عفواً… طمثك يحرجني!
هناك أمور نُحرج منها، ولكن من أكثر الأشياء التي يهابها الرجل في مجتمعاتنا العربية…
في أثناء شرائي لبعض الأدوية من الصيدلية، لاحظتُ حالة غريبة من التكتم: رجلٌ فى منتصف العمر ينفرد بالصيدليّ ويحدّثه بصوتٍ خافت.
سيطرت عليّ تلقائياً نظرية المؤامرة. رجاءً لا تلمني على ذلك. فأنا مواطنٌ عربيّ قرر ان يستسلم مؤخراً بمنتهى البلاهة واللامبالاة لكل نظريات المؤامرة المعقولة وغير المعقولة التي يتم تداولها في وسائل الإعلام العربية، بمختلف توجهاتها وطوائفها وأيدلوجياتها في ساعات الليل واطراف النهار.
أول ما طرأ على بالي هو احتمال كونه Dealer جاء لاستلام نصيبه من الأقراص المخدّرة التي سيقوم بترويجها بعد قليل. ولكن سرعان ما تبددت الفكرة حينما وجدت الصيدليّ الشاب يتوجه نحو “فاترينة” الفوط الصحية، وينتقي احدى عبواتها ويضعها في شنطة شفافة ويعود للرجل الذى استوقفه على حدة قائلاً:
“لالالالا من فضلك لفّهالي فى ورق چرايد، ويا ريت لو تحطهالي فى شنطة سودة”. قاطعه الصيدلي بقوله أنه لا يوجد لديه حالياً شنط سوداء. كان رد فعل الرجل أنه استأذنه، وعاد اليه بعد شراء بقالته ودسّ على الفور عبوة الفوط الصحية في شنطة مليئة بالمشتريات ولونها اسود أيضاً..
هل هذا مؤشر على أنه رجل مغرم بالألوان القاتمة؟
انصرفت من الصيدلية، وكان يدور في بالي سرداً يكمل هذا الموقف. توقعت ان هذا الرجل سيوجّه لصاحبة الحاجة لـ “الفوط الصحية” كمية لا بأس بها من اللوم والعتاب، وسيبدأ بلعن الظروف التي جعلتها لا تحسب حسابها جيداً، وتشتري فوطاً صحية اضافية تغنيه عن التعرض لمثل هذا الموقف المحرج.. ولكن هل شراء الفوط الصحية محرج حقاً؟
لقد كبرنا يا أمي واصبح عاراً على رجولتنا شراء الفوط الصحية.
باعتباري أخاً لبنتين يكبراني سناً، تعرضت كثيراً لموقف الاضطرار الى شراء الفوط الصحية. أذكر جيداً اول تجربة شراء، اذ تلقيت على اثرها عدة نصائح من أمى أبرزها:
- انتقى صيدلية لا يوجد فيها مشترين رجال.
- يفضّل ان تسأل الصيدلانية أن تجلب لك الفوط الصحية لا الصيدليّ لتفادي الإحراج.
- اطلب منه وضعها في شنطة غير شفافة، ويا حبذا لو كانت سوداء.. هل أمى من مغرمي الألوان القاتمة أيضاً؟
- فى حالة عدم وجود شنطة شفافة، يفضّل ان تكون ملفوفة فى ورق جرائد.
لماذا نتظاهر دوماً بأنه أمر سري ويسري تحت بنود “العيب”؟
تلك كانت ابرز تعليمات شراء الفوط الصحية. حفظتها عن ظهر قلب عن غير اقتناع. مرت الأيام وبلغت السادسة عشر من عمري، ومنعت أمي أمر شرائي للفوط الصحية والمبرر: أنني اصبحت رجلاً، ولا يصح لي شراء مثل هذه الأمور “النسائية” البحتة، برغم انني لم أشعر أبداً بحرج من شرائها.
الدورة الشهرية ظاهرة طبيعية تحدث عند بنات حواء، والكل يعلم هذا، لماذا نتظاهر دوماً بأنه أمر سري ويسري تحت بنود “العيب”!
قبيل كتابتي لتلك التدوينة، سألت اكثر من 700 شخص على موقع Ask.fm بخصوص الحرج من شراء الفوط الصحية للزوجة او الأخت او الأبنة، وما إذا كانت البنت قد تجد حرجاً في ان تسأل أباها أو أخاها أن يشتريها لها، وكانت المفاجأة…
واجهتُ أكثر من 400 رد ممزوج بين السب واللعن والاتهام بالتفاهة والسذاجة، وبين التهديد بالحظر ونصائح مختلفة بأن ابحث عن هواية أمارسها عوضاً عن التفكير فى مثل تلك التفاهات.
هل ما زلت ترغب بمعرفة رأى الثلاثمائة شخص الأخرين؟
العشرات فقط أكدوا أنه لا حرج فى ذلك، وأنهم لا يجدونه أمراً جدلياً من الأساس.
فى النهاية، فى سؤال وجب أن يُطرح: من يضع منظومة العيب والصح والخطأ في العالم العربي؟ ومن هذا “المأفون” (ناقص العقل) الذي أخترع سحابة التشويش على أي تساؤل الغرض منه التدبّر فى الأمور اللامنطقية التى نعيشها ونراها يومياً؟
في الغالب، لن تجد إجابة على هذا السؤال. لا تبحث عن الإجابة! فقد تدبّر الأمر جيداً. يفضّل أن تعترف بداخلك ان شراء ما يلزم للمرأة سواء أكان لشأن صحي خاص بها، او حتى جنسيّ هو أمر لا يندرج تحت منظومة العيب والخطأ..
إذا كانت كلماتى مقنعة لك، انزل على الفور واشتري لزوجتك عبوة فوط صحية ملفوفة فى ورق هدايا، وصارحها بأن ليس فيها ما يدفعك للخجل حتى ولو كان طمثها.
ملاحظة: الآراء الواردة في المدونات تعبّر عن رأي كتابها وليس بالضرورة عن رأي الموقع
موضوع مهم ودقة جرس فى ودن
موضوع مهم ودقة جرس فى ودن البنى آدمين الى غاويين يدعوا اننا مصدر احراج وتشويه لكمالهم المفتعل
عادي يعني انا بدخل الصيدلية
عادي يعني انا بدخل الصيدلية وبقول للصيدلي عايزة أولويز ماكسي ام 5 الا ربع 😀
Well said! I like the idea,
Well said! I like the idea, not only for pads, but the general idea of “3eb” in our societies
Super like ya a7med as usual.
Super like ya a7med as usual…. There is no 3eb at all 🙂 my bro. Used to do tht wz me till nw and he is 17 but mum refused tht as ur mum and for the same reason
Ah ana bat7erag bs law fe
Ah ana bat7erag bs law fe supermarket mageebhoom be nafsy 3ady bs law saydalya batkasef atlob w ana 3andy 21 sana we 3omry ma gebt men saydalya be nafsy
مش محرج ومش محل نقاش بالشكل
مش محرج ومش محل نقاش بالشكل ده
مش كل اللي ممكن نعمله او يحصل معنا يبقى للناس جميعا
من منا لم يصاب بالاسهال او الامساك فهل يجب ان يكون محل نقاش عام بالشكل ده
ومن يشعر بالحياء أفضل من غيره
الحياء شعبة من شعب الايمان
عارفين ان الحياء جميل بس لما…
عارفين ان الحياء جميل بس لما زوج الواحده يرفض يشترى بحجه الحياء ماشى ويبقى مكسوف منها ماشي طيب يا عمري زى ماالحياء شعبه من شعب الايمان الطمث علامه من علامات الانوثه وغير كده تبقى ولد فاليه يبقى فيه حياء عادى على فكرة بس برده ميبقاش فيه بجاحه والادب واجب
عادى خالص
عادى خالص
هايل فعلا يا سمير مقال عبقري
هايل فعلا يا سمير مقال عبقري شاطر جدا جدا استمعت بقراءة .. لعبت على وتر حساس اوى فى مجتمعنا اتمنى الناس تسنع كلامك 🙂 احسنت صديقي
المسألة حضرتك مش مسألة عيب
المسألة حضرتك مش مسألة عيب ولا خطأ ،،، المسألة مسألة حياء وخجل، وأعتقد أن ده مش حاجة تعيب البنت … بس تعيب إللي مش بيحس بيه -_-
ده موضوع كتير مهم وحساس بس
ده موضوع كتير مهم وحساس بس الكلامك كلو صح وشكرا الموضوع رائع جدا جدا
شكراً على المعلومة والتوضيح
شكراً على المعلومة والتوضيح جزاك الله عنا كل الخير
عادي
عادي
تقريباً الموضوع مشترك مع
تقريباً الموضوع مشترك مع الذكور والاناث لان الاناث ايضاً تخجل من تداول الادوات الشخصية
الحيا كله خير
الحيا كله خير
موضوع الفوطة ده طبيعي جدا
موضوع الفوطة ده طبيعي جدا وموضوع الحرج غباء.
الموضوع مش محرج ابدا
الموضوع مش محرج ابدا
بس المشكلة فى تعليقات الناس الى في الشارع
هيا الى بتبئي مش كويسة
لا اعتقد ان محرج ابدا
لا اعتقد ان محرج ابدا
أظنه متعلق بالنضج .. .كنت
أظنه متعلق بالنضج .. .كنت أخجل بداية من شراء الأشياء الشخصية من بائع رجل .. بعد أن تخطيت العشرينيات صار الأمر جداااا عادي .. .. إنها متطلبات الطبيعة فلما الخجل !!!
لا داعي للحرج المشكله بتكمن
لا داعي للحرج المشكله بتكمن في موروث ثقافي تخالط فيه مفهوم العيب والا عيب
وايه المشكلة بشتريها من
وايه المشكلة بشتريها من الصيدلية حتي لو كان فيها رجال عادي
بدك كل هالشوارب وكل هالرجوله
بدك كل هالشوارب وكل هالرجوله وماسك في ايدي كيس فوط نسائيه ،، !
اعتقد ان مجتمعنا مارح يستوعب
اعتقد ان مجتمعنا مارح يستوعب هذا الفكر الراقي عندك،ولو جينا نشوف دول برا كيف ان شراء شي مثل هذا بالنسبة للرجال امر عادي مثل شراء المناديل الورقية،كنا بنعرف ليش العرب للحين متخلفين ( لأنهم يفكروا بأشياء ………).
اعجبت بمقالك يا احمد و القاء
اعجبت بمقالك يا احمد و القاء الضوء على العيب فى المجتمع امر ضرورى و ملح حتى لو اتفقنا مجددا انه عيب على الرغم انه مش كدة بس المناقشة ضرورية
هناك فرق ما بين الجهل … وما
هناك فرق ما بين الجهل … وما بين الحياء والخجل … الجهل امر مرفوض … ويؤدي الي افزاع الناس ونقل صور مفزعة وخيالية ولا تمت للحقيقة بصلة .. ولكن عذرا .. الحياء والخجل صفة راقية … ومن الروعة ان تكون صفة في الفتاة المسلمه .. ولكن مع احترامي لا اجد ان الموضوع يستحق نقاشا .. ما يستحق كيف يكون هناك حملات توعية لاطفال في المدارس وتاهيلهم النفسي الصحيح وبدون اي رهبة للمراحل السنية المختلفة
ان الحياء كله خير.. ده شئ
ان الحياء كله خير.. ده شئ المرأة بتستخدمه لعورتها فكيف يكون عادي! ليه هبقي ماشيه ف الشارع والناس كلها عارفه ان البيريود جاتلي دي حاجه خاصة