• الحب والعلاقات
• التحرش الجنسي

ارفضي هذه التصرفات.. من أجل بيئة عمل آمنة خالية من التحرش

By ميرهان فؤاد on 2022-02-282022-03-01

التحرش في مكان العمل قضية متشابكة وممتلئة بالحساسيات، إذ قد تشتمل أيضاً على استغلال السلطة، لذلك عليك أن تعرفي حقوقك جيداً.

تشعرين بالحيرة أحياناً، كيف تتصرفين إذا تعرضتِ للتحرش أو التنمر من زميلك، أو مديرك في العمل، أو أثناء مقابلات الوظائف؟ سواء كان التحرش لفظياً، أو جسدياً، خاصة في غياب لوائح في العمل تنص على آلية واضحة للمساءلة والعقاب.

يعتبر التحرش أحد أبرز أشكال العنف ضد المرأة، ومنذ أن اجتاحت حركة “أنا أيضاً”، في عام 2017، الولايات المتحدة، ارتفع صوت النساء، ليس في الولايات المتحدة وحدها ولكن في البلدان العربية أيضاً.

التضامن بين النساء جعل المخاوف تتراجع من تقديم شكاوى، وهذا أثر بشكل إيجابي في زيادة التبليغات ضد التحرش.

تسليط الضوء على التحرش في العموم جذب الاهتمام لقضية التحرش في أماكن العمل، وهي قضية شديدة الحساسية، لأنها تتضمن مساحة سلطة قد تزيد من فرص التحرش وتعيق تقديم شكاوى ضد الجريمة.

وفقاً للاتحاد العام للعمال في مصر، تعرضت 30% من العاملات المصريات لتحرش لجنسي، و40% لتلميحات جنسية، وذلك في تقرير صدر عام 2014، ولنلاحظ أن هذه النسب هي المُبَلَّغ عنها فقط. مع الوضع في الاعتبار أن نسب التحرش في مصر في العموم تعتبر من الأعلى عالمياً، وتصل إلى 99%.

التحرش في أماكن العمل موجود في أنحاء العالم أيضاً، تقول الإحصائيات الأمريكية أن 38% من النساء، و14% من الرجال، تعرضوا للتحرش في بيئة العمل، كما أن واحدة من كل سبع نساء، وواحد من كل سبعة عشر رجلاً، سعوا إلى الالتحاق بوظيفة جديدة، أو غيروا وظائفهم بسبب التحرش، أو الاعتداء الجنسي.

وقد تنطوي مضايقات أماكن العمل أيضاً على التنمر، ويُعَرَّف بأنه أي إساءة لفظية، أو جسدية، أو نفسية، من قبل مدير العمل، أو أي موظف آخر. ويشمل تكرار تعليقات سلبية أو مؤذية، أو تهكمية، أو السخرية من الجنس، أو الهوية الجنسية، أو العرق، أو الثقافة.

يؤثر التحرش في بيئة العمل على نفسية الأفراد الواقع عليهن/م التحرش، وعلى إنتاجيتهن/م؛ يشير أحد الأبحاث الصادرة عن جامعة أوكسفورد عام 2019 إن التحرشات الجنسية في أماكن العمل تسبب انخفاض الأداء الوظيفي، والإنتاجية، وتزيد من ضغوط العمل، كما يسبب التحرش الجنسي عدة تأثيرات نفسية سلبية مثل:

1. اضطراب ما بعد الصدمة (PTSD)
2. الاكتئاب
3. القلق
4. الإرهاق النفسي
5. اضطرابات النوم

ما أشكال التحرش الجنسي في بيئة العمل؟

 وفقاً للجنة تكافؤ فرص العمل الأمريكية قد يشتمل التحرش على:

1. الضغط من أجل الحصول على خدمات جنسية
2. اللمس المتعمد، والإيحاءات، والتعليقات الجنسية حول الشكل والمظهر أو الملبس
3. الرسائل غير المرغوب فيها، أو المكالمات الهاتفية ذات الطبيعة الجنسية
4. تحويل أي مناقشة إلى موضوع جنسي
5. الأسئلة الشخصية عن الحياة الجنسية
6. السؤال عن التخيلات والتفضيلات الجنسية أو تاريخ علاقاتكم الجنسية

يوجد شكل إضافي من أشكال التحرش في بيئة العمل، وهو تصرف “هذا من أجل ذاك”، أو المقايضة من أجل قبول التوظيف أو الترقية، بشرط تقديم خدمات جنسية، لشخص يملك صلاحية إنهاء التوظيف، أو رفض الترقية.

بالتالي من وافقت على سلوك جنسي، ولكن تحت ضغط، تكون تعرضت لتحرش جنسي، لأن الموقف يفتقد التراضي أو وجود إرادة حرة.

ماذا يمكننا أن نفعل؟

أول ما ينبغي عليكِ فعله عند التعيين في وظيفة جديدة، أن تبحثي إذا كانت المؤسسة لديها قواعد تخص التحرش، أي تقدم تعريفاً واضحاً للتحرش وآلية للعقاب.

لا تنتظري حتى يحدث التحرش، عليك أن تكوني واعية بحقوقك بشكل مسبق.

إذا لم تكن هذه القواعد موجودة، اسعي مع زميلاتك لاقتراح عمل مسودة والاستعانة بها في العمل.

العديد من المؤسسات والشركات المصرية لديها هذه القواعد أو اللوائح التي يمكن الاستعانة بها.

قد تستعيني بتجربة مثل وحدة مكافحة التحرش بجامعة القاهرة التي تأسست عام 2014، والتي تهدف لمناهضة العنف ضد المرأة.

وفي كل الأحوال يمكن الاستعانة بقانون العقوبات المصري في حالات التحرش، إذ يعتبر التحرش جريمة خاضعة للمادة 141 لسنة 2021، وعُدل القانون ليشدد العقوبة إذا كان الفاعل ذا سلطة على الضحية، ومن ضمنها السلطة الوظيفية.

ما هي القواعد المتبعة عالمياً؟

يمكن أيضاً الاستفادة من القواعد العالمية لمواجهة التحرش، ومنها القواعد التي وضعتها لجنة تكافؤ فرص العمل الأمريكية (EEOC):

1. قد يكون المتحرش رجلاً أو امرأة، ولا يشترط أن تكون الضحية من الجنس الآخر، لكن في المجتمعات التي تميز بين الرجل والمرأة، تتعرض النساء بشكل كبير للتحرش، مع وضع توازنات القوى في عين الاعتبار
2. قد يكون المتحرش مشرفاً في العمل، أو زميلاً في العمل، أو عميلاً
3. يُصنَّف الفعل بأنه تحرش، عندما يكون غير مرحب به

وقد وصفت لجنة تكافؤ فرص العمل التحرش الجنسي في إرشاداتها على النحو التالي:

1. المبادرات الجنسية غير المرغوب فيها، وطلب الخدمات الجنسية، سواء كان ذلك لفظياً، أو جسدياً
2. أن يكون قبول العرض الجنسي مرتبطاً بقرار توظيف في العمل
3. استخدام السلوك الجنسي لترهيب الأفراد في العمل

ماذا إذا تعرضت للتحرش بالفعل؟

إذا تعرضتِ للتحرش في مكان العمل يوصيكِ الخبراء بالآتي:

1. أولاً التصريح: عبري عن استيائك، عليكِ إخبار المتحرش بأنه سلوكه غير مرغوب فيه، فهي أول خطوة لإثبات رفضك للمضايقة، ولإعلام الشخص بأنك منتبهة لفعله
2. وثقي حالات التحرش التي تعرضتِ لها، واجمعي كل الأدلة اللازمة للتصعيد
3. قدمي شكوى داخلية في العمل، وهنا يأتي دور المؤسسة، أو مكان العمل، الذي ينبغي أن يوفر محامٍ لمن تعرضن للتحرش

إذا لم تجدي دعماً من المؤسسة، اعلمي أن القانون في صفك، اجمعي ما تتمكني منه من إثباتات وشهود وتوجهي لتقديم محضر بالشرطة.

ختاماً، بيئة العمل الآمنة هي التي يقل فيها التحرش والتنمر، حفاظاً على الصحة النفسية للموظفين، والموظفات، وأيضاً لضمان زيادة الإنتاجية في المؤسسة، وفي مكان العمل.

إذا كان مكان العمل لا يتضمن وجود مسودة للتحرش، يمكنكِ اقتراح الأمر، بمشاركة زميلاتك، وإذا لم يمكن ذلك وارداً فيمكنكِ أن توضحي لزميلاتك دوماً أشكال التحرش، أو مناقشة ضرورة وضع تعريفات واضحة للتحرش، لضمان العمل في بيئة آمنة، خالية من الضغط النفسي والصراعات.