شانك وغير بيئة هالعمل وراح تحصلين عمل افضل وانسب
ان شاءالله