لماذا تتصل بحبيبتك السابقة بعد منتصف الليل؟
تعرف جيداً أن العلاقة انتهت، ولكن ما زلت تشعر بالدافع للحديث مع حبيبتك السابقة في الأوقات التي اعتدت فيها ذلك.
في مكانٍ ما تدق عقارب الساعة لتعلن نهاية اليوم وبداية يوم جديد. إنها الثانية عشرة صباحاً بتوقيت بلدك. تغفو عيون معظم الرجال وتأبى عيون البعض أن تغمض، قلوبهم تدق وعقولهم تطن في إلحاح: “ما ابعت للـ Ex-girlfriend أشوف أخبارها إيه؟”
من هنا تبدأ القصة من جديد، وتختلف النهايات حسب قصة كل مبادر بالتواصل غير المبرر.
يعاني بعض الرجال من صعوبات كبيرة في تجاوز صفحة الماضي بشكل عام، دفن ذكريات الحبيبة السابقة قد يكون صعباً، ومن هذا المنطلق، قد يستمر الرجل في عشق حبيبته القديمة، أو تراوده بمشاعر حنين لها حتى لو بدأ حياة جديدة مع حبيبة أو زوجة أخرى، ساعتها يخشى الاعتراف بمشاعره العميقة التي يبقيها في الخفاء.
إذا نظرت إلى أصدقائك، بل وإلى تجاربك نفسها قد تجد الأمر شائعاً، ولكن هل هو مقبول؟
الإجابة من وجهة نظري هي لا.
أن تتجاهل حبيبتك السابقة وتطوي صفحتها أمر مقبول، ولكن الإصرار على إحياء هذه العلاقة مرة أخرى برغم الأسباب التي أدت لانفصالكما يظل أمراً محيراً.
من خلال حديثي مع بعض الأصدقاء توصلت إلى بعض الأسباب التي تؤدي إلى ذلك، يمكن أن ألخصها فيما يلي:
- لم تتخلص من مشاعر الحب
نعم ما زلت تحبها ولم تتحرر بعد من مشاعر الحب تجاهها، ما زلت تتذكر عاداتكما، أحاديثكما، وكل ما دفعك للارتباط بها سابقاً، كل هذا يدفعك نحو إعادة التواصل معها مرة أخرى.
- جاذبيتها تزداد
من خلال مراقبتك ومتابعتك لها تتصفح أحدث صورها وتجدها تزداد جمالاً وأناقة، ترتفع هرموناتك وتشعر بحنين مشاعر الامتلاك لها، يصعب عليك تخيل أن بالإمكان أن يستحوذ على مشاعرها وحبها رجل آخر غيرك.
- ترغب في أن تكون جميع الخيارات مفتوحة
لا يمكنك تصور أن تعيش وحيداً، أو أنك تصارع في علاقة أخرى وصلت فيها إلى مرحلة المشاحنات، والدخول في فترات جفاء وخصام، لذلك تسعى بكل جهدك لأن تظل على تواصل مع حبيبتك السابقة كمصدر أمان لك.
يقول حسين 26 عاماً: “مفيش داعي أخسرها، أنا ما بحبش أعيش لوحدي، وطالما هي لسه ما ارتبطتش يبقى إيه يمنع إني أكلمها وقت ما احتاجها؟”
- الفركشة لا تفسد للود قضية
قد يرى البعض أن الأساس هو الصداقة قبل المشاعر العاطفية، لذلك لا يوجد مبرر أبداً لفقدان صداقة الحبيبة السابقة، وهذا ما أكد عليه إسلام، 24 سنة، قائلاً: “ليه نخسر كل حاجة مرة واحدة؟ إحنا في الأساس كنا أصحاب كويسين جداً، مفيش ما يمنع إني اتواصل معاها من وقت للتاني”.
- للجنس أحكام
قد تمارس علاقة جنسية مع حبيبتك وتشعر بسعادة بالغة وانسجام كبير، بعد الانفصال قد تشعر بالمعاناة، إما إنك لا تستطيع الوصول لفتاة تجعلك تستمتع بالممارسة بنفس القدر، أو أنك لا تستطيع ممارسة الجنس بعد الانفصال بسبب قيود مجتمعنا الشرقي وتقاليده.
- تجمعكما دوائر اجتماعية مشتركة
لديكما نفس الأصدقاء أو تعملان في نفس المكان، مقابلتك لها في أي مناسبة أو بشكل يومي بحكم العمل، قد يدفعك للحنين نحوها والرغبة في عودة المياه لمجاريها كما كان الحال، أو كما يقول مصطفى، 30 سنة: “مفيش داعي أبداً أتسبب في إحراجها أو إحراجي نتيجة إننا ما كملناش مع بعض، التواصل بيعمَّق مشاعر الود والاحترام حتى بعد الانفصال”.
- اضطراب في الهرمونات
اختلال الهرمونات قد يولد لديك مشاعر ألم وحزن وحنين إلى الماضي وذكريات. لقد اعتدت عند مقابلتها أن تتحسن حالتك المزاجية، والآن تشتاق للعودة لنفس الحالة.
لماذا نفكر في ذلك بعد منتصف الليل؟
إذا كنت تشعر بكونك عاطفياً أكثر من اللازم وتحديداً بعد الثانية عشرة مساءً، هذا الذي يدفعك لمحاولة التواصل مع حبيبتك السابقة، فاعلم أنك لست وحدك.
يرجع ذلك إلى أسباب مختلفة، منها أنك على الأرجح كنت معتاداً على محادثتها في هذا التوقيت كل يوم، والآن حل الفراغ في هذا التوقيت، وتود أن تسترجع ما كان يشغل هذا الفراغ.
سبب آخر قد يكون شعورك بالضغط من جراء العمل طوال اليوم، وفي هذا التوقيت تود أن تشعر بالارتياح الذي يسببه الحديث مع شخص تحبه.
أنت أيضاً تعاملت مع العديد من المسائل العملية والأسرية طوال اليوم، حللت هذه المشكلة، وخططت لحل تلك المشكلة، فيتبقى الليل للتفكير في حل مشكلاتك العاطفية.
الصح إيه؟
الإجابة ليست سهلة، لا يمكن أن نجزم بشكل قاطع إذا كان التواصل مع حبيبتك السابقة أمراً صحيحاً أم خاطئاً، يختلف هذا من موقف لآخر، ومن هدفك من التواصل.
إذا كنتما مستقرين على كونكما صديقين، فيمكن الاستمرار في التواصل بشكل طبيعي ودون حسابات كثيرة.
ولكن إذا كنت على سبيل المثال تتواصل معها لرغبتك في الحفاظ عليها على سبيل الاحتياط، من واجبي أن أحذرك أن ذلك لن يدفعك أبداً للتركيز في علاقتك الحالية أو القادمة.
سوف تظل دوماً تقارن بينها وبين غيرها ومن الممكن أيضاً أن تتورط في حنين جارف قد يؤدي للعودة إليها بشروط غير مناسبة لك، وكذلك قد يمنعك التواصل من الدخول في علاقة صحية أخرى.
حتى المراقبة في صمت هو أمر غير محمود على الإطلاق، لن تمضى قدماً أبداً في حياتك طالما ما زلت منجذباً إلى الماضي وذكرياته بكل حواسك.
تجاوز الماضي بحلاوته ومرارته أول خطوات رسم طريق جديد، فاحرص على أن تكون البداية فيه بداية سليمة تتجنب فيها أخطاء الماضي.
أما إذا راودك الدافع على التواصل مع حبيبتك بعد منتصف الليل، فيمكن أن تلجأ لبدائل عديدة لتجنب ذلك:
- اتصل بشخص آخر، صديق مثلاً تعرف أنه يسهر حتى ذلك التوقيت
- استمع إلى الموسيقى أو شاهد فيلماً أو اقرأ كتاباً
- استغل الوقت لتنظيف شقتك
- مارس التمارين الرياضية أو تمارين اليوجا
- اقض وقتاً مع حيوانك الأليف