الخجل والرهاب الاجتماعي.. الأسباب والحلول
الخجل سمة معروفة لدى كل الشعوب، قد تكون محببة للبعض، ولكنها في معظم الأحوال معطلة، وأحياناً تتطور إلى اضطراب مرضي. ما هي أسباب الخجل وكيف نتخلص منه؟
تأتينا الكثير من الأسئلة عن الخوف من التعرف على أشخاص جدد، أو الشعور بالقلق عند التحدث مع أشخاص من الجنس الآخر، وأحياناً يصل الأمر إلى تأخر الارتباط بسبب الخوف من التقرب للمحبوب.
الخجل سمة منتشرة ويكثر انتشارها في ثقافات بعينها، وجميعنا على علم بهذه السمة.
كلنا نعرف زميل الفصل الذي يعرف إجابة سؤال ويخجل أو يتردد من أن يرفع يده ويتحدث. أو الزميلة التي تخجل من أن تطرح سؤالاً في آخر المحاضرة في الكلية.
على الأغلب لديك صديق يرفض الذهاب إلى إحدى الحفلات لوجود أشخاص لا يعرفهم. أو صديقة تخجل من التعبير عن إعجابها لشخص آخر.
سنتطرق في هذه السطور لسمة الخجل، ومتى تكون سمة من سمات الشخصية يمكن التعامل معها ببعض تغيرات السلوك، ومتى تكون اضطراباً يحتاج إلى المساعدة والعلاج.
تأثيرات سلبية
الخجل هو سمة من سمات الشخصية، وهو شعور بعدم الارتياح والقلق عند لقاء أشخاص جدد في مواقف بعينها.
وتختلف شدة الخجل من شخص لآخر، فهناك من يشعر بالقليل من القلق ولكن لا يمنعه من حضور المناسبات الاجتماعية والتعرف على أشخاص جدد ولا يحدّ من ممارسة الأنشطة التي يرغبها.
على الرغم من أن الخجل قد يكون سمة محببة في بعض الثقافات ويُنظر إليها على أنها دليل على حسن التربية والخُلق والحياء، ولكن قد يكون لها تأثيرات سلبية على حياة الشخص:
- قد يؤدي الخجل إلى صعوبات في التواصل في محيط الدراسة والعمل.
- صعوبات في تكوين علاقات اجتماعية.
- كبت المشاعر وعدم التعبير عنها، وما يصاحب ذلك من مشكلات في العلاقات.
- عدم القدرة على رفض ما تراه ليس مناسباً لك.
- في بعض الأحيان قد يصل الأمر إلى تناول المواد المخدرة للتغلب على الخجل الشديد.
أسباب الخجل
ينشأ الخجل في الأغلب من نقص في تقدير الذات، والخوف من تقييم الناس، مثلاً عندما تكون مكلفاً بإلقاء كلمة أو محاضرة يكون تفكيرك منشغلاً بأن “الناس سوف ينتقدونني”، أو “سأكون سيئاً وقد لا تعجبهم المحاضرة”.
اقرأ المزيد: سبع نصائح لزيادة الثقة بالنفس
وفي بعض الأحيان يكون السبب هو أسلوب التربية المفرط الحماية على الطفل بشكل يمنع الطفل من استكشاف الأشياء الجديدة من حوله، وبالتالي ينشأ الطفل ولديه خوف من التجارب الجديدة، وقد يكون الأسلوب المهمل في التربية سبباً في ظهور هذه السمة أيضاً.
لذلك من الضروري إعطاء المساحة لأطفالنا بالمحاولة والخطأ وتشجيعهم على استكشاف الأشياء الجديدة، مع طمأنتهم أننا بجانبهم، وعند الوقوع في الأخطاء نخبرهم أن الخطأ وارد وهذا لا يدل على أنه شخص سيء.
متى يصبح الخجل اضطراباً؟
خلال ممارستنا للطب النفسي نرى الكثير من الحالات التي يعاني أصحابها من الخجل، الذي يؤثر سلباً على حياتهم اليومية.
يحكي لي مريض أنه قد يؤجل مكالمة تليفونية مهمة جداً لأيام بسبب قلقه الزائد، ومريضة أخرى تفكر في إلغاء مشروع رسالتها للماجستير بسبب الخوف الشديد من يوم المناقشة، ومريضة أخرى لا تخرج مع صديقاتها لتناول الطعام معهن بسبب القلق الشديد من أن يشاهدها الناس وهي تتناول الطعام.
وجود مثل هذه الأعراض يقودنا إلى ما يسمى اضطراب القلق الاجتماعي أو الرهاب الاجتماعي. تذكر المراجع الطبية أن معدل انتشار الرهاب الاجتماعي يصل إلى 13 في المائة، أي من بين 100 شخص يوجد 13 يعانون من هذه المشكلة، لذلك ليس من المستبعد أن تكون قد صادفت أحد المصابين بهذا الاضطراب في دائرة علاقاتك.
الرهاب الاجتماعي يعني وجود أعراض القلق الشديد حول المواقف الاجتماعية مثل إجراء محادثة هاتفية أو لقاء أشخاص غير مألوفين، أو عند أداء فعل أمام آخرين كإلقاء محاضرة مثلاً.
هذا الشخص يكون لديه قلق شديد من أن الآخرين سيقيمونه بشكل سلبي، وبالتالي سيتم إحراجه ورفضه.
هذا الشعور بالقلق الشديد يكون مبالغاً فيه وغير مناسب للموقف ويؤدي إلى تجنب الانخراط في العلاقات والمناسبات الاجتماعية.
لا بد أن تكون هذه الأعراض مستمرة لمدة 6 شهور وتؤدي إلى تدهور في الحياة الاجتماعية والوظيفية حتى نشخصها على أنها اضطراب.
كيف أتعامل مع الخجل؟
1- في البداية لا بد من مصارحة النفس بوجود هذه السمة وأنها تسبب عائقاً في التواصل الاجتماعي.
2- اتباع سياسة تجنب هذه المواقف التي تسبب القلق تزيد من المشكلة سوءاً، لذلك أنصح بعدم تجنب هذه المواقف بشكل تدريجي من الأقل قلقاً إلى الأكثر قلقاً.
3- عند إلقاء كلمة أو محاضرة، يمكن التحضير الجيد لها وإلقائها أمام أصدقاء مقربين أكثر من مرة، هذا سيقلل من شعورك بالتوتر عند إلقائها أمام جمع كبير.
4- مناقشة الأفكار والتوقعات التي تقفز إلى عقلك عند التعرض لهذه المواقف الاجتماعية واستبدالها بأفكار بديلة.
5- معرفة أن الخجل والقلق لا يقل من تلقاء نفسه ولكن عليك العمل جيداً للتغلب عليه.
6- يمكن تجربة النقاط السابق ذكرها للتعامل مع الخجل مع طلب دعم الأشخاص المقربين منك.
7- في حالة وجود أعراض الرهاب الاجتماعي يمكن الاستعانة بالطبيب/ة النفسي/ة لمساعدتك على التعامل مع القلق الاجتماعي واكتساب العديد من المهارات الاجتماعية عن طريق عدة تكنيكات علاجية فعالة. وفي بعض الحالات يكون وصف الدواء أمر ضروري.
مشاهير خجولون
إذا كنت خجولاً قد تظن أن جميع من يظهرون على شاشات التلفزيون أو في الحفلات أشخاص شديدو الثقة بأنفسهم ولا تراودهم مشاعر الخوف أو الخجل التي تراودك.
ولكن هذا غير صحيح، العديد من المشاهير تراودهم مشاعر الخجل، ولكن منهم من تغلب عليها، ومنهم ما زال يعاني ولكنه يكافح مع ذلك في مجالات تجعله يصل لملايين من الناس.
في حوارها مع مجلة رولينج ستون تخبرنا المغنية البريطانية الشهيرة آديل أنها تشعر بالقلق الشديد حين تغني أمام الجمهور، لدرجة أنه خلال حفل لها بأمستردام تركت المسرح وخرجت من الباب الخلفي من شدة القلق.
ومع ذلك هي تحاول ألا تتجنب الحفلات، وتطرب جمهورها بصوتها القوي الذي يمس قلوبهم.
كما صرحت الممثلة الأسترالية نيكول كيدمان أكثر من مرة أنها في الأصل شخصية شديدة الخجل، ولكنها استطاعت أن تتغلب على الخجل تدريجياً، ويساعدها العمل كممثلة في ذلك.
في عالمنا العربي، كشفت المطربة اليمنية بلقيس فتحي عن تجربتها مع الرهاب الاجتماعي في مؤتمر تيديكس وتأثيره على جوانب حياتها، وكيف استطاعت أن تتغلب عليه، بمساعدة الطبيبة النفسية.
كلنا خجولون بدرجات متفاوتة، ولكن بإمكاننا التعامل مع الأجزاء السلبية المرتبطة بالخجل وتدريب أنفسنا حتى لا تعيقنا عن التواصل الاجتماعي الفعال.
حبيت المقال …
حبيت المقال …
الخجل لهو تأثر في مجتمع…
الخجل لهو تأثر في مجتمع بجعلك بعيد عن ناس
هذا المقال مفيد جدا جدا .
هذا المقال مفيد جدا جدا .
شكراً لك على متابعتنا،…
شكراً لك على متابعتنا، ونتمني لك حياة سعيدة
من ألأن أنتظر مقال يوم…
من ألأن أنتظر مقال يوم الجمعه??????
المحتوى غير كافي ونريد 3…
المحتوى غير كافي ونريد 3 مقالات أخرى عن ( الخجل والرهاب الاجتماعي ) .
موضوع احساس بالرفض والانتقاد…
موضوع احساس بالرفض والانتقاد مؤلم جدا ومش بتحمله وبلغي مقابلات شغل كتير بسببه من كتر التوتر والخوف وخسرت حاجات كتير
مرحباً سوسن،
الرهاب…
مرحباً سوسن،
الرهاب الاجتماعي يعني وجود أعراض القلق الشديد حول المواقف الاجتماعية مثل إجراء محادثة هاتفية أو لقاء أشخاص غير مألوفين، أو عند أداء فعل أمام آخرين كإلقاء محاضرة مثلاً.
هذا الشخص يكون لديه قلق شديد من أن الآخرين سيقيمونه بشكل سلبي، وبالتالي سيتم إحراجه ورفضه.
هذا الشعور بالقلق الشديد يكون مبالغاً فيه وغير مناسب للموقف ويؤدي إلى تجنب الانخراط في العلاقات والمناسبات الاجتماعية.
لا بد أن تكون هذه الأعراض مستمرة لمدة 6 شهور وتؤدي إلى تدهور في الحياة الاجتماعية والوظيفية حتى نشخصها على أنها اضطراب.
وفي نهاية الأمر، تذكري أن طلب المساعدة من متخصص/ة نفسي قد يساعدك على تجنب أي خسارات بسبب شعور الخجل أو الخوف.