الجنس وأشياء أخرى.. ما وراء الإحباط والطلاق السريع
يؤدي الضغط الجنسي على الشباب إلى التسرع في اتخاذ قرار الزواج، ويؤدي الضغط الاجتماعي إلى التسرع في الإنجاب. ولكن ضغط العلاقة نفسها قد يؤدي إلى الطلاق السريع.
ما أسهل أن نستخدم عبارات معلبة وجاهزة مسبقاً لتوصيف أوضاع اجتماعية نعيشها الآن في المنطقة العربية وفي مصر على وجه الخصوص، فليس هناك من يحاول رصد التغيرات الاجتماعية التي تحدث يومياً.
وقد تضاعفت التغيرات منذ تغلغل التكنولوجيا في حياتنا، وتحول العالم، كما يقولون، إلى قرية صغيرة، عن طريق انتشار الأقمار الصناعية ومشاهدتنا لبلاد العالم ونحن جالسون على أريكة منزلنا.
في الآونة الأخيرة وتحديداً خلال العشرة أعوام الأخيرة، بدأت الجمعيات الأهلية المعنية وعلى رأسها وزارة التضامن الاجتماعي، رصد ظاهرة ارتفاع معدلات الطلاق بين الشباب، وتحديداً في العمر من 25 إلى 30 سنة، حيث لا تدوم العلاقة الزوجية أكثر من عامين.
وتوجد الكثير من الحالات التي تنتهي في غضون ستة أشهر، وتم تسجيل بعض حالات طلاق لزواج لم يستمر أكثر من شهر.
الظاهرة مزعجة، وبدأ المتخصصون في علم الاجتماع استخدام العبارة الجاهزة: “السبب هو التفكك الأسري”.
وفي الحقيقة هذه الجملة لا تعبر عن الوضع الاجتماعي القائم الآن، والذي يحتاج من علماء الاجتماع أن يدرسوا الشارع بعين أكثر فحصاً وتدقيقاً ليعيدوا توصيفه.
الشكل الاجتماعي الذي كان عليه الشارع المصري منذ عشرين عاماً لم يعد موجوداً بأي حال إلا في أذهان الشرائح العمرية التي تخطت الأربعين من عمرها، بينما يوجد واقع اجتماعي جديد تماماً في الشرائح الأصغر سناً.
زواج سريع.. إحباط سريع
ظاهرة الزواج ثم الطلاق السريع، والذي أحب أن ألقبه بـ “زواج التيك أواي”، تعود أسبابها إلى كثير من الأحوال الاجتماعية الحديثة. فنحن حتى الآن لم نضع في اعتبارنا توجهات وتطلعات النساء الصغيرات، والتي نتجت عن سنوات من تمكين المرأة اقتصادياً وحقوقياً.
لم تعد هناك تلك المرأة البائسة التي ليس لديها أحلام سوى الانتقال من الخدمة في بيت أبيها إلى الخدمة في بيت زوجها، أو حتى على أحسن الأحوال أن تنهي تعليمها وتعمل في وظيفة نهارية لتخدم في بيت زوجها وتربي أبناءهما دون أي نوع من أنواع الاعتراض.
أصبح لدى النساء الشابات قائمة من المتطلبات وكذلك المواصفات الخاصة بزوج الأحلام، فالزواج في حد ذاته لم يعد منتهى أحلامهن، بل الزواج من الشخص المناسب والمتوافق معهن ومع أحلامهن هو الهدف، حيث أنها لم تعد حبيسة دار والدها كما كان في السابق.
حتى الفتيات مقيدات الحركة في منزل أهلهن، استطاعت التكنولوجيا الحديثة وانتشار مواقع التواصل الاجتماعي والهواتف الذكية من فتح العالم أمامهن، لتتسع رؤيتهن للحياة.
يجب أن نضع في الاعتبار أيضاً أن المرأة خلال العقود السابقة استطاعت بنسبة كبيرة أن تفك ارتباطها بالرجل اقتصادياً، واتسعت مجالات العمل لها، وبالتالي لا يوجد ما يجبرها على الزواج من رجل لا ترغبه، أو أن تقبل وضعاً سيئاً في منظومة زواجها.
ليس الجنس الذي نحلم به
هناك عامل آخر جديد في المعادلة الاجتماعية والتي تحكم توجهات الزواج في حياتنا الآن، فالجيل الجديد من الشابات والشباب أصبح لديهم تطلعات جنسية لم تكن موجودة لدى الأجيال السابقة عليهم.
في الماضي القريب كان طرح موضوع الجنس مرفوض من الأساس، وكانت الرغبة الجنسية لدى البنات مجرد فكرة محرمة، لو راودتها بيولوجياً طردتها من رأسها فوراً واعتبرت نفسها خطاءة وعليها الاستغفار!
حتى الرجل لم تكن لديه تطلعات جنسية، فالأمر محدد في علاقته بزوجته في المستقبل، وعليه الانتظار حتى يتمكن من تأسيس منزل الزوجية، لتجلب له والدته العروس المناسبة اجتماعياً فقط.
بالطبع كانت المساحة الجنسية المتاحة للرجل أوسع بكثير، حيث بيوت الهوى موجودة دائماً، حتى وإن جُرمت قانونياً.
الآن تغير الوضع، فالإنترنت مفتوح؛ مهما وضعوا أمامه من عراقيل أخلاقية، بإغلاق المواقع الجنسية، وتوجد دائماً طرق بديلة للدخول عليه بحرية، ناهيك عن أفلام الجنس المنزلية المنتشرة عبر برامج “الشات” والتي لا تميز بين رجل وامرأة، حتى أصبحنا نتعامل مع الفيديوهات الجنسية باعتبارها رسائل تشبه “مساء الخير” عبر هواتفنا الذكية.
هذه المشاهدات خلقت حاجة جنسية لدى الجنسين، كما خلقت أيضاً تطلعات عالية من الشريك الجنسي.
وبما أن الطريقة الوحيدة المتاحة اجتماعياً هي الزواج، يتعجل الكثير من الشباب في اتخاذ هذا القرار، خاصة بعد انتشار الأفكار الدينية خلال العقود الثلاثة الماضية والرعب من فكرة ممارسة الجنس خارج إطار الزواج بين كثير من الشرائح الاجتماعية.
من هنا تحديداً تأتي المشكلة، فالزواج في أوائل العشرينيات من العمر، والمصحوب بتطلعات جنسية، ينتج عنه إحباط كبير.
يكتشف الشريكان أن الزواج ليس قاصراً على ألاعيب الهوى في الفراش وممارسة المشاهد الرومانسية في المسلسلات التركية، لكنه منظومة اجتماعية قائمة على الشراكة بين الرجل والمرأة لتكوين أسرة.
ويكتشفان أن هذه المنظومة تأتي بعبوة كاملة من المتطلبات المادية والإنجاب ورعاية الأطفال، التي تلتهم الوقت وتحتاج إلى صبر وجلد لا يمتلكه الشباب في العشرينيات!
المشكلة الأخرى التي تواجه الزواج المبكر لدى الشباب هو فقد التجربة أو الخبرة الجنسية، فلقد كان السائد في الماضي أن يمتلك الرجل خبرة يقود بها العملية الجنسية في الزواج، لكن الآن يفتقد الشاب الصغير هذه الخبرة لانتشار الأفكار الدينية، ما يجعل العلاقة الجنسية ساذجة ومُحبطة للطرفين.
ما يزيد الأمر سوءاً أن الإناث في مجتمعنا الشرقي يتسمن بالاعتمادية الكاملة جنسياً. فأصبحت نساء الجيل الحالي، معتمدات جنسياً ولديهن تطلعات لشكل علاقتهن الحميمية في نفس الوقت!
زواج عن طريق الإنترنت
تحضرني هنا قصة، لشابة صغيرة لم يدم زواجها لأكثر من ستة أشهر، بل وخرجت منه بدون ممارسة جنسية، فلقد صُدمت بأن فتى أحلامها الذي ارتبطت به ثلاث سنوات غير قادر على ممارسة الجنس ومأزوم نفسياً أيضاً.
كنت أعتقد أنها ساذجة لدرجة أن لا تلحظ أي مؤشرات توحي بهذه النتيجة طوال ثلاث سنوات من الحب السابق على الزواج، ولكنني فوجئت بها تستخدم مصطلحاً غربياً، كانت المرة الأولى التي أسمعه فيها بعيداً عن شاشات السينما وحواديت المسلسلات: long distant relationship أو علاقة عاطفية عن بعد.
الأمر ليس مثل الماضي، حين كانت جداتنا تختلس النظر عبر المشربية، وإنما عن طريق موقع التواصل الاجتماعي فيسبوك.
فطليقها الذي يكبرها بعامين، يعيش في بلد “عربي مغلق” مع عائلته منذ طفولته وعندما شب عن الطوق عمل مع والده في نفس البلد، حيث أن أسرته لم تعد تزور مصر بانتظام، نظراً لإقامتهم الطويلة هناك.
استمرت الفتاة، التي كانت تبلغ الثالثة والعشرين حين حصلت على الطلاق، في التواصل مع هذا الشاب عبر خدمة رسائل فيسبوك والواتساب، سواء نصياً أو بالاتصالات السمعية والفيديو، وكما تقول؛ لم يكن يبدو أنه يعاني من مشكلة جنسية.
تضمنت حواراتهما ممارسة الجنس الشفهي، واعتادت أن ترقص له وترتدي الملابس العارية في لقاءاتهما عبر مكالمات الفيديو، وكان يبدو شبقاً وقادراً على ممارسة الجنس!
انتهى زواج الفتاة بمأساة كبيرة، حيث احتاجت إلى تدخل السفارة المصرية لإعادتها لمصر بعد أن احتجزتها عائلة زوجها هناك حتى لا تفضح ابنهم، وعندما عادت إلى القاهرة رفعت قضية خلع.
ليست جميلة كما توقعت
الحكاية السابقة ليست حالة فردية، بل هناك الكثير من الحالات المشابهة التي تعج بها ملفات محكمة الأسرة، والتي يفشل فيها الزواج لأنه لم يحقق التوقعات السابقة للشريكين، وقد تبدو هذا التوقعات تافهة بالنسبة لنا، كالرغبة في إجراء عملية تجميل مثلاً.
مع انتشار ترويج فكرة “سهولة الإجراءات التجميلية” بين الناس، توجد حالات طلاق سببها أن الزوج اكتشف أن زوجته لا تتمتع بالجمال الكافي دون مساحيق التجميل، ما يظهر تصوراً ساذجاً لشكل المرأة التي يجب أن تكون مثل نجمات السينما أربعة وعشرين ساعة يومياً.
كما أن هناك حالات خلع سببها أن الزوج رفض أن ينفق على عمليات تجميل للزوجة، ما جعلها تعتبره ضرراً تهدم بسببه بيتها!
أسباب كثيرة تقف الآن خلف قرار الزواج، ليس من بينها تكوين أسرة تقوم على المودة والرحمة وإنجاب أبناء صالحين، فالأبوة والأمومة أصبحا هما أيضاً نوعاً من الوجاهة التكنولوجية.
يمتلئ الإنترنت الآن بفيديوهات وصور الأطفال، والهدف منها الحصول على معجبين كثر ومتابعين للصفحات والقنوات الخاصة لا أكثر. ولا يمكن أن ننسى الزوجين اللذان استخدما العنف الجسدي ضد رضيعتهما من أجل صنع فيديو رائج على يوتيوب!
الطبقات الشابة الآن تتعجل قرار الزواج لأسباب قائمة على توهمات غير واقعية لطبيعة الحياة، وبالتالي يكون اتخاذ قرار الطلاق سريعاً أيضاً، خاصة بعدما يجد الزوج والزوجة الشابان نفسيهما مطالبين اجتماعياً من قبل أسرهما على أن ينجبا طفلاً وأن يتحملا مسئولية بيتهما كاملة.
هنا يجدان أنفسهما في مواجهة مسؤوليات الحياة وليس المرح وقضاء وقت رومانتيكي سينمائي سعيد، فيقعان في دائر الإحباط ومن ثم اتخاذ قرار الطلاق.
نحن الآن في حاجة ملحة لإعادة دراسة المجتمع وعاداته وتوجهاته الجديدة، كي نقف على دوافع تحركاته، من أجل أن نخرج بوسائل حقيقية للتعديل السلوكي، بدلاً من إعادة مضغ جمل نمطية، لن تذهب بنا إلا إلى مزيد من الانهيار.
التدخل الأسرى هو أكبر سبب…
التدخل الأسرى هو أكبر سبب يؤدى الى الطلاق السريع
انا مكملتش ثلاث شهور
التدخل الأسرى
مش التفكك…
التدخل الأسرى
مش التفكك الأسرى
التكنلوجيا سلاح ذو حدين وفى…
التكنلوجيا سلاح ذو حدين وفى عصر هذا بقى سالبيته اكثر من ايجابيه وسهولة التواصل الاجتماعيه بين الشباب والفتيات بقى سهل بنت متربيه ومن بيئه صالحه انه تكلم شاب وتتعرف عليه فى بقى صعب التسيطر على شباب عصرا هذا
المعضلة مش في الطلاق
المعضلة…
المعضلة مش في الطلاق
المعضلة في ترتيب الحياه
الزواج دون وعي لاسباب الزواج
الانجاب السريع لمجرد الانجاب
ضغط الاسري على الفتيات حتى يرتضون بأي زيجه
ضغط على الشاب غير مستعد نفسيا للزواج
المشاكل الجنسية والوضع الصحي من الجانبين يؤثر في نسبة الطلاق
المخدرات
الشواذ
العلاقات المحرمة
اسباب كثيرة للطلاق لا تظهر لارض الواقع
بحبك ياحبب اوى
بحبك ياحبب اوى