كيف تتخلص من إدمان البورن؟
التخلص من الإدمان على المواد الإباحية ليس عملية سهلة، ولكنها عملية ممتدة، تعتمد في الأساس على معرفة سبب إدمانك.
دعونا نتفق في البداية أن التخلص من إدمان البورن ليس سهلاً على الإطلاق، كما أنه ليس من السهل التخلص من أي شكل من أشكال الإدمان.
الإدمان اضطراب مزمن ويحتاج التخلص منه إلى صبر ومثابرة وإرادة كبيرة والعمل على علاج المشكلة من جذورها والذي قد يمتد لسنوات طويلة.
التوقف عن السلوك الإدماني لبعض الوقت ليس بالأمر الصعب والكثير من المدمنين يحاولون القيام بذلك من وقت إلى آخر، وعادة ما ينجحون، ولكن إذا لم يدرك المدمن جذور مشكلته ويعمل جاهداً على علاجها فإنه يكون عرضة للانتكاسة بشكل كبير.
اقرأ المزيد: إدمان البورن: أثر التحفيز “فوق العادي” على الدماغ
لا أود على الإطلاق إحباطك بهذه الكلمات، تستطيع التوقف عن إدمان الإباحية من هذه اللحظة إذا كانت لديك الإرادة الكافية لذلك، وستبدأ في جني الثمار تدريجياً منذ اليوم الذي تتوقف فيه.
ما أود تنبيهك إليه هو أنك ستحتاج إلى الكثير من الجهد والمثابرة للاستمرار وتقليل فرصة العودة لإدمانك القديم، والاستعداد النفسي لذلك هو جزء أصيل من رحلة العلاج.
كما ذكرنا سابقاً، كثيراً ما يكون الوقوع في إدمان المواد الإباحية محاولة “للتداوي الذاتي” Self-Medication Theory من صعوبات نفسية أو مشاعر سلبية معينة، لذا فإن أول وأهم خطوة هي أن تجلس مع نفسك وتراجع نمط حياتك ككل وأن تحاول استكشاف أي دوافع داخلية لديك لإدمان الإباحية وتسجيلها، ومن ثم العمل على علاجها. بالطبع مساعدة الطبيب النفسي هامة للغاية في هذه المرحلة.
حاول التفكير في الأضرار التي سببها لك إدمانك للإباحية ومن ثم تسجيلها وكتابتها، هذه الأضرار قد تكون العزلة الاجتماعية، مشاكل في الدراسة أو العمل، إحباط جنسي أو عاطفي أو غيرها.
حاول أيضاً تخيل حياتك والتحسن الكبير الذي سوف يطرأ عليها في مختلف الجوانب إذا توقفت عن إدمان الإباحية، اكتب ذلك أيضاً.
راجع ما كتبته على الجانبين بانتظام وكلما راودتك فكرة العودة لمشاهدة الإباحية، حتى تظل دائماً واعياً ومتذكراً للأضرار التي سببها لك إدمان الإباحية والمكاسب التي سوف تجنيها من التوقف.
ساعد نفسك على التقليل من فرص حدوث الانتكاسة من خلال استخدام برامج الحماية ضد المواد الإباحية على جميع أجهزتك الخاصة، لا تحتفظ بكلمة السر حتى لا يكون لديك طريقة للدخول إلى المواقع الإباحية إذا راودتك الفكرة.
قلل من أوقات فراغك واستغلها في الأنشطة الاجتماعية أو ممارسة هواية تحبها، وتجنب البقاء في المنزل بمفردك قدر الإمكان.
إذا كان لديك شريك/ة صارحها أو صارحيه بمشكلتك حتى يدعمك في رحلة التعافي، سيصنع ذلك فارقاً كبيراً في تجربتك.
اعلم أيضاً أن حدوث الانتكاسة أمر وارد مع كل ذلك، إذا انتكست وعدت في فترة ما لمشاهدة الإباحية لا تستسلم للشعور بالإحباط أو الفشل، حاول معاودة التوقف في أقرب وقت واستجمع قواك واستكمل رحلتك نحو التعافي. الانتكاسة ليست نهاية الكون!
أشياء يجب أن تتوقعها
العديد من الدراسات أشارت إلى أن التوقف عن إدمان المواد الإباحية قد يكون مصحوباً ببعض الأعراض الانسحابية في البداية مثل القلق والتوتر واضطراب الحالة المزاجية واضطراب النوم والشعور بالتعب وغيرها، عادة ما تكون هذه الأعراض خفيفة إلى متوسطة الشدة ولا تستمر طويلاً.
تكمن المشكلة في وجود عرض انسحابي فريد لإدمان الإباحية وهو حدوث “انخفاض حاد في الرغبة الجنسية”.
يعزو بعض الباحثين ذلك إلى حدوث انخفاض كبير في مستوى الدوبامين مع التوقف عن المشاهدة الإدمانية للبورن والذي قد يستغرق وقتاً طويلاً قد يمتد إلى عدة أسابيع حتى يعود إلى مستوياته الطبيعية.
خلال هذه الفترة قد يعاني الشخص من انخفاضات حادة في الرغبة الجنسية من وقت إلى آخر (وإن كان حتى الآن لا توجد دراسات كافية لتحديد سبب مؤكد لهذا العرض وسبب اختلاف طول مدته من شخص إلى آخر).
خطورة هذا العرض الانسحابي الفريد لإدمان الإباحية أنه قد يجعل الشخص يتشكك كثيراً في جدوى التوقف عن إدمان الإباحية إذ لا يلاحظ أي تحسن في رغبته وإشباعه الجنسي مع شريك/ة الحياة، بل على العكس قد تبدو الأمور أسوأ في هذا الجانب في الأسابيع الأولى بعد التوقف مما قد يسبب إحباطاً كبيراً.
كثيراً ما يتبادر إلى ذهن الشخص الذي يمر بذلك أن يختبر رغبته الجنسية من خلال معاودة استخدام الإباحية، وهذا خطأ فادح قد يقع فيه بعض الأشخاص الذين يمرون بهذه المرحلة.
تكرار السلوك الإدماني سوف ينتج عنه دفعة كبيرة من الدوبامين تسبب استثارة جنسية عالية لصاحبها، وبالتالي يجد هذا الشخص نفسه يعاني انحداراً كبيراً في الرغبة الجنسية مع التوقف عن استخدام الإباحية، وتعود رغبته إلى طبيعتها عند استخدام الإباحية مما يوقعه في حيرة شديدة.
لذا فمن المهم للغاية الوعي بهذا العرض الانسحابي الفريد لإدمان الإباحية والاستعداد النفسي له قبل البدء في رحلة التعافي.
وتأكد أنه مع استمرارك في التوقف عن مشاهدة الإباحية سوف تبدأ رغبتك الجنسية في العودة إلى طبيعتها شيئاً فشيئاً على مدار الأسابيع التالية للتوقف، الأمر فقط يحتاج إلى أن تكون واعياً بما تمر به وأن تتحلى بالصبر والمثابرة.
هل مشاهدة الإباحية أمر ضار بشكل عام؟
مشاهدة المواد الإباحية قد تكون لها أضرار وفوائد.
بخلاف خطر الوقوع في الإدمان والذي تحدثنا عنه بالتفصيل في هذا المقال تحمل مشاهدة الإباحية خطر الحصول على توقعات وتصورات مغلوطة عن الممارسة الجنسية إذا لم تكن كمشاهد لها واعياً بأنها ليست أكثر من مادة ترفيهية، وأن الممارسات التي تشاهدها في المقاطع الإباحية وأجسام وشكل وحجم الأعضاء الجنسية لدى الممثلين والممثلات ليست مشابهة للواقع، وبالتالي فهي لا تصلح أبداً كمصدر للمعلومات أو التوقعات بخصوص الجنس.
ولكن مشاهدة الإباحية من وقت إلى آخر، لمن أراد وبالوعي الذي تحدثنا عنه، تحمل فوائد كسر الروتين والملل في الحياة الجنسية وتحفيز الخيال الجنسي.
في النهاية مشاهدة الإباحية ليست بالأمر الضار بشكل مطلق، ولكن إذا قررت مشاهدة الإباحية عليك أن تكون واعياً بأنها ليست أكثر من مادة ترفيهية، وأن تتذكر دائماً خطر الوقوع في إدمانها وأن تتعامل مع الأمر بحذر.
على سبيل المثال إذا كنت معتاداً على تناول قطعة صغيرة من الآيس كريم في عطلة نهاية الأسبوع فإن تناولها سوف يشعرك باللذة والسعادة ولن يسبب لك الأمر أية أضرار غالباً.
ولكن إذا وجدت نفسك تتناول كميات كبيرة من الآيس كريم يومياً في سعي متواصل للشعور بهذه اللذة فأنت هنا عرضة لأخطار ارتفاع مستوى الدهون في الدم والذبحة الصدرية والسكتة الدماغية والسمنة المفرطة وما يترتب عليها من أضرار بالغة.
إذن فمناط الأمر هو نمط ومعدل الاستخدام وليس الاستخدام في حد ذاته.
إذا كنت من بين هؤلاء.. توقف عن المشاهدة
بالرغم من ذلك فهناك بعض الفئات من البشر من الأفضل لهم أن يتجنبوا مشاهدة الإباحية تماماً وهم:
1. الأشخاص الذين لديهم تاريخ سابق من إدمان الإباحية واستطاعوا التعافي، إذ أن عودتهم لمشاهدة الإباحية حتى إذا كان ذلك من حين إلى آخر قد يفتح باباً كبيراً لحدوث الانتكاسة.
2. الأشخاص الذين لديهم تاريخ سابق للإدمان سواء كان إدماناً سلوكياً كإدمان الأكل أو الإنترنت أو التسوق أو المقامرة أو إدمان المواد الكيميائية كالمخدرات والكحول، إذ ترتفع فرصة وقوع هؤلاء في أشكال أخرى للإدمان عن غيرهم.
3. الشباب والفتيات الأصغر من 18 عاماً: الأشخاص تحت سن الـ 18 يكونون في مرحلة تكوين الأفكار والمعتقدات وإنشاء علاقات وتصورات عن الأشياء المختلفة وهم أكثر عرضة للتأثر بما يشاهدونه، لذا لا ينصح تماماً بمشاهدة الإباحية لمن دون هذا السن.
أيضاً الوقوع في إدمان الإباحية في سن صغيرة قبل البدء في القيام بممارسات جنسية حقيقية يزيد من حدة وصعوبة أعراض إدمان الإباحية كما يزيد من صعوبة التعافي لدى هؤلاء مقارنة بالذين وقعوا في إدمان الإباحية في وقت متأخر من عمرهم.
الدكتور خالد حط النقاط فوق…
الدكتور خالد حط النقاط فوق الحروف في هذا المقال …. شكرا لك دكتور خالد ???
هل صحيح قضييب الفيل طوله 100…
هل صحيح قضييب الفيل طوله 100 سانتي متر ؟
مرحباً،
يختص موقع الحب…
مرحباً،
يختص موقع الحب ثقافة بتناول مواضيع الصحة الجنسية والإنجابية المتعلقة بالجنس البشري، يمكنك طرح سؤالك على منصات أخرى معنية بالتشريح الجنسي للحيوانات.