الزواج في زمن الكورونا
Shutterstock

الزواج في زمن الكورونا.. ونس قبل نهاية العالم

أثرت جائحة الكورونا على حياتنا اليومية، وبالتالي أثرت على القرارات المصيرية التي علينا أن نتخذها، ومنها قرار الزواج. اعرف كيف تعامل العديد من الشركاء مع هذا القرار في وجود الكورونا.

تحلم العديد من النساء باللحظة التي يتجمع فيها أحبائهن ويحتفلون بهن في بداية حياتهن الجديدة مع الشخص الذي سيتزوجنه.

تقضي الفتاة ساعات في صالون التجميل لتكون أجمل امرأة في حفل الزفاف (العروسة)، ثم يحل الزفاف الذي يشتمل على الكثير من الغناء والرقص وتناول الطعام، حتى الساعات الأولى من الصباح.

ولكن بعد أن اجتاح وباء كورونا العالم كله، وفرض على البشر الحجر الصحي، ومنع التجمعات، وحطم الكثير من الخطط للنساء والرجال، يبقى السؤال: ماذا فعل هؤلاء الذين حددوا موعد زفافهم في هذا العام؟

هل تزوجوا رغم كل الظروف القاسية؟ أم اختاروا التأجيل حتى يستطيعون تحقيق حلمهم كما يجب أن يكون؟

في هذا التقرير نسرد لكم تجارب من الجانبين ونحدثكم عن الزواج في زمن الكورونا.

“الأمراض النفسية أشد من الكورونا”

يرى محمد حجازي، المخرج المسرحي الذي يبلغ من العمر 38 عاماً، أن العام 2020 تاريخ يجب استغلاله في تنفيذ الخطط الرائعة، لأن رقم 2020 يبدو مميزاً، ولذلك –كما أخبرني- لم يترك وباء الكورونا يقف أمام خطته هو وحبيبته، ولذلك ارتدى بذلته، وهي ارتدت فستان زفافها، وتزوجا منذ أقل من شهر، وسط الحجر الصحي والحظر والوباء.

أخبرني أن ما يقال عن منع الزواج وإغلاق مكاتب المأذون ليس حقيقياً، فكلهم يعملون كالعادة، “وبدورنا لم نفكر في حفل زفاف ضخم وكبير، اكتفينا بـ20 فرداً فقط في الحفل الذي أقمناه في منزل أسرتها، هم من أصدقائي وأصدقائها المقربين جداً وعائلتنا الصغيرة”.

وحينما سألته ألم تخف من التجمعات في تلك الظروف، أخبرني أنه وزوجته يأخذان حذرهما جيداً، ولكنهما يمارسان حياتهما الطبيعية أيضاً ولن يسمحا للوباء أن يوقف حياتهما، فهو وباء يمكن للمرء حماية نفسه منه، في مقابل الأثر النفسي السلبي الذي سيحدث لو أجلا الزواج.

حتى الآن يمارس هو وزوجته حياتهما بشكل طبيعي ولا يرتديان الكمامات إلا إذا اضطرا للتعامل مع الآخرين.

يرى محمد أن قراره هذا أفضل قرار يمكن أن يتخذه المرء في ظل هذه الظروف، ويؤكد أن الوباء لم يمنعهما من الحياة، لم يحرما نفسيهما من التفكير حتى في طفل صغير يملأ حياتهما، وسيفعلان هذا في الوقت المناسب لزواجهما، وليس المناسب لكورونا.

علاقات في زمن الكورونا
shutterstock

“لم نأخذ قرار التأجيل.. أخذته الكورونا بدلاً عنا”

يعمل خطيب فاطمة –أو زوجها مع إيقاف التنفيذ- طبيباً في الكويت منذ خمسة سنوات، لم يكن في نيتهما التأجيل، خاصة لأن خطبتهما مر عليها ثلاث سنوات، ولكن قرار منع الطيران بسبب الوباء هو من حبس كل منهما في بلد.

هي في مصر وهو في الكويت مع أسرته، وعلى الرغم من أنهما “كتبوا الكتاب” بالفعل وهي أنهت معظم إجراءات السفر إليه، إلا أن قسيمة الزواج الورقية لم تعترف بها الكويت ولذلك لم تمنحها إذن السفر قبل الوباء، وقد انشغلت في إصدار القسيمة الإلكترونية حين حل الوباء وتوقف كل شيء وأغلقت المطارات.

وفي ظل هذه الظروف مرض والد خطيبها بالقلب ولم تستطع المستشفيات رعايته بسبب الضغط عليهم في ظل زيادة أعداد الإصابات بمرضى كورونا، الأمر الذي أدى إلى وفاة الأب.

وفي ظل هذه الظروف القاسية، حتى وإن فتحت المطارات وسمح لها بالسفر في شهر يوليو أو أغسطس، فلن يكون من المناسب إقامة زفافهما بعد فترة وجيزة من وفاة والده، ولذلك، تخبرني فاطمة، “لم نأخذ قرار التأجيل.. أخذته الكورونا بدلاً عنا”.

“ماذا لو كانت نهاية العالم.. فلا بد من ونس”

يخبرني خالد –محاسب في أحد البنوك، 33 سنة- أنه وقت اجتياح الوباء لمصر، لم يكن ينوي هو ومي الزواج من الأساس، فقد كانت علاقتهما العاطفية في بدايتها، وعلى الرغم من أن العلاقة كانت تسير بشكل رائع، إلا أنهما لم يتخذا خطوة رسمية.

ولكن بعد اجتياح الوباء شعر أنه إما سيكون قاتلاً لهذه العلاقة، أو سيجعلها أقوى، لذلك كان عليهما اتخاذ قرار بخصوص علاقتهما.

ولذلك فاتحها في قرار الزواج قائلاً لها: “ماذا لو كانت نهاية العالم.. فلا بد من ونس”، ولم يندهش عندما بادلته نفس الحماسة وتأكد أن اختياره لها وحبها لها في محله، فهي مثله تريد أن تكون سعيدة، وتريد أن تستغل ما هو متاح في الحياة لتحقيق تلك السعادة.

وبدلاً من أن يُحجر هو صحياً في بيت أهله، وهي تُحجر صحياً في بيت أهلها، قررا الزواج ليقضيا الحجر سوياً.

قضاء الحجر سوياً
shutterstock

في رأيه كان المقابل هو الاستسلام للخوف، وعدم الخروج من المنزل وعدم رؤيتها إلا بعد شهور طويلة الله وحده يعلم متى تنتهي، وربما كان هذا كفيلاً بقتل العلاقة في مهدها.

ولذلك تحدث كل منهما مع أهله حتى أقنعاهم، واعدين إياهم أن يقيما حفل زواج بعد انتهاء الجائحة.

وبسبب الظروف التي تمت فيها الزيجة، يؤكد خالد أنه شعر بحسن الحظ لأن كل شيء تم سريعاً وسلساً خاصة بعد إقناع أسرتيهما أنهما سيعيشان في شقة إيجار جديد، وجهزا الشقة بما يحتاجانه فقط.

ويقول خالد إنهما إذا تزوجا في ظروف عادية، ربما كانت ترتيبات الزواج أصعب، ولكنهما استغلا الجائحة لإقناع أسرتيهما بالحلول الوسط.

يرى خالد أنه محظوظ لأنه تزوج في تلك الظروف وليس العكس، “لقد شعرت أن هذا الوباء علمنا أن العمر أقصر من تعقيدات الزواج، ولكننا أيضاً اتفقنا على تأجيل (الإنجاب) لأننا نريد توفير رعاية جيدة لها أثناء الولادة، وهو أمر يصعب توفيره مع الضغط على المستشفيات الآن”.

“أنا طبيب عزل.. الفيروس منعني من الزواج”

الطبيب بهاء زغلول، كان زفافه في شهر يوليو، وكان قد اقترب هو وخطيبته من إنهاء تجهيزات الزواج قبل أن ينتشر الفيروس بقوة في مصر، ولكن في ظل ظروف زيادة حالات الإصابات بفيروس كورونا، كان عليه أن يقوم بدوره كطبيب وأصبح من أطباء العزل في المستشفى التي يعمل بها.

بجانب أنه حُرم من رؤية خطيبته نتيجة تعرضه للخطر اليومي، واحتمالية إصابته بالفيروس، فهو لا يدري إذا كان قادراً على إتمام إجراءات الزواج أم لا، وهذا القرار يتوقف على أمر واحد فقط، هل سيصاب وهو في العزل بالفيروس أم لا.

إذا أصيب بالفيروس فالله وحده يعلم بالنتيجة، وإذا لم يصب بالفيروس فهو يتمنى أن يستطيع إتمام زواجه في شهر أغسطس حتى وإن لم ينته الفيروس.

“لن أتنازل عن زفاف أحلامي”

تبدأ رانيا كلامها معي بأنها “موسوسة للغاية” حتى قبل جائحة كورونا هي كانت من الأشخاص الذين لا يخرجون من المنزل إلا باصطحاب المناديل المبللة المطهرة وليست العادية، فعندما وصل فيروس كورونا إلى مصر عاشت وما زالت تعيش في رعب دائم.

وسواس النظافة
shutterstock

ميعاد زفافها كان في شهر مايو، وكان لديها خطة رائعة للزفاف، وحاول خطيبها أن يقنعها بالتنازل عن تلك الخطة وتنفيذ الزواج “على الضيق”، ولكنها رفضت وأكدت له أنها لن تتنازل عن زفاف أحلامها.

وفي نفس الوقت هي تخشى من إقامة هذا الزفاف في ظل انتشار الفيروس، ولذلك ألغت الحفل وأجلته حتى تستقر الأمور. تخبرني أنها لن تستمتع بحفل زفاف ولا بشهر عسل في ظل هذه الظروف “فما الفائدة من الزواج إذن؟”

ما لاحظته في حديثي مع أصدقائي الذين تزوجوا أو أجلوا زواجهم هو رغبة الإنسان القوية في الحب والبقاء والسعادة رغم كل الظروف، فحتى من ألغى أو أجل زفافه منهم، لم يكن القرار بيده، بل كان ينتظر التخلص من الفيروس.

هل وجدت هذه المادة مفيدة؟

اترك تعليقاً

آخر التعليقات (2)

  1. الموضوع معقد مع كل احلام…
    الموضوع معقد مع كل احلام البنت من زفاف وفستان وبين الواقعية وتحقيق الهدف المرجو في الاخر ومن حق كلاهما الي التواصل الي الزواج في ظل الظروف او التاجيل الي ان يتاح الامر

  2. فعلا ( وباء كرونا ) حطم…
    فعلا ( وباء كرونا ) حطم احلام الكثير من الشباب والفتيات اللذين مقبلين على الزواج منهم من اجل حفل زفافه ومنهم اجل موعد عقد القران ومنهم ايضا اجل مشتريات الاثاث وكم عروس اجلت مشترياتها وهناك الكثير …. والكثير …. ونحن نخشى الخروج من المنزل لنتفادى الاصابه بكرونا هذا المرض اللذي عم الكره الارضيه وجعلنا نجلس في الحجر المنزلي ونحن ندعو الله سبحانه وتعالى ليرفع عن هذا الوباء

الحب ثقافة

مشروع الحب ثقافة يهدف لنقاش مواضيع عن الصحة الجنسية والإنجابية والعلاقات