دليلك للرد على أسئلة الإنجاب
Shutterstock

“مفيش حاجة جاية في السكة؟”.. دليلك للرد على أسئلة المجتمع عن الإنجاب

ما أن تبدأ الحياة الزوجية حتى تنهال على الشريكين الأسئلة حول الإنجاب. إليكم إجابات ترفع عنكم الضغط الناتج عن هذه الأسئلة.

هذا المقال ليس موجهاً فقط للأزواج الذين يواجهون يومياً ضغوطاً لإنجاب المزيد من الإخوة والأخوات لطفلهم/ طفلتهم الوحيد/ة، شأني أنا. وكذلك ليس موجهاً فقط إلى  أقرانهم المتزوجين الذين لا يرغبون بعد- أو أبداً- في الإنجاب. وإنما موجه للجميع؛ لكل من يجد نفسه مضطراً بشكل يومي للإجابة عن سيل من الأسئلة الشخصية حول نشاطه وقدرته الجنسية والإنجابية، سواء أكان متزوجاً أم لا!

 

لماذا لا نرغب في الإنجاب؟

قبل أن أتطرق للإجابات المقترحة على الأسئلة “الحِشَرِية” أو “البريئة” التي تستفسر عن أسباب عدم الإنجاب أو الرغبة في عدم الإنجاب، هناك حقيقة واحدة ينبغي أن تعيها جيداً أنت أولاً، ثم تتأكد/ين من الاتفاق حولها مع شريك/ة حياتك، وهي أن “الإنجاب شأن خاص”.

 

لماذا الإنجاب شأن خاص؟

بالإضافة إلى كون الإنجاب أمراً يحدث بيولوجياً نتيجة العلاقة الجنسية بين الشريكين، والتي لا ينبغي أن تصبح موضع حديث عائلي أو اجتماعي عام، فهو مسؤولية جسدية ونفسية ومادية هائلة لا تقع سوى على عاتق الوالدين.

قد يرى الجدود والجدات أن الأمر يعنيهم أيضاً، فهم يرغبون في أحفاد وحفيدات يملؤون حياتهم بالبهجة أو يشكلون امتداداً لنسلهم، وأنهم سوف يسهمون في رعايتهم، إلا أن دورهم يظل شرفياً، على الرغم من أهميته.

المسؤوليات المتنوعة للمواليد ليست هي فقط ما يجعل الإنجاب شأناً خاصاً، وإنما لأنه يرتبط ارتباطاً وثيقاً بالطريقة التي يراها كل إنسان ملائمة لحياته واحتياجاته وقدراته ومفهومه عن السعادة وتصوراته حولها، وهي بالطبع أمور لا تمت بأي صلة للآخرين، إلا من يقرر هو أو هي أنه شريك فيها.

الإنجاب أحد سبل السعادة، وليس السبيل الوحيد، وهو كذلك قرار مصيري يحدد شكل حياة الأشخاص لأمد طويل، وينطوي أيضاً على مسؤولية معقدة لتنشئة إنسان آخر سوي وصحيح نفسياً وجسدياً، لذا يجب على كل من ينجب التأكد جيداً من جاهزيته لهذا الحدث الذي سوف يغير حياته وحياة عدد من الأفراد المقربين، وغير المقربين مستقبلاً.

لا تخضع/ي للضغوط

باختصار “محدش هيشيل شيلتك”، و”الشيلة” تتضمن المسؤوليات المتعلقة بالمولود وأثر ذلك على علاقتك بشريك/ة حياتك ومستقبلك الأكاديمي والمهني.

لذلك لا تخضع/ي للضغوط، وكن/كوني مستعد/ة دوماً للرد على أكثر الأسئلة والعبارات شيوعاً للاستفسار عن خطتك الإنجابية!

أسئلة الإنجاب
shutterstock

فيما يلي أبرز هذه العبارات والأسئلة، نقدم لها ردوداً مقترحة لها لمساعدتك في مواجهة الاهتمام المتزايد بنواياك للتكاثر:

1. “مفيش حاجة جاية في السكة؟”

لا، مفيش. لو فيه هنقول من نفسنا. من فضلك لا تسأل/ي هذا السؤال مرة أخرى، لأنه أمر خاص والاستفسار عنه يشعرنا بعدم الارتياح.

 

2. “ناويين تخلفوا امتى؟ عاوزين نفرح بيكم”

هنخلف لما نحب. إحنا في الحقيقة فرحانين بنفسنا في كل الأحوال ونتمنى إنكم إنتوا كمان تكونوا فرحانين لسعادتنا.

 

3. “انتي بتكبري.. هتخلفي امتى؟ لازم تلحقي!”

لا، مش لازم! الضروري هو أن أعيش حياة سعيدة ومثمرة من وجهة نظري أياً كانت حالتي الاجتماعية والأسرية، مع شريك أو بدون، في وجود أبناء أو لا. من فضلك لا تسأل/ي هذا السؤال مرة أخرى، لأنه أمر يتعلق بحياتي أنا فقط.

 

4. “مش هتخلفوا أخ/ أخت لابنكم/ بنتكم الوحيد/ة.. حرام عليكم”

لا مش حرام! الخطأ هو إنجاب المزيد من الأطفال دون التأكد من القدرة على رعايتهم مادياً ومعنوياً وحصولهم على أفضل فرص تربوية وتعليمية واجتماعية ممكنة في الحياة.

 

5. “الطفل الوحيد أناني”

الطفل الذي ينشأ على الأنانية يصبح أناني، سواء أكان لديه إخوة أو لا. أكثر الأشخاص أنانية حولنا لديهم إخوة. يتوقف الأمر تماماً على أسلوب التربية والتنشئة الاجتماعية. كذلك، للأنانية أسباب أخرى كثيرة، وهذا كلام علم النفس.

 

6. “أنت أناني/ة لأنك لا ترغب في الإنجاب/ الإنجاب مرة أخرى”

الأنانية هي أن أنجب دون تخطيط، ثم أُفاجأ وشريك/ة حياتي أننا غير قادرين على رعاية طفل، فنقوم بإهماله أو التخلي عنه تماماً.

 

الأنانية أيضاً، في أقوال أخرى، هي أن تفكر في أمر يتعلق تماماً بحياتي، وتتهمني بالأنانية لعدم القيام به، لمجرد كونه أمر يسعدك أو تجده أنت أمراً ضرورياً أو فطرياً، وهو ليس كذلك بالنسبة لي.

طفل
shutterstock

7. “الطفل الأوحد يعاني من الوحدة والضعف دون إخوة”

هو اعتقاد خاطئ، فأحياناً يكون الأصدقاء الصدوقون أقرب كثيراً وسنداً أكبر من الإخوة. وقد يكون للإنسان أخوة ويشعر بالوحدة رغم ذلك.

 

الوحدة والضعف مشاعر أعمق من ربطها بوجود روابط اجتماعية بعينها، ولا توجد أي ضمانات مضادة لهما.

 

8. “العيل بييجي برزقه”

الطفل أيضاً يأتي بمصروفاته ومسؤولياته المختلفة، ولذلك لا يجد الكثير من الأطفال في مصر حول العالم الطعام والملبس أو المكان الآمن للحياة أو يتلقون أي قدر من التعليم، لأسباب متنوعة منها عدم التخطيط والظروف الاجتماعية والمعيشية.

العيل بييجي برزقه لو خططت كويس للرزق والطفل.

 

9. “الولد سند.. البنت بتبقى حنينة”

الإنسان عامة ابن بيئته، تتشكل شخصيته وقدرته على تحمل المسؤولية والعطاء للآخرين وفقاً للطريقة التي ينشأ بها، والنماذج المحيطة به ليتأثر بها، والمواقف المختلفة التي يتعرض لها ويمر بها.

بناءً على ذلك، يمكن أن يكون الولد مسؤول وسند وحنون، وكذلك الفتاة.

 

10. “هو العيب منك ولا منه/ا؟”، “جربت/ي تعمل/ي (كذا)”؟

وهو السؤال الأوقح على الإطلاق! ورده الوحيد هو “العيب تسأل/ي سؤال زي ده”.. غير مسموح تماماً بالحديث معنا في أمورنا الخاصة.

السؤال عن الخطط الإنجابية أمر محرج بوجه عام، ولا ينبغي القيام به، لذا، لا تخجل/ي من الرد عليه بحزم وثبات دون حرج، فمن يتدخل فيما لا يعنيه، يجب أن يكون مستعداً لسماع ما قد لا يرضي فضوله ورغبته في فرض أفكار ومقترحات قد لا تناسب الآخرين ولا تتوافق معهم.

 

اقرأ المزيد: أنجبنا وحققنا أحلام الآخرين

هل وجدت هذه المادة مفيدة؟

اترك تعليقاً

آخر التعليقات (1)

الحب ثقافة

مشروع الحب ثقافة يهدف لنقاش مواضيع عن الصحة الجنسية والإنجابية والعلاقات