بتشيلي الشَعر لمين؟
المرأة تملك جسدها، وإن لم تر نفسها جميلة، لن ترى جمالها في عيون الآخرين، وبالتالي ستكون فريسة سهلة لأي رجل يغازلها، لأنه سيكون الوحيد الذي يشير إلى جمالها
إن كان هناك دروس جيدة تعلمتها من أمي، فهذا الدرس من أهمهم.
عندما كانت أمي مراهقة، كانت لا تحب أن تترك الشعر الزائد في جسدها وتفضّل أن تزيله بغرض النظافة الشخصية، وعندما علمت أمها – جدتي- بذلك كان عقاب أمي وخيماً وقالت لها جدتي بالحرف “بتشيلي الشعر لمين!؟”.
“عُمرها ما نتفتها”
في العامية المصرية يقال أحياناً “عُمرها ما نتفتها” أي يُنظر إلى الاحتفاظ بالشعر الزائد لما بعد الزواج على أنه دليل على العفة.
مع ما عانته أمي- لأنها لا تحب تواجد شعر منطقة العانة بعد إختلاطه بدماء الدورة الشهرية – قررت أن تعلمني شيئاً هاماً جداً أشكرها عليه حتى الآن وهو:
أن المرأة تملك جسدها، وإن لم تر نفسها جميلة، لن ترى جمالها في عيون الآخرين، وبالتالي ستكون فريسة سهلة لأي رجل يغازلها، لأنه سيكون الوحيد الذي يشير إلى جمالها.
ما الهدايا التي تقدميها لجسدك؟
على الرغم من إرتدائها للحجاب، ووفاة أبي منذ 13 عاماً، لم تتوان والدتي عن الذهاب إلي صالون التجميل، وصبغ شعرها وكويه والحفاظ على وزنها، وتلوين أظافرها، ليس لأي سبب سوى أن مرورها من أمام المرآة يشعرها بأنها على هذا القدر من الجمال، في هذا العمر المتقدم، وكأنها تهدي نفسها هدية.
أذكر عندما اشتريتُ يوماً قميص نوم – بيبي دول- أعجبني شكله. عندما وجدتني أمي أفتح الغلاف الخاص به، فزعت للغاية، وأخبرتني أن احتفظ به لما بعد الزواج.
ضحكتُ بشدة وذكّرتها بتلك الواقعة السابقة. وقتها أقرت أمي أن الوقت مرّ وأدركت أنني أصبحت أنثى. منحتني ثقتها. لم تمنعني من شراء تلك الملابس والعطور التي أتعطّر بها قبل النوم على الرغم من أنه لا يوجد رجل في فراشي.
مع مرور الوقت، اكتشفت متعاً كثيرة تخصّ جسد الأنثى يمكنها أن تستمتع بها دون وجود رجل، وأخذتُ أحب جسدي كما هو بما فيه من عيوب ومميزات.
حالتي النفسية الايجابية تلك أثّرت في جعل جسدي يبدو بشكل أفضل، خاصة بعد أن بدأت بممارسة الرياضة واليوجا، وتأكدت أن طعامي كله صحي لا يضرّ بصحتي. من تجربتي أن كل تلك الهدايا التي تعطيها لجسدك، سيردّها هو لكِ بطاقة نفسية إيجابية.
من وجهة نظري يجب أن يكون لكل امرأة طقوساً خاصة بها، تختبر من خلالها حواسها وتكتشف مناطق اللذة في جسدها
مع ذلك كله، كان هناك جزء لم أتداركه حتى قابلت صديقتي الكندية “جانيت بيرو” بمحافظة سوهاج، وهي ممارسة للعلاج الطبيعي، والعلاج بالطاقة من خلال التركيز على مداخل الطاقة السبعة الرئيسية في الجسم.
أخبرتني “جانيت” أنني على الرغم من إهتمامي بجسدي إلا انني ما زلت منفصلة عنه، وهذا لأنني لا أنظر إلي جسدي وكأنه يسحتق المتعة الجنسية، وكأن تلك المتعة ذنب، وليست من حقي طالما أن ليس لديّ شريك، ولذلك فإن إحدى مداخل الطاقة مغلقة في جسدي، وهذا يسبب لي حالة من الحزن وكأنني مصباح لم يضيء بعد.
برأيي امتاع الذات (العادة السرية) من حق كل أنثى!
ما فكرت به بعد حديث “جانيت” معي: أن الله خلق الانسان بشكل يجعله الوصول إلى المتعة بذاته إن أراد، وأن المرأة إن لم تكتشف جسدها وتدرسه جيداً، وتعطيه جميع أنواع المتع الجنسية التي يمكن أن يشعر بها، ستظن عند ممارستها للجنس مع رجل يجعلها تشعر بتلك المشاعر للمرة الأولى أن تلك المتعة مرتبطة بذلك الرجل فقط، ولذلك هناك الكثير من الرجال الذين قد يسيطرون على المرأة بالجنس.
من وجهة نظري يجب أن يكون لكل امرأة طقوساً خاصة بها، تختبر من خلالها حواسها وتكتشف مناطق اللذة في جسدها، تراقب جسدها في المرآة وتدرك بمنتهى الصدق عيوبه ومفاتنه، وتتعلم كيف تظهر مفاتنه وتجعل من عيوبه أشياء تميزه ولا تقلل من شأنه.
ممارسة المرأة لامتاع الذات
تحرّر جسدها من الطاقة الجنسية المكبوتة، وفي نفس الوقت تساعدها على اكتشاف جسدها بشكل أكبر حتى تبدأ في الشعور بالإثارة تجاه نفسها. تلك هي المرحلة الرائعة، لأنها في هذا الوقت لن تضطر للزواج أو الارتباط فقط من أجل ممارسة الجنس أو لتجد رجلاً يشعرها بأنوثتها.
سيكون إختيارها لشريك حياتها أكثر حكمة، ولن يكون قراراً مندفعاً بالطاقة الجنسية المخزّنة بداخلها وتريد أن تحررها. لذلك لا يجب على المرأة أن تشعر بالذنب تجاه الاستمناء، فهو من حقها.
لا ينبغي عليها أن تتخلى عن امتاع الذات (العادة السرية) بعد الزواج بحسب رأيي، لأن هذا الطقس لا ينحصر على تفريغ طاقة، بل أنه عملية مرتبطة بعلاقتها بجسدها وذاتها، وطقس ممتع لن يستطيع أن يقدمه أحد لها مثلما تقدّمه لنفسها. في المحصلة النهائية، ليس هناك أي شخص في الحياة يعلم خريطة جسدها كما تعلمه هي.
ملاحظة: مختلف الأفكار الواردة في المدونات تعبّر عن رأي كتابها وليس بالضرورة عن رأي الموقع