الفحوص الطبية
Shutterstock

لا تتجاهلوا هذه الخطوة: الفحوص الطبية للمقبلين على الزواج

يتجاهل الكثيرون إجراء فحوص ما قبل الزواج، رغم سهولتها، ويتناسون أن إجراء هذه الفحوص مبكراً قد يوفِّر عليهم الكثير من الوقت والمجهود بعد الزواج.

لم تنتبه منى* (32 سنة) وشريكها إلى أهمية إجراء التحاليل الطبية قبل الزواج، ولكنهما فوجئا أثناء حجز قاعة ملحقة بالمسجد لإجراء كتب الكتاب بأنهما ملزمان بتقديم شهادة طبية من أجل إتمام الزواج.

تقول: “توجهنا إلى أقرب وحدة صحية، وأجرينا تحليل (الريسس) وتحليل السكر العشوائي، وكانت تكاليف التحاليل بسيطة جداً، وحصلنا على النتائج والشهادة الطبية في اليوم نفسه”.

ورغم سهولة هذه الإجراءات، وإلزاميتها، إلا أن الكثير من المقبلين على الزواج يتجاهلونها، لأن تجنبها سهل أيضاً.

يقول أحمد (37 سنة): “وسط زحمة ترتيبات الفرح وإجراءاته، تجاهلت التوجه إلى الوحدة الصحية للحصول على الشهادة الطبية”، ولكن أحمد استطاع اللجوء إلى المأذون الذي أخرج له الشهادة مقابل مبلغ مادي.

هذا هو الأسلوب الذي استعانت به ريهام (29 سنة) وشريكها من أجل إتمام الزواج، ولكن ريهام عادت وتمنت لو كانت أجرت هذه التحاليل قبل الزواج، تقول: “بعد الزواج تأخرنا في الإنجاب لمدة أربع سنوات، وبعد إجراء التحاليل عرفنا أن السبب هرموني، واكتشفت أنه كان يمكن علاج ذلك مبكراً ومن قبل الزواج لو اهتممت بإجراء هذه التحاليل حين طُلبت مني”.

يستعد المقبلون على الزواج بإعداد منزل الزوجية وتجهيزه، ويولون أهمية لتفاصيل شهر العسل. وقد يجعلهم كل هذا يتناسون استعدادهم الشخصي للزواج وللعلاقة الجنسية، بما في ذلك الإعداد الجسدي والنفسي.

توفر العديد من الدول برامج خاصة بتأهيل المقبلين على الزواج، بل أن بعض الحكومات تفرضها كإجراء روتيني وإلزامي قبل إتمام إجراءات الزواج.

 

وفي العموم تهدف هذه الخطوة إلى الآتي:

 

  • توفير التثقيف الجنسي.
  • توفير المعلومات التي تساعد الشريكين على اتخاذ رأي مستنير بخصوص صحتهما الإنجابية، وفحص مشكلات الخصوبة.
  • تقليل فرص نقل بعض الأمراض المنقولة جنسياً أو المنقولة عن طريق الدم.
  • معرفة فرص وجود أي أمراض وراثية قد تصيب الأطفال في حالة الإنجاب.
  • اكتشاف أي أمراض مزمنة مثل الضغط أو السكر.
  • مناقشة وسائل تنظيم الأسرة في حالة الرغبة في تأجيل الحمل.  
  • تهيئة الشريكين نفسياً واجتماعياً للزواج ومسؤولياته.
  • تقييم أي مخاطر صحية قد يتعرض لها الشريكان أو الأطفال في المستقبل.
الإعداد للزواج
shutterstock

وتضم الخدمة إجراءات طبية ونفسية متنوعة مثل:

 

  1. توفير مشورة ما قبل الزواج، وفي الأغلب هي مشورة نفسية عن التعامل مع التحديات والضغوط التي ستطرأ بعد الزواج.
  2. أخذ التاريخ المرضي وإجراء الفحص الطبي.
  3. تلقي التطعيمات المناسبة إذا كانت هناك حاجة إلى ذلك، أو في حالة عدم تلقيها في الصغر، مثل تطعيمات الحصبة الألمانية أو الكبد الوبائي ب.
  4. إجراء التحاليل الطبية.

 

تختلف الفحوص والتحاليل قليلاً في حالة كان الزواج من غير الأقارب، أو كان زواج أقارب.

 

الفحص العام لغير الأقارب يتمثل في:

 

  1. تحديد فصيلة الدم.
  2. عامل ريسِس RH: يحدد هذا التحليل إذا كانت فصيلة الدم إيجابية أو سلبية. في حالة كانت فصيلة دم المرأة سلبية والرجل إيجابية، سوف تكون فصيلة دم طفلهما إيجابية، أي مخالفة لفصيلة دم الأم، وفي هذه الحالة، من المهم أن تحصل المرأة على حقنة لتحسين مستوي المناعة في الأسبوع 26 إلى 28 من الحمل.
  3. صورة الدم كاملة ومستوى الهيموجلوبين.
  4. مستوى السكر بالدم (عشوائي): يساعد هذا في معرفة إذا كان أحد الشريكين مصاباً بالسكري، وهذا مهم جداً في حالة الرغبة في الحمل، لأن إذا كان السكر غير متحكم به قد يؤثر بالسلب على الجنين.
  5. فيروس الالتهاب الكبدي الوبائي بي وسي: يتوافر لقاح ضد فيروس التهاب الكبدي الوبائي بي ويمكن أن يحصل عليه أي من الشريكين قبل الزواج، إذا كان الآخر مصاباً بالفيروس، لمنع انتقال العدوى.
  6. تحليل فيروس نقص المناعة البشري: العلاج متوفر، في حالة ظهر التحليل إيجابياً، ويُنصح الشريكان باستخدام الواقي الذكري أثناء العلاقة لمنع انتقال العدوى.
  7. تحليل مرض الزهري.
  8. تحليل السائل المنوي: يساعد هذا التحليل في معرفة إذا كانت هناك أي مشاكل في الخصوبة.

 

النساء:

كل التحاليل السابقة بالإضافة إلى:

  1. تحليل اختبار الأجسام المضادة للحصبة الألمانية: يوجد لقاح ضد الحصبة الألمانية ويمكن الحصول عليه قبل الزواج أو قبل الحمل.
  2. الهرمونات: الأستروجين /البروجسترون، وأيضاً ((LH/FHS، تساعد هذه التحاليل في معرفة إذا كانت هناك أي مشاكل في الخصوبة.
ضرورة التحاليل
shutterstock

أما في حالة زواج الأقارب فيُضاف الفحصان التاليان:

 

  1. الثلاسيميا (أنيميا البحر المتوسط): تعتبر أنيميا البحر المتوسط مرضاً وراثياً في الدم يؤثر على مستوي الهيموجلوبين في الخلايا. عالمياً، نسبة حاملي الجين الذي قد يصيب بأحد أنواع الثلاسيميا بيتا من 6 إلى 9٪ وهي تقريباً نفس النسبة في مصر.
  2. فحص الكروموسومات (تحديد النمط النووي): لمعرفة فرص إصابة الأطفال بأي أمراض جينية وراثية، في حالة زواج الأقارب، أو وجود أي تاريخ مرضي لأحد الشريكين.

 

وتبعاً للفحص الطبي قد يضيف الطبيب أي تحاليل أو فحوص طبية أخرى.

في مجتمعنا، لا يعرف الكثير من الشركاء التحاليل والفحوص التي ينبغي إجراؤها قبل الزواج، وقد يتجاهلون هذه التحاليل لعدم الوعي الكافي بأهميتها، أو بحجة الانشغال في الإعداد للزواج.

ولكن التحاليل متاحة في مصر بمقابل مادي بسيط، وبعدها يمكن الحصول على الشهادة الطبية، التي توضِّح حالة الشريكين، مجاناً من خلال الوحدات الصحية.

جدير بالذكر أن الشهادة الطبية لا تمنع من الزواج ولكنها فقط تشير إلى وجود أمراض أو عدوى.

ولكن من المهم إجراء هذا الفحص الطبي الروتيني قبل الزواج، لأنه يساعد في اكتشاف الكثير من الأمراض مبكراً، ويحثك على تلقي التطعيمات المناسبة، وهو يساعد الشريكين على اتخاذ على العديد من القرارات الصحية الواعية، والتي ستوفر عليهما الكثير من الوقت والمجهود بعد الزواج.

 

 

* الأسماء مستعارة حفاظاً على خصوصية المشاركين

هل وجدت هذه المادة مفيدة؟

اترك تعليقاً

آخر التعليقات (4)

    1. شكراً لك ذات القبعة الوردية…

      شكراً لك ذات القبعة الوردية على متابعتنا ونتمنى لك حياة سعيدة.

  1. رغم تعرضي لحادث الاسبوع…
    رغم تعرضي لحادث الاسبوع الماضي لكني احرص على متابعتكم داءما وهذه قبعتي ارفعها لكم ?

  2. السلام عليكم،
    مقال جيد جدا، لكن للأسف الكثير يتهاونون بهذا الإجراء الجد هام.

الحب ثقافة

مشروع الحب ثقافة يهدف لنقاش مواضيع عن الصحة الجنسية والإنجابية والعلاقات