خمس قواعد للتعامل مع الخوف من الجنس لدى ذوي الاحتياجات الخاصة
تزيد مخاوف ذوي الاحتياجات الخاصة من الجنس والزواج. ولكن علينا أن نعرف أن تلك المخاوف تراودنا جميعاً بنِسَب مختلفة.
من الصعب الحديث عن ذوي الاحتياجات الخاصة بدون التورط في نظرة واصمة تحاول وضعهم في فئة بعينها.
وفي كل مرحلة زمنية يتغير اسم هذه الفئة، من أجل الوصول لمصطلحات “تلطيفية”. فيتغير مصطلح “المعاقون” إلى “ذوو الإعاقة” إلى “ذوو الاحتياجات الخاصة”، ثم حدث جدل ليتغير إلى “الأشخاص ذوو الإعاقة”.
لكن الاسم الشائع في الأبحاث العلمية والمنظمات الحقوقية حتى الآن هو: “ذوو الاحتياجات الخاصة”.
وعلى الرغم من الجهود الكثيرة المبذولة في هذا الاتجاه الا أن الاهتمام بما يشعر به هذا الإنسان ما زالت قاصرة على “الوصم”. وينسى الكثيرون أنه في النهاية إنسان لديه مخاوف تشبه مخاوف الجميع وعليه أن يتعلم كيفية مواجهتها.
في البداية يجب التفرقة بين أنواع ذوي الاحتياجات الخاصة، فهناك من لديه إعاقات جسمية أو ذهنية أو عقلية أو حسية (سمعية – بصرية – نطقية).
كما يجب أن نتفق على أن هناك اختلافات في مستويات مشاركة الأفراد، من ذوي الاحتياجات الخاصة، في المجتمع، ومدى فعاليتهم فيه وفقاً لمستوى الإعاقة وطريقة تكيفهم معها.
الاتجاه الحديث في التعامل مع الاحتياجات الخاصة هو تمكين هؤلاء الافراد من التكيف والتعامل بفعالية مع الحياة، لكن هناك قصور واضح في تعليمهم كيفية التعامل مع مشاعرهم الواصمة لأنفسهم. وكأن محاولتهم التاريخية للتصدي للوصم الواقع عليهم كونت لديهم وعياً زائفاً باختلافهم حتى على مستوى المشاعر.
هناك حقيقة علمية تقول إن كل الأفراد لديهم مشاعر سلبية وإيجابية، لكن ليس كل الأفراد لديهم وعي بهذه المشاعر، وكذلك ليس لديهم قدرة على إدارتها.
تَعلُّم إدارة المشاعر والذكاء الوجداني أمر جديد نسبياً على المجتمع وبالتالي فهو جديد جداً على ذوي الاحتياجات الخاصة.
وواحدة من تلك المشاعر الطبيعية التي يشعر بها الكثيرون هي القلق من ممارسة الجنس، وخاصة للمقبلين على الزواج.
يتضاعف ذلك لدى ذوي الاحتياجات الخاصة، فالنساء لديهن مخاوف حول مدى جاذبيتهن الجنسية، بينما تدور مخاوف الرجال حول مدى قدرتهم على ممارسة الجنس.
ولو فكرنا في هذه المخاوف سنجدها طبيعية لدى المقبلين على الزواج، لكن تزداد حدتها لدى ذوي الاحتياجات الخاصة.
سأتحدث في هذا المقال عن خمس قواعد تساعد على التغلب على هذه المخاوف.
هل توجد مشكلة؟
تدور القاعدة الأولى حول الجانب الطبي والإجابة عن تساؤل: هل لديَّ مشكلة جنسية أصلاً تعوقنى عن الزواج والإنجاب؟
وهو أمر يحتاج الى زيارة طبيب متخصص ليفحص ذلك بشكل طبي.
والكثير من المقبلين على هذه الخطوة لن يجدوا أي عائق طبي يمنعهم من الزواج والإنجاب، وأن نسبة الموانع ستوازي نسبة الموانع الموجودة لدى الأشخاص العاديين.
الصوت الداخلي
القاعدة الثانية هي انظر لمرآتك الداخلية واستمع إلى صوتك الداخلي.
يجب أن تجيد النظر إلى ذاتك وتجيد الاستماع إلى ما يدور في أعماقك.
أجب عن السؤال التالي: “كيف ترى نفسك؟” “هل كل أفكارك تدور حول الإعاقة أم تدور حول كيفية تحديها؟”
تذكر أن شريكك اختار الارتباط بك دون الأفراد الآخرين.
تذكر أن لديه مشاعر إيجابية تجاهك وفكر جيدًا في الارتباط بك رغم تحدياته المجتمعية التي تعرفها جيداً، لأنك تعيش في مجتمع ما زال يصم كل ما هو مختلف عن الشائع، ورغم ذلك فهو اختارك وتمسك بهذا الاختيار.
يجب أن تُعَلِّم صوتك الداخلي كل ذلك ليردده معك بدلاً من تكرار الكلام الذي يقول: “أنا مجرد شخص عاجز يرتبط بإنسان عادي”.
وأضيف على ذلك يا صديقي/صديقتي العزيز/ة أنه لا يوجد شخص عادي، فكلنا لدينا تحدياتنا الخاصة التي نعجز كثيراً أمامها.
المصارحة
القاعدة الثالثة هي المصارحة مع الشريك.
يجب أن يعلم شريكك بكل ما تشعر به، ويجب أن تتحدث معه عن مخاوفك بمنتهى الوضوح، حتى لو كانت هذه المشاعر مخجلة. من المهم أن تكون واضحاً.
يجب أن تخبريه بمنتهى البساطة بالأفكار التي تشغل بالك. مثل أن تقولي له “أشعر أنني لست جذابة بالنسبة لك”، أو أن تطرحي عليه أسئلة عن توقعاته عن ممارسة الجنس معك.
في العادة يميل الأفراد، حتى المتزوجين منهم، إلى عدم مناقشة هذه الأمور أبداً، لكن في الحقيقة هناك ضرورة ملحة لمناقشة أمورنا الجنسية ومعرفة توقعاتنا من بعض لنحظى بالسعادة والرضا عن الجانب الجنسي الموجود في حياتنا شئنا أم أبينا.
إدراك البدائل
القاعدة الرابعة هي المعرفة بكل البدائل.
فى الغالب ستجد نفسك ليس لديك وعي بطرق الإمتاع المختلفة والتي لا تتطلب كل هذه المجهودات الجسدية التي تتخيلها، وتشعر بأنك عاجز عن القيام بها.
الأمر يتطلب معرفة جيدة بخريطة جسدك الجنسية وخريطة الآخر والطرق المختلفة لممارسة الجنس.
ويمكن الحصول على هذه المعلومات من المصادر العلمية كالكتب التي تتحدث عن الجنس أو المواقع العلمية، أو عمل مشورة ما قبل الزواج لدى أخصائي علاقات زواجية.
وبعد المعلومات الجديدة التي ستنهال عليك ستكتشف مثلاَ أن الإيلاج ما هو إلا واحد من طرق الاستمتاع التي يمكن أن تمتع الطرفين، وأن هناك بدائل أخرى.
الحوادث المتشابهة
القاعدة الخامسة والأخيرة هي قاعدة الحوادث المتشابهة.
وأقصد بهذه القاعدة أننا جميعاً لدينا نفس المخاوف من الجنس. فشريكك الذي لا يعاني من مشاكلك لديه نفس المخاوف. وكثير من الأفراد سيواجه الفشل في الليلة الأولى من الزواج. وكلنا نحتاج لإعداد جيد لمواجهة ممارسة الجنس.
الأمر رغم سهولته لكنه يحتاج إلى العمل جيداً على كسر التوقعات الخرافية التي صدَّرها لنا المجتمع طوال سنوات عمرنا.
ذوو الاحتياجات الخاصة أشخاص لديهم تحديات مثلنا جميعاً وعليهم أن يتكيفوا مع هذه التحديات، المجتمع أمامه سنوات طويلة ليدرك حقيقة أن كلنا ذوو احتياجات خاصة تتناسب مع تحدياتنا وإعاقاتنا المختلفة.
اقرأ المزيد: إمتاع الذات في وجود تحديات جسدية
شخص من ذوي الاحتياجات الخاصه…
شخص من ذوي الاحتياجات الخاصه كنت اهتم فيه ولازلت اهتم فيه عمره 18 يريد مني ممارسه الحب ومتشوق كثيرا هل امارس معه الجنس ؟
مرحباً،
ممارسة الجنس مع…
مرحباً،
ممارسة الجنس مع أي شخص، سواء من المتعايشين مع الإعاقة أو غيرهم، يجب أن تكون بناء على رغبة وموافقة منك. بمعنى يجب أن تكوني أنتِ أيضاً تبادلينه الشعور بالانجذاب والرغبة في ممارسة الجنس. والسؤال هنا، هل أنتِ مستعدة لممارسة الجنس الآن؟ هل تشعري بالانجذاب نحو هذا الخشص؟
في نهاية الحال، يعود القرار لكِ. ولكن يجب أن تكوني صريحة بخصوص مشاعرك وموافقتك على الممارسة الجنسية ولا تدعي رغبته أو مشاعره نحوك تؤثر على قرارك. وللمزيد عن نصائح قبل ممارسة الجنس لأول مرة:
https://lmarabic.com/making-love/sex-first-time