الحياة مع أهل الزوج: مشاكلها والتعايش معها
مشاجرات الأم والزوجة، والاختلافات الاجتماعية والفكرية، ومحاولة فرض السيطرة على حياة الأسرة الجديدة، كلها مشكلات محتملة. لهذا يعتبر الزواج في بيت العائلة مخاطرة لا بد أن تعرفوا حدودها وتستعدوا لها.
مع الظروف الاقتصادية الخانقة وارتفاع الأسعار، يلجأ كثير من الشبان إلى الزواج في بيت العائلة. قد يكون سكنهم شقة في بناية تخص الأهل، أو غرفة في شقتهم.
مهما كانت المساحة التي يحصلان عليها، غالباً ما يواجه الزوجان ضغوطاً كبيرة من العائلة قد تهدد استمرارهما معاً، أو تحيل حياتهما جحيماً.
مشاجرات الأم والزوجة، والاختلافات الاجتماعية والفكرية، ومحاولة فرض السيطرة على حياة الأسرة الجديدة، كلها مشكلات محتملة قلما نجا منها عروسان.
لهذا يعتبر الزواج في بيت العائلة مخاطرة لا بد أن تعرفوا حدودها وتستعدوا لها، أو تتفادوها بقدر الإمكان.
لنتعرف على أهم المشاكل التي يواجهها الزوجان في بيت العائلة:
غياب الخصوصية
كعروسين جديدين، ستجدان أنكما بحاجة إلى مساحة كبيرة من الخصوصية للاستمتاع بوقتكما معاً، ولتدليل أحدكما للآخر أو للخروج والسفر والسهر كما يحلو لكما.
تحتاج كل زوجة لمساحة كبيرة من الحرية تمكنها من ارتداء الملابس الجميلة والمثيرة التي تجربها لأول مرة، والاستمتاع ببيتها الخاص وترتيبه كما يحلو لها، ووضع لمساتها في كل ركن.
في بيت العائلة تتقلص مساحة الخصوصية هذه إلى حد كبير. إذا كنتما في إحدى غرف بيت العائلة، وليس شقة فوقهم أو تحتهم، ستصبح مساحة الخصوصية شبه منعدمة.
ستقتصر الحميمية بينكما على غرفتكما ولوقت محدود، ما سينعكس على العلاقة الزوجية، وقوة ارتباطكما العاطفي ببعض.
تدخلات الأهل
مهما كان الأهل طيبين فالتدخل في حياتكما الزوجية سيصبح أمراً مؤكداً أثناء الحياة معهم أو بالقرب منهم.
يعتقد أغلب الأهالي أنهم يعرفون “الأصح” لأولادهم، وأن عليهم طاعتهم دائماً – حتى وإن كانوا كباراً وأنشأوا عائلتهم الخاصة.
قد تبدأ تدخلات الأهل بسيطة كالتعليق على الطعام أو نظافة البيت أو ترتيبه. لكن إذا لم تواجها الأمر بصرامة منذ البداية ستبلغ حد التحكم في طريقة تربية أبنائكما وكيف تخططان للحياة المشتركة، مما يدمر العلاقة من أساسها.
التحكم في حياة الزوجة
في بيت عائلة الزوج تكون الضغوط العائلية أقوى بكثير مما هي عليه في بيت عائلة الزوجة، بسبب النظرة الشرقية التي تعتبر الرجل هو السيد والزوجة مجرد تابع له، لهذا غالباً ما تجد الزوجة نفسها في موقف سيئ.
تحاول بعض العائلات التحكم في حياة زوجة الابن، وتترصد تصرفاتها لتعلق عليها أولاً بأول، وتشكوها للزوج، فتخلق ألف مشكلة بين العروسين.
وكثيراً ما تحاول عائلة الزوج “مسح” شخصية الزوجة الجديدة، لتصبح مطيعة تماماً. كما تجبر بعض العائلات زوجة الابن على خدمة أهل زوجها وإرهاقها في أعمال منزلية ليست مسؤوليتها.
في أحيان أخرى، تربط العائلة بين حسن تصرف الزوجة ورجولة زوجها، وبالتالي فإن اعتراضاتها تُفسر بأنها عدم احترام لزوجها، وضعف شخصية الزوج.
مع هذه الضغوط، ترفض الزوجة التفاهم مع عائلة زوجها من قبيل العناد، بينما يعاني الزوج من ضغوط شديدة بدوره فتشتعل الأمور بينهما.
الصدام الفكري والاجتماعي
إذا لم يكن هناك توافق بين عائلتي الزوجين سيكون الصدام محتوماً في أسلوب الحياة، وطريقة إدارة الأمور.
لكل أسرة سِلوها وأسلوب حياتها، وبطبيعة الحال، يتمسك الكل بطقوسه وعاداته. إذا لم يكن حاجز احترام الخصوصية والاختلاف موجوداً، ستبدأ الخلافات.
صراع الحموات
الزوجة وحماتها مشكلة أبدية، وكثيراً ما يجد الرجل نفسه في موقف صعب بين زوجته وأمه لصعوبة الانسجام بينهما.
وتتصرف الأم بمنطق أنها أنجبت وربَّت وتعبت حتى أصبح طفلها رجلاً بالغاً، يجب أن يطيعها أولاً ويفضلها على أي شخص.
أمَّا الزوجة فتتصرف بمنطق أن هذه سنة الحياة، وما يجمعها بزوجها له خصوصيته وتميزه، ويجب أن تحترم الأم ذلك.
هكذا يقع الرجل بين مطرقة أمه، التي تعتبره عاقاً إذا لم يطعها، وسندان زوجته التي تريد زوجاً قوي الشخصية وليس “ابن أمه“.
تزداد الأمور سوءاً عندما تنضم أم الزوجة للمعركة وتكدر حياة زوج ابنتها، غير القادر على إسعادها وحمايتها، وتزداد الشجارات.
تستعر الخلافات في وجود أطفال، وفي وجود أخوات للزوج تتصرفن كحموات وتكيدن للزوجة.
كيف تتجاوزان مشكلات العيش في بيت “أهل الزوج”؟
المشكلات التي سوف تواجهكما في بيت العائلة لا يمكن تخطيها إلا إذا تصديتما لها معاً كزوجين. إذا تخاذل أحدكما عن مساندة الآخر فالعلاقة في خطرٍ كبير. يمكنكم التصدي لمشكلات “أهل الزوج” ببساطة إذا تمسكتما بمبادئ أساسية:
الثقة
أنتما معاً في مواجهة العالم. اتفقا على أن تثقا ببعض وأن يراعي أحدكما الآخر في حضوره وغيابه، ويتصدى لأي شخص يجرحه لأي سبب.
لا للتدخل
مهما كان الشخص الذي يعلق على تصرفاتك أو تصرفات شريكك مقرباً منك، اعتذر له بلباقة وقل له أن يهتم بشؤونه، لأنك قادر على إدارة حياتك بالشكل الذي يرضيك.
تجنب الاندماج التام
حتى وإن كنت تعيش في غرفة في بيت أهلك، فلا بد أن تكون لأسرتك الجديدة خصوصياتها التي لا يشارككم فيها أحد. الطريقة التي تعامل بها زوجك/زوجتك أو تربي بها أبناءك تخصك وحدك، وليس لأحد حق التحكم فيها.
ضع حدوداً واضحة
لا تستقبل تعليقات الآخرين بخجل أو تحاول تجاهلها ليتوقفوا، لن يتوقفوا! إذا منح شخص نفسه حق التدخل في خصوصياتك فالرد الوحيد المنطقي أن تخبره:
هذا ليس من شأنك.
الحياة في بيت العائلة لها مزاياها؛ فقد توفر لكما مبالغ كبيرة في بداية حياتكما، وإذا استوعبت العائلة خصوصيتكما فسوف تضمنان جواً أسرياً متميزاً لأطفالكما مستقبلاً، فما أجمل أن يعيشوا قرب أجدادهم وأعمامهم وخالاتهم.
لكن إذا كانت الصعوبات المحتملة لتلك الحياة أكبر منكما فلا تخوضا المغامرة، ولا تخاطرا بعلاقتكما ولا تتزوجا في بيت العائلة.
أحسنتم نسأل ألله ألصبر…
أحسنتم نسأل ألله ألصبر وألفرج ?
جميله