"التطعيم في مرحلة البلوغ والوقاية من المرض هي أفضل السبل لتجنب انتشار فيروس الحلم الوريمي البشري HPV المسبب لانتشار التآليل التناسلية في مصر". هذا ما يراه الدكتور بهجت مطاوع الذي قدم عرضاً عن حالات إصابة مصابة تصل عيادته قائلا أن معدلات الإصابة في ارتفاع مستمر كما يرى.
الدكتور مطاوع عضو جمعية الشرق الأوسط للصحة الجنسية والتي عقدت مؤتمرها البينالي مؤخراً في القاهرة.
في حديث مع الحب ثقافة يقول د. مطاوع: "ليس هناك احصائيات من مصر على الأخص عن مدى انتشار فيروس HPV المسبب للتآليل، وبشكل عام ليس هنالك أبحاث تتناول انتشار الأمراض المنقولة جنسياً لأنها في الغالب يتم التكتم عنها في مجتمعاتنا".
لكن الأرقام العالمية تشير إلى انتشار الفيروس بشكل كبير. في الولايات المتحدة على سبيل المثال يصاب نصف الرجال والنساء الذين يمارسون العلاقة الجنسية بهذا الفيروس في فترة ما في حياتهم. لكن حمل الفيروس لا يعني تلقائياً الإصابة بالتآليل، إذ أن البعض لا تظهر عليه الأعراض إلا بعد شهور أو سنوات أو قد لا تظهر بتاتاً.
بالطبع لا يمكن تعميم الإحصائيات الغربية على مجتمعاتنا يقول د. مطاوع لكن ما يراه في عيادته من حالات تشير إلى انتشار التآليل التناسلية بشكل متخفي:
"المشكلة هنا أن بإمكان الفيروس التخفي في الجسد بدون أعراض ولوقت طويل، وفي هذا الوقت يمكن للشريك أو الشريكة الإصابة به دون علم".
لقاح ولا علاج
"هنالك أكثر من 150 نوع من فيروس الحلم الوريمي البشريHPV، بعض منها قد يتسبب في التآليل، ونوعان منها فقط (نوع 16 و 18) قد تتسبب في حدوث سرطان عنق الرحم عند المرأة على المدى الطويل". لكن هنالك لقاحين متاحين يمكن من خلالها تفادي فرص الإصابة بسرطان عنق الرحم.
يقول د. مطاوع: "التطعيمات متاحة لكن لكي تكون آمنة وأكثر فعالية لا بد من أخذها قبل أول ممارسة جنسية. وينصح بأخذها ما بين سن 9-11 عاماً (قبل بدء مرحلة البلوغ) لكي تقي الشخص من الإصابة في وقت لاحق في حياته، ويمكن أخذ التطعيم حتى سن 26 عاماً وبعد ذلك يصبح غير فعال بالطريقة المطلوبة".
يفضّل إجراء التطيعم لكلا الإناث والذكور، وتطعيم الإناث أكثر أهمية لتفادي إمكانية الإصابة بسرطان عنق الرحم في مرحلة لاحقة. لكن الفكرة تواجه انتقادات، وغير مقبولة اجتماعياً لأن البعض يرى فيها تشجيعاً على العلاقات الجنسية المتعددة أو المبكرة.
العلاقة الزوجية "بتبوظ" وبيصيروا يهربوا ويقرفوا من بعض
التطعيم في مصر
هنالك نوعان من التطعيم المتوفر في مصروهما: الجاردازيل والسيرفاريكس وفقاً لـ د. مطاوع:
"السيرفاركس مخصص للإناث، أما الجاردازيل يمكن إعطاؤه لكلا الجنسين". اللقاح متاح فقط لمن يمكن تغطية تكلفته لأن نظام التأمين الصحي الوطني لا يتكفل به بعكس دول غربية أخرى مثل هولندا أو الولايات الامريكية التي توفر التطعيم المجاني للفتيات".
وتصل تكلفة التطعيم في مصر إلى 3000 جنيه مصري (370 دولار) .
لا علاج جذري
لا يوجد علاج جذري لفيروسHPV، وأحيانا يختفي الفيروس لأن مناعة الشخص المصاب قوية وقادرة على مكافحته، وفي أحيان أخرى تعود الأعراض من جديد بعد فترة، لهذا فإن التشخيص المبكر مهم جدا، والأهم من ذلك الوقاية من الإصابة.
استشارة زوجية
يعالج د. مطاوع عشرات الحالات في عيادته ويبذل الكثير من الجهد ليس فقط في العلاج الطبي للمريض لكن أيضا في تقديم المشورة للأزواج الذي بات المرض يهدد علاقتهم الزوجية. يضيف: "للفيروس تأثير سلبي ليس فقط على الجسد، لكي أيضا على العلاقة ما بين الزوج والزوجة.
فالزوج أو الزوجة التي تظهر عليها علامات الإصابة تُصاب بالخوف والتوتر في العلاقة والتخوف من العدوى. باختصار: العلاقة الزوجية "بتبوظ" وبيصيروا يهربوا ويقرفوا من بعض ومن العلاقة الحميمية مع بعض".
بالطبع هنالك علاج موضوعي للتآليل منها: الجراحة، الكي، التجميد، أو الليزر. العلاج يتخلص من التآليل ولا يتخلص من الفيروس نفسه، بمعنى أنك ما زلت عرضة للإصابة بالتآليل مرة أخرى.
هنالك أيضا احتمالية قوية بأن تتغلب مناعة الجسم على الفيروس خلال 2-5 سنوات من ظهور التآليل، لكن في ذلك الحين يمكن أن تكون العلاقة الحميمية والزوجية "اتهدمت" كما يرى الطبيب في حالات كثيرة تصل عيادته.
ينصح د. مطاوع الأزواج الذي قد يكون أحدهم مصاباً بالتحلي بالصبر، وعدم توجيه أصابع الاتهام للطرف الآخر في حالة الإصابة، لأنه قد يكون حاملاً للفيروس دون علمه، والأهم من ذلك حماية الأطفال من الإصابة، لا سيما في حالات الولادة التي تستدعي ولادة قيصرية لتجنب انتقال ذلك للمولود.
