يؤلمني جداً الحديث عن التحرش الجنسي؛ كل مرة يثار فيها الموضوع على نطاق واسع تغمرني الذكريات.
كل المرات التي تعرضتُ فيها للتحرش الجنسي، بأنواعه المختلفة، تمر أمام عيني كصور متلاحقة أظهر فيها أنا كالبلهاء!
لا أستوعب أني كنت هذه البلهاء في يوم ما! بعض المواقف كانت ملتبسة فلم أدرك وقتها، أو ربما لم أكن أعلم، أن ما أتعرض له في حينها يعد تحرشاً جنسياً.
لماذا لم أرد بعنف؟ لماذا سكت؟ لماذا حاولت أن أكون شخصاً لطيفاً! من أجامل على حساب عدم راحتي؟!
لماذا تسامحت، بل ولمت نفسي في بعض الأحيان، على وضع نفسي في مواقف ربما سهلت التحرش بي جنسياً وأعفيت في عقلي الساذج، آن ذاك، المتحرش من مسؤوليته؟!
تعلمت الكثير من قصص الأخريات، فوجئت في بعض الأحيان بأن شعوري السابق في مواقف عدة بعدم الراحة يعني أن هناك شيئاً غير مريح يحدث. وما زلت أتعلم.
بشكل بسيط، يمكن تعريف التحرش الجنسي بالمرأة بأنه أي سلوك جنسي غير مرحب به؛ وكلمة "غير مرحب به" هنا تعني بالتحديد: ما تعتبره المرأة المستهدفة بعينها غير مرحب به.
حتى لا تجد نفسك متهماً بالتحرش الجنسي في يومٍ ما، تجنب:
التحرش الجنسي اللفظي أو الكتابي:
- إطلاق الشائعات الجنسية على امرأة تعرفها أو لا تعرفها
- توجيه الاتهامات الجنسية
- إطلاق النكات الجنسية
- البسبسة
- التعليقات على المظهر أو الجسد من ناحية جنسية
- الإكراه والتهديد حال رفض ممارسة أي طلب جنسي
- طلب الرشوة الجنسية - هذا النموذج يشيع حدوثه في أماكن العمل
- المقايضة – الجنس مقابل خدمة
- طلب الجنس بشكل آمر أو مهين أو مفاجئ
- خلق بيئة عدائية للنساء في مكان مشترك كالمدرسة أو الجامعة أو العمل
- الرسائل الإلكترونية الجنسية
- الوصم
- الإلحاح في طلب المواعدة - حتى وأن لم يكن ذو طابع جنسي فهو يعد تحرشاً
التحرش الجنسي الجسدي:
- اللمس
- الشد
- الحك
- اعتراض الطريق
- الملاحقة والتتبع
- التحديق
- ممارسة العادة السرية أمام امرأة لم تطلب أو توافق أو ترغب في المشاهدة
- إخراج الأعضاء الجنسية أمام امرأة لم تطلب أو توافق أو ترغب في هذا القدر من الحميمية

التحرش الجنسي المرئي:
- إرسال صور جنسية
- حركات وإشارات جنسية تشبه الصورة المتداولة لـ"حمدي الوزير" في أحد أفلامه.
لا تشعر باليأس!
العديد من هذه التصرفات قد يكون مقبولاً في سياقات ومرفوضاً في أخرى. الفيصل هنا هو قبول الطرف المتلقي.
هذا ينقلنا لبعض النقاط الإشكالية - لا أعرف لما هي إشكالية - تُطرح دائماً كمبرر للتحرش:
"هي كانت عايزة"
"يتمنعن وهن راغبات"
"أنا كنت عايز أبسطها"
"هي اللي جت برجليها"
دعني أضع النقاط فوق الحروف،
- لو كانت ترغب، لوافقت موافقة صريحة. عدم الرفض الصريح لا يعني موافقة صريحة.
- لا تعرض عرضاً جنسياً، أو تتعرض بشكل جنسي، لشخص لم يعطيك موافقة واضحة بدون إكراه أو ضغط.
- لا تعرض عرضاً جنسياً، بأي شكل، إلا على شخص ذو أهلية كاملة - عاقل ليس في حالة يشتبه في فقدانه ولو جزء من وعيه الكامل.
- قد تقبل المرأة العرض اليوم ومن حقها أن ترفضه فيما بعد.
- قد تبدأ المرأة في التجاوب معك ثم تقرر التوقف لأي سبب من الأسباب، في هذه الحالة عليك الانسحاب.
للأسف، من لم تتعرض للتحرش، أو من كان لديها القدر الكافي من الوعي والثبات الانفعالي لردع المتحرش ومنع الاعتداء على خصوصيتها، تعتبر من الأقلية المحظوظة. ليس من حق تلك "الأقلية المحظوظة" توجيه اللوم أو العتاب لضحية تحرش لم يحالفها الحظ.